مقالات دينية

سلسلة الرجوع إلى الله  الجزء التاسع ..♰..♰..♰

سلسلة الرجوع إلى الله 
الجزء التاسع
..♰..♰..♰

نحاول التأمل العميق في مشاعر الابن الضال حين رجع إلى نفسه حين أقفر من كل الفضائل وابتدأ بالغَوَز والحاجة حتى طعام الخنازير لا يُشبع .
ونحن اليوم وبلا استثناء نحتاج هذا الرجوع الآمن نحو الفضيلة واقتناء الفضائل المقدسة ليكون قرار رجوعنا سليما سلسا قاطعا .
نحن اليوم نجوع للخبز السماوي وخمر الفرح السماوي لقد استذكر هذا الابن كيف أن الخبز يفضل عن الأجراء ولا خبز لديه يُشبع جوعه .
لقد اشتاق إلى المأوى الآمن والمريح وهو في حضن أبيه لا يخاف من شيء ولا يقلق من شيء فأبوه يدبر كل شيء حسنا .
اشتاق في استذكاره لبيت أبيه الذي كل شيء فيه يوحي بالطمأنينة  والحب وهو يعج بالناس في جميع المناسبات .
إنه الآن وحيد بائس تركه أصدقاء السوء بعدما جردوه من كل شيء يا له من بائس .
إن الشيطان اليوم يحاول تجريدنا من كل فضيلة ومن كل انتماء للكنيسة بل لمسيحيتنا كلها . وبكل أسف وبلا جهد ولا قوة زائدة يستميل معظم الناس فترى اليوم ابتعاد الناس عن الله وعن الكنيسة وعن بهجة الأعياد المسيحية ويحتضنون كل هرطقات العصر يلهون بالأكل والشرب والتنزه ولا يدرون أن هذه كلها زائلات فانيات لا تسمن ولا تسد عوزا أو جوعا .
في المسيح
وفي المسيح فقط تتدبر كل احتياجاتنا
إنه من أطعم ال 5000 من 5 أرغفة وسمكتين
إنه الذي يبارك القليل فيكفي الكثير
إنه المُحب لنا جميعا
إنه الذي يُلبس زنابق الحقل أبهى زينة
إنه الذي لا ينسى حتى طيور السماء
إنه المعطي كل حي طعامه في حينه
إنه الذي تعرى يوم المعمودية ويوم الصلب ليُزيل عرينا
وليس هذا فقط بل ليُلبسنا الحلة الأولى على صورة الله ومثاله
إنه الذي يجدد عهد النعمة معنا كلما أخطأنا وابتعدنا عن رحمته وحنانه
فإن أردنا التأكد هل كل هذا صحيح ؟ فكلمة الله الحية المقدسة تؤكد كلامي إن تأملنا فيها كما يجب وأن لا نقرأها ككتاب عادي بل قراءة تأملية فيها نغترف من محبة الله فائقة الوصف
فلنتذكر كما تذكر الابن الضال ولنأخذ القرار الحاسم والقطعي للرجوع .
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
عبدالاحد قلو
عبدالاحد قلو
2021-03-27 16:35

فعلا انه موضوع يحتاج الى الصحوة للمنغمسين في ملذات هذه الدنيا التي كلما تقادم الزمن .. كلما اوصلت العالم الى السقوط نحو الهاوية. ولانقاذ هذا العالم يحتاج كل منا ان يراجع نفسه بين فترة واخرى بالاستعانة بالصلات والصوم والتأمل. يحتاج التأمل بما فعله خلال يومه والوقوف على اخطائه واسبابها محاولا معالجتها وفق التعاليم الالهية.. ولكن الذي يحصل هو اهمالنا لمسلسل اعمالنا اليومية وبالتالي وقوعنا في مشاكل جمة قد تفوق قدرتنا بالتخلص منها. وما ظاهرة جائحة فايروس كور*و*نا كناتج عرضي مميت سببه الابتعاد عن وصايا وتعاليم الله التي حلت محلها الكره والبغضاء بين ابناء البشر. نعم نحتاج للعودة الى حضن الاب وكما عاد الابن الضال الى حضن ابيه بعد ان شعر بأنغماسه في شر الرذيلة. لايمكن ان تصفى هذه الدنيا ان لم يتم مراجعة الذات وتصحيحها من كل فرد او مجموعة تتقي الله. والا فالعالم يغرق يغرق.. والمشكلة هنالك اصبح تحدي بين الدول العظمى باستعراض اسلحتها ومنها النووية الفتاكة التي تمحي البشرية جمعاء ان استمروا في غيهم وغطرستهم.. والمصيبة انهم يدعون بايمانهم بالله ولكن لايراجعون انفسهم لمعرفة الى اين وصلوا..! الستر والطمأنينة من الله للبشرية جمعاء.
واخيرا.. لايسعني الا ان اشكر الشماس القدير اوديشو يوخنا لهذا السرد الرائع عن الموضوع والرب يباركه ويزيد من وزناته الصالحة. وايضا شكرا لموقع مانكيش نت .. لفسحها المجال لهكذا مواضيع لتصحيح الذات الانسانية وفق المبادئ المسيحية الرشيدة. تحيتي للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!