إنتظروا نصف قرن ظهور المهدي فخرج لهم الجولاني !
من كثرة الضجر والملل هذه الأيام ومن سرعه الأحداث توجهتُ إلى مشاهدة أو متابعة التكتوك . فعلاً نقضي وقت جميل معه ، لأنه يغطي اغلب احداث وأقوال وأشعار وأمثال وخرابيط وتفاهات العالم ! فيه الكثير للمشاهدة والتمعن والتوقف عنده واحياً الضحك !
وأنا أتابع الإدمان الجديد ، كتب احدهم ( صادقاً لا اعلم مَن كان وإلا كان ذكرت اسمه ) الآتي :
إنتظر الشيعه العراقية والسورية واللبنانية نصف قرن لظهور المهدي ولكن طلع الجولاني !
تأملت في هذه المقولة الرائعة مطولاً ( تقريباً ربع ساعة ) وفعلاً كانت تستحق السخرية مني .
كَم إمام وشيخ أوهموا الشعب بقدوم أو قرب قدوم وظهور الإمام المهدي ! كم إنسان حلم بهذه الخدعة وهذه الخزعبلات ! كم إنسان دفع وشارك وركع للقائل بقرب ظهور المهدي ! كم وقت تم إضاعته للإستماع إلى هذه الأوهام والأكاذيب ! أين سيظهر المهدي ومن أين سيشرق ! ولكن في النهاية ظهر لهم أحمد . ولكنه لم يظهر أو ينزل لهم من السماء كما يُوهمون المؤمنون النيام بل خرج من ملفات الدول الكبرى ! أي من الأرض وليس من الفوق ! لقد أضاع الشرع طريق وأحلام وأوهام المنتظرين ! لا نعلم هل سيكون الشرع المنتظر للسورين ولكن الحاضر هو الحاضر ! وبدأت الأناشيد والأغاني التي كانت تغنى للأسد تنتقل نفسها للشرع ولكن بتغير الاسم ! أي نفس الشعب الذي كان يرقص ويُغني للسابق بدأت يدبُج ويهز للجديد ! سبحان شأن الشعب العربي في كل عرس دباج !
لنعود إلى مسألة ظهور المهدي ( مو گْلنا طْلع أحمد ) ، كم مرة وخلال اكثر من ألف واربعمائة عام ضحكوا على الشعوب بظهور المهدي أو قرب القيامة أو إقتراب وقت الحساب أو موعد قريب مع الحوريات أو هلاك الاعداء او إنتقام الله للشهداء أو وصول التعزيزات من الفوق او نصرة الله لهم ونفي الاعداء وووووووووو إلخ وفي النهاية طْلع أحمد مو مهدي !
أكثر من أربعه عشر قرن وهم يسخرون ويُسخرون شعوبهم لخزعبلات وهمية بغرض تعبيدهم والركوع تحت اقدامهم كعبيد وأقزام وبشر ناقص ! نعم يتعاملون معه كإنسان او بالأحرى كحيوان ناطق ! قزموا ولجموا وأحتقروا شعوبهم بهذه الأقوال الوهمية والتي لا تعد ولاتحصى ! هذا حلال وذاك حرام وهذا نجس وتلك عورة وهذا مغضوب عليه وذاك فاني والأخر من افعال الشيطان وهذا كافر وذاك زنديق وملحد وووووووووو إلخ وفي النهاية لا توجد كلمة واحدة من هذه الأقوال صحيحة ! لا الله قالها ولا الرسل نشروها ولا الكتب صدقوها ! كل ما تم قوله هو صناعتهم الأرضية لتكفيف العيون وإسكات الأفواه وزيادة التعبيد والعبودية لهم !
لا الله وافق على آلاف المذاهب والأديان ولا الأنبياء طالبوا بها ! مثلما تمسخروا على شعوبهم ولأكثر من نصف قرب بقرب موعد ظهور المهدي بنفس الطريقة مرروا عليهم كل باقي الأوهام ! بنفس الطريقة لا اكثر ولا اقل ، والباقي عندكم !
دخلت إحدى الكنائس لحضور جنازة احد الأصدقاء ، وإثناء القداس كان الكاهن يؤشر علينا بالوقوف والجلوس ، وبعد دقيقة او دقيقتين يُكرر الإشارة بالوقوف مجدداً ولفترات طويلة ، وأحياناً كان ينسانا فنبقى واقفين كالصنم . وفي إحدى مرات النسيان تعبتُ فجلستُ ، إلا ورفسة قوية من بغل كان خلف مصطبتي ، فزعتُ ونظرت إليه رأيته صاحب جمجمه لا تقل عن جمجمة البغل ، علمتُ فوراً بأنها فارغة ، سألته ماذا بك وبصوت خافت ، أشار بيده وقال لي قُم ! تمعنتُ برأسه الكبير وقلتُ له : ما راح أگوم ، أُگعد أنت ! وسمعت الكاهن لأكثر من مرة يقول قوموا بخوف وخشع ورٌعب لنصلي إلى …………. ! بعد أن تعاودت الفقرات وإنحناء الظهر من الوقوف والجلوس طلب منا الخروج !
في الخارج سألتُ احدهم ، لماذا علينا أن نقف اكثر من عشرة مرات ومن ثم نجلس ! رد الصديق حتى تبقى خائفاً منهم ! والله فكرة ! وسألته مجدداً لماذا كان يكرر علينا الوقوف بخوف ورعشة كي نُصلي ! لماذا يجب عليّ الخوف والرُعب ! ألا يكفي الوقوف والصلاة والحضور فعليّ أيضاً أن اخاف وأنا أصلي ! هل طلب الله مني أن ارتجف وأنا أُصلي له ( ليش هو أصلاً محتاج صلاتي ) فرد نفس الصديق هو لا يقصد الخوف والرعشة والقشعريرة من الله بل منه هو ! نعم الخوف منه هو المقصد ! فما بالك بالرعب التي يتم زراعته في الإنسان عند الأديان الأخرى الأكثر تشدداً ورُعباً !
وسؤال حلقة اليوم هو : ماذا سيقول أصحاب الفلم الرعب بقرب ظهور المهدي لإتباعهم بعدما ظهر أحمد وليس مهدي ! أي واهمة جديدة ستحل محل الوهمه السابقة ! إنهم عباقرة وفلاسفة في ذلك الخط وذاك الشأن ، صدقوني سيستبدلون المقولة السابقة بأخرى لا تقل عن السابقة خطورة وحيلتاً وحُجتاً ! سيستبدلون الطريق بأخر لا يقل رُعباً وظلاماً عن السابق ! إنهم متخصصون ومهندسون في رسم الطرق الوهمية الظلامية أمام شعوبهم ! وعندما نكرر عين السؤال لشعوبهم متى تفيقون ! يكون الرد دوماً هو هو ، أنت فاسق ودامس وتائه ! أنت لست معنا في الخط السريع ! نحن نسير عن طريق نافاگازي رجُل الدين وأنت عن طريق نافگازي علماني ياباني ألماني حرام ! والله فكرة !
منظر مقرف كمنظر رفس وضرب الجماعات الجديدة في سوريا لضباط جيش سلمتهم بيروت لدمشق ، مهما كانوا ولكنهم الآن أسرى وبيدكم وسيتم تقديمهم للمحاكمات الدموية فلماذا هذه الوحشية في ضرب ورفس كل واحد منهم بعد أن ينزل من الباص الناقل لهم مباشرة وأمام الكاميرات ! شنو ماعندكم صبر إلى أن يدخلوا إلى السراديب المظلمة ! على الأقل صورة إنسانية أظهروها أمام العالم . وبعدين شنو قصة التكبير ! كل عملية يقوم بها احدكم ينادي بالتكبير ، وكل عملية يقوم بها اعدائكم يقومون بالتكبير ، وكل عملية يقوم بها أي ار*ها*بي يقوم بالتكبير ، وكل فصيل مختلف عن الآخر يقوم بالتكبير ، عند الموت تكبير ، عند الق*ت*ل تكبير ، عند الهجوم تكبير ، عند الهروب تكبير ، لا اعلم كيف يُفرق الله بين التكبير العادل والأعوج ! والله فكرة !
إذا كان الشريف لا يرى هذه المناظر فهذه مصيبة ، وإذا كان يراها ولا يمنعها فهذه هي المصيبة الأكبر ! يعني في هذه الحاله إغسل إيدك تماماً يا السوري !!!!!
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 29/12/2024