اخبار الكنيسة الكلدانية

ما الذي ينقصك؟

ما الذي ينقصك؟

الاب يوسف اومي الدومينيكي مدير معهد مار يوحنا في الموصل ومرشد العديد من التلاميذ

 

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

بين الواقع والخيال. يُظهر لنا الواقع ما نَعيشُه وما يَنقصُنا، وليس من السهولة إدراكه، اما الخيال – الأحلام، يطرح فرضيّات حول كيفية تجاوز الواقع.إذا اكتفينا بالواقع، سنبقى جامدين ومنهكين. وإذا اكتفينا بالخيال، سنُصاب بالإحباط لأنه فوق طاقتنا. الحكمة تساعدنا على التفكير والتمييز – الرؤية- والاختيار. من الضروري ان نختار  لنا مرشداً موثوقاً.

في الحياة أزمنة مختلفة. هناك أوقاتٌ نكون فيها سعداء، ونحبّ ان  نشارك  فرحَنا مع الآخرين، واوقات أغنياء وأخرى فقراء، أوقات  نحن اصحاء واوقات مرضى .. الخ. المهم  ان نكتشف عمق ذاتنا في هذه الأوقات المتنوعة، وان نكتشف فيها  يد الله.

بعد ما حققناه في حياتنا من تقدم على الصعيد الشخصي والعائلي والاجتماعي،  علينا  ان نتوقف قليلاً، ونسأل أنفسَنا بصدق: ما الذي يَنقصنا؟ هذا السؤال موجَّه الى الاكليروس ايضاً. حياتُنا لا يجب أن تستمرعلى وتيرة واحدة، دون  ان نعرف عمَّا نبحث(الهدف)، وما الذي يُحركنا وفق ظروفنا وثقافتنا.

في كثير من الأحيان، تعودُ معاناتُنا من عدم الاجابة  على هذا السؤال، لذلك تسير حياتُنا ببطء ورتابة.

إذا أردنا الوصول الى الأفضل، علينا أن نبدأ بالبحث!  قد لا نجد بسهولة ما نبحث عنه تماما، لكن أقله نكون قد عشنا ح*ما*سة البحث، وإن لم ننجح  فوراً. من لا يتساءل ويبحث لن يتحرك أبدًا. لا ينبغي ان نخاف من ان نخطأ، اذا أخطأنا نقدر ان نصحح، لكن بقاؤنا جامدين أو اتكاليين هو الخطأ الأكبر.

في الإنجيل يُعيد يسوع هذا السؤال على تلاميذه: عمّا تبحثون؟ ما الذي ينقصكم؟

دعونا نحاول أن نستعيد هذه الرحلة من خلال تتبع بعض مراحل الإنجيل، بانتباه وتركيز لكي  نكتشف في الواقع ما ينقصنا. أن الله يُفاجئنا دائمًا لمعرفة  ما نبحث عنه.  الله / يسوع يُخرجنا من جمودنا، يدعونا إلى إدراك فراغنا. يُسمى هذا الغياب بالبحث عمَّا  لم نمتلكه بعد. 

يبدأ إنجيل متى بالمجوس وهم يتبعون نجمًا غير متوقع، ومرقس  بيوحنا المعمدان الذي ينتظر مسيحًا مختلفًا عن الذي سيأتي ليعتمد على يده، بينما يطرح  لوقا (18/18–23) هذا الرجاء عبر حوار يسوع مع  الغني الذي سأله: ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية؟ اجابه يسوع: واحدة تنقصك  اترك كل شيء واتبعني. كلماتٌ ينبغي ان نفهمها  بعمق. 

 يُدرج انجيل  يوحنا لقاءً بين يسوع وتلاميذ المعمدان (يوحنا ١: ٣٥–٤٢). وتطور المشهد في إطار لعبة النظرات والكلمات: أولًا، يُحدّق يوحنا المعمدان بيسوع  ويسوع ينظر اليه. في تلك النظرات  كلماتٌ  معبرة تخاطب وتكشف عن الذات وعن المسيرة، حتى عندما لا تكون  واضحة  بــِ 100%100.

 يسأل يسوع عمّا تبحث؟ ماذا تريدني أن أفعل لك؟ هل تريد الشفاء؟ رغبة يسوع هي أن نُجيب على الفراغ الذي يَسكننا.

لم يطلب التلميذان الأولان من يسوع تعليمًا، لكنهما سمعا  دعوته:  تعالا واتبعاني. وتبعاه بشيء من  الانجذاب والدهشة والحرج (يوحنا 1/37-40).

الشيء الوحيد الذي سألاه هو العلاقة: أين تَعيش؟ المكان الذي نعيش فيه يتحدث عنَّا، ويكشف هويتنا. المنزل هو المكان  الذي فيه  نتربى ونتعلم، وفيه تتعمق العلاقة، ولا نتردد في دعوة شخص ما إليه. 

لم يبقَ التلميذان  طوال الوقت  في البيت مع يسوع، بل خرجا منه. إن العلاقة مع الرب، إذا كانت حقيقيةّ، تفتح لنا آفاقًا جديدة: هناك دائمًا أخٌ نحمله إلى يسوع أو محتاج نساعده!. يبحث أندراوس عن سمعان ويقوده الى يسوع، ويلتقي فيليبس نتنائل  ويقول له: “الذي تكلم عنه موسى والأنبياء وجدناه وهو يسوع، تعال وأنظر” وقاده إليه (يوحنا1/40 –45).

 من خلال هذه اللقاءات تتغير الحياة. يصبح سمعان الصخرة التي عليها تبنى الكنيسة. إنها الحياة التي بدأناها برغبتنا، والتي لا تترك الواقع الذي نمر به دون تغيير. لربما لا يتغير كل شيء فورًا، ولكن على الأقل نكون قد بدأناه عمليًّا. هذه اللقاءات الحميمية والثقة.



ملاحظة: هذا الخبر ما الذي ينقصك؟ نشر أولاً على موقع (البطريركية الكلدانية) ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من (مصدر الخبر)

عرضنا لكم أعلاه تفاصيل ومعلومات عن خبر ما الذي ينقصك؟ . نأمل أن نكون قد تمكنا من إمدادك بكل التفاصيل والمعلومات عن هذا الخبر الذي نشر في موقعنا في قسم أخبار مسيحية. ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه أو الاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!