الإعلام في مواجهة التغيّر المناخي – حسين علي الحمداني
احتضنت بغداد للفترة من 20 ـ 24 آيار الحالي، مؤتمر الإعلام العربي في دورته الرابعة المخصص لدور الإعلام في مواجهة التغيّر المناخي، لما لذلك من أهمية كبيرة في حياة الإنسان في ما يتعلق بالمناخ بوصفه مؤثراً في الأمن الغذائي (الغذاء والمياه) والصحة والطاقة والحياة الاقتصادية بصورة عامة .
وربما نجد أن الإعلام البيئي حالة جديدة في الإعلام العربي الذي لم يكرِّس الكثير من الجهود سابقاً لمواجهة التحديات البيئية وتسخير وسائل الإعلام لذلك، وهذا سببه عدم وجود متخصصين في هذا المجال، المهم وهو ما يجعلنا أن نطالب بأن تسعى المؤسسات الإعلامية بكافة عناوينها بجعل الإعلام البيئي جزءاً مهماً من برامجها ودوراتها مضافاً لذلك كليات الإعلام التي يكون هذا الموضوع من ضمن مناهجها التعليمية، خاصة أنه مرتبط كما أشرنا بجوانب عديدة مثل الصحة والزراعة والطاقة وتأثير ذلك في الاقتصاد الوطني .
لهذا فإن مسؤولية الإعلام كبيرة جداً في طرح هذه المشكلات على المتلقي سواء، كان من المسؤولين أو المواطنين عبر تبسيط المصطلحات وتقريبها إلى واقعه الذي يعيشه من أجل الوصول للحلول الناجحة التي من شأنها أن تعالج الكثير من الأمور وتُحسِّن الوضع البيئي .
وبالتأكيد فإن هذه المؤتمرات والملتقيات من شأنها أن تضع الجميع أمام التحديات التي تواجهها البيئة ومخاطر ذلك على المجتمع خاصة في ظل زيادة وطأتها سنة بعد أخرى، مما يتطلب معالجات سريعة ويلعب الإعلام الدور الرئيس في تشخيص الخلل ووضع المعالجات السريعة له، بما يؤمن التغلب على الصعوبات التي تعيشها الكثير من دول المنطقة جرَّاء التغيرات المناخية، خاصة أن أغلب الدول في المنطقة هي ضحية لهذه التغيرات ولم تكن سبباً فيها مما يتطلب تعاوناً دولياً في هذا الشأن .
من هنا نجد أن مؤتمر الإعلام العربي في دورته الرابعة وضع عدة أهداف لهذه الدورة، أبرزها أن تكون هنالك خارطة طريق إعلامية بمستوى التحديات التي تواجهنا في مسألة المناخ قابلة للتطبيق، والمراهنة على وعي المجتمعات لهذه المخاطر التي تهدد الجميع.
الجانب الآخر يتمثل في بناء شراكات عربية ودولية وتبادل الخبرات المعرفية والتقنية بين الدول، خاصة أن المنطقة العربية الأكثر تأثراً بهذه التغيرات المناخية والتي أدت إلى زيادة نسبة التصحُّر وندرة المياه، مما أثر بشكل كبير في الحياة الاقتصادية في الكثير من الدول التي تعتمد في حياتها اليومية على الزراعة وتربية المواشي مما أدى إلى نزوح ملايين الناس بحثاً عن أماكن أفضل تؤمِّن لهم الحياة.
ولا بد أن نشير هنا إلى أن من أهداف هذا المؤتمر هو تفعيل الإعلام البيئي، خاصة إذا ما عرفنا أنَّ لكل إنسان دون تمييز أو تفرقة الحق في أن يعرف الأنباء والمعلومات المتعلقة بالحقائق البيئية، وهذا ما أكد عليه مؤتمر ريو دي جانيرو عام 1992 في توصياته على أهمية وسائل الإعلام في الترويج لقضايا البيئة وحمايتها من كلّ مظاهر التدهور، وهو ما يؤكد دور المواطن في هذا الجانب وأن مهمة الإعلام كبيرة جداً وتتمثل بوضع الحقائق أمام الجميع من أجل مواجهتها بأفضل السبل المتاحة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.