زيارتي لمزار العذراء غوادالوبي صانعة حضارة مكسيك الحديثة
بقلم / وردا إسحاق قلّو
( فرحتُ حين قيل لي : لنذهب إلى بيت الرب ) ” مز 1:122 “
رداء خوان دييغو وصورة غوادالوبي على مذبح الباسليك (كاتدرائية )
زيارة المؤمنين للأماكن التي ظهرت فيها العذراء مريم هو تكريم لها ، يُعَبّرون عن مدى حبهم للأم النقية التي أنجبت لهم المخلص الفادي ، ويعتبرون الأماكن التي ظهرت فيها مقدسة . آباء الكنيسة كرموها فشيّدوا لها كنائس ومذابح ومزارات في أماكن ظهورها وبحسب طلبها من الذين ظهرت لهم ، كخوان دييغو في المكسيك في 9 كانون الأول سنة 1531 م على تلة تينباك . ولبرناديت في لورد – فرنسا سنة 1831 م . وللأطفال الثلاثة في فاطيما – برتغال 1917 م . وللعذراء مزارت كثيرة في عدد من بلدان العالم .
على كل مؤمن زائر للأماكن المقدسة وقادر على تدوين أحداث الزيارة أن ينشرها لتصبح تحت متناول الكثيرين لقرائتها والإستفادة منها ، في سنة 2018 زرت مع مجموعة من المؤمنين الأراضي المقدسة ، بدأت زيارتنا من الناصرة إلى أورشليم واليهودية فنقلت وقائع الزيارة في مقال خاص تحت عنوان ( زيارتي للأماكن المقدسة ) ونشرته في بعض المواقع وعلى صفحتي الخاصة . كذلك سألخص زيارتي الأخيرة إلى الأماكن المقدسة في المكسيك مع مجموعة من المؤمنين في رحلة إيمانية ممتعة وناجحة كان يسودها الفرح والمحبة فأطلق عليها الشماس د. جورج منصور الذي قاد الرحلة ب ( كروب المحبة ) . كما رافقنا الأب يوسف داود الذي كان يفتتح بداية كل يوم بعد إنطلاق الباص بصلاة وتراتيل يشترك فيها كل الحضور. كما أقام لنا ذبيحة إلهية على مذبح كنيسة الملاك جبرائيل في مدينة تشولولا ، وهذه صورة المذبح والكاهن .
أهداف الزيارة
عندما ينطلق المؤمنون لزيارة الأماكن المقدسة فأنهم يتخطون نحو الرب فتظهر في زيارتهم قدرة سماوية خفية تسّموبالنفوس الزائرة بالروح نحو إيمان أفضل ، فتتغير القلوب وتَلين ، ويتعلمون دروس جديدة في الإيمان ، أما النفس فتنضج بعمل النعمة ، فعلى الزائر أن يستمر في طريق الإيمان لكي يلتقي بيسوع ، ليس في نهاية طريق الزيارة ، بل في كل مسيرة حياته الأرضية ، المسيح له المجد يرافق مواكب الزائرين كما رافق تلميذي عماوس في الطريق ( لو 24: 13-35 ) . الزيارة مطلوبة لكل مؤمن يستطيع أن يزور وذلك لكي يبتعد عن الأرضيات وهموم العالم والعمل ، فيبتعد عن بيته وأهله ليندفع لزيارة الأماكن المقدسة وليتذكر قول الرب لأبينا إبراهيم ( إترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك وإنطلق إلى الأرض التي أريك ) ” تك 1:12″ .
مراحل السفرة
غادَرَت المجموعة البالغ عددها 27 مؤمناً من وندزر – كندا بالباص في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يوم الأثنين الموافق 6 شباط 2023 ، فوصلنا الساعة الخامسة صباحاً إلى مطار تورنتو الدولي ، ثم غادرنا إلى عاصمة المكسيك ، وصلنا في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً. يبلغ سكان العاصمة مكسيكو ستي 12مليون وهناك مقاطعات سكانية ملتصقة معها ليصبح عدد سكانها 23 مليون نسمة مساحتها كبيرة ومحاطة بالجبال ، منها جبال بركانية . بعد الوصول إنطلقنا إلى مدينة بويبلا التي تعتبر من أجمل المدن المكسيكية قاصدين الفندق للإستراحة والمبيت ، في المساء زرنا كنيسة سان بيدرو ( القديس بطرس ) الواقعة في مركز المدينة ومن ثم تجولنا في الأسواق القريبة من الساحة الواقعة أمام الكنيسة . كان هذا في اليوم الأول .
مذبح كنيسة ذي ليدي أوف أوكوتلاند – بايلكرايمِج
سقف كنيسة ( ذي ليدي أوف أوكوتلاند – أو بايلكرايمِج )
وفي اليوم الثاني 7 شباط : إنطلق الباص إلى مدينة أوكوتلان لنَزور كنيسة ( بايلكرايمِج ) التي ظهرت فيها العذراء إلى الفلاح الأرمل خوان دييغو البالغ (57 ) . وبعدها زرنا كنيسة القديس ميخائيل ، وبعدها قامت المجموعة بزيارة البئر المقدس ومن ثم العودة إلى بوبيبلا لزيارة كاتدرايتين ( دير سانت دومنكو ” أبلحد ” ذهبنا إلى كاتدرائية سان بيدرو ، ومن هناك إلى أسواق المدينة للتبضع ، ثم العودة إلى الفندق للعشاء والمبيت .
خلفية مذبح كنيسة سان دومينكو
في اليوم الثالث 8 شباط : غادرنا إلى مدينة تشولولا فزرنا دير القديس جبرائيل سنة وأقام الأب يوسف بقداس إلهي في كنيسة الملاك جبرائيل ،وكنيستيي القديس فرانسيسكو أكاتيبيك والقديسة ماريا تونانتزينتلا ، ثم إنطلقنا إلى مدينة تكساكو الشهيرة بمناجم الفضة فزرنا متاجرها وتبضع الزائرون من الأعمال الجميلة للفضة ، وتجولنا في شوارعها وأزقتها ثم أنطلقنا إلى محطة تلفريك لنستقل عرباتها المتجهة إلى فندق مونتي تاكسكو الواقع فوق الجبل وأمامه منظر خلاب لمدينة جميلة مبنية على سفح الجبل المقابل للفندق .
في اليوم الرابع 9 شباط : بعد تناول الفطور إنطلقنا إلى مركز المدينة لزيارة كنيسة سنتا بريسكا وسباستيان ومنها إنطلق الباص إلى زوتشيميلكو فركب الجميع في قاربين أنطلقا في رحلة نهرية ومعها فرقة موسيقية عزفت الموسيقى المكسيكية إلى نهاية الرحلة . ، ثم تبضعنا من الأسواق المطلة على الساحل ، ومن ثم غادرنا إلى العاصمة مكسيكو ستي للمبيت في فندق فخم في مركز المدينة .
مطعم الفندق الأخير
في اليوم الخامس 10 شباط ( الجمعة ) : زرنا ساحة الثقافات الثلاثة التي تحتوي آثار بعض الأهرامات ، وبعد مشاهدتنا لمركز الفنون التشكيلية ودار الأوبرا . وبعد ذلك انطلقنا غلى أهرامات ( تيوتيهواكَن ) وبعدها زرنا أهرامات القمر والشمس المتجاورتين ز ومنه إنطلقنا إلى مزار غوادالوبي المتكون من ثمان كنائس ومزارات ، إحدى الكنائس مبنية على قمة تل عالي وهو مكان ظهور العذراء إلى خوان دييغو . يتم الصعود إليه بسلالم عالية في طريق لولبي ، في بدايته يوجد تمثال كبير للعذراء غوادالوبي ، سمراء الوجه ، والتمثال موضوع بين شلالات جميلة ومنظر جميل مع وجود مسطبات للإستراحة والتمتع بمنظر التل المبني عليه كنيسة إحدى الظهورات ، ومن ثم الصعود إلى القمة ، بعد الزيارة نزلنا من طريق آخر يؤدي إلى كاتدرائية كبيرة مبنية على شكل هرم تسع لأكثر من ألف مؤمن يقام فيها قداس إلهي كل ساعة يشترك فيه عدد كبير من الكهنة ، وأحياناً يشاركهم أسقف المدينة . وفي تلك الكنيسة وعلى المذبح الكبير يوجد الرداء الذي إنطبعت عليه صورة العذراء ، وهو الرداء الذي كان خوان يلبسه والذي حمل به الورود إلى الأسقف ليؤمن بظهور العذراء . كما يوجد الصليب المعقوف محفوظ في صندوق زجاجي سنتناول قصته لاحقاً .
مذبح وخلفية أحدى الكنائس
الكنيسة من الخارج ( سان فرنسيسكو أكاتبك )
في المساء زرنا أهرامات القمر أولاً تتكون من 18 هرماً مبنية حول ساحة كبيرة ، وفي الجانب الغربي يوجد الهرم الكبير لإله القمر .
هرم القمر
وبعدها توجهنا لزيارة هرم الشمس العالي والجميل في تصميمه المعماري ، أمامه يوجد أيضاً مجموعة كبيرة من الأهرامات المتصلة ببعضها ، وتلك الأهرامات كانت كمعابد لتلك الشعوب الوثنية . بعدها إتجهنا إلى الفندق في مكسيكو ستي لنبيت الليلة الأخيرة .
مذبح الباسليك الذي يحمل الرداء المقدس
في يوم السبت المصادف 11 شباط : بعد الفطور حملنا الحقائب في الباص وإتجهنا إلى مزار وكاتدرائية غوادالوبي لنسمع القداس الإلهي ونتناول القربان المقدس ومنه إنطلقنا إلى المطار لنترك المكسيك إلى كندا بعد البركات التي نلناها من تلك الكنائس والأماكن المقدسة ، ومشاهدة تلك المدن والمناظر الخلابة .
قصة دخول المسيحية إلى المكسيك ومراحل ظهورات غوادالوبي لخوان دييغو
سكان المكسيك الأصليين يتكونون من أكثر من ثلاثين قبيلة هندية وأكبرها هم قبيلتي ( الأزتك والمايا ) كانوا يعتنقون ألهة وثنية كثيرة ، وأكبر آلهتهم كان ثعباناً مكسواً بالريش ، وصورة الثعبان محفورة على هرم (تيوتيهواكَن ) . فكانوا يعبّرون عن إيمانهم وخضوعهم له بتقديم ذبائح بشرية تصل إلى ربع مليون كل عام ، وذلك بق*ت*ل الضحية ( إمرأة حامل أو طفل ) ومن ثم نزع قلبها لتقديمه إلى الإله معتقدين بأن عملهم هذا يؤدي إلى إستمرار وصول أشعة الشمس ونور القمر والكواكب وتستمر الطبيعة في دورتها . شيدوا هرم الشمس وبقربه مجموعة أهرامات لإله الشمس وهذه صورة هرم الشمس :
هرم الشمس ومجموعة الأهرامات المحيطة به
هرم من أهرامات المكسيك
في عام 1521 غزا الأسبان بلاد المكسيك وأخضعوا أهلها الأصليون بالقوة فعانوا المذلة والإضطهاد والق*ت*ل وعاملوهم كعبيد . كان يرافق الجيوش المحتلة كهنة مبشرون بالمسيحية لتلك الشعوب ويدعون لهم بالعطف والرحمة ، لهذا عانى حتى الكهنة المسيحيين الأضطهاد فكان الوضع مأساوياً ، فإضطر الأسقف الذي كان يقود حملة التبشير أن يكتب إلى رئيس الأساقفة في أسبانيا بأن الوضع سيتجه إلى كارثة إن لم تحصل إعجوبة من السماء .
الظهور الأول : في صباح يوم السبت الموافق التاسع من كانون الأول 1531 ظهرت غوادالوبي على أحد السكان الأزتك الأصليين أسمه ( خوان دييغو ) سبق وأن أعتنق المسيحية وكان في طريقه إلى كنيسة ( تلاتيلولكو ) لسماع القداس الإلهي وفي الطريق سمع صوت موسيقى رائعة مع صوت إمرأة تناديه من فوق تلة ” تينباك ” فنظر ليرى إمرأة جميلة تشع وهجاً . قالت لهُ : ( إعلم يا بني أني البتول العذراء مريم الدائمة البتولية والبريئة والكاملة الأوصاف ، والدة الإله الحق ، باعث الحياة في الخلائق وسيد الأشياء القاصية والدانية ، إني أريد أن يشاد لمجد إسمي كنيسة في هذا المكان . . وهنا سأسكب على الشعب ، ساكني هذه البلاد حبي وحناني ورحمتي وعوني وحمايتي . أنا أم الرحمة ، أنا أمكم جميعاً ، أنا أم البشر ، أم جميع الذين يحبونني ويلجأون إليّ بثقة بنوية … إذهب إلى مكسيكو وإطّلِع الأسقف على رغبتي ، وحدثه على ما رأيت وسمعت ، فأشكر خدمتك وأسعدك . إذهب بسلام يا بُنيّ. ) سجد خوان وقال ( لبيك يا سيدتي .. إطمئني ، إني ذاهب للقيام بما أمرتني .
الظهور الثاني : ذهب خوان إلى الأسقف وقال له ، أن العذراء ظهرت له وتريد بناء كنيسة على التلة التي ظهرت عليها ، فطلب منه الأسقف علامة من العذراء لكي يصدق أقواله . وبعد عودة خوان ألتقت به العذراء في الطريق ، وعندما رآها سجد حزيناً خائباً وطلب منها أن ترسل شخصاً آخر من الأغنياء لأنني فلاح فقير واُميّ حقير . لكن العذراء أختارته هو لهذه المهمة فأعادته إلى الأسقف ليسرد له نفس الكلام مرة أخرى . غير أن المطران طلب منه بأن يأتي بدليل ليصدق كلامه ، وأرسل شخصاً يراقبهُ .
الظهور الثالث : في يوم العاشر من كانون الأول 1531 وعند غروب الشمس ، عاد خوان وصعد التلّة ، وما إن وصل إلى القمّة حتى اختفى عن عيون مراقبه ، ورأى السيّدة وبلغها شروط أسقفه . فقالت له ( يا بُنيّ خوان، سأعطيك غداً الآية المطلوبة ، فيطمئن الأسقف ، ولا يسىء الظن بك ، ولا في صدق شهادتك )
الظهور الرابع : لم يستطيع خوان أن يلاقي العذراء لإنشغاله بعمه المريض ، غير أنه إضطر في يوم 12 إلى المرور من قرب تلّة الظهورات ليأتي بالكاهن إلى عمهِ المريض ، وعندما وصل إلى التلة تذكر الموعد مع السيّدة ، فغيّرَ طريقهِ ليتحاشى رؤيتها وملامها وليسرع في إستحضار الكاهن ، ففاجأته العذراء وظهرت له وسط غيمة ٍمشرقةٍ ، فسجد فوراً إلى الأرض ، وألقى عليها السلام والرعدة تهز كيانه . إبتسمت غوادالوبي وكلمته بحنان إمومي ( إبني خوان ، إلى أين تتجه ؟ ) فإعتذر وأستأذنها كي يحضر الكاهن لعمه المريض ، فأجابته ( لا تقلق يا بنيّ ولا تيأس ! ألست أمك ؟ … إطمئن إن مرض عمك ليس للموت ، بل سيبرأ من علته الآن . فأخبرها عن طلب المطران . فطلبت منه إلتقاط أزهار من التلّة ليأخذها له كعلامة ، علماً بأن طبيعة التلّة صحراوية وإن وجود الزهور في فصل الشتاء البارد لأمر مستحيل . لكن خوان وجد الأزهار العجائبية وجمعها وأتى بها إلى العذراء فأستلمتها منه ووضعتها في ردائه ، وأمرته بأن لا يراها أحداً إلا الأسقف وذهب بها إلى الأسقف لإتمام المهمة . كان عند الأسقف شهود آخرين ، وما إن فتح خوان العباءة حتى سقطت الورود على الأرض ، وتلك الورود لا تنبت في المكسيك بل في إسبانيا التي أتى منها الأسقف ، وإنطبعت صورة سيدة غوادالوبي بطريقة عجائبية على العباءة فإرتمى المطران فوراً على ركبتيه عندما شاهد الصورة راجياً المغفرة من العذراء لعدم تصديقه . أخذ العباءة إلى الكنيسة ووضعها بجانب القربان المقدس . وخلال ثلاثة عشر يوماً تم بناء الكنيسة ، وأنتشرت قصة ظهوراتها بين الناس ، فهموا بالذهاب إلى الكنيسة وإحتشدوا أمامها ليروا صورة العذراء المرسومة لا بأصباغ نباتية أو حيوانية أو من مساحيق المواد الكيمياوية . تظهر العذراء في الصورة بوجه داكن اللون ( سمراء ) كبشرة أهل البلد ، وهي تنظرإلى الأسفل رمزاً للتواضع ولتكشف على أنها ليست إلهاً رغم عظمتها ، فآلهة الأزتك لا تنظر إلى الأسفل . الصورة محفوظة الآن في معبد تيبياك منذ 1531 ، أبعادها 3* 6 قدم محاكة من قطعتين من نسيج الصبار المحلي الخشن الذي لا يصلح للرسم عليه ، والصورة ما تزال موجودة منذ خمسة قرون. وفي الأيام القليلة التالية من الظهورات ، أعتنق أربعون ألأفاً المسيحية من السكان الأصليين ، وفي سبع سنوات آمن ثمانية ملايين شخصاً ، علماً بأن ( الأزتك ) كان لهم رؤساء وأسياد وثنيين فلم يصدقوا تبشير الكهنة . لكن عندما أخبرت العذراء خوان بأن أسمها ( غوادالوبي ) لأن هذا الأسم يعني بلغة الأزتك ( ساحقة رأس الحية ) . لم يكن عند الأزتك أبجدية ، بل دونوا كل شىء بطريقة الرموز ، وكانت صورة غوادالوبي العجائبية مليئة برموز لا تحصى فهمها كهنة الأزتك الوثنيون للحال ، فقال أحدهم ( نحن لا نجسّر حتى على النظر إلى سيدة غوادالوبي ) وفحوى رسالة العذراء هي أنها أم الإله الحقيقي ، وأنها أقوى من كل آلهتهم التي ليست ألهة ، وإنها لا تريد قلوب الأضاحي البشرية ، بل أن يؤمن الأزتك بإبنها ويقدموا له قلوبهم من دون أن ينزعزهاا من صدرورهم . توقف الأزتك عن عبادة الأوثان وتقديم الذبائح وق*ت*ل الأجنة ، ليعتنقوا المسيحية ، فتوحد الشعبان المكسيكي والأسباني في شعب واحد ولغة واحدة وصارت مكسيك دولة واحدة وبنت حضارة جديدة هي الحضارة القائمة حتى اليوم بعد 492 سنة من الظهور العجائبي .
الصليب المعقوف
في يوم 24 تشرين الثاني 1921 وضعت قنبلة شديدة الأنفجار ، بين ورود وضعت تحت الأيقونة مباشرةً أدت إلى كسر الحجارة والرخام وزجاج نوافد الكاتدرائية ، وعند زوال الدخان تبين أن الأيقونة العجائبية لم تصب بأي ضرر ، حتى أن الزجاج الرفيع الذي يغطيها لم يتأثر ، ولم يؤذي أحداً . أما سبب وضع القنبلة فيعود إلى إضطهاد الكنيسة من قبل السلطات الحكومية ضد الكنيسة آنذاك .
مذبح كاتدرائية الباسليك
كاتدرائية الباسليك الهرمية ( اللون سمائي ) والكاتدرائية الأولى القديمة ( صفراء ) والدير ( رماني ) مع كروب المحبة :
زارها البابا القديس يوحنا بولس الثاني أربعة مرات ( 1979، 1990، 1999، 2002 ) .
وفي عام 1999 أعلن البابا بتشييد كاتدرائية سيدة غوادالوبي فتم المشروع ، وجاء في زيارة خاصة ليفتتح الكاتدرائية ، كما تم وضع 32 ناقوساً على برجٍ خاص ولكل ناقوس نغمة موسيقية ، كما يحمل البرج ساعتان ( الأولى ساعة التوقيت الحديث والثانية ساعة شمسية ) وفي الجزء العلوي للبوابة هناك مسرح يعرض عليه مسرحية ظهور العذراء لخوان دييغو بشكل مستمر، كما وضعت مراحل درب الصليب على سور الكنيسة المحيط بها وبساحتها التي تسع لألاف المؤمنين ، وتم رفع تمثالاً كبيراً من البرونز له بعد جمع تبرعات لمفاتيح البرونزية لدور المؤمنين ، وضع بين تلك الكاتدرائة الجميلة المسمى ب ( باسليك ) وبين الكاتدرائية القديمة التي تبعد عنها 30 متراً وبجانب الكنيسة القديمة يوجد دير للراهبات وخلفه يوجد كنيسة قديمة شيدت في موقع الظهور الأول حيث رفع أولاً صليب المسيح فوق تلّة تينباك أولاً ، ومن ثم تم بناء الكنيسة الأولى . وبعد موقع تلك الكنيسة يأتي نصباً برونزياً للأسقف وهو يفتح رداء خوان الملىء بالورود مع صورة غوادالوبي المطبوعة على رداء خوان والأسقف راكع أمام الصورة
كما أعلن قداسته أن يكون يوم 12 كانون الأول هو يوم ديني مقدس للقارة جمعاء . في ذلك اليوم يحضر أكثر من مليون مؤمن إلى الكنيسة وساحتها ، بل تملأ الشوارع المحيطة بالوافدين المؤمنين ، والكثيرين يأتون سيراً على الأقدام من مسافات بعيدة تقدر ما بين 30 – 40 كم .
برج الساعات والأجراس
العذراء هي أم الحياة الحقيقية ، تصورها أيقونات كثيرة فوق التلّة وهي تحتصن طفلاً أنقذته من الإجهاض ، فعوض الموت أحلت العذراء الحياة بكافة أشكالها : الحياة لشعب بأسره الذي أعتنق الموت ديانة له ، والحياة لشعب جديد هو إتحاد شعبين كانا عدوّين . فدولة مكسيك الحديثة تدين بحضارتها وتكوين شعبها إلى العذراء غوادالوبي ذلك الشعب الذي لا ينفك من تكريمها فائق الإكرام ويزيد في تطويبها مع جميع الأجيال إلى يوم مجىء الرب .
الرب يقبل زيارة الجميع ويباركهم ، وعذراء غوادالوبي تحفظهم .
