مقالات

الانتخابات مفهوم اسيء استعماله

الانتخابات مفهوم أسيء استعماله
“ما جدوى حرية الرأي والتعبير والادلاء في الانتخابات كل خمس سنوات إذا لم اكن قادراً على اطعام ابنائي ” جون برادلي كاتب بريطاني
إن تاريخ البشرية شهد الكثير من التحولات على مختلف الصعد الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لاسيما في الأخيرة فلا زال الجدل يدول حول مسالة السلطة فما بين التيارات التي تدعو الى احترام الحاكم كونه ظل الاله وهذا ما نجده حضارة وادي الرافدين مروراً بحضارة اليونان الى الرومان وصولاً الى التاريخ الحديث وظهور الثورات التي نادت بالحرية وضرورة إيجاد عقد اجتماعي ينظم علاقة الفرد بالسلطة ويحدد مهام وواجبات كل منهما وطرح الانتخاب كوسيلة رقابية لحد سطوة الحاكم وتمنح الافراد حرية الاختيار الحر بانتخاب الأشخاص المناسبين لينوبوا عنهم في إدارة شؤونهم باختلاف أشكال الحكم البرلماني والجمهوري فإن الفرد هو مصدر هذه السلطات
ان حياة الافراد ومعاناتهم اليومية هي الدافع الرئيس للاشتراك بانتخاب ممثليهم في السلطة فهم يبحثون عن اشخاص يقوموا بتحسين واقعهم المعيشي والحصول على مكاسب اقتصادية وتوفير بيئة امان لهم ولذويهم فاهتماماتهم بالكاد تخرج عن هذه المشاغل ليهتموا بقضايا تخص علاقات دولته بالدول الأخرى كون الافراد منشغلين بأمور حياتهم اليومية من تدبير المعيشة وتوفير قوت لعوائلهم ومدارس اطفالهم والحفاظ عليهم وعلى صحتهم وتأمين مستقبل افضل لهم .
إن الناخب ذو العقل له دوافع نبيلة تدفعه للاشتراك بالانتخاب فجدول اهتماماته لا يخلو عما ذكرناه فهولا يدلي بصوته حتى يصل الى السلطة زعماء همهم التمتع بالامتيازات والانشغال بها وترك واجباتهم إنطلاقا من تعصبات دينية أو قبلية أو قومية .
إن السلطة والزعامة بالمفهوم الحديث تكليف لا تشريف فالمسؤول وكيل عن الجمهور الذي انتخبه لإدارة اموره والحفاظ على حقوقه ومقابل تلك الوكالة يعطى امتيازات السلطة والانابة ولا يحق له الخروج عن حدود هذه الوكالة التي خول بها أو التفريط بحقوق موكليه بل يتصرف بها أي الوكالة في حدود ما يحقق مصلحة موكليه وان لا تتعارض تصرفاته مع ما يحقق مصلحتهم والا عد خروجا عن حدود هذه الوكالة وبذلك تعد افعاله بحكم الباطلة كونها الحقت ضررا بمصالح موكليه ولا تتمتع تصرفاته بالشرعية.
ان الانتخابات في بلداننا تحولت الى مدخلات فقط وهي أن يقوم الافراد بالإدلاء بأصواتهم عبر صناديق الاقتراع وليس هناك مخرجات تترتب عليها فكما هو معلوم هناك شرعية وجود للمرشح الفائز وان استمرار هذه الشرعية مرهون بشرعية الإنجاز وتحقيق مصالح الافراد والتعبير عن ارادتهم وتحقيق ما تم الاتفاق عيه فيما بينهم وباختصار( تحقيق البرنامج الانتخابي)
إن حكومة البرامج الانتخابية يندر أن نجدها في بلداننا فبمجرد حصول المرشح على الشرعية والفوز في الانتخابات تنقطع صلته بجمهوره ويتصرف وفقاً لما تمليه عليه نفسه دون مراعاة لحقوق موكليه وبالتالي يعد فاقداً للشرعية وهذه مسألة تحتاج الى مراجعة ووضع حلول ومعالجة لها من خلال وعي الافراد بأهمية الانتخابات ودورهم في متابعة من يوكلونه نيابة عنهم وان تبقى رقابتهم عليه ومطالبته بتحقق وعوده وبرنامجه الانتخابي ومعاقبته في حال خروجه عن حدود الوكالة وان تكون وكالته محكومة بما يحفظ حقوقهم وبالتالي تحقيق ألاهداف المرجوة من عملية الانتخاب

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!