مقالات سياسية

بمناسبة ما يجري في العراق ج1

عبد الرضا حمد جاسم      

 

بمناسبة ما يجري اليوم في العراق

المقدمة: العملية السياسية في العراق حالياً ناتجه من أن عناصرها المتنفذة ولدت لنطفٍ زُرعت في أرحام غير نضيفه وترعرعت مسلوبة الإرادة في معظمها في أحضان دول ومنظمات لها مواقف مختلفة من النظام السابق ومن الشعب العراقي ومن تاريخ العراق ومن تأثير العراق سابقاً ومستقبلاً.

كان تأثير بلد المولد او بلد الرضاعة والاحتضان على الكثير من التشكيلات والمنظمات واضحاً وهذا منطقي جداً لأنها لم تتصل بواقع سياسي حر في بلد المنشأ وإنما في أقبية مخابرات وكان توجيهها وتمويلها يخضع لميزانيات وبرامج تلك الأجهزة هذا طبعا الا ما ندر (المتنفذين اليوم)..

انتقلت هذه التشكيلات التي عاشت مرعوبة مع من عاد بها إلى المكان التي هجرته منذ سنوات طويلة لتجد نفسها أجسام غريبة في محيط وجدته جديداً مختلف عن أخر صوره عالقة في مخيلتها عندما هربت من العراق فكان كل واحد منها تنظيم أو شخص يتلفت حوله عسى أن يجد ما/من يتفق معه فكان القاسم/ شعارهم المشترك هو: لنلتقي تحت أبسط قواعد الالتقاء الممكنة لتجد لنفسها عوامل البقاء رغم الاختلاف وتترك الباقي للمستقبل وما ستسفر عنه الأيام وما يجود به الراعي الأمريكي وما يخطط له وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى التقاء لا الآن ولا في المستقبل وقسم اخر لملم ما يستطيع من بقايا الماضي المتنا ثره هنا وهناك في الداخل والخارج وأعاد الاتصال بها وليس في ذلك من عيب او قصور بسبب شدة الهجمة عليها سابقاً.

اسمحوا لي ان اُقسم الموضوع إلى قسمين حسب جغرافيا التواجد وما جرى وما يجري وكما يلي:

أولاً: خارج العراق:

نتكلم هنا عن كيفية وأسباب وجود من تواجد في الخارج بشكل عام وسريع:

لقد تعرض الوضع السياسي العراقي لعملية تفتيت منظمه ومستمرة للتنظيمات والحركات والشخصيات الوطنية (دينية سياسية) والتقدمية… تزايدت عن*فاً وخبثاً خلال فترة استلام البعث للحكم في تموز عام 1968 …خلفت انكسارا نفسياً حاداً لدى التنظيمات وقواعدها وأنصارها مما تسبب في تشققها أفقياً وعمودياً وقطع الصلة بين القيادات وقواعدها وأرض عملها الطبيعية.

لقد كانت خطة السلطة لضرب الحركات السياسية تتلخص بما يلي:

1.منع او تحجيم تحركها في الشارع وبالذات مع الشباب لأنهم الشريحة التي تمد التنظيمات بالحيوية والتجدد واطلق لذلك الشعار (نكسب الشباب لنظمن المستقبل) الذي تم تطبيقه بقوه/قسوة كبيره (ترهيب بالمضايقات الشخصية والعائلية وترغيب من خلال الرياضة والدراسة والبعثات والتعيينات).

  1. منع التنظيمات من العمل في القوات المسلحة والكل يعلم ان في العراق نظام الخدمة الإلزامية التي تعني ان كل مشتغل في السياسة عليه الانقطاع عنها خلال فترة الخدمة العسكرية ولما كانت في احيان كثيره فتره طويله مع خدمة الاحتياط والحروب وأصْدَرَ لذلك قرار يُعدم بموجبه كل مُخالف.
  2. تشكيل نقابات وجمعيات واتحادات مهنيه بالظاهر حزبيه بالمضمون.
  3. نقل الولاء من العائلة والعشيرة والطائفة والدين والوطن والقومية الى الولاء للحزب (حزب البعث) والقائد (صدام حسين) ويعتبر كل مخالف مندس تطبق بحقه عقوبة الاعدام.
  4. رافق ذلك إقامة التحالف مع بعض الاحزاب والتيارات ثم كشف المستور من تنظيماتها ونشاطاتها وتهيئة الظروف للانقضاض عليها وتحطيم بناها التحتية بكل عن*ف وقسوة ليكون عبره في وقتها وللمستقبل.

بدأت تلك العملية التفتيتية بتحالف المضطربين مع الجنرالين إبراهيم عبد الرحمن الداوود وعبد الرزاق النايف عشية انقلاب/ثورة 17تموز1968 ومن ثم إقصائهما بعد ثلاثة عشر يوماً مما يدل على أن الإقصاء مبّيت والتحالف مؤقت…رافق ذلك ومنذ اليوم الاول تفتيت الجيش ونقل ولاءه من الولاء للعسكرية والوطن الى الولاء للحزب وتم ذلك بعدة طرق. التبعيث قسراً، فتح دورات خاصه بالبعثيين /نواب ضباط حربيينن مفوضي شرطة، دورات امنية.. احالة الضباط الكبار المشكوك فيهم/ بولائهم او غير المتعاونين مع البعث للتقاعد او تسليمهم وحدات غير فعالة عسكرياً خارج بغداد، توسيع التشكيلات، تشكيل “تنظيمات “التوجيه السياسي في كل الوحدات العسكرية وهي بديل للاستخبارات العسكرية والامن العسكري ومُراقِبة لها في بداية خوفاً من تحركها بغير اتجاه وكانت تلك “التنظيمات” تحت اشراف حزب البعث داخل وخارج الجيش والقوات المسلحة…توسيع نشاط ومسؤوليات المكتب العسكري لحزب البعث.

ثم بداء التحرك باتجاه شخصيات وطنيه ديمقراطية مثل عزيز شريف وأمثاله لاختراق الحركة الوطنية والحركة الكردية ومحاولة حل القضية الكردية والتحالف معها …سبق ذلك أطلاق سراح معتقلي (انتفاضة الغموكَه) وإعادة المفصولين السياسيين… توجت تلك التحركات بعقد/ابرام معاهدة التعاون والصداقة مع الاتحاد السوفييتي لغرض كسب المعسكر الاشتراكي المؤثر في زمن الحرب الباردة وكذلك الاعتراف بدولة المانيا الديمقراطية حيث صارت العراق من اوائل الدول خارج المعسكر الاشتراكي التي اعترفت بتلك الدولة…بهذه الأفعال اقترب نظام الحكم الجديد من المنظمات العالمية مثل مجلس السلم العالمي والاتحادات العمالية والطلابية والنسائية العالمية وحركات التحرر الوطني وحركة عدم الانحياز وبالذات مع نجاح قرار تأميم النفط الذي اوجد للعراق موقع سياسي محلي وعالمي متميز عند تلك الدول والمنظمات والقوى وكذلك موقع اقتصادي مؤثر بعد ان ترافق النجاح برفع القدرة الشرائية للمواطن والخطة الانفجارية والتوجه لتصنيع البلد ومحو الأميه وغيرها من الاعمال الكبيرة المؤثرة..

قبل ذلك واثنائه انجز بيان 11آذار1970 الذي يمثل الحل الأمثل وحده للقضية الكردية في تلك الفترة وبذلك خطت العراق خطوه هائلة اقليمياً ودولياً وبشكل فاق حتى المسموح به اقليمياً على امل ان تنفذ بنوده في11آذار عام 1974و رافق ذلك إقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية بقيادة البعث الذي أصبح جماهيرياً محلياً وعالمياً هو قائد الحركة السياسية في العراق باعتراف كل الفعاليات السياسية العراقية وهذا ما كان يريده البعث ليصبح هو المحرك والموجه والمخطط والممثل لها في كل المحافل السياسية الخارجية وهذا أنجاز هائل حصل عليه البعث وأكثر مما كان يحلم به وبالذات بعد تجربته عام 1963.

لقد تم تحييد كل التيارات والحركات السياسية وكشف قواعدها وتنظيماتها بتأثير هامش الحرية الذي حصل وقت ذك وقد تصرفت الأحزاب بروح الثقة ومحاولة تعزيزها بعكس البعث الذي تحرك بخبث للقضاء على تلك التنظيمات أو قص أجنحتها وتركها تقبل بما يريده البعث ويخطط له…في مسيره الهدف منها تذويبها جميعها في حزب البعث لذلك اطلق صدام مقولته المشهورة(كل عراقي هو بعثي وان لم ينتمي)…رافق ذلك ما يقدمه البعث الذي يدير الحكومة ويقودها امتيازات ومناصب وهبات واكراميات لقادة تلك التنظيمات… (حسن العلوي في كتابه دولة المنظمة السرية حيث قال: بعد توقيع التحالف بين البكر وعزيز محمد صدرت تعليمات مشدده للكادر المتقدم في حزب البعث بكتابة خطط لتفتيت الحزب الشيوعي العراقي والقضاء عليه).

سبق ذلك إعدام مجموعه من التجار من أصول يهودية وإيرانية فيما عرفت ب(جماعة عزرا ناجي زلخا) وعُلقت جثاميهم في ساحة التحرير لار*ها*ب الشعب وهتف البكر بالجماهير المحتشدة والتي حشدها البعث صائحاً….ماذا تريدون؟.فجاء الجواب الذي أعده البعث هادراً…إعدام الجواسيس. فأصبح كل مخالف للبعث جاسوس يستحق الاعدام بأمر الشعب من خلال تلك الصيحة. فكانت تلك العملية وما رافقها من إخراج أول عمليه علنية لار*ها*ب الشعب حصل من خلالها البعث على تفويض مطلق بإعدام كل من يريد إعدامه بحجة التجسس الجاهزة اوالتآمروالتي استمرت حتى سقوط النظام. ثم ولتطبيق”اوامر تلك الصيحة”تم تشكيل ما اطلق عليها محكمة الثورة سيئة الصيت والتي أصدرت عشرات آلاف قرارات الإعدام بحق أبناء الشعب العراقي الأبرياء.(لأن حتى من ثبت أنه مذنب فهو ضحية بريئة).

لحد هذه اللحظة هرب الكثيرمن التجاروالسياسيين والمفكرين والمجرمين إلى خارج العراق بكل الاتجاهات إقليميا ودولياً.

ثم بداء البعث بتصفية حساباته مع رموز الحكم السابقين والشخصيات التي يريد التخلص منها من وزراء ورؤساء وزارات وضباط وسياسيين كما حدث لمجموعة الدكتور عبد الرحمن البزار وما تبعها من إعلان الكشف عن محاولات انقلابيه أدت إلى هروب الكثير من المسؤولين السابقين والموظفين العموميين والكفاءات

بعدها انتقل النظام لتصفية بعض أجنحته حيث تحرك الجناح المدني بقيادة صدام حسين قبل فوات الأوان كما كان يتصور معتبراً من تجربة تشرين ثاني عام1963 لينقض على الجناح العسكري بطرده لحردان التكريتي(وزير الدفاع برتبة فريق طيار ركن) ومن ثم اغتياله في الكويت وإبعاد صالح مهدي عماش(وزير الداخلية برتبة فريق ركن وهو عضوقيادي في البعث) سفيراً إلى أن مات وأجهز على الجناح العسكري بعد ما سميت في حينه (مؤامرة ناظم كَزار…مدير الامن العام ) وما رافقها بخصوص حماد شهاب وسعدون غيدان(وزيري الدفاع والداخلية) وعضو القيادة القطرية المدعو محمد فاضل مسؤول الخط العسكري

بعدها تفرغ “لتنظيف” الخط المدني من معارضيه مثل اغتيال عبد الكريم الشيخلي وهروب صلاح عمر العلي وحوادث السيارات التي قضت على مجموعه مهمة من الكادر المتقدم للحزب واغتيال فليح حسن جاسم وزير الصناعة وعضو قيادة حزب البعث.

شعر النظام انه استطاع ار*ها*ب الشعب وبالذات مع سكوت عالمي غريب على ما يجري وأصبح النظام أقوى فبداء بإعاقة تطبيق بنود بيان 11 آذار الذي أبتدئها مبكراً بمحاولته اغتيال الملا مصطفى البارزاني بتلغيمه لرجال دين.

لقد تمكن البعث من اختراق الحركة الكردية وقام بإنشاء تنظيم سري مختص بتبعيث الاكراد والشباب منهم بالذات مستغلا أطروحة الحزب القائد وشن حمله إعلاميه ودعائية في الداخل والخارج مستعيناً بحلفائه في الجبهة الوطنية والمنشقين من الأكراد ومن أستطاع كسبهم ….وتهيأ لإتمام معاهدة الجزائر عام 1975 بأشراف وصياغة ودعم (كيسنجر) أدت إلى اكتساح الجيش للمنطقة الكردية وهروب عشرات الآلاف من الأكراد أشخاص وتنظيمات …بعدها قامت السلطة بتفعيل نشاط المتعاونين معها من الكورد وأقامت لهم تنظيمات شكليه هزليه الغرض منها تفتيت الحركة الكردية كنا نتندر عليها بالعبارة التالية: (الحزب الكردستاني…كذا…لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي).

وبعد استقرار الأمور نسبياً في شمال العراق تفرغ النظام لما تبقى له من حلفاء وهو الحزب الشيوعي العراقي الذي ساهم عسكرياً في أحداث 1975 الحربية في شمال العراق لدعم القوات الحكومية .وبعد أن فقد الشيوعيين حليفاً مهماً لهم هو الحركة الكردية واختراق أجهزة السلطة لصفوفه وانكشاف تنظيماته شن النظام حمله إعلاميه منظمه ومتصاعدة ضد الحزب بدأت بسلسلة مقالات في صحيفة التآخي …ركز النظام حملته على المناطق البعيدة عن العاصمة وبالذات في البصرة مع عمليات اغتيال لكوادر الحزب وبعض قياداته المتقدمة في خطوة أراد منها النظام معرفة ردود الأفعال محلياً وعالمياً حيث يتمتع الحزب بعلاقات جيده مع المنظمات العالمية والعربية وجد بعضها النظام أنها ردود محتشمة خافته خجولة على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان وطبعاً مع تقديم اغراءات “رشى” مالية /اقتصادية للأشخاص والمنظمات والدول…وجد النظام بعد ذلك إن الوضع ملائم للانقضاض لأن أصحاب المبادئ فضلوا عليها المصالح التجارية التي أقامها النظام مع دول المعسكر الاشتراكي واتفاق المعسكر الغربي مع ممارسات النظام .

حينها أنقض البعث بكل قسوة وقوه ووحشيه على حلفاء الأمس من قيادات وقواعد وأنصار حيث أعدم العشرات وأعتقل الآلاف واغتال الكثير وخطف وغيب المئات وترك البلد كل من تمكن من ذلك وأجبر الكثير على إعلان البراءة وأجبروا على الانضمام لصفوف البعث حيث تم تشكيل تنظيم خاص أطلق عليه (الصف الوطني) تعرضوا خلاله لعمليات غسيل دماغ بشعة.

هذا الهروب والقمع خلال كل تلك الفترة أدى إلى تشقق الحركة الوطنية او السياسية العراقية…. ولما كانت هذه الحركة تضم في صفوفها كل الطيف العراقي ومن كل مناطق العراق…. هذا التشقق في المجتمع العراقي وشموله لكل العراق… وما رافق المسيرة في الخارج سواء بالنسبة للأشخاص أو التنظيمات أدى إلى التشظي واللجوء إلى الحلقات الأضيق من طائفة وعشيرة ومدينه وقوميه وتساقط الكثيرين من الاشخاص وكذلك تغيرت قناعات البعض…فصار بعض الرفاق او الزملاء او الاصدقاء اعداء لبعضهم.

ومنذ العام 1968 ومع الحملات السابقة كانت هناك حمله منظمه ضد رجال الدين في ضوء إنشاء الدولة العلمانية بدأت بمنع رفع الاذان في الاذاة العراقية تحت تفسير ان الشعب العراقي متعدد الاديان والطوائف…وبعدها قُتِلَ بعض رجال الدين في محاولة اغتيال الملا مصطفى البارزاني أعقبتها الكثير من عمليات الاعتقال بتهم الطائفية والعمالة والانقلابات والاندساس في صفوف البعث منها اغتيال الشيخ البدري والسيد الصدر أدت إلى هروب العديد من رجال الدين لتشكل فيما بعد تشكيلات سياسيه دينيه…واستمرا رالمضايقة العنيفة لممارسة الشعار العاشورائية التي دفعت النظام لمحاكمات صوريه ادت الى اعدام العديد من ممارسيها ومنها المحكمة التي تكونت من ثلاثة من قيادات حزب البعث وهم(عزة مصطفى رئيساً وعضوية حسن العامري وفليح حسن الجاسم) الاخير اعترض على احكام الاعدام …تم طرده من وزارة الصناعة والقيادة ومن ثم اغتياله..

أستقر الوضع لصالح حزب البعث الذي أصبح يتمتع بقوه عسكريه كبيره مع قوه ماليه هائلة بعد تأميم النفط مصحوب بدعم إقليمي ودولي قل نظيره حيث تفرد البعث بالسلطة وكان دور صدام حسين في ذلك كبيراً حيث بدأت صوره تنتشر وترافق صور رئيس الدولة وقيادة البعث (عفلق والعيسمي والبكر وصدام)… واستطاع من ترسيخ مؤسسات خاصة به لحل مشاكل المواطنين (مكتب شكاوى المواطنين) ومتابعة أمور الجيش بعد أن أصبح مسؤول عن المكتب العسكري ومنحه البكر مجبراً رتبة فريق أول ركن وفرض سيطرته على الأجهزة الأمنية والحزبية حيث بداء بالضغط على البكر وعزله تدريجياً إلى أن عزله تماماً في مسرحية تسليم الراية من الأب إلى الابن في تموز عام 1979 ليقوم بإعدام من أعترض على ذلك من رفاقه(مذبحة قاعة الخلد….واعدام القياديين محمد عايش وغانم عبد الجليل وعدنان الحمداني وغيرهم) ومعهم المؤيدين لهم من مدنيين وعسكريين بمذبحه تعمد صدام حسين إخراجها بهذه البشاعة لتكون درس للآخرين أدت إلى هروب العديد من معارفهم وأنصارهم .ثم بدأت حملة الإعداد للحرب مع إيران بدفع أمريكي سعودي وبدأت الحرب التي استمرت ثماني سنوات حصل خلالها من الإعدامات والتصفيات والإهانات للقيادات المدنية والعسكرية تسببت بهروب البعض…واعتقال واعدام العديد منهم.

ثم احتلال الكويت وطرد الجيش العراقي منها وما رافق ذلك من اختلاف مع السلطة عليها أو على المسروقات ومن ثم الحصار وما رافقه من حملات الاعتقالات والإعدامات وهروب الكثير ممن تمكن من قاده سياسيين وعسكريين وتجار ورجال دين ورياضيين ومفكرين وحملة الشهادات كذلك هرب من اختلف مع النظام على السرقات ومن صدرت له الأوامر من أجهزة المخابرات التي يرتبط معها ومن كان يبحث عن موقع عندما قربت ساعة القصاص ومن الطامعين بالوراثة على عرش العراق الذي سيفرغ ومن هرب من حبل المشنقة في اللحظة الأخيرة

فأصبح في الخارج الوطني والعميل. السارق والنزيه… السياسي واللص… الشريف والقذر بكل الأعمار من رجال ونساء ومن هرب بعد انتفاضة اذار1991 بأعداد كبيره الى الخارج.

مما تقدم نجد أن كل شرائح المجتمع قد تعرضت للاضطهاد والقمع في مرحله معينه فكان لكلٍ منها سبب للهروب …تَجّمَعَ أصحاب تلك الأسباب ليشكلوا ما حسبوها تنظيمات سياسيه وتشكلت تنظيمات للعشائر والطوائف والملل لأن كل مجموعه تريد الانفراد بمصالح جماعتها وكانت كردستان وما حصل فيها وانشاء منطقة الحضر الجوي لتكون ملاذ آمن استطاعت فيه المعارضة التي كانت لها بقايا او التي تم تجميعها من بعض الحركة ولو بحذر شديد وتحت اندساسات …التقت تحت تأثير ذلك الملاذ ومن يحمونه اقليمياً ودولياً في ظروف قاسية خطره حذره متقلبه تصحبها انعدام للثقة بينها وقدرة النظام على اختراقها.

لذلك نلاحظ لكل سبب اضطهاد تنظيم وحسب مراحل الاضطهاد ففي كل مرحله هربت مجموعه تتهم من هربت بعدها بمساندة النظام في اضطهادها الأكراد يتهمون البعثيين والشيعة يتهمون السنة والشيوعيين يتهمون البعث والاسلاميين والملكيين يتهمون الجمهوريين والتقدميين يتهمون الرجعيين والتركمان يتهمون العرب والأكراد والمسيحيين يتهمون المسلمين والصابئة يتهمون الجميع والأيزيديين يتهمون الآخرين والمدنيين يتهمون العسكريين وهكذا

وقد ركب موجة المعارضة شخصيات عسكريه كانت قد ساهمت مساهمه فعاله في ق*ت*ل الشعب العراقي على اختلاف ملله ونحله ولما كان الاضطهاد مصحوب بأنهار دم وهتك حرمات وسلب أموال وممتلكات وإهانات وتهجير وسحب واسقاط الجنسية و تسفيرات بالجملة كما حصل للأخوة الكورد الفيلية وقمع عسكري كما حصل للشعب الكوردي وللمنتفضين في الجنوب وإعاقات مستديمة لا يمكن أن تمحى واغ*تصا*ب أعراض لذلك فأن التسامح مستحيل وبناء الثقة صعب جدا لأن الكل يريد الثأر والإقصاء ومحاسبة المتسبب كل بالدرجة التي يقررها او يرغب بها …لهذا فأن هذا الخليط العجيب لا يمكن أن ينسجم سواء كأشخاص أو تنظيمات

الكل يتوجس من الكل والكل يتحوط للمستقبل والكل يتحرك للثأر والقصاص وتأمين جانبه وتأمين سند اقليمي أو دولي او كليهما مع تبعات مخابراتية ومصالح دول وشركات واجتهادات دينيه وفكريه…

مِحْنَتُهُمْ واضطهادهم والقسوة عليهم ما وّحدتهم…فلن توحدهم الكراسي والمال السائب والفساد فمن لم يوحده مستقبل الوطن والشعب لن توحده الارتهانات والسرقات والتقوقعات.

…………………………….

يتبع لطفاً

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!