التعبد العصري : الأقتداء بالمسيح
مشرف المنتدى الديني
التعبد العصري : الأقتداء بالمسيح
إعداد / وردا إسحاق قلّو
من شاء أن يتفهم كلام المسيح ويتذوقه عليه أن يسعى إلى الأقتداء بسيرته ، أي نفع لك من جدال في الثالوث ، إن فاتَكَ التواضع ، ولم يرضَ عنك الثالوث ؟
ليس في سموّ الكلام قداسة أو برارة ، إنما يستحب الله السيرة الصالحة ….
لو استظهرت الكتاب المقدس كله وجميع تعاليم الفلاسفة ، فأي نفع لك منها ، ونعمة الله ليست فيك ولا محبته ؟
يا لبطلان الوجود ! كل شىء باطل ما عدا حبنا لله وعبادتنا إياه وحده . إنما الحكمة كل الحكمة إن يدفعك إزدراء الدنيا إلى ملكوت السماء .
إن قروياً وضيعاً يعبد الله خير من عالم متعجرف يرقب دوران الفلك وهو عن نفسه غافلً …. خفف من ولعك بالعلم ، فما ثمّ غير طيش مبين وغرور …. إن الأخ لك إنك عالم بأمور كثيرة ومدركها إدراكاً ، فأعلم أن ما فاتك هو فوق ما لديك ….
أن أسمى بحث وأنفعه ، أن يصيب الإنسان معرفة نفسه فيزدريها …
لا يحملنّكَ غرض من الأغراض ، أو حب إنسان من الناس ، على فعل الشر ، لكنك إذا كان ثمّ نفعٍ لمحتاج ، يحمل بك أن تتوقّف عن عمل صالح أو ان تغيّره بما هو أصلَح منه ….
ملكوت الله في باطنكم ، يقول الرب . تب إلى الرب بكل قلبك ، ودع عنك الدنيا وشرّها تجد راحة لنفسك . تعلَّم أن تحتقر الأمور الخارجية ، وأن تتمرس بالأمور الباطنية ، ترى ملكوت الله مقبلاً إليكَ .
بنيَّ ، لن تستطيع أن تثبت على التشوّق الحار إلى الفضيلة ، وتستمر على تأمّل الرؤى السامية . ولا بدّ لك من أن تنحدر من حين إلى حين ، من حرّاء فساد الجنس البشري ، إلأى أسفل دركات الأرض ، وان تحمل عبء هذه الحياة ، مرغماً سؤوماً .