عيد القيامة ، هو اليوم الذي صنعه الرب
عيد القيامة ، هو اليوم الذي صنعه الرب
بقلم / وردا إسحاق قلّو
شهادة التلاميذ ( فأقامهُ ألله من بين الأموات ، ونحن شهود على ذلك ) ” أع 15:3″
شهادات المؤمنات والمؤمنين بقيامة الرب يسوع من بين الأموات هي شهادات تاريخية لحقيقة القيامة . إلا أن شهاداتهم لوحدها غير كافية وذلك لأن البعض يفسرونها بأنها جَرَت نتيجة حبهم وإيمانهم للمسيح . إذاً بالإضافة إلى تلك الشهادات الخارجية نحتاج إلى شهادات باطنية للروح القدس . الشهادات الخارجية لا يفرضها الله على أحد كما قال الرسول بطرس ، بل يمنعها لجميع الذين يمتلكون قلب خاضع ومستعد لإطاعة الله والخضوع لهُ ، فالإيمان ذاته خضوع ، فيمكن أن يعترف الإنسان بسبب إيمانه بسيادة المسيح الرب المتجسد ، لهذا تقول الآية ( إذا شهدت بفمك أن يسوع رب ، وآمنت بقلبك أن الله أقامهُ من بين الأموات ، نلت الخلاص ) ” رو 9:10 ” .
قيامة المسيح ليست حدثاً دفاعياً فحسب ، بل هي قعل حنان لا متناهٍ من الآب ، بعد أهوال الآلام الرهيبة ، يوقظ ، بالروح القدس إبنه من الموت ويقيمه ربّاً . إنها ذروة عمل الله في التاريخ ، لهذا يقول الكتاب ( أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضاً مع يسوع ويجعلنا وإياكم لديه ) ” 2 قور 14:4 ” قول 12:2 ” القيامة إذاً هي هبة الآب لإبنه الحبيب الذي فيهِ وضع كل مسرته .
قيامة يسوع كانت صرخة مدوية التي يقطع الله الآب صمتهِ بعد مجرى الأحداث في طريق الجلجلة وعلى الصليب ليقيم إبنه منتصراً غالباً الموت بموته . أما الشهادات التي جاءت من المؤمنين فجاءت في زمن لاحق . لأن بواكير القيامة تمت كلها بين يسوع وأبيه في الروح القدس ، وذلك في حميمية مطلقة لم تحضر أي خليقة بشرية في وقت القيامة ، لكن الآب كان حاضراً ، والكلمات التي وضعتها الكنيسة في الإنجيل كانت إرشاد روح المسيح القائم .
أسفار العهد القديم أيضاً تشهد للقيامة لتصرخ أيضاً صرخة الفرح التي وجهها الآب ، تُقال في قداس القيامة ( لقد قمتُ وأتواجد معك ، وإستقرت يدك عليّ ! ) كلمات مشتقات من المزمورين ( 3 ، 138 ) كما يشهد الكتاب عن القيامة فيقول ( أنت إبني ، وأنا اليوم ولدتك ) ” أع 33:13 ” وكأن بقيامة المسيح جدد فرح ميلاد الكلمة الأزلي .
وهكذا يشهد الرسول بطرس في عظته الأولى في يوم العنصرة بأن قيامو المسيح لا تحتاج إلى شهاداتهم ، بل كان عملاً سماوياً ، فيقول ( أن الله أقام المسيح . بإنقاذه من أهوال الموت ) . وفي القيامة قال الآب للإبن بإحتفال سماوي ( إجلس عن يميني ) ” أع 34: 2 ” فأجلسه معه على عرشه ( رؤ 21:3 ” .
تدخل الله الأب في قيامة المسيح لم تكن سوى يد الروح القدس ، لهذا يقول الرسول بولس في مطلع رسالته إلى أهل روما . أن يسوع في القيامة ، أقيم إبن الله بالقدرة ( بحسب روح القداسة ) ويعني بحسب روح القدس ( رو 4:1 ) كذلك أكد الرسول بطرس ، فقال ( أن يسوع الذي أميت بحسب الجسد رد إلى الحياة بحسب الروح ، وأنه دوماً ” في الروح ” ذهب إلأى الجحيم ليخبرنا بالخلاص ) ” 1 بط 18:3 ” .
عمل الروح القدس في قيامة المسيح هو مصدر فرح ورجاء لنا . إذ يعني الأمر أنه سيكون هكذا لنا أيضاً وبحسب الآية ( إذا كان الروح الذي أقام يسوع من بين الأموات حالاً فيكم ، فالذي أقام المسيح من بين الأموات يحيى أيضاً أجسادكم الفانية بروحه الحال فيكم ) ” رو 11:8 ” .
أخيراً نقول : القيامة حدث الأب الذي بروحه أقام إبنه يسوه من الموت وجعلهُ رباً ومسيحاً ( أع 36:2 ) وعلينا أن نخطو خطوة أخرى بعد إيماننا في قلبنا بأن الله هو الذي أقامهُ من الأموات في القدرة ، هي أن نعترف بفمنا للعالم بأن ( يسوع هو الرب ) ” رو 9:10 ” . فينبغي إذاً ، في شأن قيامة المسيح ، الذهاب إلى ما وراء إيمانٍ مجرد علمي لنجعل منه خبرة حية ، وهو مشروع لا ينتهي إلا في السماء . وكنيستنا المقدسة التي نشأت عن الإيمان بالقيامة تشهد للعالم بحقيقة القيامة وهي الأخرى ستنتهي من هذا العالم لتلحق بالكنيسة الممجدة في يوم القيامة العجيب عندما يأتي الرب بمجدٍ عظيم ليقوم جميع الأموات مع الأحياء أمام يسوع الديان فيقوم جميع المؤمنين بقيامة مجيدة ، بل بولادة جديدة لرجاء حي في السماء مع المسيح .
ليتمجد اسم القائم من بين الأموات .
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″