اخبار شعبنا المسيحي

احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا

نعرض لكم متابعي موقعنا الكرام هذا الخبر بعنوان : احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا  . والان الى التفاصيل.

 

عشتارتيفي كوم- ايبارشية اربيل الكلدانية/

 

احتفل سيادة المطران مار بشار وردة بالقداس الالهي مساء يوم الثلاثاء 15 آب 2023، بقداس عيد انتقال امنا العذراء مريم بالنفس والجسد في مزار مريمانة (عنكاوا)، بحضور سيادة المطران شليطا القادم من امريكا و اباء كهنة الايبارشية و الراهبات و الشمامسة و جمع غفير من المومنين.

فيما يلي نص موعظة سيادة المطران مار بشار وردة.

عظة عيد انتقال العذراء إلى السماء

“تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ. وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي. لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ” (لو 1: 46- 48)

تحتفلُ الكنيسة اليوم بعيد انتقال أمنا العذراء مريم إلى السماء، وفيه حقق فيها ربّنا يسوع وعدهُ لتلاميذه: “أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً” (يو 14: 2- 3). أمنا مريم، كرّست حياتها كلّها، نفساً وجسداً، منزلاً لكلمة الله، وقدّمت جسدها ليأخذ منها جسداً، فصارَ حاضر بيننا، وصارت هي هيكلاً له، أنعم عليها الله بأن أعدَّ لها منزلاً لديه، لتكون إلى جانب ابنها ربّنا يسوع المسيح، إذ، وكما كتبَ بولس لمؤمني كنيسة أفسس: ” أقامنا مع المسيح، وأجلسنا معه في السموات في المسيح يسوع” (أف 2: 6)، فقيامة ربّنا يسوع حولّت كياننا وجعلتنا نعبّر من الموت إلى الحياة، وانتقال العذراء مريم هو ثمرة قيامة السيّد المسيح، هي التي بقبولها كلمة الله، جعلت حياتها كلّها، متحدة اتحاداً فريداً بابنها، وهذا الاتّحاد الفريد في التجسّد جعلها متّحدة معه في المجد السماويّ بعد الموت، على مثال ابنها الذي تمجّد بجسده الذي أخذه من مريم.

هذا ما نحتفل به اليوم، فنحن نحتفل حياة مريم التي قدّمتها الله، قبلها الله بفرحٍ، فهذا العيد يُعطينا جميعاً رجاءً من أن حياتنا على الأرض ليست سنواتٍ نقضيها بانتظار الموت، بل هي خدمة لتدبير الله الخلاصي، حيث ينتظر منّا إلهنا أن نحمل إلى العالم كلمتهُ، ربّنا يسوع، الذي فيه يجد العالم فرحهُ الحقيقي، وتُعلّمنا أمنا مريم كيف لنا أن نؤدي هذه الخدمة بفرحٍ ومن دون تذمّر، من خلال موقف الاستعداد، الجهوزية لنسير في الطريق الذي يُرسلنا إليه الله مثلما سمعنا في إنجيل اليوم، وعبّر عنها لوقا الإنجيلي قائلا: “فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا” (لو 1: 39)، ليقول لنا: لقدد حققت أمنا مريم جوابها لمُبادرة الله لها: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ” (لو 1: 38)، من خلال الإسراع في الاهتمام بما يُريده الله، فلم يكن هناك مسافة زمنية بين قبول إرادة الله والعمل بها، بل أسرعت لتعمل وتؤدي ما يُريده الله منها، مؤمنةً أنَّ تدبيره سيكون لخيرها، حتّى وإن لم تفهم في حينها.

إكرام أمنا مريم لا يكون من خلال الاحتفال بأعيادها، بل من خلال الإصغاء إلى ما تطلبهُ منّا، مثلما قالت للخدم: “افعلوا ما يأمركم به”، وتكشف في نفس الوقت عن تواضعها، مؤمنة بما علّمه ابنها ربّنا يسوع المسيح: “مَن وضعَ نفسه ارتفع” (لو 14: 11)، وهي عرّفت نفسها بـها الخادمة (لو 1: 38)، أي تلك التي تبقى بحادة الله. تلك التي تبحث دوما عن رضاهُ. تلك التي أفرغت حياتها كلياً لله ليملأها نعمةً، ولم تبحث عن مكافأة لخدمتها؛ يكيفها أن تكون أمةُ الربّ، فتُصغي إلى كلمته وتتأمل فيها في قلبها بصمتٍ، فليس المهم أن يعرفها الخدم والحاضرين، بل المهم، أن يؤول كلُّ شيءٍ لمجد الله مثلما كتب يوحنا الإنجيلي: “هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُه” (يو 2: 11)

مريم هي نموج صادق للكنيسة التي قَبلِتَ كلمة الله نعمةً، وينتظر منّا الله أن يكون لنا إيمان مريم، التي أعلنت أنها خادمة تدبير الله، وتضع حياتها كلّها تحت تصرفهِ هو. اختارها الله لتكون أماً لكلمتهِ، وحاملةً إياه إلى العالم مُخلصاً، اختارتَ أن تكون المُصلية بين الكنيسة ومن أجلها، وهي لا ترى نفسها منفصلة عن جماعة الرُسل، الكنيسة، فبقيت معهم تُصلي تنتظر هبة الروح القُدس، لذا، فَهِمَ آباؤنا في الإيمان، مكانة أمنّا مريم، من خلال ترتيلة نُنشدها في عيدها اليوم، والتي تقول: “ايها المسيح ملك العالمين، يا مانح الرحمة، ابعث المتوفين الذين رقدوا على رجائك. ناجت ام ربنا يسو ع قائلة له: “ها أنذا مائتة، وأريد حضور الرسل لكي أتبارك منهم.  فمَن يأتيني بشمعون من روما؟ ومن يأتيني بتوما من الهند؟ ويوحنا من أفسس وأدي من الرها”؟ فقال لها: “ها أنذا أجلبهم ليحملوا نفسك، ويزيحوا جسدك”.

بهذه الروحية نُريد أن نحتفل اليوم، مُشخصين أنظارنا إلى أمنّا مريم، لنتعلّم منها كيف لنا أن نُصغي ونتأمل فيما يُريده الله، ونحاول جاهدين تحقيق إرادته في حياتنا، ونطلبُ منها أن ترافقنا كلَّ يوم لنتعلّم كيف نجعل من حياتنا، من بيوتنا هياكل لله، هو الذي “اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ” (أف 1: 3)

فيا أمنا، نطلبُ منَك أن تُصلي من أجلنا جميعا، لكن، نتشجع ونقتدي بتواضعِك وخدمتِك، ويُنعِم الله على بيوتنا بالقداسة.

 

احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا

ملاحظة: هذا الخبر احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا نشر أولاً على موقع (عشتار) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من (مصدر الخبر)

 

معلومات عن الخبر : احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا

عرضنا لكم اعلاه تفاصيل ومعلومات عن خبر احتفالية عيد انتقال العذراء مريم في مزار مريمانة / عنكاوا . نأمل أن نكون قد تمكنا من إمدادك بكل التفاصيل والمعلومات عن هذا الخبر الذي نشر في موقعنا في قسم اخبار مسيحية. ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!