مقالات سياسية

متمسكون بالسلطة وعيون الشعب على وطنهم

الكاتب: علي الزاغيني
علي الزاغيني: متمسكون بالسلطة وعيون الشعب على وطنهم

خدعة  تليها خدعة  ابتكرها الساسة ليكون الشعب ضحية لهم  وما ان تنتهي أكذوبة حتى يبتكرون كذبة اكبر منها ليبقى الشعب  بسبات دائم ويبقى يدور في حلقة  مفرغة   ويبقى السلطان في أمان  حتى يشاء الله  وتشاء أمريكا  ومن يصنع الساسة العرب بكل ألوانهم وإشكالهم وألسنتهم وكأنهم دمى  او بيادق شطرنج وتبقى مصالحهم فوق كل اعتبار   .
لعبة اسمها الحرية وخدعة اسمها الديمقراطية  ابتلينها بها  مثلما هي الدكتاتورية البغيضة ولكن بصورة اخرى وبوجوه متعددة ابتدأت منذ ما يقارب  اكثر من عشرة سنين بعدما تنفس الشعب الصعداء بسقوط الطاغية ولكن اللعبة من هنا ابتدأت ولكن بطريقة اخرى  أتقنها الغرب وصدقها الشعب بكل طيبة ولكنها انقلبت عليهم حرية  حمراء وديمقراطية سوداء ولم يتمكنوا من أدراك تلك اللعبة لما  لها من خيوط متشابكة  ربطت بدقة  متناهية  وما ان يجدون لأحدها حل حتى يجدون عشرات غيرها قد أحيكت بكل إحكام  ليبقى  اللغز محيرا والحل  غربي بامتياز  وساسة اليوم غارقون في عسل الدولار  وحصاد المجد المزيف ومتمسكين بكراسي الدنيا وسلطتها ووطنهم ينزف دما ودموع ولكن لا حياء لمن تنادي .
الانتخابات كانت  الحل المنتظر ولكنها هي الأخرى  صيغت بطريقة  لا تناسب سوى الحيتان الكبيرة  لتبقى تصطاد كل من يحاول الاقتراب من السلطة بطريقة مثالية وديمقراطية  لتبقى الكراسي تتبادل فيما بينهم وتوزع الحقائب  بما تشتهي رغباتهم بكل ديمقراطية وتبقى القرارات تصاغ وفق ما تشتهي مصالحهم , لذا نجد الوجوه تتكرر في كل دورة  انتخابية  توهم الشعب بانها عازمة على التغير وبناء الوطن واعادة الحياة اليه بعدما نخر الفساد الإداري والمالي كل شئ  وأصبح المواطن  يعيش على الهامش  لا يحلم سوى بالامان  والعيش بسلام .
مهما ابتعد الإنسان عن وطنه يبقى قلبه معلقا به وعيونه تنظر اليه  رغم المسافات الشاسعة التي تفصله عن وطنه ويحاول بكل الطرق ان يتابع أخبار الوطن وقلبه يعتصره الالم  لما جرى ويجرى من أحداث  دموية غيرت الكثير من ملامح الوطن وجعله منه موقع لصراع دموي  وتصفية للحسابات غير مبالين لما يناله الشعب من ويلات ودمار يطال جميع مرافق الحياة  وهذا كله نتيجة السياسة الخاطئة التي اتبعت بعد سقوط النظام السابق والتي  خطط لها على أساس طائفي وفوضوي جعلت من الكثير يحزمون حقائبهم بحثا عن ملاذ امن  له ولعائلته مرغما  على ذلك بعد ان امتدت يد الار*ها*ب لكل شارع .
لا وجه للمقارنة بين المواطن  والسياسي  الأول ينتخب والثاني يخدع الأول بطرق بشتى من اجل مصلحته   وإذا ما خسر السياسي  لعبته اتخذ  من الطائفية أرجوحة  يحركها حيث يشاء  حتى يتمكن من البقاء  كما هو  يتقن فن  الخداع  والكذب واذا ما استحق الامر التضحية   يكون الشعب هو  الضحية  والساسة غارقون في أحلامهم   …

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!