مقالات دينية

أيّ مسيحية تبشرون بها؟

الكاتب: خالد مركو
أيّ مسيحية تبشرون بها؟

 خالد مركو

 قانون الأيمان هو أساس عقيدة المسيحية,الكنائس المسيحية هي التي تؤمن بقانون الأيمان, واذا وجد أناس لا يؤمنون بقانون الأيمان لا يعتبرون مسيحيين (شهود يهوه والسبتيين).
يرجع تاريخ وضع قانون الأيمان الى عام 325م في مجمع نيقية(أستنبول حالياً) فأجتمع 318 أسقفاً يمثلون أبرز وأعلم أساقفة العالم المسيحي, مبينين التعليم اللاهوتي الصحيح الذي تسلمته الكنيسة الاولى من السيد المسيح نفسه, وصاغ المجمع الأيمان المسيحي ,بداية من الأيمان بوجود الله حتى الدينونة العامة والحياة في الدهر الآتي, في قانون يسمى بقانون الأيمان.
 أما البروتستانت(الانجيليين) لايؤمنوا بالعديد من الاسرار الكنسية والطقوس والصلوات المرتبة من الكنيسة والمعموذية والتقليد ورفظوا بعض أسفار الكتاب المقدس والعديد من العقائد مع أخطاء في صلب العقيدة المسيحية , وقضوا على الاصوام والرهبنة والشفاعة وأكرام القديسين , وتركيزهم على موضوع الأيمان وتجاهل الأعمال, وينكرون لقب والدة الله وشفاعة السيدة العذراء ودوام بتوليتها ,وهل عندما نطوب العذراء سننسى المسيح !!(منذ الآن جميع الاجيال تطوبني) ,من الكبرياء ان يتجاهل الانسان خبرة مئات السنين ,وكنيسة عمرها 2000 سنة وأقوال الآباء وسير القديسين الذين تتبعوا خطوات المسيح ويفسّر لوحده, ويعتبر نفسه هو الأصح ومن سبقه على خطأ,أين أحترام التاريخ, وأحترام الاجيال وأحترام القديسين الكبار؟
ومن يدعي الكهنوت لنفسه دون وضع يد عليه من رؤساء شرعيين رسوليين متصلين بسلسة الخ*لافة الرسولية فأنه لا يمكن الأعتراف بدرجته الكهنوتية .
الكنيسة الرسولية مبنية على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية, كنيسةعمرها 2000 سنة أستلمت وسلمّت ونقلت وديعة وتراث حقيقي من فكر متكامل ليس فيه شحطات ولا أختراعات,والقديسين عبر مئات السنين الذين تشبهوا بالمسيح قالوا كما قال المسيح وشرحوا قصد المسيح في الكلام.                        
كل انسان صادق مع نفسه ينجذب للمسيح ويرى المسيحية حياة طبيعية مملوءة حب, خير, أحسان, رحمة , سلام, تنادي بالحق بعيدة تماماً عن التطرفات والتشوهات والبدعة,المسيحية فكر يشرح قصة الفداء , قصة البشرية, قصة حب الله للانسان, والمسيحية تُستلم عن طريق الايمان والتوبة والاسرار, المسيحية لاتعرف الا قيادة الروح القدس يقود الكنيسة ويقود كل واحد فيها  الى الروحانية,الى التوبة,الى التواضع, الى النقاوة, الى التشبه بالمسيح, قال القديس بولس”تعلموا مني وتمثلوا بي كما أنا في المسيح” .
أما أساءة فهم القصد الالهي كأن تمسك نفس الانجيل ونفس الآية  وتخرج بشرح مختلف وتقدم مفهوم مختلف, ويكون شكل الاخراج النهائي مختلف تماماً عما قصده وعاشهُ ربنا يسوع وكل أولاده من بعدهُ,بهذا نفاجأ بمسيحية تدعو للسخرية,فيها حركات هستيرية,  مجموعة أنفعالات , ,وادعاء معجزات مستمر, ,المسيحية ليست رواية تبكي الناس .
هذه المسيحية تُحزن الصادقين ويخافوا على أسم المسيح لأنه لا يليق بربنا يسوع المسيح  أن يُقدم بهذه الطريقة,الكتاب المقدس يحدثنا عن التعقل مراراً وتكراراً والتعقل يعني التوازن, الانضباط, والهدوء,”بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم” اذاً حركة الابهار والشحن النفسي والعملية الانفعالية والشكل الهستيري الذي ليس فيه عمق ولا أيمان ولاتوبة كلها غريبة عن الفكر المسيحي وهي دخيلة تتعارض مع فكرة الهدوء والسكون,ربنا يسوع المسيح كان يحكي في هدوء شديد قيل عنه لا يصيح لا يسمع أحد في الشوارع صوته,كلام هادئ يدخل العقل والقلب, هكذا المسيح نعرفه,الوديع ,الهادئء المتواضع .
نشاهد في بعض القنوات الفضائية تشويه لصورة المسيحية ويُصرف عليها مليارات الدولارات لكي تُقدم للعالم مسيحية باهتة بدون أسرار,بدون توبة, بدون كنيسة,بدون جهاد,بدون حب نقي حقيقي للمسيح وللناس,فيها أستعراضات فيها أنفعالات,فيها الاشياء المبهرة فيها الماديات الكثيرة فيها الاشياء الغريبة.

خالد مركو ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!