وصايا يسوع لتلاميذه حول الرسالة، تلزم الأساقفة والكهنة أيضا لمناسبة موسم الرسل/ الرسالة
وصايا يسوع لتلاميذه حول الرسالة، تلزم الأساقفة والكهنة أيضا
لمناسبة موسم الرسل/ الرسالة
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
“وصَعِدَ[ يسوع] الجَبَلَ، ودَعا الَّذينَ أَرادَهم هو فأَقبلوا إِلَيه. فأَقامَ مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ لِكَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون” (مرقس3/13- 14)، “ وأَولاهُم قُدرَةً وسُلطانا…ثُمَّ أَرسَلهم لِيُعلِنوا مَلَكوتَ اللهِ،ويُبرِئوا المَرضى. وقالَ لَهم:لا تَحمِلوا لِلطَّريقِ شَيئاً، لا عصاً ولا مِزوَداً ولا خُبزاً ولا مالاً، ولا يَكُنْ لأَحَدٍ مِنكُم قَميصان…. فمَضَوا وساروا في القُرى، يُبَشِّرونَ ويَشفونَ المَرضى في كُلِّ مَكان ( لوقا 9/1-6).
السلطة هي لإعلان” البشرى” وخدمة المحبة
قبل ان يرسل يسوع تلاميذه للتبشير، يُحَدِّد لهم لهم الطريقة التي بها يمارسون سلطتهم، في كشف غنى تعليمه. وقد نقلوا رسالته بامانة حتى الاستشهاد. هذه الوصايا المدهشة تمس الأساقفة والكهنة في كل زمان ومكان. هذه التعليمات هي خارطة الطريق للعمل الرعوي الناجح تجاه من أوكلوا إليهم: الخدمة بصدقٍ واندفاع وتواضع، وسخاء ومحبة، وتجرد وشفافية على مثالِ يسوع: ” أعطيتكم مِثالاً لكي تفعلوا انتم أيضا كما فعلت أنا “ (يوحنا 13/15). هذا يتحقق عندما يكون الولاء له، والعلاقة معه حميمة. لذلك لنجعل نظرنا دوماً مُصوبّاً عليه: “وجهك يا رب ألتمس، لا تَحجبه عني” (مزمور27/8-9).
روحانية الإصغاء المستدام الى الله في الصلاة والتأمل ، تُضفي على رسالتنا بُعداً استثنائيّاً، وتساعد على تجنب ما هو اعوج.
تتطلب الرسالة برامج خاصة واضحة للتعليم المسيحي بلغات البلدان التي نحن فيها، وتثقيف الناس، والاحتفال بالليتورجيا – التي ليست إتمام رتب طقسية برتابة– و متابعة الرعية باهتمام كآباء مربين، بأنفتاح على المتغيرات الثقافية والاجتماعية بحسب الزمان والمكان.
يشدد يسوع مرات عديدة على الالتزام بخدمة الجميع على مثاله، لاسيما الفقراء والمساكين والخطأة، وليس المسيحيين وحدهم، لكن الآخرين أيضا.هذا هو الشيء الأكثر أهميّة ليصبح تعليمهم شهادةَ حياة. علينا الذهاب إلى الذين لا يأتون إالى الكنيسة الذين بحاجة الى كلمة الروح والمحبة والرجاء والسلام والفرح، وعدم الاكتفاء بالذين يأتون اليها، أيام الاحاد والأعياد. ويذكر مرقس أمراً مهماً هو ان يسوع ارسلهم اثنين اثنين (مرقس6/7) للتأكيد على الوحدة والشركة.
يحذر يسوع من المخاطر العديدة
ثمة عدة مخاطر ينبه عنها الانجيل: عقلية السيطرة، التعالي والتطرّف، والتباهي والغرور والبحث عن المناصب في الجلوس عن اليمين والشمال مثل ابني زبدى( مرقس10/35-45).
الأسلوب اللطيف والتعامل بوداعة وصدق واحترام و بشيء من الدعابة هو وحده يقرب الناس منا! لا يجدر بأسقف أو كاهن أن يُغلق بابه في وجه أحد. الاشخاص الصادقون، لايعرفون الكذب والنفاق، ولايستعملون الوعود والمال لكسب الأشخاص!
ذكرت لي سيدة مثقفة، انا اتصلت بأحد الأساقفة الجدد لطلب مشورة، فاجابها بخشونة سائلاً: من اعطاك رقمي، كيف تتصلين بي وانا مطران، فأغلقت الهاتف بوجهه!! تأتيني العديد من الشكاوى من الناس حول كاهنهم، ومن الكهنة حول أسقفهم، اخجل من ذكرها. هذه الحركات الاستعراضية تُعيق إيصال الانجيل” البشرى” الى الاخرين.
تعليمات للرسالة
يذكر يسوع بعض التعليمات للرسالة، من المؤكد ان الوضع اختلف اليوم عما كان في زمانه، لكن معناها العميق يبقى، وهو التجرد والحرية والثقة. الأولوية المطلقة للرسالة– القضية–بديناميكية.
1. لا تكنزوا مالاً، يحذرنا من السعي الى التملك لانها تعيق رسالتنا، ويشجعنا على التجرد للسير على خطاه. من المؤسف ان يحصل لبعض رجال الكنيسة ان تكون لهم ثروة يتعارك عليها الورثة بعد موتهم! ضماننا هو محبة الجماعة التي نخدمها، انها لن تبخل علينا عندما نحتاج.
اليوم للكاهن والاسقف راتب يكفيه، وفي حالات الصحة الأبرشية هي التي تتكفل بنفقات المعالجة الصحية المكلفة. رتبنا بيتاً للكهنة المتقاعدين في عنكاوا، لكن لا احد يقبل ان يأتي اليه.
2. العصا، يوصي يسوع الا نحمل عصاً لان قوتنا ونجاحنا هما بنعمة الله وبركاته. لقد ترك اساقفتنا في العقد الأخير ” عصا الرعايا”.
3. القميصان، يسوع لا يدعو الى اهمال الذات او ” البهذلة “، فالهندام يعكس شخصية المرء. الكياسة والنظافة مطلوبتان اجتماعيّاً.
4. لا خبزاً في الطريق. إطعام الرسول كان يعتمد على كرم المسيحيين. أتذكر كانت العائلات في القرى الكلدانيّة، هي التي تتكفل بإطعام كاهنها بالتناوب. اليوم تغيّر الوضع. الكاهن يسكن في الكنيسة وله مطبخ ويدبر طعامه.
نحن في سنة يوبيل الرجاء، أتمنى ان نكون خداماً لا اسياداً، فالسلطة هي للخدمة، وهي محررة لا مكبلة. وعلينا ان نجسد في ذاتنا مثال المسيح و نقف شهوداً له.
ملاحظة: هذا الخبر وصايا يسوع لتلاميذه حول الرسالة، تلزم الأساقفة والكهنة أيضا لمناسبة موسم الرسل/ الرسالة نشر أولاً على موقع (البطريركية الكلدانية) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من (مصدر الخبر)
عرضنا لكم أعلاه تفاصيل ومعلومات عن خبر وصايا يسوع لتلاميذه حول الرسالة، تلزم الأساقفة والكهنة أيضا لمناسبة موسم الرسل/ الرسالة . نأمل أن نكون قد تمكنا من إمدادك بكل التفاصيل والمعلومات عن هذا الخبر الذي نشر في موقعنا في قسم أخبار مسيحية. ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه أو الاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.