تذكار ظهور القديسة مريم في بلدة فاطيما بالبرتغال
تذكار ظهور القديسة مريم في بلدة فاطيما بالبرتغال في 13 أيار
إعداد / الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني
في خضم الحرب العالمية الأولى، وفي بلدة فاطيما بالبرتغال، ظهرت القديسة مريم لثلاثة أطفال كانوا يرعون الغنم في تلك المنطقة وهم: لوتشيا عمرها عشر سنوات، وفرانشيسكو عمره تسع سنوات، وجيسانتا عمرها سبع سنوات. وكان هذا بالتحديد يوم 13 أيار 1917. لقد وصفت لوتشيا الرؤية قائلة: “بأنهم رأوا سيدة جميلة من السماء، كان نورها أسطع من الشمس واقفة على سحابة فوق شجرة دائمة الإخضرار”.
وطلبت منهم السيّدة أن تلتقي بهم فى نفس الـمكان، وذلك في اليوم الثالث عشر من كل شهر من الشهور التاليـة وحتى شهر أكتوبـر لأنهـا تريد أن تعرّفهم بذاتهـا وطلبت منهم الصلاة من أجل الخطـأة”، ثم إختفت. وبالفعل ترددوا الفتيـة الثلاث على الـمكان حسب الـموعد المحدد بالرغم من الارتياب الذي كان باديًـا من أهل القرية بخصوص الرؤية.
وحسب الوعد فقد تكررت الرؤيـة ست مرات خلال الفترة من 13 أيار وحتى 13 تشرين الأول من عام 1917، وسرعان ما انتشر نبأ هذا الحدث العجيب وبدأ يتزايد عدد المشاهدين حتى وصل إلى أكثر من خمسين ألفًا في الظهور الأخير، وخاصة عندما أبلغتهم السيدة العذراء انهم سيشاهدون أعجوبـة كعلامـة للناس إثباتًـا بأن هذه الأحداث حقيقة.
وفي يوم 13 تشرين الأول هرعت الجموع بلهفـة متجهة إلى موقع الرؤية على الرغم من سيول الأمطار. وظهرت للفتيـّة الثلاث الصورة الـمضيئة للسيدة التي أرادت أن تكشف عن ذاتهـا بقولهـا لهم: “أنـا سيّدة الورديـة”. وبغتـة توقفت الأمطار ثم ظهرت الشمس، وشوهد قُرص الشمس وهو يدور لولبيًا بسرعة مذهلة نحو الأرض، ففزع الجميع وخرّوا على الأرض ساجدين ومصلّيـن. وفي لـمح البصر عادت الشمس وإرتفعت الى موقعهـا الطبيعـي.
وفي عامي 1918 و1919 توفي كل من فرانشيسكو وأخته جيسانتا، بسبب الأنفلوانزا، كما أعلنت لهـما العذراء من قبل، أمـا لوتشيا فقد التحقت بالرهبنـة وعاشت مكرسة نفسها لله ولمريم العذراء، إلى أن رحلت لديار النور في شباط 2005.
«رأينا سيّدة جميلة من السماء»… ظهورات فاطيما ومعجزة الشمس
بقلم / د. آمال شعيا
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار سيّدة فاطيما في 13 مايو/أيّار من كل عام. وفي هذا العيد، نتذكّر معًا ظهورات العذراء مريم للأطفال الثلاثة في البرتغال.
في 13 مايو/أيّار 1917، وفي خضم الحرب العالميّة الأولى، ظهرت سيّدة الورديّة المقدّسة في فاطيما بالبرتغال لثلاثة أطفال من عائلات متواضعة، بينما كانوا يرعون الغنم، وهم: لوسيا دوس سانتوس وفرانشيسكو مارتو وأخته جاسينتا. وصفت لوسيا مشهد رؤيتهم للعذراء بهذه الكلمات: «رأينا سيّدة جميلة من السماء، وكان نورها أسطع من الشمس». ثمّ تكرّرت تلك الظهورات، وفق وعد العذراء لهم 6 مرّات حتى 13 أكتوبر/تشرين الأوّل 1917.
وقد سبقت هذه الظهورات مشاهدة الأطفال ملاكًا من السماء في العام 1916 لثلاث مرّات، هيّأهم في خلالها لما سيحدث معهم في العام 1917.
على الرغم من الارتياب الذي أُصيب به أهل فاطيما نتيجة تلك الظهورات، راح عدد المشاهدين المؤمنين يزداد من ظهور إلى آخر. كما كشفت العذراء للأطفال، في خلال ظهوراتها، الكثير من الحقائق والأسرار. ثمّ طلبت منهم تلاوة المسبحة الورديّة يوميًّا. بعدها، أخبرتهم بحدوث معجزة في الظهور الأخير لكي يؤمن الجميع بظهوراتها.
وهكذا حصل ، ففي الظهور السادس والأخير، رأى الحاضرون الشمس تتفكّك فجأة وتتّجه إلى الأرض بحركة متعرّجة. مع اقترابها، ازداد حجمها أكثر فأكثر، وبدت كأنها ستقع على الناس وتسحقهم، فسقطوا على الأرض خوفًا يصلّون ويطلبون المغفرة من الله. بعد ذلك المشهد، عاد كل شيء إلى ما كان عليه سابقًا. في العام 1918، مات فرنشيسكو، ثمّ توفّيت أخته جاسينتا في العام التالي. أمّا لوسيا، فدخلت الحياة الرهبانيّة مكرّسة ذاتها للربّ. وكانت العذراء قد أبلغتهم في ظهوراتها بكل ما سيحصل معهم.
لنُصَلِّ مع سيّدة فاطيما والأطفال الثلاثة كي نتعلّم أن نتوب عن خطايانا، ونشكر الله على أمّه الحبيبة وعطاياه، مؤكدين أن رغبة قلبنا الوحيدة هي العمل بكلمته حتى نستحق فرحه الأبدي.