مقالات عامة

حَضارَة سُومَر العَريقَة في كوبيلي تَبَّة تُغَيّر التّاريخ بأسرارِها

الكاتب: وردااسحاق
حَضارَة سُومَر العَريقَة في كوبيلي تَبَّة تُغَيّر التّاريخ بأسرارِها
 
لأرض كوبيلي تبة تاريخ عريق مليء بأسرار خفية تحت التراب تثبت لنا وللأجيال القادمة بوجود حضارات مجهولة عاشت في عمق التاريخ ، وبعض الأكتشافات الأثرية حيَّرَت المختصّين في التاريخ للتفكير في أعادة تنظيمه حسب المعلومات الجديدة التي تُقرأ على صفحات تلك الآثار الحجرية الضخمة أو الفخارية أو على مواد أخرى . أخباراً جديدة تستنسخ المعلومات القديمة . المكتشفات الجديدة تصبح مقبرة للمعلومات القديمة عن التاريخ أو قد تصبح حلقات مفقودة تتصل بحلقات تاريخية أقدم منها تبرهن اليوم صحة قصص الأساطير المنقولة لنا على صفحات التاريخ ، وتلك القصص في الواقع هي حقائق على الأرض تعبر عن تفاصيل حضارات متطوّرة قديمة عاشت على الأرض وتركت لنا كنوزاً من آثارٍ رائعة تحمل اسراراً تعود الى فترات زمنية مبكرة أقدم من الحضارات المعروفة في التاريخ لكي تسجل لنا سفراً آخر في سجل الحضارات القديمة .

 
يقع موقع كوبيلي تبة جنوب تركيا الحالية والمحايد للحدود السورية في منطقة الرها الواقعة في بلاد ما بين النهرين . لأن أرض ما بين النهرين كانت تحدها جبال أرمينيا من الشمال ، وبلاد فارس من الشرق بأستثناء منطقة عربستان الحالية التي كانت أرض سومرية وعراقية الى القرن الماضي . ومن الغرب نهر الفرات في داخل الأراضي السورية وجزء من الأردن . أما من الجنوب فكانت تشمل كل بلدان الخليج بما فيها سلطنة عُمان وفي أرض تلك الأمارات آثار سومرية كثيرة . طالع الرابط :
 
http://main.omandaily.om/?p=46959
 
كوبيلي موقع أثري قديم يحتوي على آثار حجرية عملاقة تعود الى حوالي 11ألف سنة ، بينما أقدم آثار سومر في الجنوب تعود الى 6 آلاف سنة . وأهرامات مصر تعود الى 4 آلاف سنة فقط . آثار كوبيلي تبة أعتبرته منظمة اليونسكو العالمية موقعاً تراثياً تاريخياً للأنسانية كلها . هذا الموقع يحتوي على آثار عملاقة أكتُشِفَت من قبل الأثاري الأمريكي بيتر بندكت في ستينات القرن الماضي . وبدأ فريق آثاري ألماني بعمليات التنقيب منذ عام 1994 على تلة كبيرة تحتوي على أثار ضخمة مغطاة بالرمال ، ويُعتقد بأنها مغطاة من قبل الأنسان بشكل منظم لأجل الحفاظ عليها من الأقوام الأخرى لقدسيتها .
 

 
 أكتُشِفَ في هذا الموقع نُصَبٍ كثيرة حجرية ضخمة على شكل صلبان من دون رأس أو على شكل أنسان تجريدي واقف بدون رأس ويداه ممدودتان الى الجوانب . نحت على سطح هذا الشكل منحوتات حيوانية ورموز أستخدمت في فترة العصور الحجرية، لأن تلك الحقبة الزمنية كانت تمثل العصور الحجرية الحديثة . تلك النصب العملاقة التي يبلغ أرتفاع كل واحد منها 19 قدماً ووزنه 15 طناً، كانت مثبتة على الأرض بشكل دائري يتناسب مع فكر وأيمان تلك المعتقدات الوثنية . أحدى تلك الأحجار المكتشفة تزن 50 طناً .
 كانت تلك الأعمال تنقل من المقالع القريبة من مسافة تقدر بين 100 الى 500 م بعد قطعها ونحتها .
 
http://www.gulfup.com/?J8QzP5
 
 تم بناء جدران حجرية بين كل نصب . وفي الوسط أقيم نصبان مركزيان أكبر حجماً من نصبِ المحيط (أكتشف أربع مجموعات كهذه) . وفي المسح الجيوفيزيائي تبين وجود 16 منشأً من هذا النوع لم تصل معاول المكتشفين اليها حتى اليوم . هذه هي بداية الأكتشافات في هذا الموقع المهم حيث تم أكتشاف 1.5 % فقط من مجمل مساحة الموقع .
 

 
 وفي مكان آخر من نفس الموقع تم إكتشاف أرضية مبلطة يعتقد بأن المكان كان يستخدم للعبادة ، أستخدم فيها طقوس تحتوي على شعائر الموت .
كيف نستطيع أن ننسب هذه الآثار الى حضارة سومر التي كانت عاصمتها في جنوب أرض ما بين النهرين ؟ نقول بما أن حضارة سومر كانت هي الوحيدة في أرض الرافدين في تلك الفترة وهي أقدم حضارة في العالم، والأثاري Klaus Schmidtيعتقد وجود بعض المقارنات مع العالم المثيولوجي ويرجح كون هذه الآثار الشاخصة تجسيداً لكائنات مثيولوجيا الأسلاف . حيث أن التفكير بالآلهة بدأ على الأرجح في بلاد الرافدين وأرتبط بأنشاء المعابد والقصور . فالتقاليد السومرية تقر بأن الزراعة والتدجين ساعدت على تَحَضُّر الأنسان في الجبل المقدس ، وآثار كوبيلي تقع في موقع جبلي مقدس من العصر الحجري الوسيط حيث كان الآلهة ( الانونا ) أبناء الإله أنكي وهي مجموعة من الآلهة القديمة التي كانت تُعْبَد في بلاد سومر . ومعبد كوبيلي هو أقدم تلك المعابد ، أضافة الى كون الموقع واقعاً ضمن خارطة سومر الجغرافية . كذلك نجد بأن آثار سومر موجودة في كل أرض سومر التي حددناها من جميع الجهات . لهذا نجد آثاراً سومرية في أقصى الجنوب من أرض سلطنة عمان الحالية وحسب الرابط :
كما نجد آثار سومرية في وسط بلاد الرافدين في مدينة بغداد  حيث أكتشفت آثار كثيرة في منطقة الكرخ وحسب الرابط :
 
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=31108&SecID=94&IssueID=156#.UpEUwuLNTOw
 
أما في أقصى الشمال فنجد آثار سومرية في منطقة دهوك حيث يعتقد أن تلة معلثايي الأثرية غنية بآثار قديمة مكتشفة حالياً وهذه المناطق هي الأقرب الى موقع كوبيلي . وهذه بعض الآثار السومرية المكتشفة في مدينة دهوك :
 
http://www.sutuur.com/snapshut-port12/1616-Effects.html
 حلل المكتشفون موقع كوبيلي تبّة بواسطة الكربون المشع فحددوا تاريخ بداية أقدم فترة لهذا الموقع والتي تعود الى قبل 11 الف سنة ونهايتها الى قبل 9 آلاف سنة . أما الفترة الثانية فأرَّخَت إلى ما قبل 8 آلاف سنة ، أي في بداية أستقرار الأنسان والشروع في الزراعة والتدجين . والزراعة بدأت باستخدام الح*بو-ب البرية . وبعد هذه الفترة فقد الموقع مكانته لأن الأنسان بدأ يبحث عن حياة جديدة تختلف من ناحية النمط عن الفترات السابقة فتُرِكَ المكان بعد ردمه أو قد يكون الردم لتلك المنحوتات الضخمة بسبب عوامل الطبيعة الى زمن إكتشافها. ويتوقع علماء الأثار أن تكشف لنا الحفريات عن أسرار جديدة تغيّر كل نظريات التطور الأنساني . توصل المنقّبون الى أن هذا الصرح قد أُنشِأ من قِبَل الأنسان في فترة الصيد أي قبل بناء القرى أو فترة السكن لأغراض العبادة الجماعية . وهناك أخبار أخرى تكشف لنا أسراراً ومنها عدم العثور على أي نوع من الأدوات المستعملة في نحت تلك الصخور الضخمة أو على وسائل نقل تلك الأوزان الثقيلة ! كما تتميز تلك الأعمال بنحت في قمة الدقة والفن . فالحافات مَصقولة بشكل دقيق ويبرز في الوسط منحوتات حيوانية قسم منها غريبة الوجود . والنحاتون موهوبون جداً والأدوات المستخدمة في هذه الدقة متطورة ولا تتناسب مع فترة العصر الحجري الحديث . وهذا الفارق الزمني الكبير الذي سبق أقدم الحضارات المعروفة بآلاف السنين يضع العلماء في حيرة وتلك الحيرة دفعتهم بالتفكير في معتقدات الأديان السومرية القديمة التي كانت تؤمن بآلهة موجودة في كواكب أخرى فيها حضارات فدفعهم الشك بالقول : هل تدخلت الآلهة القادمة من كواكب أخرى لتساعد الأنسان في هذه المنطقة لبناء هذا الصرح العظيم ؟ هل كانت حضارات في كواكب أخرى تقود حضارات الأرض في تلك الفترات ؟ وهل تلك الحضارات باقية ومتطورة أكثر من حضارتنا في هذا اليوم ؟ هل تبحث الدول المتقدمة اليوم عن أسرار تلك الحضارات للإستفادة من ثقافتها وعلومها وحضارتها ؟
 
الجواب نعم ! لأن في أرض العراق أسراراً مهمة جداً فالمنظمة السرية العالمية التي تتحكم بأميركا والغرب تدرك جيداً كم لأرض العراق من أهمية بسبب الأسرار المهمة المدفونة فيها ، وبسبب تلك الأسرار تكونت حضارات عملاقة في العراق . ولأن تلك الحضارات كانت متصلة بحضارات متطورة جداً في كواكب أخرى لهذا لم يكن سبب أحتلال الغرب للعراق بسبب تمرد صدام حسين على الغرب لكونه كان يتظاهر بأنه قومياً وبعثياً يروم توحيد أمة العرب ، بل حقيقته كانت عكس ذلك فهو العدو الأكبر لحزب البعث وهو الذي أعدم كل القادة القوميين في حزب البعث منذ أستلامه للسلطة بالقوة من الرئيس أحمد حسن البكر وأجهض المشروع القومي الكبير بين العراق وسوريا والذي كان يهدف الى وحدة البلدين ، وليس بسبب صدام دخلت أميركا الى العراق لأن العراق بنظر أميركا يحتوي على أسرار روحية وتاريخية تعتبرها IFBمهمة جداً وخطيرة . وبمعرفة تلك الأسرار يمكنّهم من التحكم بالكون ومن ثمّ الإستعانة بها للتطوّرّ. ولتلك الأسرار لغاتها وتمثّل الرموز الكونية ومنها أبراج النجوم وبرج بابل وأهدافه وأسرار الجنائن المعلقة وغيرها. وتلك القوى الجبّارة إختارت الشرق الأوسط أماكن لها فأختارت أرض الرافدين ومصر . من أهم الأسرار في حضارة مصر هي الأهرامات التي تحتوي على أسرار ترتبط بعوالم أخرى ، لكن حضارة مصر كانت مسالمة لا تسعى الى غزو العالم كما كانت تفعل حضارات الرافدين وتلك الغريزة والأندفاع موجود في أبناء العراق لحد اليوم وصدام كان مثالاً وإمتداداً لروح أجداده . ومن الأماكن التي أختارتها تلك القوى لتكن مقرات ثابتة لها في أرض الرافدين هي سومر وبابل لهذا علينا أن نسلط الأضواء على أسباب تمركز القوات الأمريكية في أرض أور وبابل وإقامة معسكرات على أرضها لعدة سنوات لغرض البحث الدقيق والسري عن الأثار الهامة التي تساعد أميركا على فك أسرار تلك الحضارات والتي تركتها تلك القوى الجبارة المؤسسة لها والمتحكمة بالكون والتي ساهمت بتأسيس حضارات في سومر وبابل وكل مناطق ما بين النهرين ومنها كوبيلي تبة .
 
لهذه الأسباب أجرت أميركا تنقيبات سرية في أرض سومر وبابل ونهبت الكنوز المهمة بطريقة مدروسة من المتحف الوطني وأقامت في العراق أكبر سفارة في العالم ، تمتد من الجسر المعلق الى جسر ذو الطابقين وبمسافة مقدراها 104 هكتاراً والتي تعد أكبر سفارة في العالم. حجمها أكبر بستة أضعاف من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك ، وبعشرة أضعاف من السفارة الأمريكية في الصين . تشكل هذه السفارة مدينة مستقلة عن بغداد تضم أبنية للسكن وأسواق وكل وسائل الترفيه ومولدات الطاقة والتنقية والتصفية حتى يتمكن من فيها العيش المستقل تماماً لعدة سنوات . فلماذا أُسست أميركا تلك السفارة الأسطورية في بلد صغير كالعراق وبعد ذلك أعلنت الرحيل ؟ لا وبل نقول تظاهرت بأنها تركت العراق لأهلها بعد تحريرهم من نظام صدام .
إذاً سبب الغزو والإحتلال لم تكن أسلحة صدام الكيمياوية ( الكيمياوي المزدوج ) ولا صواريخه الكلاسيكية التي ضرب بها تل أبيب ولا بسبب دخوله الى الكويت لأنه أنسحب وتمثل للعقوبات الدولية ، بل كل تلك الأسباب التي إدّعى بها بوش كانت حجج ومبررات للغزو والبقاء في أرض العراق لأجل البحث عن تلك الأسرار الخفية بدقة وبشكل مستمر.
المستقبل سيكشف لنا وللأجيال القادمة أسراراً كثيرة . والعلم والأجهزة الحديثة الخاصة بالتنقيب ستكشف لنا كنوزاً أثرية أخرى وستفسر كل الرموز التي تكتشف لأجل الوصول الى تلك الأسرار المهمة التي يحتضنها تاريخ أجدادنا والى أسباب تطور تلك الحضارات في تلك الحقب التاريخية القديمة .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا

 
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!