مقالات دينية

التشابه بين ميلاد المسيح وقيامته

الكاتب: وردا اسحاق

 

التشابه بين ميلاد المسيح وقيامته

بقلم/ وردا أسحاق قلّو

في ميلاد المسيح وقيامته دروساً مهمة ومتشابهة ، وعجيبة ، وخارقة ، يعجز العلم والعقل من تفسيرها لأنها لإله قدير متجسد في عالمنا ، أسمه ( عجيباً ، مشيراً ، إلهاً قديراً ، أباً أبدياً ، رئيس السلام ) ” أش6:9″ . نبدأ بميلاده الزمني الذي كان معجزة عظيمة لم تحصل في التاريخ ولن تتكرر، إنه المولود من الأزل . ولد بيننا من إمرأة  لم تعرف رجلاً ، فكان في حياته الأرضية أم بدون أب ، عكس ما كان في السماء ، كان له أب بدون أم . تجسد في أحشاء البتول من الروح القدس ، لأنه أبن الله .

أما قيامته فكانت بأرادته وسلطانه . لم تتكرر في التاريخ أيضاً ، غلب الموت بقيامته العظيمة ، أنه رب الحياة والموت ، إنه القيامة بذاتها ، وكما قال لمرتا أخت لعازر ( أنا القيامة والحياة …) ” يو25:11″ . 

ولد من مريم تاركاً بتوليتها مختومة . هكذا قام من بين الأموات وخرج من القبر تاركاً الأختام الرومانية على الحجر سليمة . والحجر دحرجه الملاك بعد القيامة أمام الحراس المذعورين ليبرهن للعالم سلطانه على الطبيعة وقوانينها . وهكذا دخل وخرج إلى حيث كانوا التلاميذ والأبواب مغلقة . بدخوله خلف الأبواب المغلقة وخروجه منها  أمام التلاميذ أثبت لهم بأنه الرب القائم من بين الأموات .

في الميلاد ظهر ملاكاً للرعاة وبشّرهُم ، ثم ظهر لهم جمهور من الجند السماوي ينشدون إنشودة الميلاد . أما في القيامة فظهر أيضاً ملاكان عند القبر وتحدثا مع النسوة ، فقالا ( لماذا تطلبن الحي بين الأموات ، ليس هو هنا ، لكنه قام … ) ” لو 6:24″ .

دخل إلى العالم في أحشاء مريم بطريقة لم يدخلها أي أنسان إلى العالم لأنه قدوس الله ” رؤ 7:15″ . وفي قيامته أيضاً أثبت آلوهيته ، لأن الموت دخل إلى العالم بسبب الخطيئة ن ولكنه إله قدوس بلا خطيئة ، لهذا استطاع أن يقوم في اليوم الثالث وكما قال لتلاميذه قبل الصلب . لهذا عبر عنه الرسول ، قائلاً ( تبرهن أبن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات ) ” رو 4:1 ” .

في الميلاد حملهُ سمعان الشيخ ، وقال ( الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيّ أبصرتا خلاصك ) “ لو 2: 29-30″ والملاك قال ( ولد لكم مخلص ) .

في القيامة يقول الكتاب ( مات لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا ) ” رو 25:4″ . يقول مار بولس ( لأنك أن أعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلِصتَ ) ” رو9:10″ .

في الميلاد حصلنا على الفرح عندما بشَرنا الملاك ( ها أنا أبشركم بفرح عظيم ، يكون لجميع الشعب ، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ) ” لو 11:2 ) هنا يثبت الملاك آلوهية المسيح المولود .

في القيامة كان للتلاميذ فرح ورجاء ( ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب ) ” يو 20:20″ .

ميلاد المسيح قوبل بالمقاومة من قبل هيرودس الملك وحاول ق*ت*له لكي لا ينافسه على كرسي الحكم الأرضي .

أيضاً قوبلت قيامته بمؤامرة رؤساء الكهنة والشيوخ عندما أخبرهم الحراس الرومان بحقيقة القيامة ، فدفعوا لهم الرشوة وقالوا لهم ، قولوا أن التلاميذ أتو ليلاً وسرقوه ونحن نيام ” مت 28: 12-15 ” .

الشيطان هو الذي كان يحرض على مقاومة المسيح منذ ولادته وحتى موته ، وبعد قيامته لكي لا يؤمن به أحد ، لأنه كذاب ، ومقاوم ، ومعاند ، وكذاب ، ومضلّ ، ومهلك ، بذل كل جهوده لكنه فشل . وآخر أسلحته كان الموت ، لكنه أيضاً فشل بقيامة المسيح الذي غلب الموت بالقيامة ، وهكذا سنقوم نحن أيضاً بأجساد ممجدة فنولد ولادة أبدية لا تعرف الموت ، وبأجساد ممجدة تليق بالسكنى في ديار الرب العجيبة ، فيعطى لنا كما كتب   

( مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ)” (1 كو 2: 9)

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!