مقالات دينية

هل استطاعت الفاتيكان عزل نسطورس من معتقديه؟

الكاتب: عبد الاحد قلو
هل استطاعت الفاتيكان عزل نسطورس من معتقديه؟

عبدالأحد قلو   من خلال بعض الردود والتعليقات التي كتبها بعض الاخوة المحسوبين على الكنيسة المشرقية الاشورية( النسطورية سابقا) التي مقرها في شيكاغو/ اميركا، فأنهم يدعون بان كنيسة روما(الفاتيكان) ، كانت قد ألصقت تسمية النسطورية على الكنيسة المشرقية خلال القرن الخامس الميلادي، الذي تم فيه طرد البطريرك نسطورس على القسطنطينية في مجمع أفسس  سنة 431م بعد جدال مرير مع القطب الاخر بطريرك الاسكندرية  كيرلس وبمؤازرة كنيسة روما وانطاكيا في حينها وبتنفيذ الامبراطور الروماني( تاؤدوسيوس الصغير) لتحريم نسطورس وطرده عن القسطنطينية ونفيه خارج الامبراطورية الرومانية، الى بلاد مصر لحين وفاته معزولا.
الكنيسة المشرقية وقبولها لتعاليم نسطورس    ولكن ذلك لم يمنع الكنيسة المشرقية بتأثرها بتعاليمه وربما بتأثير الامبراطورية الساسانية لتعادي الكنائس االخاضعة للأمبراطورية الرومانية ومنذ القرن الخامس الميلادي.. الآ ان  الكنيسة المشرقية التي تبنت النسطورية لها وبمرور الزمن وللتشبث بنظام التوريث، فقد دعت الحاجة الى الاتحاد مع كنيسة روما في ظلّ انتخاب رئيس الرهبان في ألقوش مار يوحنا سولاقة بلو، بطريركا على الكنيسة المشرقية  وتحت اسم الكنيسة الكاثوليكية للكلدان في سنة 1553م.. ولم يتأتّى اسم الكلدان اعتباطا وانما لكونه ذات قيمة تراثية لها علاقة بشعب تلك الكنيسة. ولكن بقي فرع منها على نسطوريته والمسمى بعائلة ابونا  التي اصبح مقرها في ألقوش. الآ ان الماسوف له، فأن احد البطاركة التابع لسلالة البطريرك مار يوحنا سولاقة(شهيد الوحدة) فقد انفرد عائدا للنسطورية في سنة 1662م متخذا قوجانس التركية مقرا له في تركيا. ولكن بعدها اعقب ذلك اتحاد ابرشيات الموصل ودياربكر وألقوش المتمثلة بعائلة ابونا  مع الكنيسة الكاثوليكية لتعيد تسمية الكنيسة الكاثوليكية للكلدان الى سابق تسميتها في سنة 1830م. وليبقى فرع قوجانس معزولا بنسطوريته الى ان حلت عليهم جحافل الانكليز بمخابراتها ومبشريها واطبائها ليمنحونهم التسمية الاشورية  المتشبثين بها اخوتنا في كنيسة المشرق الاشورية(النسطورية سابقا) وبعكس الكنيسة الجاثاليقية القديمة المحتفظة بنسطوريتها الى يومنا هذا. النسطورية المخففة المتمسحة بالكثلكة واثناء بحثي في الكوكل، وجدت مقالة كتبها احد اخوتنا الاقباط الخادم بالرب ( صموئيل بولس عبدالمسيح ) في مقالته المسماة.. المخفي من مدعي القومية الاشورية .. والمذكور رابطها ادناه، وسأنتقي منها بعض العبارات التي تخص الموضوع، وهذا نص منها وكما كتبه صاحب المقال ذاكرا:
  لقد عرفت إن الأخوة النساطرة المعاصرون ينقسمون إلى فريقين: الفريق الأول:يتبع النسطورية”المبطنة”. وإن كان البعض يحلو لهم تسميتها ب”النسطورية المخففة”،أو”النسطورية المتطورة المتمسحة بالكثلكة”. برئاسة زعيمهم الروحي الذي يطلقون عليه اسم”مار خننيا دنخا الرابع”وهو جاثليق بطريرك كنيستهم المسماة حالياً (كنيسة المشرق الآشورية)، وكان اسمها في السابق (الكنيسة النسطورية الكلدانية) فبدله إلى(الكنيسة الرسولية الكاثوليكية الشرقية الآشورية)،ثم عاد مرة أخرى إلى تسميتها بكنيسة المشرق الآشورية- كاتجاه قومي رداً على القسم الذي تسمى بالكلدان-وكان قد اختير ونصب بطريركا في سنة 1976 بكانتربري، بعد اغتيال سلفه البطريرك النسطوري”شمعون ايشاي”والذي كان قد تم نفيه من العراق لقيادته ثورة مسلحة رداً على المذبحة التي تعرض لها النساطرة على أيدي الأتراك سنة 1933، والمعروفة تاريخياً بمذبحة سميل. فاستقر به الحال في سان فرانسيسكو بأمريكا،ثم تخلى عن التقويم اليولياني القديم الذي يتبعه النساطرة منذ نشأتهم، وأتبع التقويم الغربي الغريغوري.مما تسبب عنه خروج قسماً من كنيسته أسسوا لأنفسهم كنيسة نسطورية أخرى أكثر تشدداً،وأطلقوا عليها تسمية (الكنيسة الرسولية الجاثليقية القديمة النسطورية) . وبطريركها الحالي اسمه مار آدي كيوركس الثاني ومقره في بغداد. (انتهى الاقتباس)
ويمكن معرفة تفاصيل اخرى في الرابط ادناه الذي يخص مقالة الاخ بولس عبدالمسيح..
الاتفاق الكريستولوجي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الاشورية ورغم ذلك،  لقد حدثت رغبة شديدة من قبل الكنيسة المشرقية الآشورية بالخروج من التسمية النسطورية التي ابقتها في عزلتها عن الكنائس القويمة الرسولية الاخرى، التي كانت احدى فروع الكنيسة الكلدانية المتحدة في زمن البطريرك يوحنا سولاقة، وقبل انشقاقها في سنة 1662م، التي اتخذت من قوجانس التركية مقرا لها بعد نسطرتها ثانية.  ولكن بعد رغبة البطريرك ايشاي الشمعوني للتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية ولتكملة تلك الرغبة البطريرك الحالي مار دنخا الرابع والذي كان يتطلب ذلك بتطوير المفهوم اللاهوتي عندهم لحد تقاربه مع الكنيسة الكاثوليكية في فهم طبيعة  وشخصية المسيح  اللاهوتية ..  وتوكيدا لذلك،فقد حصل اللقاء التاريخي بين قداسة البابا يوحنا بولس الثاني والبطريرك مار دنخا الرابع في حاضرة الفاتيكان..وذلك في سنة 1994م والذي من خلاله وُضع الأتفاق الكرستيولوجي متطورا لمفهوم النسطورية  الذي خفف في ثناياه  بأستحواذ المفهوم الكاثوليكي عليهُ وكما كان في السابق وقبل زجهم بالنسطورية وقبل اكثر من 15 قرنا من الزمان.. والتي يمكننا ابراز معلم ذلك الاتفاق المرحلي وكما يلي:
إن ربنا يسوع المسيح هو إله حقيقى وإنسان حقيقى، كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته، مساو للآب ومساوى لنا فى كل شئ ما خلا الخطية. وقد اتحد لاهوته بناسوته فى شخص واحد، بغير اختلاط أو تغير، وبغير إنقسام أو إنفصال. و احتفظ فى نفسه بالطبيعتين الإلهية والإنسانية على اختلافهما، بكل خواصهما وإمكانياتهما وعملهما. لكن ليس بإنشاء “واحدة وأخرى” لكن باتحاد اللاهوت بالناسوت فى نفس الشخص الواحد الفريد، لإبن الله والرب يسوع المسيح، الذى هو هدف العبادة الوحيد.   هكذا فإن المسيح ليس “إنساناً عادياً” تبناه الله ليقيم فيه ويلهمه، كما هو الحال مع الأبرار والأنبياء. لكن نفس الله الكلمة المولود من الآب قبل كل الوجود بدون بداية بحسب لاهوته، ولد من أم بلا أب فى آخر الأيام بحسب ناسوته. إن الناسوت الذى ولدته القديسة العذراء مريم هو دائماً لابن الله نفسه. هذا هو السبب فى أن كنيسة المشرق الأشورية تدعو فى صلواتها العذراء مريم “أم المسيح إلهنا ومخلصنا”. وفى ضوء نفس هذا الإيمان نفسه فإن تراث الكاثوليك يدعون العذراء مريم “والدة الإله” وأيضاً “والدة المسيح”. وإن كل منا يدرك صحة وشرعية هذه التعبيرات لنفس الإيمان، وكلانا يحترم ما تفضله كل كنيسة فى حياتها الليتورجية وتقواها.
  ولكن هذا الإجماع الذي نتمناه لم يتحقق بعد فإننا مع الأسف لا يمكننا أن نحتفل معاً بالافخارستيا التي هي علامة الاستعادة الكاملة للشركة الكنسية..!!  وان كنيسة روما بالطبع تلتقي مع كثيرين هراطقة لجلبهم الى الايمان الصحيح ومنهم اخوتنا الاشوريين لكي يزيحوا عنهم عقيدة نسطورس  تدريجيا وليتكاملوا مع المعتقد الكاثوليكي القويم. نعم ، فان الكنيسة الكاثوليكية كانت تنظر للكنيسة الاشورية كموقف الاب الحنون بالنسبة لأبنه بالنظر لمراجعة ذاته لفك شفرة عزلته وعلى مدى قرون عديدة..ولكي تختلط هذه الكنيسة مع الكنائس الاخرى بمجمعاتها الشرقية  والكاثوليكية الاخرى.. الا ان اهتمام الكنيسة الاشورية بقوميتها  الذي فاق التوجه الديني لها وكما حصل بمقابلة بطريركها مع البطريرك مار ساكو للحوار حول الوحدة الكنسية بينهما.. الاّ ان تفضيل مار دنخا للوحدة القومية كان عائقا لذلك الاتحاد الكنسي..  وعليه فأنه هنالك اجتماعات متكررة بين الكنيسة الكاثوليكية في روما والكنيسة الاشورية كل عشرة سنوات بعد الاتفاق الكرستولوجي بينهما لتكملة مشوار الأتحاد.. وربما الاجيال القادمة ستتحقق ذلك مستقبلا..!!
وعلينا بأن  لا ننسى النواة التي ولدت بالاتحاد الكنسي بين مطران الابرشية الكلدانية في ساندياكو  مار سرهد جمو مع المطران  مار باوي سورو/ الكنيسة الاشورية، ومعه جمع يقارب الثلاثة الاف مؤمن وكهنة اخرين.. الذين اتحدا وكبادرة حسن نية صادقة للوحدة الشاملة والتي كنّا نامل من بطاركة كنيستيهما تكملة ذلك المشوار ان كانوا فعلا لهم النية في تحقيقها وكما تدل تصريحاتهم  المجاملة…ربما لهم من الوسائل لتحقيق تلك الغاية ولكن البداية كانت واضحة وكما اسلفنا اعلاه وبخيبة أمل..!! 
ولا ننسى ايضا الدور الكبير الذي انجزه المطران الوقور باوي سورو في التقارب الذي حصل ما بين الكنيستين الكاثوليكية والنسطورية ومنها مساهمته في وضع ديباجة المفهوم الكرستولوجي بينهما بعد حوار طال لأكثر من عشر سنوات قبل توقيع ذلك الأتفاق. 
اتفاق كرستيولوجي اخر بين الفاتيكان والكنيسة الارثدوذكسية وكان هنالك ايضا نوع  من الاتفاق الكرستولوجي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الارثدوذكسية التي ابتدأ الحوار بينهما في سنة 1973م عند زيارة البابا شنودة لقداسة البابا بولس السادس ، وبعدها تشكلت لجنة مختصة للحوار وعبر سنين طويلة لغاية سنة 1998م الذي توصلا الى هذا الاتفاق المتقدم بين الطرفين وكما يلي:
إن الاتفاقية الكريستولوجية المقترحة والتى تمت الموافقة والتوقيع عليها بواسطة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى لقاء 12 فبراير 1998 فى دير الأنبا بيشوى بمصر. لكن الجانب الكاثوليكى طلب تعديلاً معيناً نصه “أننا نحرم عقيدة نسطور وأوطاخى” بدلاً من “أننا نحرم نسطور وأوطاخى وعقيدتيهما.” حيث أننا نظن أن التعبيران يقودان إلى نفس النتيجة، فقد قبل الجانب القبطى الأرثوذكسى هذا التعديل كما قبل المجمع المقدس للكنيسة الأرثودكسية في البيان المشترك Communiqué  الخاص بلقاء فبراير 1988 والمرفق فى ملحق رقم 4.
فى إجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث فى 25 مايو 1988 تقرر إضافة “تعليم المجمع الفاتيكانى الثانى بخصوص خلاص غير المؤمنين” إلى بنود الحوار الرسمى. وتم إبلاغ هذا القرار فى خطاب تم تسلميه إلى نيافة الأسقف دوبريه بتاريخ 26 أبريل 1990 فى دير الأنبا بيشوى. وكان رده “أن الجانب الكاثوليكى سوف يقبل أن تتعهد اللجنة المشتركة هذا الموضوع أيضاً”. ولا زال الحوار مستمرا للأتفاق على الصيغ الاخرى المختلفين فيما بينهم  ولكن الحوار الكرستولوجي بين الكاثوليكية والاشورية اهبط عزيمة الاقباط لخلافهم الشديد ومنذ مجمع أفسس في 431م بين البطريرك كيرلس والبطريرك نسطورس والذي حرم فيه نسطورس من الكنيسة بعد ان تم نفيه ايضا.  المغزى من هذا المقال واخيرا فقد كان موضوع مقالي هذا، جوابا على مقالة أحد الاخوة الكتاب المعروف بعناوين مقالاته المتضخمة (حبّاية يجعلها كبّاية) والتي تكسر الرؤوس والعظام وتفجخ كل من لا يتقابل ورؤياه ولكن الذي يهمني ما كتبه  في احد ردوده لمقالة نشرها في المواقع الالكترونية عن موقف الفاتيكان من عقيدة نسطورس اقتبست من رده  ما يلي:
(ومن ثم يا اخي العزيز تعلم ان الفاتيكان من خلال وثيقة وقع عليها البابا يوحنا بولس الثاني الذي هو بمرتبة قديس الأن مع كنيسة المشرق الشق الأشوري حيث يعترف كل طرف بإيمان الأخر من خلال وثيقة Christology. كيف يوقع البابا على وثيقة تبادل الإيمان وهو يعلم كل العلم ان الجانب الأخر يبني لاهوته وفلسفته وثقافته وعقيدته على فكر مار نسطورس بينما في نفس الوقت يرى أن هذا القديس (اي نسطورس) ..هرطوقي؟) انتهى الاقتباس
ولكن ذلك غير صحيح البتّة، فتعليم نسطورس الذي يعتبر وجود المسيح بطبيعتين منفصلتين  واقنومين وشخصين والتي تختلف عن مفهوم  العقيدة للكنيسة الكاثوليكية والتي تتوافق (الاخيرة) وما ورد في الاتفاق الكرستولوجي بين الكنيستين الكاثوليكية والاشورية. ولذلك  ادعوه مراجعة موقع الفاتيكان الرسمي  ليضع كلمة نسطور في البحث ليشاهد بأن نسطور مازال مرتبطاً بالهرطقة ..  ولا أعرف كيف وصفه بالقديس وهو الذي كان السبب في تفرقة شعبنا ومنذ القرن الخامس والى يومنا هذا والمستمر تحت عباءة القومية  الحديثة المسمّى، والتي تغيرت بشخطة قلم من النسطورية الى الاشورية..! ولكن لنا الامل بحكمة وحنكة رؤسائنا الدينيين في الكنائس الشرقية والغربية ايضا بأن تصبح كنائسنا واحدة  وذات كيان وخليفة واحد المبنية على الصخرة الواحدة وكما ارادها المسيح  الواحد مع الاب القدوس والى تلك النعمة .. امنيتنا للجميع وبالاخص شعبنا المسيحي المنكوب في بلده العراق.. الرب يحفظه..
      عبدالاحد قلو
مقالة  المخفي من مدعي القومية الاشورية..( مهمة)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=448725.0
الحوار بين الكنائس.. الكنيسة الكاثوليكية مع الارثوذكسية والاشورية..
 http://coptcatholic.net/p7899/#sthash.3rlzetYf.dpuf
 
 
 
 
 
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!