مقالات دينية

تساعية الميلاد 18 كانون الاول (اليصابات)

الكاتب: المطران سعد سيروب
تساعية الميلاد 18 كانون الاول (اليصابات)

المطران سعد سيروب حنا

كلمة الله (لوقا 1/ 24-25) وبعد مدة حبلت امراته أليصابات، فأخفت أمرها خمسة أشهر. وكانت تقول: “هذا ما أعطاني الربّ يوم نظر أليّ ليزيل عني العار من بين الناس”.

تأمل لم يكن لأليصابات أولاد. رحمها عقيم، مغلق، عكس قلبها المنفتح كلياً. ألم كبير أصاب قلبها لكونها عاقراً. موقف المجتمع جاف وثقيل، في زمن كان يعتبر فيه الابناء بركة الله.
عكس هذا، زكريا زوجها، لم يتصرف كالملعون، ولم يبتعد عن الله: لقد قبل حدوده بتواضع وفقر، ومع زوجته أكملا حياتهما بايمان وبخدمة الهيكل. لم يلعنا القدر، ولم يتمرّدا على الله.
ويحدث ما حدث: فبعد أن أظهرت الطبيعة شوطها وصار من المستحيل عليها أن تلد، يتدخل الله. والمولود سيكون نبياً ويهيئ الطريق للمسيح. انتظار طويل، واستسلام مطمئن، وايمان عظيم أثمر بمن هو الاعظم بين الانبياء.
في منطق العالم اليوم، كما في ذلك الزمان أيضاً، اليصابات فاشلة وخاسرة ، ولم تستطع انجاز مشروع حياتها. ولكن في منطق الله ايمانها صار نبوءة.
لا تكون حياتنا كما نريد ونرغب، وطرقها تبتعد عن ما تريدي ونرغب. وفي كثير من الاحيان نشعر أن احلامنا ومشاريعنا، وإن كان مصنوعة بنية طيبة، لا تتحقق!
اليصابات تلعمنا أن الله يحقق مشروعه وتصميمه عندما نسمح له بالتدخل في حياتنا.
صلاة اليصابات لقد انتظرت طويلاً، يارب. بكيت عندما انطفأت انتظاراتي ورغباتي في رحمي. لم أفهم لماذا أصابني ما اصابني، ولكني وثقت بك، ولم أفقد رجائي فيك. عندها لمستني ففاضت فيَّ الحياة، ولهذا أرتل لمجدك. تصنع العجائب لمن يثق بك، وتجعل من حياته مثمرة. أمين.
التزام لنملأ ايام زمن البشارة هذا بالتسابيح والتمجيد. أن كنا لم نحقق أحلامنا، فلنؤمن بأن الله سيحقق أحلامه فينا، إذا سمحنا له.
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!