29/04/2024-|آخر تحديث: 29/04/202408:18 مساءً (بتوقيت مكة)
عندما تشكلت أندية كرة القدم في أواخر القرن التاسع عشر، لم يتم تصميم شعاراتها وخطوطها من قبل متخصص، بل تم الاعتناء بها من قبل القائمين على تأسيس النادي والمساهمين في ملكيته. ولذلك كان التركيز على إظهار البيئة التي ولد فيها النادي.
لكن الآن، وفي ظل هذا التحول البصري الذي يشهده العالم، من العميق والمفصل إلى البسيط والواضح والسلس، أصبحت الأندية في حاجة ماسة إلى تعديل القمصان والشعارات لتتناسب مع الجماهير الجديدة.
وفي ضوء ذلك، أعلن أرسنال قبل أيام عن تحديث جذري لهويته البصرية، من خلال تغيير الشعار الموجود حاليا على القميص بعبارة “آرسنال” المكتوبة بشكل شبه بيضاوي، إلى شعار “مدفع” فقط. وبحسب ما نشرته صحيفة “ذا أثليتيك”، فإن الشعار التقليدي للنادي لن يعود مستخدما اعتبارا من الموسم المقبل.
ويعتبر نادي أرسنال الملقب بالجانرز محظوظا في هذا الصدد، لأنه يمتلك أيقونات بصرية ثرية وتاريخية، جعلته قادرا على تطويع لغة بصرية فريدة تجمع بين عناصر التراث والتصاميم الحديثة. وبينما يستخدم المدفع كشعار يزين القميص الثالث لهذا الموسم، فقد تم اتخاذ القرار مع الأخذ في الاعتبار أن “”المدفع”” هو الشعار الوحيد الذي يزين قمصان النادي الثلاثة ابتداء من الموسم المقبل 2024-2025.
تم تأكيد طقم أرسنال الأساسي 2024/25 في النهائي. pic.twitter.com/XhsTwihvRL
-جوامع. (@afcjxmes) 20 أبريل 2024
فقدان الهوية
وهناك مرجعيات ثقافية مهمة يعتمد عليها المشجعون في بناء علاقة قوية مع النادي، وأهمها الشعارات والقمصان. ولذلك يولي أصحاب النادي اهتماماً كبيراً بمخازن النادي، ويجب أن تكون أطقم النادي متوافقة مع تاريخه وتقاليده العريقة. ولذلك فإن أي تغيير في الشارة أو الألوان يعتبره المشجعون مثالًا واضحًا على “فقدان الهوية” أو فقدان الاتصال بالمشجعين الأوفياء.
الشعار ليس مجرد حيلة تسويقية، أو مساحة واهية لملئها فقط على القميص. بل على العكس من ذلك، فإن شارة النادي هي هويته، بل ويتم التعامل معها وكأنها “علم” في الدول الحديثة. وهو أول ما يفكر فيه الناس عند الحديث عن النادي، وهو آخر معقل للقبلية، حيث يصطف الجميع تحت شعار واحد يوحدهم، وإذا قمت بتغيير هذا الشعار سيتم القضاء عليك تلقائيا. لسنوات طويلة، تم تجاهل حنين الأجيال القديمة، إلا إذا وعيت ذلك التغيير وأنشأته بشكل منظم، حتى يبقى معبراً عن هوية النادي.
الاتصال بالتاريخ
وأصبح اسم “الغانرز” مرادفاً لهذا الفريق منذ تأسيسه عام 1886، ويرجع ذلك إلى مكان تأسيسه في منطقة “وولويتش” شمال العاصمة لندن، وفي المنطقة المشهورة بصناعة الأسلحة والذخائر. . وعلى الرغم من انتقال النادي إلى ملعب “هايبري” عام 1913، إلا أن لقب “المدفعجية” ظل صادقًا بالنسبة له. في البداية كان الشعار يتكون من “3 مدافع” متجهة للأعلى وكأنها أعمدة رومانية قديمة.
“المدفع” شعار أرسنال منذ تأسيسه عام 1886 (الأناضول)
التغيير الأول حدث عام 1923، عندما اكتفى المصممون بمدفع واحد فقط موجه نحو الشرق، ثم غيروا اتجاهه نحو الغرب بعد 3 سنوات، بسبب العداء الكبير بين الجانرز والجار توتنهام الذي يقع ملعبه غربا. لملعب الأرسنال، وفي عام 2002 تم تطوير الشعار مرة أخرى. وتماشياً مع النجاحات التي حققها النادي اللندني والأسطورة التي زرعها المدرب أرسين فينغر في موسم خالي من الهزائم، أعيد توجيه المدفع نحو الشرق من جديد، مع إضافة اللون الأزرق بشكل بارز، وكتابة اسم النادي بخط بسيط وواضح.
مع الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من الشعارات الإضافية والمختلفة التي استخدمها النادي في أوقات مختلفة، مثل شعار “آرت ديكو” المعروض أعلى مدخل القاعات الرخامية في ملعب هايبري، المعقل القديم للنادي، والذي يعود تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي. حيث تم استخدامه من قبل المدرب التاريخي لآرسنال. هربرت تشابمان” في إعطاء طابع خاص لعصره الممتد من عام 1925 إلى عام 1934.
وبحسب ما ذكره الكاتب سيمون أنجيليس مؤلف كتاب «ملاعب كرة القدم في إنجلترا وويلز»، فإن أول ما فكر فيه تشابمان، عندما تولى إدارة النادي عام 1925، هو تطوير هوية بصرية تليق المرحلة الجديدة ولم تتعارض مع الإمكانيات المالية للنادي ولذلك خلقوا رمزا. قطعة جديدة تبدأ بحرف “A” متداخلاً مع حرف “C” وبينهما “كرة القدم”، وهي قطعة رائدة في العلامات التجارية للشركات. وهناك أيضًا الحرف الأسود التقليدي “A” الذي ظهر في الإصدارات السابقة من القميص. ويمكن الآن رؤيته على مجموعة متنوعة من بضائع أرسنال.
قماش آرت ديكو آرسنال … أرسل لي رسالة إذا كنت ترغب في طلب واحدة 👍🏻🔴⚪ pic.twitter.com/8wDjuvvQUx
– ArtByCharlie (@ArtBy_Charlie) 29 مايو 2020
المزيد من المال
هذا المنظور الشعري والتاريخي، المرتبط فقط بالجماهير القديمة وأهل المدينة، ينسى أشياء مهمة جدًا مثل الأرباح والتوسع والعولمة، والتي كانت السبب الرئيسي في تغلغل نفوذ الأندية وشعبيتها. لم تعد أندية كرة القدم مجرد شركات محلية تابعة لمدينتها فقط، بل أصبحت شركات عملاقة متعددة الجنسيات، وتنتمي إلى… لديها الملايين، بل وتعمل كعلامات تجارية للأزياء، لذا يجب أن يحقق الشعار توازناً بين التقليدي المشجعين في المدينة، وبقية المشجعين في جميع أنحاء العالم.
وتتمتع الأندية بحضور كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها لديه أكثر من 100 مليون متابع على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام. لذلك، لا بد من تبسيط الشعارات المعقدة، المليئة بالتفاصيل، إلى شعارات أبسط يمكن التعرف عليها بسهولة على شاشة الهاتف الصغيرة، وهو ما يتطلب أيضًا التخلص من التصاميم “Schiamorphic” التي تحاكي الأشياء في العالم الحقيقي، لصالح التصاميم المسطحة. والأشكال ثنائية الأبعاد.
شعار يوفنتوس القديم (أعلاه) والشعار الجديد على اللافتة الكبيرة (رويترز)
وعليه، خضعت العديد من الشعارات في السنوات الأخيرة لعمليات تجميل أدخلتها إلى عالم التصاميم الحداثية والاتجاه “البساطة” الذي يهيمن على تفكير الجيل الحالي من الشباب، مثل نادي يوفنتوس الذي حل محل الشعار البيضاوي الشهير ، بخطوط سوداء وبيضاء، مع شعار يحتوي على الحرف “J” (حرف J كبير ملتصق بحرف صغير j، مما يجعله أكثر حداثة وتجريدًا وأكثر تذكرًا.
وعندما أصبح هدف الملاك هو نقل يوفنتوس من مجرد فريق كرة قدم إلى علامة تجارية ضخمة، بأسلوبها الخاص الذي يتناسب مع متطلبات العصر، اتجهوا إلى تغيير الشعار ليتوافق مع تلك الرؤية، ويبدو أن أرسنال يريد أن يتبع هذا المسار، بتصميم بسيط وواضح يعرفه الجميع ويرضاه. يحبه الجمهور القدامى، لكنه أكثر انسجاما مع الحداثة، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الفريق في المواسم الماضية، والتي ستجذب عاجلا أم آجلا جمهورا جديدا من الشباب.
🤔 ما هو أفضل شعار ليوفنتوس في التاريخ؟ pic.twitter.com/IrLwf2wQqw
— عناوين الفوتي (@Footy_Headlines) 18 أبريل 2024
ملاحظة: هذا الخبر على خطى يوفنتوس.. أرسنال يغيّر شعاره وهويّته البصرية | رياضة تم نشره أولاً على (مصدر الخبر) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.
ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.
