مقالات دينية

المؤمن لايموت وليس له قيامة ثانية

المؤمن لايموت وليس له قيامة ثانية

 

بقلم / وردا أسحاق عيسى القّلو

وندزر – كندا

 

قال الرب يسوع ( من سمع كلامي وآمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية ، ولا يمثل لدى القضاء بل أنتقل من الموت إلى الحياة ) ” يو24:5 “

 

قضاء الله وملكه يبدأ على الأنسان وهو في الحياة ، أي زمن قضاء الله قد حلّ ( رؤ 11: 15-18 ” والمؤمنون بالمسيح يشاركون الله في ملكه وقضاءه العادل ويعلنوها لكل أنسان بصورة واضحة ، وهذا الواجب هو جزء من حياة كل مسيحي وكما وضحَهُ يوحنا في ” رؤ 9:1″ بأن يشارك المؤمنين في المحنة والملك والثبات . الأنسان الذي يؤمن بالمسيح وينال المعمودية يموت مع المسيح ، لكنه بعد أن يخرج من ماء المعمودية . يقوم مع المسيح هذه هي قيامته الأولى والأخيرة ولا قيامة ثانية له ، ولم يكن بعد ذلك أمام مواعيد محفوظة لمستقبل بعيد . وهذه هي ميزة خاصة من الله لكل مسيحي . فسفر الرؤيا لا يريد التحدث عنها ، وذلك لأن المؤمنين ينالون منذ هذه الحياة الخلاص الأبدي لكي يستثنوا من الدينونة ، لأن لا دينونة للمؤمن . فالمؤمنين يعيشون في ما وراء الدينونة فلم يعد للمؤمن أن يخاف من الموت الثاني ” رؤ 11:2 و 6:20 ” فموت الجدسد للمؤمن هو باب الفرح الذي من خلاله يدخل الى السعادة الأبدية  . أما الغير المؤمن فيموت الموت الأول في الجسد ، ومن ثم الموت الثاني بعد الدينونة العظيمة . فالمؤمن منذ حياته على هذه الأرض وقبل أن يموت جسدياً يعيش حياة جديدة ومنبعثة ، تجعل منه أنساناً سماوياً ، لهذا قال يسوع للمؤمنين به ( … فها ملكوت الله في داخلكم ) ” لو 21:17 ” .

  وقد أكد هذه الحقيقة سفر الرؤيا في مواقع عديدة منها ” 7: 9-17 و 12:10 و 14: 1-5 و 15: 3-4 ) بل هم أحياء في السماء يرتدون ثياباً بيضاء منتصرين حاملين بأيديهم سعف النخل ويهتفون لله الجالس على العرش . إذاً جميعهم قد نالوا القيامة الأولى ولا قيامة ثانية لهم في تفسير آيات سفر الرؤيا . نعم حياة المؤمن في الحياة تكون مهددة قبل موت الجسد ، لأنه قد يضعف ويسقط وينكر الأيمان . والذي ينكر المسيح سينكره المسيح أيضاً . لهذا لا يجوز للكنيسة أن تطوب المؤمن أو تعلن قداسته قبل موت الجسد . أما الذي يحيا مع المسيح في حياته الزمنية فلن يموت أبداً ، بل ينتقل إلى الحياة الأبدية ” يو 5: 25-26 ” .

 لا سلطان إذاً للشيطان على المؤمن الحقيقي ، بل المؤمن يعيش في السماء وهو على الأرض ، هكذا تتلاقى الكنيسة المجاهدة مع الكنيسة السماوية الممجدة ، فالمؤمنون على هذه الأرض يمارسون الدينونة والملك والكهنوت مثل المسيح ، فالمسيحيون هم المنتصرون مع المسيح الذي لم يكن من هذا العالم لهذا قال لبيلاطس ( ليست مملكتي من هذا العالم ) ” يو 36:18″ . 

المسيح هو آدم الجديد ، فليكن كل مؤمن به آدم جديد لكي يلغي سقطة آدم القديم . هكذا يتيح للأنسان الجديد أن يقصر المسافة بينه وبين الله لكي يعود صديقاً له كما كان آدم قبل السقوط أو الموت الأول بسبب الخطيئة ، هكذا يستطيع المؤمن بالمسيح أن يحيا على هذه الأرض وكأنه في فردوس الله ، فليس للموت الأول والثاني سلطاناً عليه . فكل مسيحي وهو في الحياة يعيش الأزمنة الأخيرة علماً بأن الأزمنة الأخيرة قد بدأت منذ موت المسيح على الصليب وقيامته . 

أما الزمن الذي نعيشه الآن نحن اللأحياء المؤمنين ، والألف سنة التي يذكرها سفر الرؤيا في الأصحاح العشرين فتدل على الزمن الممتد بين مجىء المسيح الأول ( بعد التجسد ) ومجيئه الثاني لكي يدين الغير المؤمنين به ، والذين كانوا موتى وهم أحياء وحسب قول الرب ( دع الموتى يدفنون موتاهم ) ” لو 60:9″ . فالمؤمنون الأحياء هم منذ الآن مع الحمل المنتصر . و في القيامة يأتي المسيح مع ملائكته القديسين ، سيعلن الموت النهائي للخطاة وللأرض والسماء ، ويدان كل خاطىء غير مؤمن ومصيره سيكون الهلاك الأبدي مع التنين والوحش” رؤ 3:12″ والنبي الكذاب ” 11:13 و 2:19 ” أنه الموت ، والموت هو آخر عدو يشكل الوجه المظلم للخليقة ” رؤ 4:21″ وهو ثمرة رفض الأنسان لله بأرادته وحريته . 

 أخيراً نقول : طوبى لمن آمن بإبن الله المتجسد ، وإن مات مثل لعازر سيحيا ، لأن جميع المؤمنون به أحياء ( طالع مت 32:22 و لو 20: 37-38 ) أما الغير المؤمنين فحتى في حياتهم الأرضية هم أمواتاً ، وفي القيامة سيقومون للقضاء ( يو 39:5 ) .

المؤمن سُجِلَ أسمه منذ الآن في سجل الحياة ، كتاب الحمل ، أنه من القديسين الذين شاركوا في القيامة الأولى ، فلا سلطة للموت الثاني عليه . 

والمجد الدائم للمسيح المنتصر

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!