مقالات سياسية

رسالة مفتوحة إلى حنان الفتلاوي

الكاتب: محمد مندلاوي

قبل أن نتطرق إلى اسم (السيدة) المذكورة في عنوان المقال أعلاه, دعونا نلقي نظرة على تاريخ العشيرة التي تذيل اسمها بها إلا وهي الفتلة أو آل فتلة. إن عشيرة “آل فتلة” كبقية العشائر العربية الأخرى خارج شبه الجزيرة العربية الجرداء استوطنت أرض العراق بعد انتشار الإسلام بحد السيف بقرون, وفي أقصى الحالات لا يتجاوز تاريخ استيطانها في أرض الرافدين أربع مائة سنة؟. استقرت العشيرة في بادئ الأمر في منطقة الأنبار, لكن بسبب الضغط العشائري القادم من جزيرة العرب عليها أجبرت أن تترك الأنبار وتنتقل إلى منطقة بابل التي تتواجد فيها إلى اليوم, وخلال رحلتها بين الأنبار والبابل اصطدمت مع عدة عشائر أخرى. تماماً كما أجبرت قبيلة شمر القادمة من صحراء الجزيرة العربية عشيرة العبيد التي استوطنت أرض الموصل قبلها أن تتركها وتنتقل إلى أرض كركوك, وأصبحت فيما بعد خنجر غدر في خاصرة الشعب الكوردي. من المناطق التي تقيم فيها “آل فتلة” أيضاً مدينة عفك وباللهجة المحلية عفج, سميت نسبة إلى أحد شيوخ العشيرة, وهي اليوم تابعة إدارياً لمحافظة القادسية (ديوانية). وكلمة عفك في اللغة العربية تعني شديد الحمق؟. كانت أهل هذه المدينة كغالبية العرب قديماً حفاة القدمين.., حتى أن العراقيين يضربون بهم المثل: قيم الرگاع (الرقاع) من ديرة عفج.

نستسمحكم الآن ونتصفح ونتفحص حياة صاحبة الصون السيدة المشار إليها أعلاه. على القارئ الكريم أن يعلم, لا أقول شيئاً في هذا المقال من بنات أفكاري, لكني سأنقل الكلام الذي قيل في وسائل الإعلام المتعددة عن مراحل حياة هذه السيدة المسئولة. أولاً, يعلم كل من شاهدها في قنوات التلفزة إنها لا تشبه السيدات الأخريات اللواتي معها في البرلمان العراقي أو في الدولة العراقية بطريقة كلامها وحركات يديها إلا شبيهها ونظيرتها عالية نصيف. وهذا النوع من النساء رغم الفوارق البيولوجية بينها وبين الجنس الآخر لكن لقوة جسارتها ووقاحتها بمواجهة الرجال والتهجم عليهم تحت قبة البرلمان لفظاً وسلوكاً, يقول عنها المجتمع العراقي امرأة “مسترجلة” بمعنى إنها لا تحترم أنوثتها أي: إن جانباً من شخصيتها أنثوي والجانب الآخر ذكوري. وهذا يذكرني بحديث للنبي محمد يقول فيه:” لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء, والمتشبهات من النساء بالرجال”. هنا التشبه ليس فقط بالملبس, بل بحركات الجسد وطريقة الحديث بين الملأ. على سبيل المثال قبل أيام مضت أجرت إحدى الفضائيات لقاءاً صحفياً معها, وفي سياق اللقاء تحدثت عن رئيس البرلمان العراقي أثناء استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي وكانت الجلسة برئاسة نائب رئيس البرلمان (آرام شيخ محمد) ألا أن حنان الفتلاوي حين تطرقت إلى اسمه في اللقاء التلفزيوني مرتين, قالت “آرام” دون ذكر اللقب الرسمي أو حتى اسمه الكامل. أليس هذا حقد دفين سبق و عرفه للخلق إمامهم علي بن أبي طالب:”ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه”. على سبيل المثال وليس الحصر, في لقاء تلفزيوني آخر مع حنان والنائبة (ميسون الدملوجي) قالت حنان الفتلاوي:” بالبداية جئنا بح*ما*س كلنا نريد نتقاسم الامتيازات, وتقاسمنا, وتقاسمنا الكيكة كل واحد أخذ كيكة وفرح بيه, عقود ومناقصات, وكومشينات, واستفادينا كلنا, استفادينا”. وتأكيداً على كلام الفتلاوي قالت النائبة ميسون الدملوجي هذا صح, هذا صح. أ هذا الكلام التي صرحت به حنان الفتلاوي يصح أن يكون كلام (سيدة) تعمل في مؤسسة تشريعية ورقابية, ليست لها أية علاقة إدارية بالجهاز التنفيذي في الدولة!!. أ هذا كلام سيدة في مجتمع ذكوري تقليدي قبلي متمسك بالقيم القديمة!!, تقول جهاراً نهاراً وعلى شاشات التلفزة ما معناه, أننا نهبنا أموال الشعب العراقي الذي بعثنا لهذه المؤسسة حتى نكون عينه الساهرة على ثرواته!. وقبل سقوط النظام حزب البعث العفن, كانت حنان الفتلاوي رفيقة بعثية, هذا ما قالته النائب (مها الدوري) في لقاء تلفزيوني وموجود كلامها كتابة في مواقع الشبكة الأخطبوطية, حيث قالت إنها أي حنان الفتلاوي كانت عضو في حزب البعث وتدير حلقة حزبية في الفرقة النسوية لمحافظة بابل. وفي لقاء آخر قالت: إن حنان الفتلاوي كانت منتمية في تنظيم ما يسمى ببنات الخنساء التابع إلى اتحاد النساء في العهد الصدامي المقبور. وأبرزت النائب (مها الدوري) وثائق ومستندات في قناة البغدادية تثبت انتماء حنان الفتلاوي إلى اتحاد العام لنساء العراق في عهد الطاغية المقبور صدام حسين ومشاركتها الفعالة في هذا الاتحاد السيئ الصيت. وفي زمن المقبور صدام حسين ألقت قصيدة شعرية ضد آية الله العظمى روح الله الخميني لم يقل مثلها مالك في الخمر. لكن الفرق بين صورتها القديمة أثناء إلقاء القصيدة وصورتها الآن حدثت بعض الفوارق بسبب مرور عقدين عليها, وربما أجرت عملية التجميل لأنفها ووجهها وبسببها طرأت على ملامح وجهها هذه الفوارق بين الصورتين, ألا أن صوتها وحركات يديها كما هي الآن لم تتغير أو بالأحرى لا تستطيع تغييرها لأنها مرتبطة بتكوين شخصية الإنسان؟؟. أدناه شهادة بعثية نشرت في وسائل الإعلام المتنوعة وفيها صورة حنان الفتلاوي وهي تلبي نداء المجرم صدام حسين كمتطوعة في دورة قتالية تسمى “يوم النخوة”. وجاء في مقال نشره موقع إعلاميات العراق يقول: إنها من عائلة بعثية. لكي أكون دقيقاً في كلامي, أن الكلام الذي نقلناه في هذا المقال عن المذكورة أعلاه موجود في وسائل الإعلام المتعددة, وصدر من أناس معروفون في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية, وأنا لا أجزم بصحته على المتتبع أن يتأكد بنفسه عن صحتها من عدمه.

حنان فتلاوي

وفيما يتعلق بعلاقة عشيرتها “آل فتلة” معها, نشرت المواقع المتعددة بياناً لأمير “آل فتلة” (عبد العزيز سكر) ومنها شبكة “رووداو” الإعلامية قائلاً:” باسمي وباسم إمارة آل فتلة نستنكر ونتبرأ ممن قام بالتصرف اللا أخلاقي الذي قام به بعض أعضاء مجلس النواب من إساءة إلى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي. وأضاف, أن هذا التصرف الذي قام به البعض داخل قبة البرلمان يبتعد كل البعد عن السلوك الإنساني القويم. يشار أن عدداً من أعضاء مجلس النواب العراقي ومن ضمنهم حنان الفتلاوي, قد أقدموا

وفيما يتعلق بعلاقة عشيرتها “آل فتلة” معها, نشرت المواقع المتعددة بياناً لأمير “آل فتلة” (عبد العزيز سكر) ومنها شبكة “رووداو” الإعلامية قائلاً:” باسمي وباسم إمارة آل فتلة نستنكر ونتبرأ ممن قام بالتصرف اللا أخلاقي الذي قام به بعض أعضاء مجلس النواب من إساءة إلى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي. وأضاف, أن هذا التصرف الذي قام به البعض داخل قبة البرلمان يبتعد كل البعد عن السلوك الإنساني القويم. يشار أن عدداً من أعضاء مجلس النواب العراقي ومن ضمنهم حنان الفتلاوي, قد أقدموا  تعطيل قراءة العبادي لورقة التغيير الوزاري خلال جلسة البرلمان التي عقدت الثلاثاء, 26 نيسان 2016 بواسطة قذفه بقناني المياه, الخ”. كان هذا غيض من فيض جئنا بها من الوسائل الإعلام المتعددة عن النائب في البرلمان الاتحادي العراقي حنان الفتلاوي. حقاً كما قال النبي محمد: “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”. ألا أن أهل الحلة خالفوا حديث نبيهم حين صوتوا لهذه المرأة و ولوها على أنفسهم وعلى عموم العراقيين, أي أسندوا أمرهم وأمر العراق إليها!!. وأكد على ضعف المرأة وعدم أهليتها في تبوء المناصب في الدولة وفق العقيدة الإسلامية وأحاديث إمام الشيعة علي بن أبي طالب في كتابه (نهج البلاغة) عن المرأة: أن النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها. وفي حديث آخر قال: المرأة شر كلها, وشر ما فيها أنه لابد منها. وقال أيضاً: غيرة المرأة كفر, وغيرة الرجل إيمان. وقال: إياك ومشاورة النساء فأن رأيهن إلى أفن, وعزمهن إلى وهن. هذه هي المرأة وفق العقيدة الإسلامية؟. لا أدري كيف خالفت الشيعة آيات القرآن التي تقول أن المرأة ناقصة عقل.. حتى عندما تدلي بشهادتها أمام القاضي, قال عنها القرآن إنها نصف الرجل, وتشهد على هذا الآية (282) في سورة البقرة: …فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان… أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى. هذا دليل من القرآن أن المرأة غير كاملة العقل في الدين الإسلامي؟. وكذلك أحاديث نبيهم وأقوال إمامهم لكن رغم هذا منحوها أصواتهم و انتخبوها كنائب في البرلمان الاتحادي العراقي, كيف يقوموا بهذا وصدعوا رؤوس الناس ليل نهار بأنهم مسلمون ملتزمون بأحكام دينهم!! ويزعمون في وسائل الإعلام بصوت عالي أنهم يسيرون على هدي القرآن وأحاديث النبي وإرشادات الإمام علي بن أبي طالب!!. عزيزي القارئ الكريم, إن هذه المرآة اللبوسة, التي تضلل الناس المغفلين وتدغدغ مشاعرهم الجياشة بأحاديث كاذبة وملفقة عن دفاعها المستميت في البرلمان عن الشيعة والعراق ضد السنة العرب وضد الشعب الكوردي المسالم, حين زعمت بصوت عالي حتى تطاير الزبد من شدقيها:” التاريخ سيذكر, عشر سنوات الشيعة عاضين العراق بأسنانهم ما هدوه, عشر سنوات ما فرطنا بوحدة العراق, سيلعن التاريخ من باع الموصل وكركوك وأعطاها لغيره. – حقاً إنها ماجدة حفيدة ابن العلقمي ما تفرطين بالعراق أبداً؟؟!!- يسألها المحاور:هسه كركوك راحت لو ما راحت. ترد الفتلاوي بحسرة مصطنعة: راحت. وتضيف: اسمع مو آنه أگول إنشاء الله متروح, نرجعه لو اقتضى الأمر نضحي بكل ما نملك. – هل ستضحي بالدار الفاخرة التي اشتريتها بأموال الشعب العراقي من أجل كركوك!!-. وتستطرد حنان دون خجل: أنا اشتغلت باللجنة (140) أربع سنوات لوحدي ومعي كلهم من مكون آخر – تقصد النواب الكورد- لوحدي وقفت ما خليت يصير, دخلت اللجنة لقيتهم واصلين لمرحلة الاستفتاء, دازين كتاب لمفوضية الانتخابات يريدون يجرون استفتاء حتى تروح كركوك للإقليم, أربع سنوات. يقاطعها المقدم البرنامج: يعني هسه خربطتيهه. وترد الفتلاوي بعصبية: موخربطتهه, والله اشتغلت بما يرضي الله – يظهر أن الله عند حنان الفتلاوي يخذل الحق و يناصر الباطل, يعين الظالم القادم من جزيرة العرب على المظلوم الذي يقيم على أرضه وأرض آبائه وأجداده !!-  اشتغلت كعراقية أربع سنوات آني وقفته”. أنا أود أن أسأل هذه الشمطاء؟ سبق وسألت غيرها أيضاً وهرب من الإجابة ولم يعد, يا ترى ما معنى اسم كركوك باللغة العربية يا فتلاوي؟؟. أليست هي مدينة عراقية كما تزعمين, طيب قولي لنا ماذا يعني اسمها بلغتك العربية السمجة؟؟. عزيزي المتتبع, لكي تعرف الحقيقة كما يجب, أضع بين يديك نص المادة (140) في الدستور الاتحادي الدائم. تقول المادة,أولاً: ” تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية بكل فقراتها. ثانياً: المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تمتد وتستمر إلى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستور على أن تنجز كاملة (التطبيع, الإحصاء وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها لتحديد إرادة مواطنيها ) في مدة أقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الأول سنة ألفين وسبعة 31/12/2007″. لقد شاهد جميع الشعب في العراق, أن الحكومة وأعضاء مجلس النواب أقسموا اليمين على تطبيق هذا الدستور كما هو من ألفه إلى يائه. المعروف لدى جميع العالم, إن الأحزاب الشيعية بعد عام (2003) هي التي استلمت زمام السلطة في العراق, بمعنى, إنها لا تحتاج يعلمها أحد أحكام الدين الإسلامي وشرائعه؟؟. إن التاريخ الذي جاء في نهاية المادة المذكورة, يقول بكل وضوح على الحكومة أن تنتهي من تطبيق المادة (140) بحذافيرها في نهاية عام (2007), لكن الأحزاب الشيعية الحاكمة هربت من مسئولياتها وماطلت ولفت ودارت حتى لا تطبق هذه المادة الدستورية. أليس عملهم هذا حنث بالقسم, الذي أدوه عند استلامهم الحكم أو الجلوس تحت قبة البرلمان وحنان الفتلاوي واحدة منهم!!, والآن تتباهى أمام الملايين بأنها عرقلت تطبيق المادة (140) حتى لا تعود مدينة كركوك السليبة إلى كوردستان.أنا لا أدري, أ هذه مسلمة!! أم أن الإسلام هكذا يبيح سلب أراضي المسلم غير العربي واستيطانها عنوة!!. أتساءل من أولئك الذين منحوا أصواتهم إلى هذه المرأة.. وبعثوها إلى البرلمان العراقي, هل يعلموا أنهم شركاء معها في ما تقوم بها من خلافات للنصوص الإسلامية الصريحة, نبشرهم بعذاب أليم, عليهم انتظار العقاب في الآخرة – وفق العقيدة الإسلامية-. هل لدى الأحزاب الشيعية الناطقة بالعربية والسنية العربية وثيقة تاريخية واحدة تثبت وجود العرب في كركوك قديماً؟؟. بينما لدى الكورد آلاف الوثائق والخرائط العربية والتركية والإيرانية والأوروبية تثبت وجودهم في كركوك وبقية المناطق المستقطعة قبل آلاف السنين؟. إن السياسات القمعية والتعريب وجلب العرب أو بالأحرى الأعراب من وسط وجنوب وغرب العراق إلى كركوك ومنحهم امتيازات كبيرة لتغيير ديموغرافيتها تفضح كل عربي يدعي ويزعم أن كركوك مدينة عربية أو عراقية. دعوني أنقل لك عزيزي القارئ, مقتطفات مما قاله غير الكورد عن كركوك, وأولهم إنسان عربي شريف من نفس المدينة التي جاءت منها حنان الفتلاوي (الحلة) وهو أول عربي كتب عن الشعب الكوردي وعدالة قضيتهم ألا وهو الدكتور (شاكر خصباك) يقول في كتابه (الكرد والمسألة الكردية) طبع في بغداد عام (1959م) في ص (14):” إن الگوتيين هم الذين شيدوا هذه المدينة”. ويعني مدينة كركوك. والگوتيون هي إحدى القبائل الكوردية القديمة. ويقول الأثاريان العراقيان العلامة (طه باقر) و (فؤاد سفر) في كتابهما (المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة) إصدار مديرية الفنون والثقافة الشعبية في وزارة الثقافة والإرشاد العراقية,بغداد (1965) ص (80):” إن اسم كركوك انحدر من (گرگر) وهي اسم بقعة النار الملتهبة خارج كركوك”. وهكذا يقول العلامة الإيراني (حسن پيرنيا) في كتابه الشهير (تاريخ إيران) هامش ص (7): “حلوان  كانت قلعة في جبال كوردستان بالقرب من گركوك”. أنا كأحد مواطني كوردستان قبل عدة أعوام حللت هذا الاسم وشرحته في مقال سابق وقلت الآتي: “گرکوک”  گڕ أو گر يعني لهيب النار. ويسبق الـ”گر” أسماء أخرى بمعنى الحار ,الدافئ ,القيظ الخ. كالرياح الحارة تسمى باللغة الكوردية “گڕە” والنار نفسها تسمى “ئاگر” حتى أن كركوك نزولاً إلى خانقين وبدرة وجصان مروراً بمندلي وشهربان وجلولاء الخ تسمى منذ القدم “گەرمیان” أي: المنطقة الحارة. أما اسم “كوك” الذي هو الشطر الثاني في اسم “گر- كوك” يعني مستمر, دائم, وبهذا يكون اسم على مسمى باللغة الكوردية القديمة والحديثة بمعنى النار الأزلية, التي لم تنطفئ منذ آلاف السنين, وكانت لها صفة التقديس عند الكورد القدامى, فلذا سميت “باباگرگر” وقدم لها الكورد النذور والأضاحي لدرء المخاطر, وفي العصور التي تسبق الإسلام تذرعت بها نساء الكورد الحوامل حتى ينجبن الذكور قائلين:” بابا گرگر بە گر هاتم… بابا گرگر بۆ کوڕ هاتم = بابا گرگر توجهت إليك على جناح السرعة … بابا گرگر أطلب منك أن يكون وليدي ذكراً “. بالمناسبة أن العلامة (طه باقر) المار ذكره أعلاه أيضاً من أهل (الحلة) المدينة التي جاءت منها النائب حنان فتلاوي, إلا أنه ليس كما هي لا تعرف الحق من الباطل؟؟. دعونا ننتقل إلى شهادة أخرى وهي (دائرة المعارف التركية) طبعت في أنقرة عام (1972) في الجزء الـ(20) ص 495-499 تقول:” غزا تيمور لنگ منطقة كركوك سنة (1403م) في عهد الإمارة الكوردية الجلائرية التي كانت مدينة (تاووق – داقوق) تابعة لكركوك التي كانت عاصمتها. ودُمرت في عهد أحمد الجلائري الكردي. وتذكر أيضاً, أن هذه الإمارة الكردية تشكلت في كركوك وحولها عام (564هـ) من قبل (بابا أردلان)التابع لعشيرة (گوران) الكردية”. أضف لما قلنا, هناك عشرات الموسوعات العالمية تقول:أن كركوك مدينة كوردية و كوردستانية. جاء هذا الكلام في البحث الذي نشره قبل عدة أعوام الأستاذ (أحمد عزيز). من هذه الموسوعات: الموسوعة الدانمركية التي تقول:”كركوك هي مدينة حقول النفط, تقع في شمال شرقي العراق, وهي جزء من كوردستان”. وكذلك تقول الإنسكلوبيديا النرويجية: كركوك مدينة في كوردستان العراق” وأيضاً الموسوعة الألمانية تقول “أن كركوك ضمن كوردستان تاريخياً”. تقول الموسوعة العربية العالمية” تعد كركوك عاصمة المجموعات الكوردية في الشمال”. كما جاء ذكر كركوك في المجلد السادس من مجلة القفقاس للجمعية الجغرافية الملكية الروسية, استناداً إلى المعلومات التي ذكرها و نشرها المهندس الروسي (سوسيب يوسف) المعروف بـ(جيرنيك) على أثر زيارة التي قام بها للمنطقة بين سنة (1872- 1873م) لدراسة إمكانية الملاحة النهرية في حوضي دجلة والفرات و روافدهما, قدر سكان كركوك في ذلك الوقت بـ(12- 15) ألف نسمة, مؤكداً باستثناء (40) عائلة أرمنية فأن باقي السكان هم من الكورد” أيضاً الموسوعة البريطانية في مادة كركوك تقول: أن مدينة كركوك تقع على مشارف سفوح جبال زاگروس بإقليم كردستان. و(شمس الدين سامي) الكاتب التركي العثماني كتب في كتابه (قاموس الأعلام) المجلد الخامس طبع سنة (1896م) يقول:” أن كركوك مدينة في ولاية موصل بكردستان”. وذكر الدكتور (كمال مظهر أحمد) في كتابه القيم “كركوك و توابعها حكم التاريخ و الضمير” ص (11) نقلاً عن الكتاب المنهجي المصري “الجغرافية السياسية ” للدكتور (أحمد صادق وآخرون) الطبعة الثانية سنة (1961) ص (458): “الأكراد سلالة منحدرة من أصل شمالي..وكانت لهم دولة قديمة عاصمتها أرابخا “ARAPKHA ” – هي كركوك الحالية- وفي صفحة (15) يقول أن المصادر السريانية تقول على كركوك وتوابعها (بيت گرماي) أي: المنطقة الدافئة أو الحارة, كما أسلفنا هذا ما يقوله الكورد إلى اليوم لكركوك وتوابعها “گرميان” أي: المنطقة الدافئة أو الحارة. وفي شرق كوردستان (إيران) يقولوا لعموم جنوب كوردستان “كردستاني گرم” أي: كوردستان الدافئة أو الحارة, لأن شرق كوردستان تقع في أعالي كوردستان وجوها بارد قياساً بجنوب كوردستان الدافئ. وفي صفحة (21) في كتابه المشار إليه, يقول الدكتور كمال مظهر:” يحدد العديد من الباحثين, منهم المستشرق الإنجليزي المتخصص في “الجغرافية التأريخية للبلدان الإسلامية” (گ.سترنج –  (Guy Le Strange )1854- 1933م) موقع مدينة – شهرزور- بياسين تپه القريبة من مدينة كركوك الحالية يلخص المستشرق نفسه الحقائق الآتية عن مدينة كركوك و كورة “شهرزور” بالاستناد إلى ابن خرداذبة وابن قدامة وابن حوقل والقزويني والمستوفي: “على مسيرة أربع مراحل شمال غربي الدينور مدينة شهرزور في كورة شهرزور. وقد ذكر ابن حوقل في قرن العاشر الميلادي شهرزور مدينة حصينة عليها سور يسكنها الأكراد, وقد سرد أسماء قبائلهم المثبتة في تلك الأرجاء و كانت من رغد العيش, وكثرة الرخص,وخصب الناحية, بحالة واسعة وصورة رائعة”. و وصفها الرحالة ابن المهلهل في القرن العاشر الميلادي على ما اقتبسه منه ياقوت الحموي بقوله: “شهرزور مدن و قرى, فيها مدينة كبيرة,وهي قصبتها في وقتنا هذا” وكان أكراد هذه الكورة – الكورة تعني المدينة, مصطلح إسلامي- حين زارها ابن المهلهل تنشئ ستين ألف بيت. وحين كتب المستوفي في المائة الثامنة كانت شهرزور مدينة زاهرة, وأهلها أكراد”. وذكر كركوك كمدينة الكوردية العلامة الإيراني (علي أكبر دهخدا) في دائرة معارفه (لغت نامه) في ج (12) ص (18278). في الحقيقة وأنا أكتب هذا المقال فكرت ملياً في الأمر, هل مثل هذه المقالات تجعل مثل هؤلاء.. أن يستقيموا ويناصروا الحق الكوردي ولو بكلمة ضد محتلي كوردستان وهم العرب, الترك, الفرس؟؟. خطر ببالي حينها آية قرآنية في سورة المائدة (21) عن الوعد الإلهي الذي أعطاه الله في القرآن لبني إس*رائي*ل, قائلاً لهم:” يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين”. الآية واضحة, تقول أن الله كتب هذه الأرض لبني إس*رائي*ل. لكن هؤلاء العرب وبعض المسلمين لا يأخذون بكلام القرآن, هاهم ليل نهار ملؤا الدنيا صراخاً, أن اليهود اغتصبوا أرض فلسطين, والقرآن لم يذكر اسم فلسطين, في كل آياتها, ذكر إس*رائي*ل فقط. مع أن القرآن يقول صراحة أن الله سجلها باسم اليهود ملك صرف (طابو) ألا أنهم لا يقبلوا به, فكيف يقبلوا بكلام شخص كوردي لا محل له من الإعراب؟!. لكن رغم هذا نقول فذكر عسى أن تنفع الذكرى وترعوي هذه الثرثارة المكثارة المهذارة.

“هنا جذوري هنا أرضي هنا لغتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاحُ” (شعر عربي معاصر)

21 08 2016

 

 

..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!