السعودية منارة الدبلوماسية العربية.. وحارسها
السعودية منارة الدبلوماسية العربية.. وحارسها
المملكة تستكمل دورها التاريخي
لا يسعني، كإنسان عربي يعمل في حقل الإعلام والسياسة ببعدها العربي والإقليمي والدولي، إلا أن يخالجني شعور بالفخر والامتنان، وأنا أشاهد المملكة العربية السعودية تستكمل دورها التاريخي الممتد والمتجذر منذ قرون، في قيادة المنطقة نحو ولادة جديدة برؤية معاصرة، لتكون قطبا من أقطاب العالم الجديد، ومنارة للدبلوماسية العربية والدولية.
لا يمكن طمس دور الرياض المؤثر في العديد من الملفات العربية والدولية الملتهبة، التي عصفت وما زالت تعصف بغبارها، فتُفقد البعض رؤية سياسية واقعية كانت مطلوبة لحفظ الشرق الأوسط وعواصمه من مشاريع وأجندات مشبوهة، لينجلي الغبار عن صفاء بصيرة المملكة وقراءتها العميقة، في معالجتها الساعية إلى تمكين مصالح المنطقة ودولها.
بالرجوع إلى زمن قريب، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يُحسب للمملكة العربية السعودية تصديها لموجات المد السوفييتي التي كانت تستهدف استقرار الدول العربية، بل قادت حربا غير مباشرة أدت إلى سقوط إحدى أهم قلاع الاتحاد السوفييتي، وهي أفغانستان، قبل انهياره. ولا نبالغ إذا قلنا إن المملكة، بسياساتها وعلاقاتها وتحالفاتها، ساهمت بشكل كبير في تشكيل عالم القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
◄ لا يمكن طمس دور الرياض المؤثر في العديد من الملفات العربية والدولية الملتهبة، التي عصفت وما زالت تعصف بغبارها
قبل عامين، كتبتُ في صحيفة “العرب” قراءة استشرافية توضيحية لدور المملكة، خلصت فيها إلى أن معسكرا جديدا بدأ بالبزوغ على الساحة السياسية الدولية، وأن الاصطفافات التقليدية بين المعسكرين الصيني – الروسي والأميركي – الأوروبي فقدت تأثيرها على الساحة الدولية. وهكذا، قادت السعودية توجها اقتصاديا بمسارات سياسية متكاملة، مستندة إلى موقعها الجيوسياسي، ورؤاها الاقتصادية المتقدمة والطموحة، وقيادتها الإقليمية المنفتحة على المسرح الدولي الأوسع. استطاعت بذلك تهيئة المناخ لخلق نوع من التوازن السياسي بين دول العالم، والخروج من دائرة الاصطفاف التقليدي، عبر مبادرات ذات منطلقات عربية موحدة، وتطويعها في توقيت حرج سياسيا على أكثر من صعيد، ما نتج عنه أفول نجم بعض الدول، وانبلاج بعضها الآخر.
أعيد رسم خارطة المنطقة بسعي سعودي حقيقي قائم على تصفير الصراعات ذات الطابع العسكري، والتوجه نحو الاستثمار بتهيئة الفرص المستقرة، من خلال بناء دول وطنية قادرة على حفظ شعوبها من عبث أطماع من يعيشون أوهام القوة والهيمنة التوسعية.
الشعوب العربية اليوم ترى وتدرك الجهود التي تبذلها الدبلوماسية السعودية، مدفوعة بإيمان عميق برؤية وبصيرة قيادتها الحكيمة، فهي منارة العرب التي منحتهم أملا حقيقيا ونورا وسط ظلام الصراع، لترشد المنطقة برمتها نحو شواطئ التقدم والازدهار والاستقرار، عبر إزالة أسباب الصراع المقيت بشكل جذري ونهائي.
حميد قرمان
صحافي وكاتب سياسي
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.