مقالات دينية

دلائل حسية تثبت وجود يسوع في القربان

دلائل حسية تثبت وجود يسوع في القربان

بقلم / وردا إسحاق قلّو

قال الرب يسوع ( إذا لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمه ، فلن تكون فيكم الحياة )  ” يو 53:6″

القربان المقدس ( الإفخارستيّا ) سر من أسرار الكنيسة المقدسة أسسه الرب يسوع في العشاء الأخير ، ليلة أسلِم نفسه طوعاً . إنه سّر تقوى ، وعلامة وحدة ، ووليمة فصحية ، فيها نتناول المسيح غذاء ، وتمتلىء النفس بالنعمة ، وتعطى عربون الخلاص . فالمسيح موجود بجسده الحقيقي ، وبدمه الحقيقي في القربان ، وهذا السر لا ندركه البّتة بالحواس ، بل بالإيمان وحده . وعلينا أن نؤمن بقول الرب ، عندما أخذ خبزاً وبارك ثم كسره وناوله لتلاميذه ، قائلاً : ( خذوا فكلّوا ، هذا هو جسدي … و … هذا هو دمي ) ( طالع مت 26: 26-28 ) . القربان المقدس هو الخبز المقدس النازل من السماء ، من يأكل منه يحيى إلى الأبد ، وكما قال يسوع  ( أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء ،من يأكل من هذا الخبز يحيَ للأبد . والخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي أبذلهُ ليحيا العالم ) ” يو 51:6″ .

   القداس الإلهي هو أهم عمل يحدث كل يوم في العالم ، فيه يتم إعادة تجديد عذابات يسوع وموته على الصليب ( 1 قور 11: 26-27 ) . المسيح يقدم ذاته للآب لأجلنا في ذبيحة غير دموية . والكنيسة المقدسة جسد المسيح ، تشترك في تقدمة هامتها ، وتقرب ذاتها معه كاملة ، وتنضم إلى المسيح شفيعاً إلى الآب لأجل جميع الناس ، في الإفخارستيا . فكما بسط المسيح ذراعيه على الصليب ، كذلك الكنيسة تقرّب ذاتها به ومعه وفيه شافعةً في جميع الناس .

  عجائب القربان المقدس نقلت لنا عبرالأجيال لتسند إيمان الضعفاء ، ولتزيل شكوكهم ، ويقوى إيمانهم .

   يسوع يجترح عجائب قربانية كثيرة عبر الأجيال ليؤكد على مدى تاريخ الكنيسة بأنه هو الخبز الحقيقي النازل من السماء ، فمعجزات القربان ظهرت للمؤمنين منذ القرون الأولى ، لنطالع أعجوبة ( لانشانو) ، إيطاليا التي حدثت سنة 750 ، حيث

  في ( الكلام الجوهري ) تحول القربان إلى قطعة من ( اللحم والدم ) خلال كلام التقديس ، لقد تم فحص قطعة اللحم هذه في السبعينات من القرن الماضي ، فأكد العلماء إنها قطعة من عضلات طريّة لقلب بشري . . لقد كانت هناك في العصور الغابرة الآلاف من البراهين بان يسوع هو جسدياً موجود في القربان المقدس . و ( لانتشاو) هي مجرد واحدة من تلك الحالات العديدة المشهورة في العالم .

في عام 1317 أخذ كاهن القربان الأقدس إلى رجل مريض في فيفرسيل – بلجيكا . وضع حُقة القربان ( وعاء خاص للقربان المقدس له غطاء ) على الطاولة وذهب للتكلم مع أقارب المريض . في الوقت عينه أخذ الفضول بأحد الأقرباء فأقترب من حُقة القربان ، وكان في حالة الخطيئة المميتة ، في فضوله أزال الغطاء عن القربانة بيديه . في الحال بدأت القربانة تنزف دماً ، فرمى القربانة في الحُق وهرب من المكان . حين عاد الكاهن ليناول المريض وجد الحقّ مفتوح والقربانة ملطخة بالدماء . لم يعرف كيف يتصرف . فذهب إلى الأسقف وأخبره عن الحادث . لاحظ الأسقف أن الأمر خارق للطبيعة فأمر الكاهن بأن يأخذ حقّ القربانة إلى كنيسة دير الراهبات السيستيريات في هيركنرود نظراً لسمعة الدير .

ذهب الكاهن الى الدير وما ان وصله أخبر الراهبات عن المعجزة وذهب اياهن الى المذبح . حين فتح الكاهن الغطاء الذي كانت القربانة بداخله شاهد رأس المسيح المكلّل بالشوك ظاهراً على القربانة . كان ذلك بمثابة اعلان من الرب عن رضاه وقبوله بالبقاء في هذا الدير .

الكثير من الشعب قدِمَ وشاهد المعجزة وأصبحت كنيسة هيركنرود مكانا شهيراً يؤمّه الحجّاج . بقي القربان في كنيسة الدير حتى سنة 1796 حين طُردت الراهبات منه اثناء الثورة الفرنسية .في تلك الأزمنة الصعبة للكنيسة كان  القربان العجائبي في رعاية بعض العائلات الى أن أُخرِج سنة 1804 من مخبأه بإحتفال مهيب ووضع في كاتدرائية القديس كوينتين في هاساليت لكن الأهم من ذلك بكثير – من بناء وجمال كاتدرائية هاسيلت – هو وعاء الذخائر المقدسة مع
  القربان المقدس المعجزة الإفخارستية المدهشة التي وقعت في 1317، والتي يتم الاحتفاظ بها تماما دون أي عنصر كيميائي . وضعت الذخيرة المقدسة على مذبح خاص حيث يتم تكريمها من قبل المؤمنين ، وما زالت معروضة حتى يومنا هذا .

     القديسة كاترينا السيانية ( 1347-1380 ) لقد أعطاها يسوع بذاته القربان المقدس بفمها . كانت  القديسة من أعظم المتعبدات للقربان المقدس ، فما يمكنها يوماً أن تعيش دون تناول يسوع حبيبها . قال عنها الكاهن مرشدها : كانت كاترينا تعرب لي غالباً عن جوعها الشديد إلى طعامها السماوي ، فإذ كنت يوماً راجعاً معها من زيارة أنفس تقية ساكنة في الجبل ، أعربت لي عن شوقها المضطرم وجوعها العظيم إلى خبز الملائكة ، فأجبتها بأني متعب جداً ، وأن وقت القداس قد عبَر . فسكتت ، ثم أعربت ثانيةً عن جوعها الشديد ، فذهبت إلى الكنيسة ، وأبتدأتُ بالقداس الإلهي . وبينما كنت أكسر البرشانة المقدسة طار جزء منها ونزل على لسان كاترينة التي كان وجهها يشع نوراً سماوياً . هكذا يشبع الرب الجياع إلى حُبه ، والعطاشى إلى مرضاتِه . ليت لنا هذا الجوع ، وهذا العطش إلى تناول يسوع في قربان .

( الأخت ماريّا كولومبا شون ) ” 1744″. طار القربان من بيت القربان على طول الكنيسة ونزل في فمها . وبنفس الطريقة وفي نفس السنة طار القربان وحط في فم ( الأخت كريشينسيا هوس ) .

( القديس الكاردينال جان فيشر ) 1859 . تركت قربانة مقدسة أصابعه وطارت إلى فم أحد أفراد المناولة الأولى ، وكان هناك مشكك شاهد ذلك فتاب وبعد ذلك رُسمَ كاهناً .

( تريزيا نيومن ) 1962. شاهدت يسوع يوزع الخبز في أفواه الرسل . لم تتناول تريزيا طعاماً على مدى ستة وثلاثون عاماً إلا القربان المقدس مع الماء ، وكان وزنها في تصاعد مستمر كلما تقدّم بها العمر . كذلك إمرأة من شمال فرنسا التي عاشت إلى الألفية الثالثة ،  مضى على عدم تناولها أي طعام إلا القربان المقدس حوالي خمسين أو ستين سنة . قام مطران المنطقة التي تعيش فيها بسجنها في غرفة في المستشفى لمدة أسبوعين ليمتحنها ، وبعد نهاية الأسبوعين تبين أنها لا تزال في صحة جيدة كما كانت سابقاً . لقد قام المطران بواجبه للتأكد من حقيقة الأمر وكانت هي تقوم بواجبها بالطاعة له .

في عام 1974 قال الأب جوزيف ماري جاك عن مارتا روبين 1981 عندما بدأت أقرب القربان صوب فم مارتا لم أستطع ، لقد طار القربان نفسه إلى فم مارتا وحط على لسانها .

     قال القديس الأب بادري بيّو الذي كان غالباً يتألم آلام المسيح أثناء القداس : ( بإمكان العالم أن يوجد بشكل أسهل بدون الشمس من أن يوجد بدون القداس الإلهي ) هذا الكلام يدعونا لنفكر ملياً بضروة الإشتراك بالقداس لكي ننضمّ إلى يسوع لإنقاذ العالم من الدمار وباللقاء مع يسوع نخلص أنفسنا . القداس هو أهم من كل صلواتنا وتراتيلنا ، وما زلنا لا نفهم عمق وأهمية القداس لخلاصنا .

في عام 1988 بينما كانت ( جوليا كيم من ناجو – جنوب كوريا تتقبل المناولة على اللسان تحول القربان إلى لحم ودم ) . بدأت هذه الأعجوبة في حزيران 1988 في عيد خميس الأسرار وتكررت في التسعينات وحتى الآن ، وقد شاهدها الأب الأقدس بعينهِ في روما . هناك عجائب أخرى كثيرة عن القربان تفيد بأن حتى بعض الحيوانات كانت تسجد أمام القربان المقدس . فكيف يُعبَّر اليوم عن تحجر تلك القلوب البشرية تجاه القربان المقدس ؟ وكل العجائب تحدث بالتناول عن طريق الفم ، فليس هناك أعجوبة واحدة حدثت عن القربان المقدس بأيدي المتناولين . أي أن التناول الصحيح هو عن طريق الفم ، لا عن طريق اليد . بدأ المناولة عن طريق اليد في هولندا سنة 1965 . لقد دحض البابا بولس السادس في المنشور ( الإيمان بالأسرار ) لا  ( للمناولة باليد ) على أنها ( إعتقاد خاطىء قد نُشر ) فبالتالي طلب من الأساقفة الهولنديّين بأن يكتبوا لجميع مهنتهم ويعطوهم الأوامر ليعودوا إلى إعطاء المناولة المقدّسة على الطريقة التقليدية أي بالفم .

    ومن عجائب القربان في العالم نذكر قصة سرقة بعض الأجزاء من القربان المقدس من كنيسة بلدة ( لانجويز ) في إلمانيا . سمح اللص لنفسه بالرغم من أنه مسيحي بأن يرتشي بمبلغ قليل من المال لأخ بعض أجزاء من القربان المقدس وإعطائها لآخرين حتى يقوموا بسبّها وبالتجديف عليها . وبعد مرور فترة على تكرار هذا التجديف على تلك الأجزاء من القربان المقدس ، بدأت فجأةً هذه الأجزاء القربانية تنزف دماً . لقد أصيب المتورطون المشاركون في حفلة التجديف بصدمة ، ومن خوفهم وضعوا الأجزاء من القربان المقدس في قطع من قماش ودفنوها في الغابة بالقرب من بلدة لانجويز . وبعد فترة قصيرة حدث بأن أرستقراطياً بولندياً كان مسافراً على تلك الطريق بالرب من هذه الغابة ، وكانت أربعة خيول التي تجر عربته توقفت وركعت على الأرض . لا شىء ، ولا حتى سوط الأرستقراطي أستطاع أن يجعل هذه الخيول تنهض عن الأرض . عندها بدأ الأرستقراطي في البحث حوله حتى وجد قطعة القماش من الكتان التي تحتوي أجزاء القربان المضمّخة بالدماء . لقد انتشر الخبر بسرعة في المنطقة فجاء الكاهن من تلك البلدة على رأس مجموعة من المؤمنين وأنتشل القربان من الأرض وأعادهُ إلى الكنيسة ، بينما كانت الأجراس تقرع فرحاً وإبتهاجاً.

معجزة القربان المقدس شهد عليها البابا فرنسيس

معجزة القربان المقدس شهد عليها البابا فرنسيس

 –      عام ١٩٩٦ وفي ختام القداس خرجت امرأة من الكنيسة لتجد أن أحدهم رمى بالقربانة المقدسة أمام الباب ، فما كان منها إلا ان حملتها ودخلت الكنيسة من جديد لتخبر الكاهن بما حدث

  أخذ الكاهن القربانة ووضعها في كوب ماء ، ومن ثم وضع كوب الماء في بيت القربان – هذا عادة ما يقوم به الكاهن في هذه الحالة – فيضع القربان في الماء ليذوب فيها ومن ثم يسكب الماء في جرن العماد

بعد خمسة أيام عاد الكاهن الى بيت القربان ليفتحه فانذهل لوجود القربانة كما هي مغطاة بالدماء

أخذ الكاهن القربانة وذهب مباشرة ليخبر الأسقف المعاون بما حدث وكان الأسقف المعاون آنذاك هو خورخي برغوليو – البابا فرنسيس اليوم .

أعاد برغوليو كوب الماء الى بيت القربان حيث بقي فيه خمس سنوات ، كان خلالها برغوليو قد أصبح هو الأسقف . فأخذ قطعة صغيرة من القربانة وطار بها الى نيويورك الى مختبر مهم . هناك سلم المختبر القطعة دونما ذكر مصدرها . فالخبراء لم يكونوا أبداً على علم بأن ما بين يديهم هو من القربانة.

أتت النتيجة أن قطعة اللحم هذه هي قطعة من قلب أُخذت منه وهو لا يزال على قيد الحياة ! وهو قلب عانى الكثير وتعذب كما وأنه تحمل لطمات كثيرة على الصدر

تم نقل قطعة لانشانو الإيطالية الى نفس المختبر في نيويورك ، وكانت النتيجة هي عينها نتيجة القطعة الأخرى التي أحضرها برغوليو- البابا فرنسيس الى نيويورك: قطعة من قلب على قيد الحياة ، عانى الكثير من الألم واللطمات

تبقى أعجوبة الافخارستيا، معجزة تحوّل الخبز والماء الى دم وجسد الرب هي المعجزة الكبرى  ، هي التي بها نصير نحن جسد الرب

المصادر

  • الكتاب المقدس
  • كتاب ( أخرجونا من هنا ! ) ماريا سيمَا
  • التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
  • كتاب ( باقة أزهار لمار يوسف البار )

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!