حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم 29 رمضان سنة 48 هجرية. أمر عقبة بن نافع ببناء مدينة القيروان لتكون حصنًا منيعًا للمسلمين ضد هجمات الروم.
سر بناء مدينة القيروان
وكان هدف عقبة بن نافع من هذا البناء أن يستقر المسلمون هناك، إذ كان يخشى إذا أعرض المسلمون عن أهل أفريقيا أن يرجعوا إلى دينهم. تعتبر القيروان من أقدم المدن الإسلامية وأهمها. وهي في الواقع أول مدينة إسلامية في المنطقة المغربية. يعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي. لعبت مدينة القيروان دورين مهمين في نفس الوقت: الجهاد والدعوة، بينما كانت الجيوش تغادرها. وفي الفتوحات والتوسعات كان يخرج منها فقهاء ينتشرون في البلاد ويعلمون اللغة العربية وينشرون الإسلام. وهي تحمل في كل شبر من أرضها عبق المجد الشامخ وإرثاً عريقاً يؤكده تاريخها الحافل وما تبقى من معالمها التي تمثل محطات مهمة من التاريخ العربي الإسلامي.
عاصمة الإسلام الأولى
وظلت القيروان على مدى أربعة قرون تقريبا العاصمة الأولى للإسلام في أفريقيا والأندلس، ومركزا عسكريا للجيوش الإسلامية، ونقطة انطلاق رئيسية لانتشار اللغة العربية.
وعندما يذكر القيروان يذكر القائد العربي الكبير عقبة بن نافع ومقولته الشهيرة عندما وصل إلى المحيط الأطلسي أثناء توسعاته يرفع يده إلى السماء ويصرخ بأعلى صوته: “اللهم إني أحتمل” اشهد أني قد بلغت المجهول، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد غيرك». .
تقع القيروان في تونس على بعد 160 كلم من العاصمة تونس. وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني موضع السلاح، أو مخفر للجيش، أو استراحة للقافلة، ومكان يجتمع فيه الناس للحرب.
يعود أصل كلمة “القيروان” إلى الكلمة الفارسية “كروان” والتي تعني القافلة أو القافلة العسكرية.
الفتوحات الإسلامية، الفيتو
اختر موقع القيروان
وبعد أن انتهى من بناء مدينة القيروان، اجتمع عقبة بن نافع في حضور أصحابه والعسكر. فطاف بهم مدينة القيروان، فأخذ يدعو لها، قائلاً في دعائه: اللهم املأها علماً وحكمة، واعمرها المطيعين والعابدين، واجعلها عزاً لدينك وذلاً. لمن كفروا بك، وأعزوا به الإسلام.
عندما وضع عقبة بن نافع أساسات مدينته الجديدة لم يدري، إذ دعا ربه أن يحفظها من طغاة الأرض، ويملأها بالفقه والعلم، ويجعلها عزة للإسلام، فما مصيرها؟ وقد خبأت الأيام لذلك. إلا أنه من الناحية الاستراتيجية فقد كان موفقا في اختياره، إذ تقع القيروان على مسافة يوم واحد من البحر الذي كان يسيطر عليه البيزنطيون. وعلى أبابا، وهي أيضًا بعيدة عن الجبال، حيث كانت تخيم في ذلك الوقت قبائل البربر المعادية للإسلام. وتمثل القاعدة المنشأة حديثا رأس الحربة في وسط خط المواجهة المتخذ بين المسلمين والروم، بعد هزيمة ملكهم جرجير في سبيطلة أمام جيوش معاوية بن حديج سنة 45 هـ، 665 م، و تراجع. سلطتهم وحصرها في شمال البلاد. أضف إلى ذلك أن القيروان تقع في منطقة طويلة ومسطحة من الأرض تسمح بتعبئة الفرسان دون صعوبة. وكانت الخيل هي قوة جيش المسلمين في معظم معاركه وحروبه المصيرية. وقد راعى عقبة في اختياره موقع مدينته الجديدة قربها من الأهوار لتوفير المراعي التي تحتاجها الإبل، وتسمية القيروان تفي بالغرض. والشكل الأصلي لتأسيسها أنها كلمة مترجمة من اللغة الفارسية وتعني معسكر أو قافلة أو محطة أثقال للجيش. ولا شك أن الحملات والغزوات المختلفة التي سبقت بناء القيروان مرت بالموقع، وتتفق المصادر على أن معاوية بن حديج خيم خلال إحدى حملاته الثلاث على إفريقية في المكان المعروف بالقرن، على بعد عشرة كيلومترات شمال غرب البلاد. القيروان. كما تذكر كتب الصف أن الصحابي أبو زمعة البلوي قد استشهد في معركة معاوية بن حديج الأولى سنة 34 هـ، 654 م أثناء محاصرة جلولاء. وتم نقله ودفنه بموقع القيروان.
وكانت القيروان المركز العلمي الأول في المغرب العربي، ثم تلتها قرطبة في الأندلس، ثم فاس في المغرب الأقصى، وكان يقصدها أهل المغرب وسائر بلاد الجوار. وأقيم مسجد عقبة الكبير، إلى جانب بقية مساجد القيروان، حلقات دراسية، وأنشئت مدارس شاملة أطلقوا عليها اسم “بيوت الحكمة”. وقد استقدم إليها العلماء والفقهاء والدعاة من المشرق، وكانت هذه المدارس وما صاحبها من إنشاء لها وتفرغ القائمون عليها للدراسة والبحث، عاملاً في رفع مكانة اللغة. القرآن لغة العرب وثقافتهم. وكان للقيروان دور كبير في نشر وتعليم الدين وعلومه بحكم الآمال المعقودة على هذه المدينة لهداية الناس وإيصالهم إلى أفريقيا. وهذه نقطة مهمة لاحظها الفاتحون منذ أن قرروا إنشاء مدينة القيروان، عندما قرر عقبة بن نافع ومن معه وضع محراب المسجد الحرام. وفكروا كثيراً في اتجاه القبلة، وشاهدوا شروق الشمس وغروبها لعدة أيام. فقال له أصحابه:
أهل المغرب يضعون قبلتهم على قبلة هذا المسجد فاجتهدوا في تقويمها في القيروان
وأصبح محراب القيروان نموذجا لبقية مساجد المغرب الإسلامي بمعناه الأوسع، حتى أن محمد بن الحارث الخشني بعد قدومه من القيروان إلى سبتة ورأى انحراف مسجدها عن اتجاه الصلاة، وصححه وصححه. وفي عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (99-101هـ/717-720م) أراد تثقيف أهل المغرب وتعليمهم أمور دينهم، فجعل مدينة القيروان مركزا بعثة علمية مؤلفة من عشرة تابعين، فأرسلهم إلى أفريقيا، حيث ذهبوا لتعليم السكان أمور الدين، ومات. معظم أعضاء البعثة موجودون في مدينة القيروان نفسها. وهكذا أصبحت مدينة القيروان مركزا للعلم في المغرب الإسلامي حتى أصبحت فخر المغرب.
ومنه جاءت علوم المذهب المالكي، وإلى أئمته ينتمي كل عالم. وكان قاضي القيروان يمثل أعلى منصب ديني في كامل الوطن المغربي، وإليه كان المرجع في ترشيح قضاة مختلف الجهات. وفي عهد الأغلبية ساهمت القيروان في نشر المذهب المالكي في كافة أنحاء دولة الأغلبية، ومنها انتشر إلى صقلية والأندلس.
وقد قام بذلك الإمام سحنون (160-240هـ/777-855م) وأقرانه وتلاميذه. وكان هؤلاء الناس ملتزمين بالمذهب المالكي، حيث كانوا يذهبون لأداء فريضة الحج، ثم يقيمون مع الإمام مالك بن أنس في المدينة، ويتأثرون بفقهه.
أصبح سحنون قاضي القيروان (234-240هـ/848-854م)، وكان له التأثير الأكبر ليس فقط في شؤون القضاء، بل في جميع شؤون الدولة. ولما عاد سحنون من المدينة المنورة، كان قد وضع أسس الكتاب الذي ألفه والمسمى بالمدونة، والذي أصبح أساس التدريس في المغرب الأسفل، ومنه انتقل إلى الأندلس.
الكتب الفقهية التي ألفها علماء القيروان ابتداء من كتاب المدونة لصاحبه الفقيه الكبير سحنون الذي أصبح مرجعا دينيا لرجال القيروان، إلى رسالة ابن أبي زيد ونوادره وإضافاته وكان تهذيب أبي سعيد البرادعي عماد العلماء والمفسرين والمفسرين حتى القرن السابع. والتاريخ الهجري هو الوقت الذي بدأت فيه كتب الشام تتوافد إلى المغرب مثل مختصر ابن الحاجب ومختصر خليل فيما بعد.
وتميز كل عهد من عهد القيروان بعدد كبير من الأسماء والشخصيات في مختلف أشكال العلم والمعرفة، إذ كانت عاصمة المغرب العربي، وأعظم مدينة في القارة الإفريقية، ومنارة عالية للفكر والدين والحضارة. الإشعاع الثقافي في العصور الأغالبة والفاطمية والصنهاجية. ومن هؤلاء الأعيان الإمام سحنون، وابن رشيق القيرواني، وابن شرف، وأسد بن الفرات، وابن الجزار.
عصر السنهاجيين
لكن المهتمين بالتاريخ يذكرون بشكل خاص اسم المعز بن باديس الصنهاجي باعتباره الرمز الأعظم للحضارة التي حققتها القيروان في عهد الصنهاجيين وعبد الله بن الأغلب الذي جعل من القيروان اسما ملئ العالم. أما عقبة بن نافع فيبقى هو الفاتح والمؤسس.
وكان من أوائل من قاموا بالتدريس بمدينة القيروان أولئك العشرة التابعين الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز لتعليم الناس. ومن أشهر هؤلاء العشرة إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، الذي – بالإضافة إلى كونه عاملاً لدى الخليفة – كان من أكثر أفراد تلك المهمة ح*ما*ساً لنشر الدين وإدخال البربر إلى الإسلام. .
ومنهم عبد الله بن يزيد الحبلي الذي شهد فتح الأندلس مع موسى بن نصير، ثم عاد إلى القيروان ومات بها.
ومنهم أيضًا إسماعيل بن عبيد الشهير بلقب “تاجر الله”، وهو الذي بنى المسجد المعروف بمسجد الزيتونة. كما قام ببناء سوق تجاري يعرف باسم سوق إسماعيل. استشهد غرقاً في إحدى الغزوات البحرية لصقلية سنة 107هـ/726م. ومنهم عبد الرحمن بن رافع التنوخي، أول من تولى القضاء بمدينة القيروان.
أما رواد الفقه بالقيروان، فمنهم الإمام سحنون بن سعيد الفقيه صاحب أبي القاسم -تلميذ الإمام مالك- وصاحب كتاب المدونة، الذي كان له دور كبير في تدوين المذهب المالكي. وحضر دروس هذا الفقيه كثير من طلاب الأندلس الذين نشروا مذهبه فيما بعد.
ومن رجال الفقه عرفت أيضا أسد بن الفرات قاضي إفريقية في عهد الأغالبة وقائد الحملة إلى صقلية فاتح الجزيرة ومحمد بن الإمام سحنون بن سعيد وابن أبي زيد. القيرواني.
من خلال موقع فيتو نقدم لكم تغطية ومتابعة مستمرة على مدار 24 ساعة لأسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصادية، أخبار المحافظات، أخبار سياسية، أخبار الحوادث. يتابع فريقنا حصريا جميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى نقل حصري لأخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
ملاحظة: هذا الخبر حدث في 29 رمضان، عقبة بن نافع يأمر ببناء مدينة القيروان تم نشره أولاً على (مصدر الخبر) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.
ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.
