مقالات دينية

البدع والهرطقات في تاريخ الكنيسة

الكاتب: وردااسحاق
البدع والهرطقات في تاريخ الكنيسة
أيمان الكنيسة المقدسة المؤسس على تعليم الرسل الأطهار تعرض منذ البداية الى تجارب ومحاربات من قبل عدو الخير الذي يهاجم الكنيسة بتجاربه أبتداءً من تجاربه الثلاث الفاشلة مع رب المجد ، لكن هذا العدو لا يتعب ولا يكل ولا يخجل من هزائمه ، لهذا نراه في كل الأزمنة كأسد جائع يفتش عن ضعيف يسقطه في شباكه لكي يبتلعه . يهاجم المؤمن الملتزم ويكره الأيمان القويم ويهابه ، لكنه لا يمل عندما يفشل بل يعود لمحاربة أيمان ذلك المؤمن كما عاد الى المسيح بعد فشله في التجارب الثلاث الأولى . الأبليس يهمس في آذان وقلوب كبار وصغار المؤمنين لكي يزرع في أفكارالمؤمنين واللاهوتيين والمفسرين أفكاره ليهيئهم ويعدهم الى التمرد عن تعليم الكنيسة ، وهكذا يصطاد الكثيرين فيتمردون عن الكنيسة وبحجج ومظاهر الأصلاح . هذا الخداع أسقط الكثيرين بسبب تمردهم ، لكن من يتمسك بكنيسة الرب الرسولية لن يسقط أبداً في فخاخ المجرب فكل ما هو مخالف لتعاليم الكنيسة ، فهو مخالف لتعاليم الرب يسوع الذي أسس الكنيسة . المجرب يزرع الشكوك لكي يسلب سلامة المؤمن ويفقد ثقته بالكنيسة وتعاليمها وسلطتها التي أسسها الرب بعد قيامته فوضع بطرس وخلفاؤه على رأس الكنيسة معصومين في الأيمان أمناء في نقل الكلمة وتفسيرها ، وقال لهم ( من سمع منكم فقد سمع مني ) فعمَل هذه الكنيسة يجب أن يدوم هكذا حتى مجىء الساعة .
الرب يسوع ترك لنا روحه المعزي وساندنا بنعمه الغزيرة ، وكل ما يطلبه منا هو الأيمان القوي بكلمته ووعوده . وعلينا أن نؤمن بأننا لا نستطيع بعقولنا وقدراتنا أن نبلغ الى معرفة أسرار الله ، بل قد تقذفنا أفكارنا الى خارج الطريق فنضيع ونتمرد . لهذا يجب أن نخضع ذواتنا الى كلمته ووعوده لأنه مصدر الحق ، فهل من المعقول أن يقودنا الى الخطأ ؟ !
  العقل البشري ضعيف ومحدود وقابل للخداع ببساطة . أما الأيمان الحقيقي المبني على الثقة ، فلا يمكن أن ينال منه المخادع ، لأن أيمان ذلك المؤمن قائم على أرض صلبة قوية وهي كلمة الله الحي التي هي الحق الذي يحررنا والنابعة من مخلصنا الذي هو الحق والحياة والطريق الصحيح الى الحياة الأبدية . لنعرض الأن أهم البدع والهرطقات التي مرت بها كنيستنا المقدسة لنتعرف على حجج الأبليس التي أقنع بها الكثيرين فتمردوا ، لكن الروح القدس العامل في الكنيسة كشف أسلحتهم وعرى أهدافهم لكي تبقى الكنيسة طاهرة في تعليمها ، مستقيمة في مسيرتها ، وسراجها المضىء الذي يضىء العالم لا ينطفي أبداً .
1- آريوس : منه جاءت ( الآريوسية ) وهي تشبه الأبيونية .  أدعى آريوس بأن المسيح مخلوق وليس خالق ، وأنه ليس الله . فحاربته الكنيسة في مجمع نيقية سنة 325 . وأكبر مقاوميه كان أثناسيوس الرسولي .
2- سابيليوس :أنكر الثالوث الأقدس وقال ( الله هو واحد فقط ) أنه أقنوم واحد وكما ظهر في العهد القديم على أنه ( آب ) . وفي العهد الجديد على أنه ( أبن ) وفي عهد النعمة على شكل ( روح القدس ) لكن الكنيسة المقدسة قاومته ، وقالت له بأن الواحد هو في ثلاث أقانيم في كل الأزمنة .
3- نسطورس : قال بأن العذراء ليست أم الله بل أنها فقط أم المسيح فأن لم تكن هي أم أبن الله أذاً المولود منها ليس أبن الله . وقال : كيف نؤمن بأن هذا الطفل الصغير هو الله
4- أوطيخا : قال بأن المسيح كله لاهوت وليس فيه ناسوت . أن ناسوت المسيح ذاب في لاهوته كما تذوب نقطة خل في المحيط . قاومه بابا روما ( لاون ) ودفع ضده بابا ليسقورس بابا الأسكندرية .
5- أبوليرانيوس : قال بأن المسيح ليس فيه روح أنسانية مثل البشر أنه كان بشراً وحل فيه الروح القدس بدلاً من الروح الأنسانية فلهذا أنكر روح الأنسان في المسيح . فكيف أذاً قال المسيح على الصليب ، يا أبتاه في يدك أستودع روحي . ولم يقل في يدك أستودع روحك ؟ رد عليه تيماثاوس الأسكندري وقال : أذا كان المسيح ليس فيه روح ، بل فيه جسد فقط فلماذا لم يخلص الحيوانات المتكونة فقط من جسد ونفس وبدون روح ؟
6- بولس الصموصاتي : قال أن المسيح ولد على أنه يسوع ، وحل عليه المسيح في يوم عماده وفارقه يوم الصلب وكما أعتقدت النصرانية التي تأثرت بها الأسلام . أما نحن فنقول ، أن المسيح الأله تأنس . وهم يقولون بأننا نراه أنساناً تأله . وهنا التوازي الدائم بين خط المسيحية والأسلام التي لا تلتقي يوماً . لأن الأسلام لا يعترف يوماً بآلوهية المسيح . ولا يمكن تفضيل المسيح أسلامياً على محمد .
7- الأنجيليين والبروتستانت  : المنشقين من الكنيسة الكاثوليكية بسبب تمرد الكاهن مارتن لوثر بحجة الأصلاح . آمن لوثر بأن الكتاب المقدس هو المرجع الوحيد في الأيمان . كذلك أعطى الحرية لكل أنسان بتفسير الكتاب المقدس وحذف كل أسرار الكنيسة عدا المعمودية والأفخارستيا . أنشقت كنيسته الى مئات الكنائس وهذا ما يتمناه الأبليس عدو الكنيسة المقدسة .
 8-الأنكليكان  : أنشقاق آخر من الكنيسة الكاثوليكية لعدم أعطاءها موافقة الطلاق لملك بريطانيا هنري الثامن لرغبته في الزواج من عشيقته آن بولن .
9- حركة الميثوديست : أتت هذه الحركة من جون ويزلي فيها التشدد (لاحفلات ، لا خمر ، لا زينة … )
10 -الحركات الأمريكية : الديسبنسيشناليزم ” التمهلية ” .
11- السبتيون الأدفنتست  : حركة منشقة من الكنائس الأنجيلية ظهرت في القرن التاسع عشر . أنشأها المعمداني توماس ميلر وبعد خيبة نبوته في عودة المسيح السريعة ، ألتقطت الحركة من بعده السيدة أيلين هرمون وايت التي أدعت هي الأخرى بمشاهدت رؤيا بأن المسيح سيلأتي قريباً . أيلين يعتبرونها كنبية ورسولة ولها مؤلفات كثيرة . يؤمن السبتيون بأن الملكوت أرضي ، أما السماء فليست للبشر . تحفظ هذه الحركة يوم السبت بدلاً من الأحد كما تحفظ المأكولات من طاهرة ونجسة . هناك الختان كاليهود . يقولون بأن كل الكنائس شيطانية وأن لا وجود لعذاب في الجهنم ، بل هناك موت أبدي .
12- شهود يهوة : مؤسسة تجارية صهيونية معادية لكل الطوائف المسيحة ، نعرفهم بوضوح ( من ثمارهم تعرفونهم ) أنشقت هذه الحركة من مذهب السبتيين . هي من أخطر الحركات المنشقة عداءً للمسيحية ، ولا يمكن أعتبار شهود يهوة مسيحيون ، لعدة أسباب ومنها : حذف وتغيير آيات من الكتاب المقدس لكي تتفق مع أفكارهم الشيطانية ، أنكارهم للاهوت السيد المسيح والثالوث الأقدس ، أعتقادهم بأن المسيح هو الملاك ميخائيل وقد ظهر في الجسد ، وأن الله خلقه ، ودعاه أبنه وأعطاه لقب ميخائيل ومن ثم لقبه يسوع ، من عاداتهم الشاذة يمنعون التطعيم ونقل الدم ، التنبؤ مراراً بنهاية العالم .لا يعترفون بالأعياد
نكتفي بهذا القدر من البدع رغم وجود المزيد من البدع والطوائف منذ تأسيس الكنيسة لحد الآن كالمريميين والنصارى وغيرهم . كل هؤلاء يعيشون بأسلوب البدع ، وكلمة أسلوب هي من فعل ( سلب ) . غايتهم سلب أبناء الكنيسة من أجل التمرد عليها ومحاربتها وكما يتمنى الأبليس .  
كنيسة المسيح من دون هؤلاء ستكون واحدة أو أثنتان ( كاثوليكية وأرثوذكية ) . الطوائف المنشقة أتت بالتشتت والتفتت وستعمل لهذا الهدف الى النهاية ، عملها حشو العقول لأجل التمرد من كنيسة الرب . كل ما هو أيجابي في تعليمهم موجود في تعليم كنيستنا المقدسة . علينا أن نحبهم ونصلي من أجل عودتهم الى حضن الكنيسة المقدسة .
لي مقالات في المواقع عن المذهب المريمي والنصارى . سأتناول في مقالات خاصة لاحقة ، آريوس ، نسطورس ، أوطيخا ، وشهود يهوى . سأبدأ أولاً بشهود يهوة بأكثر من مقال . رجائي أن أفيد الجميع ، ولربنا يسوع كل المجد.
www.mangish.com
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
 
  
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!