الحوار الهاديء

نعلن… نحن مسيحيون وبفخر !

اوراها دنخا سياوش

نعلن… نحن مسيحيون وبفخر !
اما لماذا نحن مسيحيون وبفخر ؟
الانسان الذي يولد في بيئة، يحترم بيئته مهما كان نوعها، ومهما كانت تحوي على ايجابيات او سلبيات، فهو، اي الانسان قد تربى وكبر وتعلم من بيئته هذه، واستمد ثقافته منها، محدودة كانت ام لا، من هذه البيئة. والدين، وهو جزء من الثقافة العامة، اصبح يشكل هوية الانسان في المجتمع الشرقي. فعندما يتم التشكيك في هوية احد ما بسبب الغموض الذي يلف اسمه مثلاً، يتم سؤاله: هل انت مسلم ؟ فيأتي الجواب مباشرة: الحمد لله ! اي بمعنى الحمد لله انني مسلم ولست على دين آخر، وهذا ما نلاحظه في جميع الدول العربية. هذه الطريقة في الاجابة هي عملية افتخار بالهوية الدينية التي يمتلكها المسلم في البلدان العربية.
اما نحن وكشعب كلدوآشوري سرياني، ذو الهوية الدينية المسيحية، وبسبب الصراع التسموي، فقد صار ينعكس على هويتنا المسيحية ايضاً، وبدلاً ان نقول: الحمد لله، صار البعض يريد التنصل من هويته الدينية، هارباً الى الخلف، من خلال اختلاق اعذار اقبح من السبب. فمن خلال قراءتنا لبعض الكتابات، والردود وخصوصا في ما يتعلق بموضوع الذي تم طرحة من قبل الرابطة الكلدانية بضرورة استخدام (المكون المسيحي !) ليتم تفادي الاصطدام بموضوع التسميات، اولاً ومن ثم جمعنا تحت (خيمة !) المسيحية ثانياً، نلاحظ محاولة البعض التنصل من الهوية المسيحية، على حساب الايمان بقوميته، بداعي خطورة التسمية الدينية، وبسبب قوة التيار الديني الاسلامي المعادي للمسيحية والمسيحيين، واستمرار وصفهم بالذمين، والمشركين، والكفار وما شابه من التسميات الجارحة !
بعيدا عن موضوع التسمية، نقول: سواء كنا شعب كلدوآشوري سرياني، ام آشوري فقط، ام سرياني فقط، ام كلداني فان هويتنا الدينية هي المسيحية، وهي مجبولة بدمنا، واستخدامنا الاسماء القومية لا يمنع المسلمون المتطرفون من الاستمرار في تكفيرنا، لان هذا موجود في كتبهم، وحتى ان لم تقال باللسان فهي موجودة في القلوب، وافضل مثل لذلك كان هذا الموسوي الذي افرز ما بداخله من سموم.
ان شعبنا الكلدوآشوري السرياني عندما اتخذ المسيحية دينا كان يعلم علم اليقين ما ستجره الويلات عليهم جراء اتخاذه هذا الدين، فالسيد المسيح، له المجد، كان قد بشره بالعذابات جراء التبشير بهذا الدين، وبشرهم مسبقاً.
إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ” (إنجيل يوحنا 15: 18).
طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ” (إنجيل متى 5: 10).
نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ اللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 1: 4، 5).
المقصود في هذا المقال هو عدم الجبن في اظهار هويتنا الدينية، فنحن مسيحيون للعظم، وقبل مجيء العرب وجلبهم الاسلام كان معظم العراق مسيحي، والشواهد كثيرة من شماله الى جنوبه، ممتداً الى الخليج …
بعيدا عن العنصرية الدينية، وقريباً من ثقافتنا الشرقية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدين، والمذهب، ولأننا شعب كلدوآشوري سرياني نقول: نحن مسيحيون وبفخر !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!