وكالات – يقول العبيدي في تدوينة له، إنه قبل أكثر من شهر تناولنا احتمالات وصول أسعار برميل النفط العراقي إلى 50 دولارًا، وقدمنا مجموعة من الخيارات اللازمة لمواجهة هذا السعر، رغم أن العديد ممن ناقشناهم اعتبروا أن وصول الأسعار إلى هذا المستوى أمر مستحيل. ومع ذلك، تحقق هذا الأمر، وعدنا إلى مربع الأماني، حيث نتمنى أن يمارس لوبي النفط الأمريكي ضغوطًا على ترامب لرفع أسعار النفط، أو أن تشتعل المنطقة عسكريًا لعل ذلك يسهم في ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الأمل في زيادة الكميات المصدرة لتعويض النقص.
ويضيف العبيدي متسائلًا: “كيف يمكن بناء اقتصاد حقيقي قائم على الأماني دون وجود استراتيجية واضحة مبنية على حقائق وأسس اقتصادية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتمالات والعوامل؟”.
في ظل التراجع الذي يشهده سوق النفط والاحتمالات الناتجة عن أزمة الإنفاق المتوقع حدوثها في الأشهر المقبلة، نرى بعض الأعضاء في مجلس النواب يتحدثون بشكل يفتقر إلى الحكمة؛ حيث يدعو أحدهم إلى تعديل قانون التدرج الطبي ليشمل كليات التمريض، بينما يتحدث آخر عن ضرورة زيادة رواتب الموظفين، مما يعد نوعًا من التلاعب بعقول الناس ومشاعرهم، ويعكس تجاهلًا لحقيقة أننا أمام أزمة مالية حقيقية تتطلب خفض النفقات وإيقاف التعيينات.
ويوضح العبيدي أنه إذا كانت هذه هي طروحات ممثلي الشعب الذين يجب أن يسهموا في بناء وطن قوي ومستدام، فإننا نقول: “الله المستعان، ونسأل الله أن يعين هذا الشعب والأجيال القادمة على ما ينتظرهم في العراق”.
ويؤكد الخبير الاقتصادي أن الحل الوحيد للعراق في مواجهة الأزمة القادمة وبناء اقتصاده هو تقليل النفقات بشكل عام، وخاصة الرواتب في القطاع الحكومي، وإيقاف كل أنواع التعيينات. يجب أن يكون الهدف هو عدم تجاوز عدد الموظفين الحكوميين في العراق للثلاثة ملايين، بالإضافة إلى هيكلة وتسريح المشاريع غير المربحة في الوزارات.
كما يشدد العبيدي على ضرورة تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية من خلال إلغاء القوانين التي تعيق الاستثمار، مثل قانون الضريبة، ومنح إعفاءات ضريبية للمستثمرين والشركات البارزة لمدة خمس سنوات، في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من الشركات للعمل في العراق. إذا لم نفعل ذلك، فقد نكون أمام خيار وحيد، وهو الاقتراض الداخلي والخارجي لتغطية النفقات، مما سيشكل عبئاً على الأجيال القادمة لسنوات طويلة.
جميع الأخبار المنشورة في موقع مانكيش نت لا تمثل ولأتعبر عن راي إدارة الموقع .
ننشر الأخبار من مصادر مختلفة اليا فقد يجد القارئ محتوى غير لائق للنشر الإلكتروني وحرصا من إدارة موقع مانكيش نت يمكنكم الاتصال بنا مباشرة عبر الضغط على اتصل بنا سنقوم مباشرة بمراجعة المحتوى و حذفه نهائيا إضافة الى مراجعة مصدر الخبر الذي قد يتعرض للإلغاء من قائمة المصادر نهائيا
