بصيص أمل في أفق أزمة المياه العراقية التركية
تتجدد آمال العراقيين مع الأنباء الواردة من أنقرة، حيث أسفرت المفاوضات بين الوفد العراقي والجانب التركي عن بصيص أمل في أزمة المياه المزمنة, فقد وافقت تركيا مؤخرًا على زيادة إطلاق المياه في نهري دجلة والفرات بمقدار 420 مترًا مكعبًا في الثانية يوميًا، وذلك بدءًا من الأربعاء 2 يوليو 2025.
هذه الخطوة، التي جاءت بعد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، تُعد بادرة إيجابية قد تخفف من حدة الضغوط المائية التي يواجهها العراق.
ليست أزمة المياه هذه وليدة اليوم؛ فالعراق، الذي كان يُعرف تاريخيًا بوفرة مياهه، يواجه تحديات متزايدة منذ عقود بسبب مشاريع السدود التركية الكبرى على منابع الأنهار، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي وسوء الإدارة الداخلية للمياه, ورغم توقيع اتفاقية إطار عمل استراتيجية لـ10 سنوات في أبريل 2024 بين البلدين لإدارة الموارد المائية، لا يزال العراق يتلقى أقل من 40% من حصته التاريخية من المياه.
إن استمرار نقص المياه في العراق ينذر بكارثة إنسانية وبيئية واقتصادية، مهددًا القطاع الزراعي، ومسببًا جفافًا للأهوار، وتفاقمًا لأزمة مياه الشرب, في المقابل، قد يؤدي استخدام المياه كورقة ضغط إلى توترات إقليمية وضغوط دولية على تركيا.
الحل المستدام يكمن في التوصل إلى اتفاقية شاملة وملزمة تضمن تقاسمًا عادلًا ومعقولًا للموارد المائية، مع مراعاة الاحتياجات البيئية والبشرية, وعلى العراق أيضًا تكثيف جهوده في ترشيد استهلاك المياه وتحسين إدارتها الداخلية, فالمستقبل المائي للمنطقة يتطلب تعاونًا مسؤولًا وحلولًا مستدامة من الجميع.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.