مقالات دينية

تساعية الميلاد 24 ك1 (يسوع)

الكاتب: المطران سعد سيروب
تساعية الميلاد 24 كانون الاول 2014 (يسوع)

المطران سعد سيروب

كلمة الله فنعمة الله، ينبوع الخلاص لجميع البشر، ظهرت لتعلمنا أن نمتنع عن الكفر وشهوات هذه الدنيا لنعيش بتعقل وصلاح وتقوى في العالم الحاضر، منتظرين اليوم المبارك الذي نرجوه، يوم ظهور مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي ضحى بنفسه من أجلنا حتى يفتدينا من كلِّ شر ويُطهرنا ويجعلنا شعبه الخاص الغيور على العمل الصالح (تيطس 2/ 11-14).

تأمل هذا هو الله، يا مَنْ لا تشعرون بالحاجة إليه! هو الله الذي يبشر مَن هم غير مستحقين، وغير مصلين، ومَن يكفرون يومياً بالحياة ونعمها.
إنه إله يكشف عن نفسه في علامات الحياة اليومية، ويختفي في الاشياء الصغيرة. إنه إله يغير الحياة، وإن ظلت على حالها، يعطيها نوراً جديداً. إنه إله يجول في مستشفى العالم الكبير، حاملا معه دواء الشفاء، دواء الرحمة والمحبة.
هذا هو الله يا تلاميذ الناصري. هذا هو الله مختلفاً تماماً عما فكرنا به أو اعتقدناه.
إله صغير، لا يحل المشاكل، ولا يخلقها أيضاً. إله يطلب من البشر أن يقبلوه. إله لا يعاقب الخاطىء، بل يموت من أجلهم. إله يهتم بالفقراء، ويشجع المهمشين، ويقترب من المضطربين. إله فقير، مهمش، ومضطرب بجنون حبه لبني البشر! إله يحب البشرية فيصير انساناً فيها. إله يسهل الوصول إليه وفهمه، حنون ورحوم. ليس إلهاً مكتفيا بذاته وأنانيا. إله هو أول مَن يُحبّ.
إله لا يخاف من أن يكشف عن نفسه كمحتاج. يحتاج إلينا كما احتاج الى مريم ويوسف. يطلب مني أن أخدمه في كل فقير ومهمش ومتروك.
إله سكن ضعفي، فحوّله الى قوة. لا يريد قصوراً ولا يحتمي بقلاع، ملجأه الوحيد هو قلب الانسان.

صلاة ابن الله أنا أصلي لأجلهم، ولا أصلي من أجل العالم، بل لأجل مَن وهبتهم ليّ لأنهم لك. من أجلهم أقدس نفسي حتى يتقدسوا هم أيضاً في الحق (يوحنا 17/ 9، 19).

التزام فلنترك أنفسنا للحبّ: نُحَب ونُحِب رغم كلّ شيء.
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!