آراء متنوعة

ازدواجية القلم بين الشعارات والممارسات

في أروقة الأدب وبين دفاتر الشعر التي تحمل معاني الحب والوفاء والوطنية، تنبض الكلمات بصور مثالية تعبر عن قيم لا تخضع لزمن ولا تتغير بفعل الظروف.

لكن، ماذا لو كانت بعض تلك الكلمات الأدبية تخفي وراءها نوايا غامضة؟

لتحول الإبداع الأدبي إلى ستار يُخفي واقعًا مختلفًا تمامًا عن الظاهر ؟

فـ مثلما هناك شخصيات تكتب في السياسة وهي بعيدة كل البعد عن التوجه السياسي ، هناك شخصيات أخرى تدعي الثقافة وتُبجل القيم النبيلة في كتاباتها، تبني عالمًا مليئًا بالأحاسيس والمبادئ التي تنادي بالإخلاص والتجرد من المصلحة، إلا أن الواقع، في كثير من الأحيان، يُلقي بظلال الشك على هذه الصورة البراقة.

ففي عالم يزدحم بالتناقضات، قد تكون الكلمات الجميلة مجرد وسيلة لتحسين الصورة الذاتية ، أو وسيلة لتحقيق غايات أبعد ما تكون عن السمو الأخلاقي واقرب الى وسائل “العهر” الرخيصة تضمن تحقيق الطموحات المادية التي تبدل القيم بمجرد ظهور خيارات أكثر ربحًا

فـ حين تختار شخصية تدعي الولاء من خلال أدبها الغني بالمعاني وبالمفردات الرنانة، أن تتخلى عن جهة سياسية أو عن شريكٍ احبها بصدق، فقط لتتبع تلك الشخصية بريق الذهب الذي يقدمه آخرون أكثر ثراء، عندها يصبح السؤال ملحًا حول مدى حقيقة المشاعر التي تروج لها تلك الشخصية عبر قصائدها وقصصها أو حتى المبادىء والشعارات السياسية التي تروج لها

هنا يبرز التساؤل هل يعكس هذا التناقض استغلالًا واعيًا لتأثير الكلمات على الجمهور؟

أم أن الإنسان بطبيعته يظل عُرضةً لرغباته المادية مهما حاول إخفاءها خلف قناع الأخلاقيات؟ وأين ينتهي الأدب ويبدأ الواقع؟

في النهاية، يبقى المشهد غامضًا ولتستمر تلك الشخصية في بناء عالمها الأدبي، مرفوعةً على أكتاف الثناء والإعجاب، بينما تظل أفعالها غارقةً في مستنقع الكذب وسط تساؤلات لا تُجيبها الكلمات.

وليبقى الأدب، مع كل جماله وسحره، انعكاسًا هشًا لمن يكتبه، لا يكتفي بالكشف عن المضمون بل يُختبر دائمًا في الفعل والحقيقة.

لكن ذلك لايمنع وجود كتاب يؤمنون بما يكتبون… لو خليت قلبت.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!