غير مصنف

القديسان الشهيدان أمفيانوس وأداسيوس 

 القديسان الشهيدان أمفيانوس وأداسيوس 

إعداد / وردا إسحاق قلّو

القديسان الشهيدان أخوة  أصلهما من ليسيا . نشئا في أسرة عرفت بالرفعة والغنى ، وثنية العبادة وذلك في القرن الرابع الميلادي .

أصلهما من ليسيا ، نشأ في أسرةٍ عرفت بالرفعة والغنى ، وثنية العبادة

ترك أمفيانوس أسرته إلى بيروت حيث انكبَّ على العلوم اليونانية وهناك عرف كيف يحافظ على عفَّته و فضيلته وطهارة قلبه وتقواه

بعد عودته من دراسته لم يشأ أن يبقى في كنف عائلته بسبب وثنيَّتها . انتقل سرّاً إلى مدينة قيصرية حيث أعدَّ له إكليل الشهادة

لبث هناك يتعلَّم ، في إطار الكنيسة ، الأسفار الإلهية بكل اجتهاد ، مدرِّباً نفسه ، بكل غيرةٍ ،  على سيرة الفضيلة . وهناك خَتَمَ حياته خاتمة مدهشة

أمفيانوس المعروف في القرب بإسم ( أبيانوس ) ، قال ( لما وصل إلى الحكم مكسيمينوس قيصر حدث إضطراب في كل مكان لأنه شاء أن يظهر للجميع عداوته لله في ذلك الوقت أظهر الشهيد أمفيانوس محية إلهية وجرأة فائقين في إعترافه بالله ).

لم يكن القديس قد أكمل العشرين من عمره ، وكان قد صرف وقتاً طويلاً في بيروت منكباً على العلوم اليونانية ، عرفت إسرته في موطنها ( ليسيا ) بالرفعة والغنى . في بيروت عرف القديس الشاب كيف يحافظ على عفته وفضيلته وطهرته وتقواه . بعد عودته  من دراسته لم يشأ أن يبقى في كنف عائلته لأنها كانت على الوثنية ، ولم تشأ أن تهتدي إلى المسيح . إنتقل سراً إلى مدينة قيصرية في الآراضي المقدسة حيث أعد له أكليلاً لشهادته . لبث هناك يتعلم في إطار الكنيسة الأسفار الإلهية بكل إجتهاد ، مدرباً نفسه بكل غيرة ، على سيرة الفضيلة . وهناك ختم حياته خاتمة مدهشة .

 في الهجوم الثاني على الكنيسة ، في عهد مكسيمينوس ، في السنة الثالثة من الإضطهاد ، على حد تعبير أنسافيوس ، صدر أوامر الطاغية إلى حكام المدن ببذل أقصى الجهد ، وبأسرع ما يمكن لإلزام جميع الشعب بالذبح للأوثان ، على هذا الشرع السعاة في كل قيصرية ، يستعدوم النساء والرجال والأطفال إلى هياكل الأوثان . كما أخذ رؤساء الألوف ينادون كل واحد بإسمه بناءً لقوائم كانت بأيديهم

في ذلك الوقت تقدم هذا الشاب بلا خوف ودون أن يعلم أحد بنواياه ، في غفلةٍ عن الحراس الذين كانوا يحيطون بأوربانوس الوالي أثناء تقديمه السكائب ، تقدم نحوه الشاب وأمسكه بيمينه ومنعه من تقديم ذبيحته قائلاً له : ليس من اللائق أن يهجر الإله الواحد الأحد ويذبح للأوثان والشياطين . على أثر أنقَضَ عليه الجند كاوحوش الكاسرة وأشبعوه ضرباً وتمزيقاً وألقوه في السجن حيث جعل المعذبون رجليه في المقطرة يوماً وليلة . في اليوم التالي أوقف أمام القاضي وعرض لعذابات مروِعة فأظهر كل ثبات . مزقوا جنبيه إلى أن باتت عظامه وأحشاءه ولطموه كثيراً على وجهه وعنقه حتى لم يعد بإمكان من عرفوه طويلاً أن يميزوا وجهه المنتفخ . وإذا لم يشأ أن يستسلم لف العذبون قدميه بكتان مبلل بالزيت وأشعلوهما بالنار . هنا يقول أفسافيوس أن الكلمات لا تفي بالتعبير عن الآلام التي كابدها المغبوط ، لأن النار التهمت لحمه ووصلت إلى العظم حتى أن سوائل جسده ذابت وتساقطت كالشمع .حتى هذا الذي فعلوه لم ينفع في حمل الشاب على العودة عن إيمانه وإعتراف وبان الطغاة مغلوبين على أمرهم ، عاجزين إزاء ثباته الفائق على الطبيعة البشرية ، فعادوا وطرحوه في السجن من جديد . ثم استقدموه مرة ثالثة فقدم لإعتراف إياه ولم ينكر معلمه . وإذ كان على وشك الموت ألقوه أخيراً في البحر . غي أن ما حدث عقب ذلك لا يكاد أن يصدق . كل سكان قيصرية شهدوا العجب ، فحالما طرحوا الشاب المبارك ، المثلث الغبطة في البحر حدث إضطراب غير عادي أهاج البحر وكل الشاطىء حتى تزعزعت الأرض وكل المدينة وقذفت المياه جسد الشهيد الطاهر إلى أمام أبواب المدينة كأنها لم تطق إحتواءه. هكذا كان مكوته العجيب الذي حدث في اليوم الثاني من شهر زانتيوكوس المصادف الرابع من نيسان عام 308م ، وكان يوم إستعداد ، أي يوم الجمعة .

بعد ذلك بفترة قصير عانى

القديس أداسيوس

عانى أداسيوس بعد فترة قصيرة نفس آلام أخيه أمفيانوس بعد اعترافات عديدة بيسوع المسيح . وهو أيضاً  تعرض كأخيه لتعذيبات مبرِّحة في القيود . وقد حكم عليه الوالي بالأشغال الشاقة في مناجم فلسطين ، وكان أكثر علماً من أخيه . أطلق سراحه بعد حين فوجد في الأسكندرية حيث مثل هناك أمام القاضي الذي كان يهين الرجال المقدسين بطرق متنوعة ، ويسلِم النساء المؤمنات المحتشمات والعذراى الفاضلات إلى بيوت الدعارة . راع أداريوس المشهد فتقدم من القاضي بكل جسارة وقرعه على أفعاله ، وبعدما نال نصيبه من التعذيب كابد ميتةً شبيهةً بميتة أخيه أمفيانوس ، إذ طرح في البحر ، فنال الشهادة .

شهيداك يا رب بجهادهما ، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتكَ ، فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّةَ لها ، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!