فيديو منوع

العراق واختبار الدبلوماسية الحرج.. هل انتهى زمن الحياد؟ – حصاد السومرية م٢ – حلقة ١١

 

العراق واختبار الدبلوماسية الحرج.. هل انتهى زمن الحياد؟ – حصاد السومرية م٢ – حلقة ١١

 

 

[موسيقى] اهلا بكم في حصاد السومريه كلما عاش العراقيون فسحه اعتزاز ببلدهم يتم يذكرهم بواقع اخر يوجب الاستياء وقله الحيله وضعف الشان في منطقه لغتها الصواريخ ولعبتها فرض الرعب فبينما كان العراقيون تحت نشوه توافد الشركات العالميه وتطور الاستثمار والبنا التحتيه مرت فوق رؤوسهم ما يستطيع تعطي طيل وتجميد كل شيء فلا قيمه لاستثمار بمليارات الدولارات يمكن ان ينهيه او يعطله صاروخ او طائره مسيره لا تتجاوز كلفتها الاف دولارات منذ العام الماضي 2024 استخدمت الطائرات الاس*رائ*يليه الاجواء العراقيه لضرب ايران وبالطريقه نفسها كانت السماء العراقيه ممرا لعبور الصواريخ الايرانيه باتجاه المنشات والمواقع الاس*رائ*يليه وفي العديد من المحافظات العراقيه تم رصد اجزاء صواريخ وخزانات وقود صاروخي سقطت في صلاح الدين ودياله ومحافظات اخرى ولكن اثار الضربات المتبادله الفرديه لا توازي نشوب معركه جويه مستمره لايام بين ايران والكيان اصبح العراقيون يراقبون المقذوفات الصاروخيه المضيئه في سماء البلاد ليلا ثم يستنقظون صباحا ليشاهدوا اثار الدخان ومسارات الصواريخ البالستيه وهي ترسم لوحه كشاهد عما كان يحصل هنا خلال ساعات الليل وعلى الارض يرصدون اجزاء الصواريخ المتساقطه فيما يسمع صوت الطائرات الاس*رائ*يليه الحربيه وما تؤكده بيانات الجانب الايراني من ان الطائرات الاس*رائ*يليه استخدمت اجواء العراق لضرب ايران اختراق الاجواء العراقيه من قبل الطائرات الاس*رائ*يليه بهذه السهوله يعني ضمنيا ان العراق محتل اس*رائ*يليا ببساطه فقدره عبور الطائرات الحربيه وتحليقها بحريه في سماء العراق يعني انها قادره على ضرب مراكز حي او حكوميه واسقاط الدوله ببساطه ولكن ليست هذه المخاوف الحقيقيه بالاساس فهذا الجانب له تاثيره المعنوي بدايه اما الاثار الاكثر احراجا هو تحول العراق الجار والشريك لايران الى منصه ومعبر للعدوان عليها ما يجعل العراق في حاله حرج شديده امام ايران فطهران سبق وان هددت البلدان التي يتم استخدام اجوائها او ارضها من قبل امريكا او الكيان كمنطلق لضرب ايران هذا الحرج على ما يبدو هو ما دفع العراق الى المسارعه بتقديم شكوى الى مجلس الامن بعد ساعات من بدء الهجوم الاس*رائ*يلي على ايران يوم الجمعه الث من حزيران الجاري طالب من خلالها بردع اس*رائ*يل ومنعها من تكرار انتهاك الاجواء العراقيه وهي شكوى لن تاتي كلها في الحقيقه فهناك عشرات شكاوى ومئات الاستنكارات امام مجلس الامن لم تجد طريقها للتفعيل لكن العراق يهدف من هذه الشكوى لارسال رساله وتسجيل موقف امام ايران بعدم رضاه عن استخدام اجوائه من قبل الكيان لم يكتفى العراق بالشكوى بل قام السوداني باستدعاء القائم باعمال السفاره الامريكيه في بغداد وقائد التحالف الدولي وابلغهما رفض العراق القاطعه لاستخدام اراضيه او مجاله الجوي في تنفيذ او تسهيل اي اعمال عدوانيه ضد اي دوله مجاوره ومن استخدام تعبير اراضي العراق ومفرده تسهيل الاعمال العدوانيه يبدو ان السوداني لا يريد تدخل واشنطن بمنع اس*رائ*يل من استخدام اجواء العراق بل يبلغ واشنطن ذاتها بضروره عدم استخدام العراق لمساعده اس*رائ*يل من خلال تواجد قوات التحالف الدولي على الاراضي العراقيه لكن هذا او هذه المواقف والتحركات العراقيه لم تمنع موجه الاحباط العراقي التي تحولت الى كوميديا سوداء باستخدام الصور ومقاطع الفيديو الكوميديه واطلاق النكت على تحول العراق لمعبر يحسب الطائرات والصواريخ العابره فوقه دون ان يمتلك حيله بل تحولت اغنيه انا المعهد عبر فوقي الى ايقونه السخريه السوداء من الواقع العراقي التسليحي بينما تتصاعد اصوات محركات الطائرات في سماء المنطقه ليس للعراق حصاس والضجيج وبينما تحلق الصواريخ بين المدن والعواصم كرسائل موت متعاجله يقف العراق في مشهد الحرب الجويه الكبرى مجرد متفرج لا يملك سوى بيانات الاستنكار والتحذير كعجوز وسط شجار شبابي لا يقوى على اللحاق بالضربه المتبادله او يقف حاجزا بينها في زمن يتسابق فيه الدول لبناء بناء جدران نار في السماء وتتبادل فيه ايران واس*رائ*يل الهجمات الجويه من على يمين العراق ويساره وتستعرض فيه القوى الكبرى عضلاتها بصواريخ شباحيه وطائرات لا ترى الا حين تضرب يكتفي العراق بالمراقبه كما لو انه خارج هذا الكوكب او ان سماعه ليست جزءا من خرائط الاطماع انفق العراق خلال العقدين الماضيين مئات المليارات من الدولارات على وزاره الدفاع ورغم تاسيسه لوحده من اعقد البنى الامنيه الداخليه في الشرق الاوسط الا ان هذه الجهود لم تمتد الى السماء وبقيت اقدام العراق ثابته على الارض في حروب الشوارع وملاحقه الار*ها*ب لكنه لم يرفع راسه ليبني منظومه تحميه من خطر قادم من الاعلى ليست المشكله في الموارد فالعراق غني حتى التخمه لكن الفساد سرق منه حتى حلم الحمايه فالعقود التسليحيه تبرم والموازنات تقر والاموال تصرف لكن الصواريخ لا تصل ورادارات لا تتفعل والسماء تبقى عاريه عام 2013 سعى العراق للحصول على منظومه دفاع جوي من الولايات المتحده بقيمه 2.4 4 مليار دولار شملت افنجر وستينغر وسيتينال وهوك وغيرها وكان يفترض ان تكتمل المنظومه بحلول عام 2020 لكن حتى اليوم لم يصل من هذه الصفقه سوى ثمانيه انظمه افنجر فقط لتختفي بقيه المنظومات في شقوق البيروقراطيه والفساد ومن روسيا ايضا حاول العراق ان يستورد انظمه بانستر وايجلا منذ عام 12 وحصل على منظومات معدوده من بانتستر ولكنه اصطدم بواقع سياسي وتقني مرير فهذه المنظومات اما مقيده الاستخدام او عاجزه امام طائرات مثل الاف 35 الاس*رائ*يليه التي تجاوزت حتى انظمه اس 300 الروسيه ورغم امتلاك العراق لرادارات متطوره من فرنسا وامريكا مثل ثاليس وتي بي اس الا 77 الا ان هذه العيون التي ترصد السماء لا تمتلك اذرعا لاسقاط ما تراه فحتى لو استطاعت رصد الاجسام الجويه المعاديه فهي لا تستطيع الوصول اليها في عام 2024 لا تتجاوز القوى العملياتيه للدفاع الجوي العراقي 5000 عنصرا مجهزين بعدد محدود من الكت*ائ*ب التي تعمل على انظمه بنسير وافنجر وايضا لاغاس ومدافع تعود لعقود مضت لكن الاسوا من كل ذلك ان المشكله ليست في الامكانات فقط بل في الاراده فالعراق وبعد ان اكتوى لعقود بنار الحروب قرر ان يعلن السلام الدائم مع الجميع على ما يبدو حتى لو كلفه ذلك ان يبقى عاريا فالدوله التي كانت لعقود رمزا للصدامات الاقليميه باتت تراهن على الحياد الدائم وكان الحروب تنتظر اذنا من الضحيه قبل ان تبدا ومع كل هذه او مع كل هذا لا تزال سماء العراق مفتوحه لكل من يشاء العبور لا تردعه منظومه ولا تهدده صواريخ بلد في قلب الصراع الاقليمي بلا غطاء او درع في سماء مكتضه بالضاجيج في نظام مضى عليه اكثر من 22 عاما امضى العراق معظم عمره الحديث وهو يسارع ازم زمات داخليه متلاحقه من حروب مع الار*ها*ب الى مواجهات مع مجاميع مسلحه حتى بات العدو الوحيد للعراق في العقدين الماضيين هو من الداخل لم يعرف العراق في تجربته الجديده ما بعد 2003 عدوا خارج حدوده يتربص به كما كان الحال في عقود سابقه بل كان حريصا منذ اللحظه الاولى على اعاده رسم صورته في المحيطين الاقليمي والدولي صوره العراق الجديد الذي يريد ان يكون صديق الجميع بلا استثناء الامر الذي دفع الدوله العراقيه لتبني سياسه خارجيه قائمه على مبدا الحياد والناي بالنفس عن التوترات الاقليميه في محاوله لتجاوز ماضيه المرتبط بالازمات والحروب وتغيير الصوره النمطيه التي عرفت عنه اعتمد العراق على الدبلوماسيه كخيار استراتيجي دائم حتى في اصعب المواقف واكثرها استفزازا رغم تعرضه لانتهاكات متعدده من دول الجوار الا انه اختار طريق التهدئه وظل يتمسك بخطاب حسن الجوار حتى عندما كان الواقع يناقض ذلك من ضياع حقوقه في الملف في الحدود البريه والبحريه مع الكويت الى الاشكاليات المزمنه مع ايران بشان القصف المتكرر للاراضي العراقيه الى التوغلات العص العسكريه التركيه في الشمال وقضيه الحقول النفطيه المشتركه وصولا الى صمت طويل تجاه تورط سوريا الاسد بمرور الار*ها*بيين نحو العراق في سنوات الانفلات الامني في كل هذه الملفات الشائكه لم يخرج العراق عن طوره الدبلوماسي وحافظ على خط واضح من التوازن وتجنب التصعيد والوقوع في او الوقوع في فخ الاستقطاب خصوصا في صراع واشنطن وطهران الذي يقسم المنطقه بين محورين بقي فيه العراق في المنتصف لكن اليوم يبدو ان العراق يواجه اختبارا مختلفا تماما لا ينفع فيه الحياه ولا الادوات الدبلوماسيه فالمواجهه اليوم ليست بين قوتين خارجتين ترتبطان بالعراق في علاقه مباشره بل هي بين ايران الجاره وشركه من جهه واس*رائ*يل الكيان المصنف بانه عدو ازلي للعراق يعتبر الكيان العدو الوحيد للعراق على وجه الكره الارضيه والمفارقه ان هذا العدو يستخدم اجواء العراق بحريه لضرب جاره وشاركه الامر الذي يجعل تحركات العراق الدبلوماسيه تجاه هذا الاختراق نقطه ضعف تضع بغداد في زاويه ضيقه من هنا يبدو ان حياد العراق وصل اليوم الى تاريخ انتهاء صلاحيته فكيف يمكن لدوله تعتبر طرفا ما عدو رسميا وثم تقف متفرجه بينما ينتهك هذا العدو اجوائها وينفذ منها هجماته الدبلوماسيه التي سادت طوال العقدين الماضيين والتي اصابت احيانا واخفقت في احيان كثيره تحولت الى نمط ثابت بل الى طبع سياسي لدى الدوله العراقيه يصعب تغييره حتى حين تتغير الظروف لذلك يقف العراق اليوم في لحظه حرجه لانه لا يمتلك في صندوق ادواته الا الدبلوماسيه فكيف تستخدم الدبلوماسيه مع العدو لم يعد الاختبار اليوم يتعلق فقط بموقف العراق من حرب جويه تجري فوق سمائه بل يتعلق بمكانته الاقليميه ومصداقيته في خطاب السياده وموقفه السياسي من عدو تاريخي يخترق اجواءه لذلك لم يعد موقف المتفرج كافيا ولا الصمت يعفي من الحرج ولا الدبلوماسيه توفر مخرجا في كل مره بعد عامين من الصمت الذي تخيله الكثيرون بانه قبول يبدو ان زعيم التيار الوطني الشيعي مقتضى الصدر لم يعد يوفر مناسبه دون ان يحاول تصويب بعض المفاهيم واللبس فعامان من الصمت تجاه حكومه محمد الشياع السوداني كانت كفيله بنزج الاساطير ربما عن رضا الصدر بل ودعمه لحكومه السودان قبل ان تاتي التحولات بمثابه اعلان سياسي لقلب توقعات بعد عامين من بقاء حكومه السودان سالمه وبمناى عن تصويب الصدر انتهى تلك الفتره الهادئه نسبيا بشكل تدريجي اخرها وخذه الصدر في نهايه ايار الماضي عندما قال ان صمتنا نطق وسكوتنا عليهم لا يعني رضانا عنهم فلا تصدقهم كلمات قصيره حملت دلالات كافيه لنصف عامين من التاويلات والافتراضات السياسيه التي كانت تصر على ان الصدر راض او على الاقل غير معترض على حكومه السوداني ودليل انه لم يواجه لها او لها نقدا مباشرا كما فعل مع حكومات سابقه تلك العبارات قرات بوضوح في الاوساط السياسيه وجماهيريه باعتبارها اعلان سحب للغطاء المعنوي عن السودان الذي ظل لوقت طويل ينتظر او ينظر اليه على انه محمي بصمت الصدر والاهم ان هذه التغريده جاءت لتضع حدا لسلسله من التوقعات التي ذهبت الى احتمال قيام الصدر بتوجيه قاعدته الشعبيه بشكل غير مباشر للتصويت لصالح السوداني خاصه في حال لم يخذ التيار الوطني الشيعي الانتخابات بقوائم صريحه لذلك ذلك كانت التغريده اقرب الى بيان سياسي يعيد ترسيم حدود العلاقه بين التيار والحكومه لكن الصدر لم يتوقف عند هذا الحد ففي خضم التواترات الاقليميه وتصاعد الحرب بين الكيان وايران لم يمر تعليق الصدر على الحرب الدائره دون ان يوخذ الحكومه مجددا عندما قال ان على الحكومه ان وجدت ان ترد وفق القوانين الدوليه وعباره ارت وجدت لم تمر مرور الكرام فقد فهم منها ان الصدر لا يعترف بفعاليه الحكومه اصلا هو يشكك بوجودها ككيان مؤثر توجه الصدر نحو التصويب باتجاه الحكومه بشكل صريح لاول مره منذ عامين وفي اللحظه التي تشك فيها الحكومه على المغادره اساسا وهي تعيش ايامها الاخيره فتح باب التساؤلات عن التوقيت الذي يفتح سلسله احتمالات لا تنتهي ربما اراد الصدر ان يرد بشكل مباشر على المزاعم التي تروج لفكره انه يدعم السودان ضمنيا رغم انسحاب التيار من العمليه السياسيه وهذه المزاعم تكرست في بعض الاوساط باعتبار صمت الصدر نوعا من المباركه لياتي رد الصدر بمثابه اعلان اخلاء مسؤوليه سياسيه وشعبيه عن الحكومه في الاحتمال الاخر يبدو ان الصدر لا يريد ان يحسب التيار الوطني الشيعي على الولايات المقبله اذ حصل السوداني على تجديد فالاعتقاد بالمسانده والرضا سيجعل اي ولايه جديده محتمله للسودان كانها باراده وفواعيه اما الاحتمال الثالث فقد يكون بمثابه عوده النشاط الصدري في الساحه السياسيه فالموقف من الحكومه موقف سياسي لكن ليس بضروره ان يكون فعلا سياسيا لكن قراءه اخرى لا ترى ان رسائل الصدر مقتصره على الحكومه بل تنتقد الاداء التنفيذي بل الى الطبقه السياسيه بالمجمل خصوصا وان من يدير الدوله هو ائتلاف اداره الدوله الذي يضم جميع القوى السياسيه وهذا يعني ان الدوله برمتها تعاني من غياب الفاعليه بينما تتصاعد حرب المنطقه وتتطاير الصواريخ والطائرات الايرانيه يه الاس*رائ*يليه فوق سماء العراق اصبح ما كان الجميع يحضر منه ويترقبه حقيقه بعد اكثر من عام كان يعيشه العراق تحت تهديد الاحتمالات من قصف اس*رائ*يلي او امريكي واستهدافات قد تطال الفصائل وربما النظام السياسي ذاته منذ العام الماضي كان العراق يعيش حاله الصمت المترقب فصواريخ ومسيرات الفصائل باتت لا تنطلق صوب الاراضي المحتله او مواقع التواجد الامريكي بالرغم من ان نيران الحرب في غزه لم تنطفئ وبالرغم من ان التوقف جاء متزامنا مع وقف اطلاق النار مع ح*زب ال*له بصفته موقفا متماهيا مع قرار محور المقاومه الا انه في جوهره كان نتيجه مباشره لتفاهمات غير معلنه قادها السوداني الذي عمل على تهدئه الجبهه العراقيه استباقا لتحذيرات جديه تشير الى ان العراق قد يكون الهدف القادم في بنك اهداف اس*رائ*يل وهو ما لا يقوى عليه العراق ولا النظام السياسي الذي لا يزال بعمر العشرين ولا يريد ان يفقد حياته مبكرا لكن رغم انطلاق ما كان متوقع عندما بدات الصواريخ والطائرات الاس*رائ*يليه تضرب ايران من فوق سماء العراق وتغتال كبار القياده وعلماء النووي حتى ان التهديدات بدات تطال المرشد الاعلى الا ان الفصائل العراقيه لا تزال خارج المشهد ولم تدخل الحرب وهو مؤشر بالغ الدلاله ويفتح باب التساؤلات لكن الفصائل بررت سكونها بان ايران ليست بحاجه لمسانده واحيانا ترهن مشاركتها باعلان الجانب الامريكي المشاركه رسميا في الحرب واحيانا اخرى تقول انها لن تش او لن تشارك الا اذا طال الاعتداء العراق خطه السودان لضمان البقاء في معادله الصراع دون الانزلاق فيها والحياد الظاهري الذي ادار به الازمه لم يكن مجرد تقاعس عن الفعل بل كان فعلا معقدا بحد ذاته فرضته حسابات حساسه تتعلق بوحده القرار بقاء النظام وتجنب الانهيار الداخلي في حال انفجرت الجبهه العراقيه وبينما كان الصوت العالي يشير الى امكانيه ان يكلف النظام السياسي راسه بات التريث هو السلاح الاقوى وتغيرت عقيده الفصائل من فتح الجبهات الى التوقيت المناسب وحدود الرد والمصلحه العراقيه ولان امريكا لم تعد اعينها نحو طهران فقط بل بغداد ايضا اصبح السوداني من وجهه نظر واشنطن هو القناه التي تمنع الفصائل من التصعيد والرجل الذي يبقى الباب مغلقا امام التنسيق الامني للمحور دون ان يتورط بتحالف بالمقابل تفعل واشنطن تماما كما يفعل السوداني الحرص على ابقاء العراق خارج الحسابات المواجهه فبينما يضبط السودان الفصائل والقرار السياسي في بغداد تعمل واشنطن على ضبط القرار الامني العسكري في تل ابيب وتوجيهه بعيدا عن العراق وعموما يراهن الاطار التنسيقي بالكامل على السودان الذي يقود هو الدفه فيما يخص موقف العراق من هذه الحرب ادانه الكيان والتضامن مع ايران لكن دون اصطفاف او انخراط باي شكل من الاشكال ورغم كل الاشكاليات والخلافات التي طرحها الهطار التنسيقي على السودان وفي محاوله التضييق عليها يعتقد الجميع ان الاطار يصطف خلفه بتسليم تام فيما يخص هذا الملف تحديدا والان يمكن وصف السوداني بانه حامل النظام السياسي وان كان لم يفعل اي شيء على الاطلاق في مجال الخدمات والبنى التحتيه ستكون هذه اعظم خدمه قدمها للعراقيين وللقوى السياسيه بشكل اكبر لا ينتهي الحديث عن سماء العراق مع حرب الصواريخ والطائرات فمجالات تاثيرها لا تنتهي ليس ابتداء من الامن ولا انتهاء بالاقتصاد فالعراق الذي يقع جغرافيا في قلب التوترات يجد نفسه دائما في مرمى ارتدادات الاحداث حتى وان لم يكن طرفا مباشرا فيها من انعدام سياده السماء وضعف الدفاعات الجويه الى الخسائر الاقتصاديه هكذا تعلق او تعلق حرب الصواريخ والطائرات بين ايران والكيان اثرها على صدر سماء العراق فالمتحاربون ليسوا الوحيدين الذين يتكبدون الخسائر الاقتصاديه بل العراق وبعض دول المنطقه وملايين المسافرين واصحاب الاعمال جميعهم يتقاسم يسمون الخسارات او الخساره الناجمه عن هذه المعركه الجويه المتصاعده ملايين الدولارات اسبوعيا كان يكسبها العراق باتت تذهب الى الدول المجاوره كتركيا ودول الخليج شمالا وجنوبا فبعد ان كانت الطائرات العابره تمر فوق سماء العراق اصبحت تتفادى اجواءه المغلقه بفعل حرب الصواريخ والطائرات الايرانيه والاس*رائ*يليه التي حجز سماء العراق لها لوحدها وقضت على تواجد جد الطائرات المدنيه فيه مؤقتا وكان العراق لم يمنح حتى حق الحياد في حرب لا طائره له فيها ولا صاروخ في هذا العام كان العراق قد بدا ينتشي بارتفاع اعداد الطائرات العابره فوق اجوائه من 450 طائره يوميا الى نحو 650 طائره يوميا اي بنسبه ارتفاع تبلغ نحو 45% ومعها ارتفاع الارباح بنسبه نفسها لكن حاله النشوه هذه تنغصت مع تصاعد التوتر وحرب الصواريخ فالارباح الاضافيه التي حققها العراق من زياده اعداد الطائرات العابره خسرها مجددا بايقاف حركه الطيران في سمائه تدفع الطائرات المدنيه العابره في سماء العراق 450 دولارا الى العراق مقابل كل طائره تمر هذا يعني ان معدل 650 طائره يوميا يعبر او تعبر فوق العراق تمنحه نحو 300000 دولار يوميا لكن اوكن منذ الجمعه الماضيه ومع بدء الهجوم الاس*رائ*يلي والرد الايراني يكون العراق قد خسر ما لا يقل عن مليوني دولار ونزيف الخسائر سيكون مستمرا طالما استمر توقف حركه الطيران فالاجواء التي كانت مصدر رزق اصبحت ساحه خطر وممر محتل لرسائل الموت العابره ولا تقتصر خسائر العراق على توقف مرور الطائرات في سمائه فحسب بل توقف الرحلات الجويه ايضا من والى مطاراته في عموم البلاد فشركه الخطوط الجويه العراقيه كان لديها ما لا يقل عن 100 رحله يوميا ذهبا وايابا فضلا عن خسائر المطارات وما تقدمه من خدمات ارضيه وتزويد بالوقود للطائرات القادمه والمغادره التي تبلغ نحو 150 طائره يوميا تتراوح اجور الاقتراب والهبوط بالمطاره العراقيه وحسب وزن الطائره من 60 دولار الى 105 دولارات فضلا عن اجور هبوط وخدمات ارضيه حسب الوزن او حسب وزن الطائره وتتراوح بين 350 الى نحو 4000 دولار لكل طائره تضاف الى ذلك اجور تتراوح بين 250 و450 دولار تحتسب كاجور مدرج واستخدام جسور هوائيه وهذا باستثناء اجور اخرى تتعلق بالانتظار ومبيت الطائره واجمالا تتقاضى المطارات العراقيه عن كل طائره هابطه نحو 3000 دولار مقابل الخدمات المذكوره لنحو 150 طائره يوميا تهبط في المدارات ما يعني ان العراق خسر هذه العمليه نحو نصف مليون دولار ليكون اجمالي خسائر توقف عبور الطائرات في سماء العراق وكذلك توقف الرحلات في المطارات العراقيه قرابه مليون دولار يوميا في مشهد تصبح فيه الحرب ضيفا ثقيلا حتى على السماء لا يترك الا الدخان والخسائر مشاهدينا حصاد السوماريه انتهى شكرا لطيب المتابعه والى اللقاء [موسيقى] [تصفيق]

 

المصدر

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!