وزير حقوق الإنسان التونسي السابق: نواجه تفككا للعقد الاجتماعي بسبب خطابات التشهير والتخوين
لمزيد من المتابعه ينضم الينا الان من شمال فرنسا كمال جندوبي مناضل للديمقراطيه في تونس ووزير سابق لحقوق الانسان اهلا بك معنا على فرونس 24 سياده الوزير شخصت الوضع في تونس من خلال مقال بصحيفه لوموند الفرنسيه اكد ان الرئيس قيس سعيد نصب نظاما شخصيا وحشيا ووهميا يستحق او يسحق كل ما في طريقه ما ابرز ملامح الوضع من وجهه نظرك اي شكرا على الاستطافه اعتقد انه الوضع في تونس وصل يعني تدهور بشكل خطير على صعيد الاقتصاد وبنيه الدوله ونسيج المجتمع ونلاحظوا انه هنالك مؤشرات الافلاس المالي واختلال التوازنات الكبرى وتعطل الاستثمار وتاكل الثقه في المؤسسه هي حقائق لم تعد خافيه على احد لكن الاخطر من ذلك هو ما يهدد التماسك الوطني ذاته لان الامر لا يتعلق فقط بتغيير سياسي او سلاح اداري بل يتعلق بماء وطن يستنزف على كل المستويات فاذا نحن نواجه لا نواجه فقط ازمه حكم او اداره نحن نواجه تفككا تدريجيا في العقد الاجتماعي في تونس حملات الكراهيه والتخوين والتشهيير الممنهجه الخطابات الاقصائيه التي تصنف التونسيون بين خونه ووطنين بين عملاء واوفياء كلها تعمق الشرق المجتمعي وتغذي نار الاستقطاب والانقسام نحن اذا امام ازمه خانقه لا تتوقف فقط على مقاومه الاستبداد الحالي للسيد قيس سعيد الذي فرض حكما تسلطيا فرديا بل ا نظر اليها بمسؤوليه لانها معقده حقيقه وصعبه طيب قليلون في تونس اليوم من يقترحون حلا قد يلقى صدا ام اي مقترحات الان للخروج من الازمه الراهنه في تونس اعتقد انه نحن بحاجه الى مسار انقاذ وطني واقعي وشامل ياخذ بعين الاعتبار كبار ما سميته الوضع المعقد ويواجه هذا الوضع بالحقيقه لا بالانكار وبالحوار لا بالاقصاء بطبيعه الحال الخروج من الازمه او الازمات التي تعيشها تونس كما قلت لا يتوقف على الاستبداد فقط بل ايضا يتطلب اعاده النظر الجذريه في التجربه السياسيه لما بعد الثوره لانه اي مشروع بديل اليوم لن يكون ذا مصداقيه اذا لم يبدا اولا بنقد ذاتي صريح من قبل اولئك الذين تحملوا مسؤوليه اداره المرحله السياسيه السابقه سواء كانوا في الحكم او في المعارضه هذا النقد ليس طرفا او تصفيه حسابات لا هو شرط اخلاقي لبناء الثقه من جديد وضع اسص مسار مختلف لا يقوم فقط على مواجهه الاستبداد بل ايضا على تجاوز اخطاء الماضي فمن لم يراجع نفسه لا يمكنه ان يطلب من الناس ان تصدقه مره اخرى في مسار المراجعه سياده الوزير في مسار المراجعه وامام هذا الوضع الا ترى ان الشارع التونسي يبقى بعيدا عما يقترحه جزء من النخبه؟ هذا هو التحدي الحقيقي سيده في تونس الهوه متزايده بين خطاب النخبه ومطالب الشارع النخبه تتحدث بلغه المسارات الدستوريه والحوار الوطني واعاده بناء المؤسسات بينما الشارع يطالب بالخبز بالعمل بالكرمه بالعداله الناس تريد حلولا ملموسه لا بيانات وشعارات لكن رغم هذا التباعد الظاهر هناك تقاطعات جوهريه فحين يطالب الشارع بالكرامه فهو يطالب ايضا بدوله قانونيه وحين يحتج ضد الفقر والبطاله فهو يرفض السياسات التي همشت الجهات والطبقات الضعيفه وهو الحال حاليا في تونس حتى بعد الانقلاب الذي قام به السيد قيس سعيد اي ان ما مطالبه الشارع في جوهرها سياسيه واجتماعيه في ان المطلوب من النخبه ليس فقط تقديم مبادرات بل الانساط العميق للشعب والتواضع ومغادره الا الابراج العاجيه ا لان المشاريع السياسيه الجديده يجب ان تبنى على اولويه الناس لا على توازنات الاحزاب او حسابات المواقع في الواقع نحن مطالبون بتلاقي جهدين منطق الوعي ومنطق الحاجه العقل النقدي والغضب الشعبي حتى يولد مشروع وطني جديد وانا لي قناعه لان هذا امر سيتحقق لانه ان لم تلتقي النخبه بالشارع فستبقى معزوله وسيفقد خطابها كل معنى وان لم يعبر الشارع عن نفسه في افق سياسي فسيبقى عرضه للاستغلال او التهميش شكرا جزيلا لك من شمال فرنسا كمال جندوبي مناضل للديمقراطيه في تونس ووزير سابق لحقوق الانسان غرامه