مقالات سياسية

مهمات المرحلة الجديدة

الكاتب: منير عيسى
بقلم  الدكتور منير عيسى
 
أن املي كبير بأن نتحلى بالحكمة وحب الوطن  , ونوحد  جهودنا  لنسير بالاتجاه الصحيح لتحرير وادي الرافدين  من مجرمي  القرون الوسطى  ,  ومن  اولئك المسؤولين ,  الذين  تسببوا عن قصد او  بلا قصد  في  تخريب الوطن ,  و  تمزيق  نسيجه الاجتماعي  من  خلال السياسة  الطائفية و نهج  المحاصصة , وتجويع  الشعب , و اذلال الجماهير و دفعها  للهجرة  خارج الحدود  بسبب الخدمات الهزيلة وفقدان الامن و الامان , بالرغم من ان العراق  يمتلك   الكفاءات العلمية , و الموارد الاقتصادية  و الامكانات  المادية والبشرية و الموقع الحضاري , و ينام على  بحر من النفط , و تكفي موارده  الهائلة  لجعل  الوطن  في مصاف  الدول   المتقدمة   و   المتطورة  ,  و  قوة  اقليمية    في   الشرق  الاوسط    يحسب    لها   الف  حساب  ,   لو   توفرت    النوايا  الصادقة , و الاخلاص للشعب , والايمان  الحقيقي  بالقيم  السياسية و الدينية و الاجتماعية و التي جعلها سياسيي الصدفة منذ  سقوط  الديكتاتورية  والى اليوم ,   كليشة  بهدف  الوصول   الى المناصب  و  الى السلطة و  تقسيم  الغنائم  و  نشر  الفساد  السياسي و المالي  و  الاداري و المحسوبية  و المنسوبية  و الشركات الوهمية , وبدعم  من دول خارجية  ولحسابات خاصة بها وبمصالحها الانانية  والتي لا علاقة لها بالقيم والاخلاق والمبادئ التي تدعو لها تلك الدول في اعلامها الكاذب  , حيث انها  لا تريد لعراقنا  الخير و التقدم  , رغم بريق شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان التي تتحفنا بها ليل نهار, ولكننا عندما نرى الوقائع و التفصيلات , خاصة  واننا نعيش في عصر المعلومات والانترنيت والقرية الكونية ,  نتوصل  الى استنتاج  , بأنه  لولا  دعم هذه الدول , للار*ها*بيين القادمين من الخارج , ولولا  دعمها للسياسيين  الفاسدين  بالداخل , لما وصلنا الى ما نحن  فيه  اليوم من  خراب    تسبب  بتدمير  الاقتصاد  الوطني  و اسس  الدولة  العراقية  ,  و اشاع   الكراهية  و   روح  الانتقام   و  الضغائن  و الاحقاد   بين  الطوائف   و الاديان  و  القوميات  ,  رغم  الشعارات   البراقة  التي   يرفعها   الجميع  ,  و  التي  تزايد    بها  الاحزاب   السياسية على  بعضها البعض   في   مواسم   الانتخابات ,    دونما  تحقيق  نتائج  عملية  تذكر , ليراها    الشعب , و  لتنعكس  في حياته اليومية  بشكل  رفاهية و امن و امان  و خدمات و فرص عمل  وتعليم و رعاية صحية  وبناء الطرق و المدن  و تحسن الوضع  الاقتصادي  و  مكافحة  الفساد  بأنواعه , وارتفاع  الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي والحضاري , هذا اذا  لم يحصل العكس , فنحن اليوم  بالعراق  نرجع الى ثقافة  العقلية العشائرية ,  بدل دولة المؤسسات والعلم والقانون والدستور , في وقت ترسل فيه الدول المتطورة , سفن الفضاء لاكتشاف الكواكب في المجرات البعيدة   
  المطلوب  من قادة العراق الجديد  اليوم ونحن في بداية عام جديد 2015  المزيد من  الشفافية , وتطبيق شعار من اين  لك هذا, و محاكمة علنية  عادلة  للمسؤولين والقادة  الذين  اوصلوا الشعب  و الوطن الى  الكوارث  , المطلوب الولاء  الحقيقي لتربة  الوطن , و الشعور بمعاناة العراقيين و الطبقات  الكادحة , و  امتلاك  المعرفة  و التجربة و الخبرة و الشهادات العلمية  لتطبيق  شعار  ,  الشخص    المناسب   في  المكان   المناسب  بالنسبة    للقادة   الحكوميين  و   اعضاء  البرلمان   و   العاملين  في   مؤسسات   الدولة  ,  ليتمكنوا   من  ادارة  شؤون   الوطن ,  ادارة   الدولة  العراقية ,   بالشكل  العلمي  و المنهج  الوطني   الصحيح    الذي يخدم  رفاهية  الشعب , والسلم  و الاستقرار  بالمنطقة و العلاقات  المتكافئة  و المتوازنة مع كل  دول العالم  انطلاقا من  المصلحة الوطنية العليا ,  و ليسترجع  العراق  موقعه العربي  و الاقليمي و الدولي  على  كل  الاصعدة  , وذلك  بعد   ان   نبني  به   دولة   للقانون  و المؤسسات  و  العدالة   و   حقوق  الانسان و الحريات الاجتماعية و الدينية 
 اخوتي الاعزاء   لنمد  ايادينا    بعضا   لبعض ,  و   لتتحد    كل  الجهود  الخيرة   و  من  كل  الطوائف  و  القوميات  و   الاديان  في  العراق   للوصول  الى  هذا  الهدف  ,  و لندعم  الاصلاحات التي  ينفذها الدكتور حيدر العبادي رئيس  الوزراء لنصل الى  شاطئ  الامان  بأقصر  فترة ممكنة , و لنعوض شعبنا  عن الحرمان الذي عاناه  طوال عشرات  السنين  في  ظل الديكتاتوريات  و   الحروب , و في ظل الفساد  بمختلف   انواعه   والذي  ارتدى  جلباب القومية   تارة , و  جلباب   الدين   تارة اخرى , علما بأن   الدين  الحنيف  برئ  منه  , حيث  أن الدين  يدعو الى  المحبة  و العدالة  و التعاون  و التسامح  و  المساعدة  و  التضامن الاجتماعي , ولنا   في سيرة  الرسول الاعظم  والخلفاء الراشدين ,  امثلة  من  التاريخ   في  ذلك ,  لا  تتسع  لها  الموسوعات  , و لا علاقة  للدين ابدا , لا من قريب ولا من  بعيد   بالتخريب والق*ت*ل والذبح والتهجير وثقافة الكراهية  التي  ينشرها الار*ها*بيين , وليست له ايضا اي علاقة  بالفساد بمختلف انواعه , والذي مارسته الاحزاب و المسؤولين الحكوميين و السياسيين في الوطن  , خلال العشر سنوات العجاف  الماضية , مستغلة مشاعر الجماهير البسيطة من الناس وتقديسها  للرموز  الدينية , تلك الرموز التي ثارت على الظلم والطغيان والفساد واستغلال السلطة  بالمرحلة التاريخية التي عاشت بها  , و قادت الامة  بنجاح  الى مجتمع  العدالة و التضامن  والمحبة و الرفاه و الانسانية.
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!