الصبر الاستراتيجي… الظفر و لو بعد حين
كتب: حسنين تحسين “خذهُ حيث يُريد و انتهِ به حيث تُريد” مبدأ سياسي دبلوماسي أتقنته الامة الفارسية في المفاوضات، ايران هي تلك الدولة التي تربح المفاوضات دائمًا بمكتسبات ملموسة وفق قاعدة اسمها ( الصبر الاستراتيجي ) تتحمل فيه أقصى الضغوط بالاعتماد على أدوات مواجهة و استفزاز قد تكون مهمة و أساسية بنظر المقابل لكن هذه الأدوات هي بالحقيقة طريقتها للوصول نحو الهدف و لو بعد سنوات. هذه البقة من الأرض من يقرأ تاريخها يعرف جيدًا انها ادق من يستغل الظروف و الرابح الدائم بأي مفاوضات. و يكاد يكون اسلوبها السياسي واحد منذ مئات السنين، فعلى ما يبدو ان صناعة السجاد قد مكنتهم من التعامل مع الخصوم بذلك النفس الطويل الذي يُتعب المقابل و ينهكه. ان اجراء المفاوضات الان بين أمريكا و ايران في مسقط، و بالصيغ الإيرانية وحده هو تقدم لصالح ايران و نتائجه واضحة على تحسن وضع التومان الإيراني، و ذلك بالاستناد إلى ان الشعب الإيراني يثق بقدرة بلاده بحسم حروب المفاوضات دائمًا لصالحه. و الملفت بالأمر ان ايران شخصت قبل المفاوضات ما الذي تسعى اليه أمريكا و ترامب شخصيًا و تعاملت معه بسلاسه، فهي تعرف ان نقطة ضعف ترامب هي المال فعرضت الاستثمار لأمريكا بترليونات الدولارات بعد التوصل لاتفاق مريح لها، و بصيغة اضعاف لما عرضته دول الخليج المجاورة لها. و لكن ما الذي تريده ايران، ايران تعودت على فكرة إتعاب الخصوم بطول المفاوضات و الجدال لسنوات حتى تُخضع الدول ذات الحكومات المتغيرة لاستراتيجياتها. و لكن اصطدمت بأرادة أمريكية للإنجاز السريع تحت ضغوط و سلاح أمريكي محيط بها، فغيرت و تماشت مع المتغيرات و لكن بفكرة ذكية خرجت بها بصيغة اسمها ( الاتفاق النووي المؤقت)!! و انطلقت بهذا المفهوم ريثما تنتهي فترة ترامب الذي سيتعب مع الصين و تمرد أوروبا، و بعدما تتنفس الصعداء تعود لممارسة نشاطها. قطعًا الذي جعل أمريكا تفاوض ايران ليس برنامجها النووي و انما صواريخ ايران البالستية و ايران تُدرك ذلك، و لو لم تكن هذه الصواريخ موجودة لما جلست امريكا مع ايران لتفاوضها. هذا كله لو افترضنا طريقًا معبد بلا مفاجأت ترامب و تصريحاته اللحظية و كذلك بدون تدخلات إس*رائي*ل المتنوعة و حتى العسكرية التي ممكن ان تحرج ايران بوقت تريد فيه الخلاص من المشاكل، وهكذا، يواصل ترامب هوايته بفرض السلام بالقوة التي يشكلها حسب حاجته، و تواصل إيران لعبتها المفضلة بإنهاك الخصوم، وانتظار لحظة الظفر… ولو بعد حين.
يمكنك قراءة الخبر كما ورد من المصدر
جميع الأخبار المنشورة في موقع مانكيش نت لا تمثل ولأتعبر عن راي إدارة الموقع .
ننشر الأخبار من مصادر مختلفة اليا فقد يجد القارئ محتوى غير لائق للنشر الإلكتروني وحرصا من إدارة موقع مانكيش نت يمكنكم الاتصال بنا مباشرة عبر الضغط على اتصل بنا سنقوم مباشرة بمراجعة المحتوى و حذفه نهائيا إضافة الى مراجعة مصدر الخبر الذي قد يتعرض للإلغاء من قائمة المصادر نهائيا .