علي الوردي في ميزان (3 ـ 10) ابا ذر وعمار و سلمان
عبد الرضا حمد جاسم
علي الوردي في ميزان (3 ـ 10) أبا ذر وعمار وسلمان
عبد الرضا حمد جاسم
مقدمـــــــــــــــــــــــــة:
في هذا الجزء سأعرض ثلاثة نقاط اراها مهمة وجميعها مما تركه لنا الراحل الوردي وهي:
أولاً: حال المسلمين زمن الخليفة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب وحالهم زمن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان التي حصلت فيه الثورة/الانتفاضة/الفتنة/المؤامرة/الحرب الشعواء. وأي الحالين أفضل؟
ثانياً: حال الصحابة الثوار الثلاثة أبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي أي زعماء الثورة /الانتفاضة /الفتنة/المؤامرة/الحرب الشعواء في زمن الشيخين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأي الحالين أفضل؟
ثالثاً: أسباب ال”ثورة/انتفاضة/فتنة/مؤامرة/الحرب الشعواء” التي قادها الثوار الثلاثة وحصل فيها ق*ت*ل الخليفة الثالث الراشد الشيخ عثمان بن عفان؟
…………………………………….
لكن قبل ذلك من الضروري ان انقل ما كتبه الوردي عن الثوار الثلاثة أبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وحالة الثورة عندهم/فيهم مع تعليق على بعض النقاط. حيث كتب الراحل الوردي التالي:
1.في ص 192 وعاظ السلاطين كتب الوردي: [وقد رأينا من قبل كيف كان أبو ذر يتزعم حركة الاعراب ضد عثمان بينما كان عمار وسلمان يتزعمان حركة الموالي والمستضعفين] انتهى
*تعليق: قَّسَمَ الوردي المسلمين الى “اعراب” و” موالي ومستضعفين” وجعل لكل جانب منهم قيادة ولا اعرف كيف تمكن الوردي عالم الاجتماع من الفصل بين المجموعتين بهذا الشكل ووفق أي أسس… استغرابي هذا يعود الى ان للأعراب موقع موصوف في الإسلام “الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا” والموالي “المسلمين من غير العرب” وفيهم ما فيهم من عدم معرفة الدين وربما عدم الايمان العميق لأسباب مقبولة منها عدم تخليهم عن “قوقعتهم الفكرية” و”ثقافتهم الاجتماعية” بهذه السهولة والسرعة. فهل هذا هو السبب في الفصل بينهم؟ وهذا يضع علامة استفهام كبيرة كان على الراحل الوردي تمييزها وتفسيرها فهي في ذلك الوقت اساءة لهم ومن يتقدمهم ” الأشد كفراً ونفاقاً”!!! فهل أبا ذر الغفاري هو قائد من وصفهم القرآن ب”اشد كفراً و نفاقاً”؟ وهل ان عمار بن ياسر وسلمان الفارسي هم قادة الموالي الذين ربما الكثير منهم من هم على شاكلة الطلقاء في ايمانهم بالدين الجديد؟ انا اقول حاشا الثلاثة من هذا الربط.
2.في ص87 وعاظ: […ان الصحابة كانوا أيام عثمان يتبعون طريقين متعاكسين: طريق عثمان وطريق أبي ذر هذا أراد ان يصادر أموال الأغنياء وذاك أراد ان يبقي عليها وينميها وهما طريقان متناقضان لا يمكن التوفيق بينهما] انتهى
*تعليق: يعلن الوردي ان الصحابة “الصفوة” كانوا منقسمين بين الخليفة وأبا ذر…أتباع أبا ذر يريدون مصادرة أموال الأغنياء واتباع عثمان يعملون على إغناء الأغنياء ليكون الخليفة عثمان بن عفان هو الخليفة الأول الذي يمكن ان نطلق عليه وفق سياسة هذه الأيام “خليفة الأغنياء” كما يطلق اليوم أصحاب السترات الصفراء على الرئيس الفرنسي: “رئيس الأغنياء”. ووفق ما ورد في (1) أعلاه فأن الصحابة منهم من يتبع “الايمان” الذي يمثله الخليفة ومنهم من يتبع “اشد كفراً ونفاقاً” الذي يمثله أبا ذر وهذا ما كان على الراحل الوردي عدم السير خلفة والتلميح له.
3.في ص 170 وعاظ السلاطين كتب: [ولو درسنا شخصية أبا ذر لوجدنا القيم البدوية ظاهرة عليها فهو قد اعتاد في حياته القبلية على المساواة بين أبناء القبيلة وعلى الاشتراك في غنائمها ومرافقها على أساس متعارف هنالك ولعل هذا كان من أسباب ما رأينا في ابي ذر من دعوة للاشتراكية وايثار للعدل في تقسيم المال] انتهى
4.في نفس الصفحة 170 وعاظ عن عمار كتب: [اما عمار بن ياسر فكان يدعو الى شيء آخر. انه كان ثائرا كابي ذر وربما كان اشد ثورة من ابي ذر على المترفين من قريش ولكنه لم يكن يدعو الى الاشتراكية في المال بقدر ما كان يدعو الى الايمان الصحيح] انتهى
5.ثم أكمل الوردي في نفس الصفحة: [كان أبو ذر يعتبر الدين في المساواة بين الفقراء والأغنياء في المال. اما عمار فكان يعتبره في المساواة بين العبيد والسادة في المكانة] انتهى.
6.ثم يكمل الوردي في نفس الصفحة: [والواقع ان عمار وأبا ذر كانا من حزب واحد هو حزب العدالة الاجتماعية ولكنهما كانا يختلفان في الزاوية التي ينظر بها كل منهما الى الامر. ذاك بدوي قد اعتاد في حياته القبلية على الاشتراكية، وهذا حضري يكره السادة المتكبرين ويعتبرهم كفرة رغم تظاهرهم بالدين] انتهى.
*تعليق: هنا في (3 و4) ميَّزَ الراحل الوردي بين التوجهات الثورية للثائِرِّين عمار بن ياسر وأبا ذر الغفاري وهذه إشارة خطيرة، فأبا ذر كما وصفه الوردي “اشتراكي”(المساواة في المال بين الغني و الفقير) وعمار بن ياسر لا يهتم لاشتراكية رفيقه في الثورة انما يهتم في تطبيق “المساواة” بين(العبيد و السادة)(الايمان الصحيح)…كان عمار بن ياسر ثائر لكن لا يدعو الى الاشتراكية في المال…وهنا وضع الوردي المجتمع الإسلامي في صراع حاد بين الدين/الايمان الصحيح/مساواة بين العبد و السيد “عمار” والاشتراكية /المساواة في المال بين الفقير والغني “أبا ذر” …ان صحت “حكايات” الدكتور الوردي فأن نتائج تلك الثورة ستكون كارثية في كل الحالات …
ان انتصر اصحاب الثورة/الانتفاضة/الفتنة/المؤامرة/الحرب الشعواء او انتصر الأخر…ان انتصر الثوار ستكون كارثة حيث سيكون الصراع بين دعاة المساواة بين الفقير والغني من جهة ودعاة المساواة بين العبيد والسادة…في ايهما يبدأ التطبيق؟ وكيف يتم التطبيق؟ الى ان يصل الحال الى تطبيق واضح للقول المعروف اليوم: “الثورة تأكل أبنائها”… سيكَّفر بعضهم بعضاً بسبب الاختلاف في الاجتهاد حيث لم يبين لنا الراحل الوردي: هل يقبل أبا ذر بإيمان/مساواة عمار بن ياسر ويضحي باشتراكيته أو يؤجل تطبيقها في سبيل المساواة ام ان عمار بن ياسر سيؤمن باشتراكية أبا ذرفي توزيع المال ويتخلى عن المساواة “الايمان”؟؟؟ او يؤجل تطبيقه…ونحن نلمس من الطرح كما يبدو لنا ان محمد النبي والراشدين الأول والثاني لم يتمكنا من تنقية قلب عمار تجاه من أساء اليه ولم يقلع من العقل الباطن لأبي ذر الغفاري حالة توزيع غنائم سلب البدو و نهبهم “الاشتراكية”!!! ولم يبين لنا الراحل الوردي اين موقع سلمان الفارسي بين الاثنين فهو ليس بعبداً أساءت له قريش وليس بدوياً اشتراكياً؟؟؟ ولم يُبين لنا كعالم اجتماع هل الفصل الحاد بين المفهومين وارد؟
أما إذا انتصرالأخر فستكون حرب التكفير بين من كَّفَرَ الخليفة و سفك دمه أي/الثوار و بين من يثأر من ق*ت*لت الخليفة و يدافع عن ايمانه.
- في ص 170وعاظ السلاطين كتب الوردي: [قال عمار: “لقد كفر عثمان كفرة صلعاء”] انتهى
- في ص 172 وعاظ السلاطين كتب: [ان ثورة عمار على قريش فيها الكثير من الشذوذ والغرابة فهو لا يبالي بإسلامهم الذي أعلنوه ولا بالطقوس التي يقومون بها فهو يعتبر الدين حسن المعاملة اما الشهادة والطقوس فهي في نظره مظاهر سطحية لا تغني عن الحق شيئاً] انتهى
*تعليق: في (7) يذكر الوردي عبارة قاسية وخطيرة وهي ان عمار بن ياسر قد كَّفَرَ الخليفة علناً”[لقد كفر عثمان كفرة صلعاء] فهل يملك عمار بن ياسر هذا الحق وفق اسلام تلك الأيام؟…حيث بهذا القول فتح عمار بن ياسر الباب واسعاً لتكفير المسلمين بعضهم لبعض. والكفر حسابه معروف في الإسلام وكما ذكرتُ في السابقة ان عمار بن ياسر تفاخر بق*ت*له الخليفة عثمان بن عفان كما نقل لنا الراحل الوردي والسبب كما يتبين الان ان الخليفة في عرف عمار بن ياسر قد كفر. ويؤكد عليها في (8) عندما وصف ثورة عمار ب”فيها الكثير من الشذوذ و الغرابة” و الغى تأثير مصاحبته للنبي محمد والراشدين و الصحابة و بقي ذلك الحقد الذي لم ينزعه الإسلام والايمان من قلبه ،وهذا الحقد ربما لا يختلف عن حقد أهالي ق*ت*لى “واقعة بدر” على قاتليهم. ونسب اليه “عمار” رفضه للطقوس وان الشهادة والعبادة واعتبارها شكليات وأن أساس الدين/الايمان هو حسن المعاملة وبذلك جعل عمار بن ياسر من أصحاب الدنيا وأعداء الدين وبذلك يقترب الوردي من “المثال” في تفسير هذه الأمور ونحن نتكلم عن زمان كان او حالة وقعت قبل أكثر من 1400 عام وفي اوج انتشار وانتصار الإسلام وفي وقت لا يعرف الغالبية العظمى من المسلمين وبالذات من دخلوا الإسلام تحت هراوات الفتوحات تلاوة اية قرآنية واحدة او لا يعرفوا حتى واجباتهم وحقوقهم وأسس واعمدة دينهم. أعتقد ما نعيشه اليوم من تكفير متبادل يعود الى تلك المرحلة.
أعلاه ما كتبه الوردي عن الحالة الثورية للثوار الصحابة الثلاثة أبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي.
اما حال المسلمين في زمن الراشدين الشيخين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فأليكم عنها كما كتبه الراحل الوردي ونبدأ بالتالي مع بعض التعليق على بعض الامور:
**اولاً: حال المسلمين في خلافة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب: كتب الوردي التالي:
1.في ص125 وعاظ السلاطين: [كان المسلمون في عهد عمر طبقتين، طبقة عليا مؤلفة من اشراف قريش وطبقة سفلى مؤلفة من سواد الاعراب أبناء القبائل البدوية اما الاعاجم فلم يكن لهم شان في ذلك الحين اذ لم يكن قد دخل منهم عدد كبير في الإسلام آنذاك] انتهى
*تعليق: الا تستدعي حالة عدم المساواة “قريش الطبقة العليا وسواد الاعراب هم الطبقة السفلى” هذه، ثورة ال “مساواة” التي قادها في زمن عثمان بن عفان الصحابي الثائر عمار بن ياسر والصحابي الثائر سلمان الفارسي؟؟؟؟؟
2.في ص129وعاظ السلاطين: [اما في اخر أيام عمر فقد كانت قريش قوية غنية اذ استعادت في خلافة عمر كثيرا من نفوذها الضائع وقد كان عمر نفسه يخشاها كم رأينا ويحذر الناس من مكايداتها] انتهى
*تعليق: الطبقة العليا /قريش هي القوية الغنية المتنفذة التي يخشاها الخليفة…ألا تستدعي هذه الحالة ثورة “الاشتراكية” التي قادها الصحابي الثائر أبا ذر الغفاري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- في ص 75 وعاظ السلاطين كتب: [يروي الطبري: ان عمر بن الخطاب قال في أواخر أيامه “لو استقبلت من امري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين” والظاهر ان عمر أدرك بعد فوات الأوان مدى الخطر الذي ينبعث من تكديس الثروات في صناديق فئة قليلة. حاول عمر على أي حال ان يحبس الأغنياء في المدينة فيمنعهم من التجوال في الامصار وقد مل الأغنياء من عمل عمر هذا فكان عمر يشتد عليهم ويقول عنهم: “انهم يريدون ان يتخذوا مال الله معونات دون عبادة وكان عمر يعتقد بانه أراد بحبسهم هذا ان يحجزهم عن التهافت في النار] انتهى
*تعليق: أعلاه يبين الوردي غفلت الراشد الثاني ويثير الشكوك حول ما قاله من ان الخليفة منع عنهم الفيء والغنائم او انه حاربهم او ضيّق عليهم فقد أدرك الراشد الثاني متأخراً كما يقول الوردي حجم الج#ريم*ة التي ارتكبها وحجم عدم الدقة عندما ترك الثروة تتجمع في صناديق قليلة. هنا يٌعاد السؤال: من اين أتت قريش تلك الأموال؟ ولماذا لم يسيطر عليها الخليفة وينصف الاخرين؟ واين كانوا الاشتراكيون ودعاة المساواة؟ اين اذن الأموال التي حرمهم منها الخليفة عمر بن الخطاب؟؟ ان هذا القول المنسوب الى عمر بن الخطاب ادانة كبيرة له من انه لم يقم بما قيل انه قام به وذكره الوردي حيث كتب ان الراشد الثاني نسخ نص قرآني وسنة نبوية عندما حرم قريش من عطايا الفيء والغنائم وضيق عليهم ومنعهم من التجوال في الامصار. هنا يقول الوردي “”حاول”” عمر ان يحبس الأغنياء في المدينة ولم يخبرنا هل نجحت تلك المحاولة ام لا؟؟ لكن نص هذا القول يؤكد فشل الخليفة في ذلك وعدم دقة القول حول نسخه للنص القرآني وهذا ما اشرتُ اليه في السابقات.
وهنا اكررالسؤال:الا يستدعي هذا الحال ثورة المساواة التي تزعمها عماربن ياسروسلمان الفارسي وثورة الاشتراكية التي تزعمها أبا ذر الغفاري؟
- في ص136 وعاظ السلاطين التالي: [شاهد عمر ابن الخطاب اثناء سفره الى الشام معاوية وهو يمشي في موكب من الحرس والجلاوزة كما كان يمشي أي حاكم من حكام الأزمنة السالفة فغضب عمر من هذا وصرخ به قائلاً:”أكسروية يا معاوية” فأجابه معاوية معتذراً بأنه في ثغر تجاهه العدو وانه يحتاج الى مباهاة العدو بزينة الحرب والقتال. يعتقد ابن خلدون بان عمر اقتنع بجواب معاوية هذا ويدافع ابن خلدون عن معاوية قائلاً انه باتخاذه مظاهر الكسروية لم يكن يقصد ارتكاب الباطل والبغي والظلم فمعاوية في رأي ابن خلدون كان يقصد بذلك وجه الله”. ثم يقول الوردي: “واني أعجب من رأي ابن خلدون هذا”] انتهى
*تعليق: أعلاه ان الخليفة الراشد الثاني العادل الصارم القوي هو الذي عيَّنَ/ نَّصَبَ/وَّلى سيد سادة قريش معاوية ابن ابي سفيان على الشام في تلك المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ الإسلام وليس الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان… ومَّسَكَهُ متلبساً بالكسروية ويحيط به الجلاوزة واكتفى الخليفة بن الخطاب بأن صرخ به صرخة في وادٍ لم يسمعها الثوار. لكن سمعها بعد قرون عالم الاجتماع بن خلدون الذي فسرها وفسر رد فعل الخليفة وقبوله بتبرير معاوية. ولكن الراحل الوردي رفض تفسير ابن خلدون!!!!!!! ولم يتضح للعامة: هل اتخذ الخليفة اجراء بحق الوالي أم لا؟؟؟؟ وكان كما يبدو من الوصف ان موكب معاوية ربما يفوق “بزينة الحرب والقتال” في “جلاوزته وكسرويته” موكب الخليفة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب الذي يبدو كان بسيطاً/متواضعاً.
السؤال هنا: الا تستدعي هذا الحالة الثورتين …ثورة المساواة /الموالي والمستضعفين بقيادة عمار بن ياسر وسلمان الفارسي وثورة الاشتراكية /الاعراب بقيادة أبا ذر الغفاري؟؟؟؟
- في ص 77وعاظ السلاطين ايضاً كتب الوردي: [يروي أبو يوسف ان عمر بن الخطاب مر وهو راجع في مسيرة من الشام على قوم أقيموا في الشمس ويُصب على رؤوسهم الزيت. فسأل عنهم عمر فقيل له: “عليهم الجزية لم يؤدوها فهم يُعذبون حتى يؤدوها”. فسأل عمر: “فما يقولون هم وما يعتذرون به؟ “قيل له “يقولون لا نجد” عند ذلك صرخ عمر صرخة من صرخاته المدوية: “دعوهم لا تكلفوهم ما لا يطيقون، فأني سمعت رسول الله يقول:لاتعذبوا الناس فأن الذين يعذبون الناس في الدنيا يعذلهم الله في الآخرة] ثم ينهي الوردي:ساعدت الصدفة عمر في هذا ايضاً] انتهى
*تعليق: لا اعرف هل هذه الزيارة هي نفس الزيارة التي اشمئز فيها الخليفة من كسروية واليه على الشام معاوية بن ابي سفيان أم زيارة أخرى؟ يُصَّبْ الزيت على رؤوس الفقراء في عهد الراشد العادل…وعندما شاهدهم صرخ ان لا تعذبوهم ولم يصرخ من اين لكم هذا الزيت الذي تصبون على رؤوس الفقراء بدل أن تطعمونهم إياه؟ صرخة مدوية يضخمها الراحل الوردي ولا يكتفي بذلك ويقتنع بل اقتنع ان صرخة عمر لا تكفي انما وقفت خلف قوله عن رسول الله وكأن كلام الخليفة لا يُثق به الا بإسناد من السنة التي تجاوزها الخليفة مفتخراً كما صور لنا ذلك الراحل الوردي متوهماً. لا اعرف هل كان هذا الزيت نباتياً ام حيوانياً وهل كان ساخناً ام كان بارداً؟؟
- في ص 78 وعاظ السلاطين كتب الوردي: [يروي أبو يوسف في رواية أخرى: أن أحد الصحابة مر على قوم يُعذبون في أداء الجزية فكره ذلك ودخل على الأمير ينهاه. وروي ايضاً: أن صحابياً آخر رأى مثل ما رأى الأول فاعترض على ذلك] ثم يكمل الوردي: “والواقع ان عمر كان يوصي ولاته دائماً بأن لا يعذبوا أحد في الجزية. هذا ولكن الداء كان أعظم مما يُعالج بالتوصية او بكتابة الرسائل او النصيحة…الخ] انتهى
7.في ص 76 كتب الوردي: يُقال ان عمر مر ذات ليلة باردة من ليالي الشتاء بامرأة وحولها صبيانها يتصارخون من الجوع وكانت المرأة قد وضعت ماءا في قدر واشعلت تحته النار لتوهم اطفالها بانها تطبخ لهم طعاما فيسكتون فتألم عمر من ذلك الما شديدا وذهب الى دار الدقيق فحمل منه شيئا واتى به المرأة] انتهى
*تعليق: في (6) و(7) عن كيف خدمة الصدفة الخليفة الصارم العادل الراشد الثاني عمر بن الخطاب في ان يقف على حال رعيته ودرجة الظلم والفقر الذي كان ينهش المجتمع أعلاه…والصدفة تكررت لخدمة الخليفة والوردي لا يؤمن بتكرارها/تكررها…
8.ثم يكمل الوردي في ص77 وعاظ السلاطين قائلاً: [ان هذه القصة يأتي بها المؤرخون لكي يذكروا بها فضل عمر وحنوه على رعيته. والأولى بهم ان يأتوا بها لكي يبينوا ما كان عليه الفقراء في ذلك العهد من عوز وضيق] ثم يضيف الوردي: لقد ساعدت الصدفة عمر لن يكتشف امر هذه المرأة الفقيرة والصدفة لا تساعد الانسان في كل حين]. ثم يكمل الوردي في نفس الصفحة: [انه كان وضعاً اجتماعياً عاماً يشمل كثير من البوادي والامصار وعمر بن الخطاب لم يستطع طبعاً ان يعلم الغيب فيكتشف أحوال الفقراء جميعاً] انتهى
*تعليق: الوردي يقول ان الصدفة لا تساعد الانسان في كل حين!!!ويؤكد عالم الاجتماع الدكتور الوردي بشكل غريب على حال المجتمع في زمن الخليفة الراشد الثاني الشيخ العادل الصارم عمر بن الخطاب من ان وضعه كان: “وضعاً اجتماعياً عاماً يشمل كثير من البوادي والامصار وعمر بن الخطاب لم يستطع طبعاً ان يعلم الغيب فيكتشف أحوال الفقراء جميعا”.
لطفا ًدققوا في هذه العبارة فهي تشمل كل الامصار والبوادي ومنها من كان واليها عمار بن ياسر/الكوفة وسلمان الفارسي /المدائن…
السؤال هنا أين كانت أموال الغنائم والفيء والأموال التي جيء بها من بلاد فارس تلك التي بكى عندما شهدها الخليفة. والسؤال الأهم هو: أين ثوار المساواة والاشتراكية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
………………………………
الى اللقاء في الجزء التالي عن حال المسلمين في عهد الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان.