مقالات سياسية

ثروات تسرق وسكوت مطبق

الكاتب: حسام صفاء
ثروات تسرق وسكوت مطبق
ان تمادي دول الجوار العراقي على الحدود والثروات العراقية يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدواعي وبتحليل بسيط ستتضح الصورة ويتبين مدى الثقة التي تتمتع بها دول الجوار في نهب واستغلال ثروات العراق بكل جرأة وعدم خوف ..
فهذه الدول تسعى للاستفادة من الوضع الحالي في العراق فمثلا الكويت رغم ان لديها موانئ عديدة مع دول الخليج الأخرى مع ذلك تصر على بناء ميناء مبارك وهذا يشير الى محاولة التأثير على العراق لصالح دول أخرى ومنها أمريكا ، كما ان هذا الأسلوب من قبل الكويت ليس بجديد فقد قامت بالاستيلاء على أراضي عراقية عام 2005 كانت مزارع للطماطم ومنها أراضي فيها آبار نفطية أطلقوا عليها تسمية آبار مشتركة حيث تصدر الكويت منها يوميا 300 ألف برميل نفط خام والعراق لم يصدر منها أي برميل ولا يعطى العراق من أموال النفط الذي تصدره الكويت ورغم أن القانون الدولي ينص على ان تكون المياه الإقليمية للدول هي 12 ميل بحري بينما حصة العراق من المياه الإقليمية 2هي  ميل بحري بسبب تجاوزات دول الجوار ، كما ان الكويت تعاقدت مع فرنسا على تشييد مفاعل نووي بعشرين مليار دولار ، وتم اختيار جزيرة وربة التي تبعد عن ميناء ام قصر مسافة اقل من نصف كيلومتر فقط لأنها تبعد عن اقرب مجمع سكني كويتي مسافة أكثر من 30 كيلومتر ، في حين انها تقع على مسافة اقل من نصف كيلومتر عن أم قصر والحكومة العراقية خارج نطاق التغطية !! ، وهذا يعني اخلاء نصف مليون عراقي من مدينة أم قصر وليس من الميناء فقط وإجلاء سكان خور الزبير حفاظا على سلامتهم ولن يكون بمقدورنا ممارسة اي نشاط زراعي في هذه المنطقة التي سيتم إعلانها منطقة محظورة بسبب تلوثها بالإشعاعات الذرية !! وللأسف سيبقى البعض يتهم من يذكر مثل هذه المواضيع بأنه بعثي او يتبع دولة معينة او يهدف لمزايدة سياسية والعراق ينهب ويسرق ويُعتدى عليه ..
ان التدخل الخارجي في العراق كالتواجد الأمريكي ونشاط إيران السلبي ووصول أشخاص غير كفوئين ومفسدين الى السلطة هو من اضعف موقف العراق السياسي والاقتصادي في المنطقة حتى وصل الحال الى مطالبة الكويت بأموال أسمتها ديونا وقد سددها حكامنا الكرماء جدا !! كما ان التجاوزات من قبل الدول المشتركة مع العراق بآبار النفط وهي إيران والأردن والكويت ما زالت مستمرة على الآبار العراقية من خلال اعتمادها طريقة الحفر المائل لاستخراج النفط وباستمرار ولو كان المجتمع الدولي منصفا ويتعامل بحيادية لوجب عليه ومن خلال مجلس الأمن إلزام الدول التي لها مشتركات مع العراق الالتزام بالمعاهدات الدولية واقتسام الآبار التي تقع على الجانبين إذن هناك خللاً وتهاونا بل تواطئا من قبل السياسيين العراقيين وغيرهم وهذا ما يوضحه موقف السياسة الخارجية للعراق ووزارة الخارجية واللجان المتخصصة في البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية لعدم اتخاذها الموقف الحازم تجاه هذه التعديات ومنها القصف المتجدد للقوات الإيرانية والتركية للحدود والذي يعتبر استهانة واضحة بالسيادة العراقية فالقصف يتجدد دائما من قبل الجانبين التركي والإيراني على الحدود العراقية بحجة وجود عناصر مناوئة للحكومتين في هذه المناطق ومن الطريف أنه بعد عودة رئيس الجمهورية جلال الطالباني من مؤتمر بروتوكولي لمكافحة الار*ها*ب في طهران مباشرة تم القصف الإيراني للأراضي العراقية !! فالمفروض من إيران مكافحة ار*ها*بها مع العراق خصوصاً في ظل دعم إيران للمجاميع المسلحة في البلاد من مليشيات مقتدى وغيرها قبل الدعوة إلى المشاركة في مثل هذه المؤتمرات ..
وبسبب الهجمات التركية المتكررة أيضا نلاحظ الأهالي يعيشون أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة بعيداً عن مناطقهم بالإضافة الى الخسائر الكبيرة بالأراضي الزراعية والغابات في المنطقة ولا أعلم أين هي المواقف المسؤولة من قبل الحكومة العراقية والسياسيين خاصة من يتمتعون بعلاقات قوية مع إيران وتركية ومن أمرت المرجعية بانتخابهم حسب تصريح المرجع الباكستاني حين قال أنا وإخوتي المراجع السيستاني والفياض والحكيم قلنا للشعب أن هناك “قائمة وحيدة واحدة قائمة الائتلاف عليكم بها”

وقبل فترة وتحديدا في 29 من آذار الماضي قام رئيس الوزراء التركي بزيارة مفاجئة إلى النجف التقى خلالها المرجع السيستاني فلماذا لم يتدخل المرجع لحل  مشاكل العراقيين رغم ما يتمتع به من نفوذ وسلطة ؟؟!! بينما نلاحظ التدخل من اجل مصالح دول أخرى كالبحرين حين لاقت الأحداث التي شهدتها البحرين ردود فعل كبيرة من قبل السياسيين كما هو موقف المالكي بل حتى البرلمان حين علقت رئاسته أواخر آذار الماضي جلستها الـ44 لمدة أسبوع تضامناً مع البحرين بالإضافة الى تدخل المرجعية خصوصا في 18 آذار الماضي وكذلك مقتدى الصدر ..
فيا ترى ماذا يعني هذا السكوت المطبق والصمت المهين من قبل أهل الحل والعقد ومن بيدهم السطوة والسلطة والنفوذ من السياسيين والمرجعية تجاه ضياع حقوق وثروات العراق ؟؟!! هل يعني الرضا والقبول بسرقة حقوق وثروات العراق ؟؟!!
ولماذا الصمت عن أفعال دول الجوار وخاصة إيران رغم العلاقة الوطيدة بينهم ؟؟ ولماذا غض النظر عنها وعن سرقات ثروات العراق وآبار الفكة خير شاهد ، فلم يكفي إرسال الحقوق من أموال الخمس والزكاة الى إيران وبناء العمارات السكنية والمستشفيات على حساب أموال الحقوق من العراق
http://www.sistani.org/local.php?modules=nav&nid=7&mid=80
ليصل الحال الى سلب الثروات وكيف لا وهم يرون الضوء الأخضر يعطى لهم من قبل المتنفذين للنهب والسرقة على اعتبار أنهم يضمنون سكوت العراقيين سواء ببيان او تصريح او حتى إشارة ولذلك أقول ان أصل الفساد والانحراف والمسؤولية تقع عاتق من أيد وساند هؤلاء السياسيين ومن يغمض العين عن كل تجاوز يحصل من إيران وغيرها بحق العراق وأرضه ، كما أني لا أعجب ممن باع ارض العراق وثرواته لأنهم لا أصل لهم هنا ، بل عجبي وعتبي على من مُزجت صفات أرض الرافدين بصفاتهم وتركوا فوق أديمها بصماتهم لماذا يهملوها ؟؟!! هذه الأرض التي إذا نأيت عنها يا عراقي يوما تساءلت في داخلها الذرات عن ذراتك ..
فلا تلوموني على عتبي وانتقادي وان كان جارحا فقد توضأت كلماتي بعبير ارض العراق الجريح وجثوت في محراب ارض الغري متهجدا داعيا بعذب الدعاء ان يفرج الله عنا هذه الآهات وان يعيد لنا أرضنا التي كأن ترابها من عنبر ، فعلام اللوم يا إخوتي وأنا عاصرت كل ملمة حلت بهذه الأرض المعطاء وواجهت كما هو حال العراقيين الشرفاء كل مصيبة وحملت في لساني ووجداني وقلبي الجريح جراحها وارجو وان تكون خاتمتي ان أخضب بدم الوفاء لرايتها وكل مبادئها ، ولا تطلبوا مني السكوت والمهادنة وأنا أرى السارقين والمغتصبين والمفسدين يعيثون فيها فسادا ففي العراق نشأتي وفي أرضه سيكون مماتي ..
 
حسام صفاء الذهبي
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!