الحوار الهاديء

المؤتمرات العربية والأسلامية والنتائج المطلوبة

الكاتب: قيصر السناطي
المؤتمرات العربية والأسلامية والنتائج المطلوبة
تنعقد بين فترة واخرى مؤتمرات في العالم العربي والأسلامي وهي تدعوا الى مكافحة التطرف والأرهاب والى حل مشاكل الفقر والتشرذم التي تشهده معظم الدول الأسلامية والعربية سواء على المستوى الداخلي او على على العلاقة بين هذه الدول ، وما ينتهي المؤتمر وقبل ان يجف حبر كتابة هذه القرارات ، ينتهي مفعولها ، وكأن شيء لم يحدث ، ان المشكلة الكبرى التي تعاني منها المجتمعات العربية والأسلامية الأن هي موجة التطرف والأرهاب ، التي تهدد مجتمعاتها وتهدد مستقبل هذه المجتمعات في وجودها وتهدد العالم بعدم الأستقرار، ان المؤتمرات العربية والأسلامية لا  تحاول ايجاد حلول جذرية بل دائما تكون الحلول ترقيعية   فمعظم المسؤولين في الدول الأسلامية يخافون الخوض في اسباب المشكلة وهي الثقافة الدينية الخاطئة المتآتية من الكتب المعتمدة لدى اغلب المسلمين ،فالغالبية تدعوا الى الأعتدال في منهج الأسلام بينما الكتب تدعوا الى الأرهاب وعدم قبول الأخر ، اذن اساس المشكلة هي في تعديل الكتب  لكي تتغير هذه الثقافة التي تدعوا الى التطرف والأقصاء ، وهذه مسؤولية المراجع الدينية ومسؤولية الحكام في الدول الأسلامية في معالجة المشكلة من جذورها .
 اما التباكي على جرائم د*اع*ش وأخواتها لن ينهي الأرهاب والتطرف ، والدليل هو كلما تم القضاء على تنظيم متطرف ظهر اخر وبأسم جديد والهدف واحد وهو انشاء خلافة اسلامية وفرض الشريعة  الأسلامية على الجميع ،اذن المطلوب هو معالجة اسباب التطرف وليس نتائج التطرف ، وهذا مستبعد الأن لأن الجميع يخاف الخوض في تعديل الكتب الأسلامية  لأن ذلك قد يدفع بعض المغالين في التطرف الى اهدار دم الشخص سواء كان من المراجع الدينية او كونه من المسؤلين ، وهنا تكمن المشكلة ، ان الأغالبية المسلمة تتهرب من الحقائق وتقول ان الدين يدعوا الى الأعتدال بينما هناك ايات تدعوا الى التطرف والى محاربة غير المسلمين والذين يختلفون مع منهج الأسلام ،وهذه الأيات موجودة ولا يمكن انكارها ، لذلك حتى المراجع الدينية لا تستطيع تكذيب ما تردده د*اع*ش واخواتها والتي تقول انها تطبق الشريعة وهي سائرة على نهج النبوة ، وهي تحاول ما كان الأسلام يفعله في حملاته في اسلمة المجتمعات القريبة والبعيدة بالسيف ، والتأريخ الأسلامي شاهد على ذلك ،ونقول للأخوة المسلمين ان المشكلة ليست فيكم كبشر بل في الكتب التي تدرس في المدارس الدينية والتي افرزت ثقافة التطرف التي ينتهجها المتطرفون من الأرهابيين ،ومن هنا نقول ان العبرة ليست بعدد المؤتمرات التي تعقد، بل بالنتائج التي تتحقق ، فهل يستطيع مؤتمر البرلمانات للدول الأسلامية  المنعقد في بغداد ايجاد حلول للأرهاب الأسلامي . كل الدلائل تشير ان المؤتمر سوف يخرج بقررات عمومية وغامضة ولن يستطيع وضع النقاط على الحروف ويعترف بوجود خطأ فكري في الكتب المعتمدة لدى غالبية المسلمين ، والسؤال الذي يجب ان يسأله كل مسلم لماذا ليس هناك ار*ها*بيين وا*نت*حا*ريين من المسييحيين او من اليهود او من البوذيين وغيرهم ،وعند ذلك يجد ان المشكلة موجودة عند المسلمين فقط والذين اصبحوا جميعا في دائرة الشك والأتهام بسبب الخلايا المتطرفة الأسلامية ومن كل الطبقات والمنتشرة في معظم دول العالم ،سواء كخلايا فاعلة او خلايا نائمة .والدليل ما تفعله د*اع*ش واذنابها في سوريا والعراق وفي بقية الدول التي تعرضت الى هجمات ار*ها*بية في العالم .اننا ندعوا المسلمين التحلي بالشجاعة ونقد الذات ومراجعة منهجهم الديني وتعديله لكي يتناسب مع العدل والحق والمساوات ، عند ذلك يمكن يعيشوا بسلام وأمان مع بقية الشعوب في العالم ..والله من وراء القصد …

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!