مقالات دينية

من أشهر حقائق التاريخ حول صلب المسيح

الكاتب: وردا اسحاق

 

من أشهر حقائق التاريخ حول صلب المسيح

بقلم / وردا أسحاق عيسى


الأيمان المسيحي يرتكز على حقيقة واحدة وهي صلب وموت المسيح على

 الصليب . وعلى الصليب دفع يسوع الفدية لله الآب فتمت المصالحة وعادت العلاقة بين الله وبني البشر ، لهذا فعقيدة الصليب المقدس هي عصب المسيحية ، يجري فيها النفس والحياة كما يجري الدم في أعصاب الأنسان . عقيدة الصليب ثابتة ومنتشرة في كل الطوائف المسيحية وتدخل في طقوسها وتمتد في كل أسفار الشريعة والأنبياء وصولاً إلى كتب العهد الجديد ، فالذي ينكر عمل الفداء على الصليب ، ينكر موت المسيح وصلبه أي ينكرالذبيحة الكفارية فلا يؤمن بموت المسيح فيتحجج بموت الشبيه له . فاليهود الذين ينكرون هذه الذبيحة الألهية بدورهم ينكرون كل نبوءة جاءت في كتب شريعة موسى والأنبياء والتي شهدت للمسيح ، أي أن أنكار موت وصلب المسيح هو أنكار لكل ما ورد في كتب العهدين القديم والجديد والتي تدور حول محور الصليب . الصليب الذي يحتل مساحات كبيرة في أجزاء الكتاب المقدس ، سواء أكان الحديث عنه عن طريق الرمز أو الأشارة أو التصريح به بوضوح . هنا نتذكر بعض الشهادات المكتوبة في كتب مشاهير المؤرخين الوثنيين واليهود المعاصرين لفترة الصلب والذين يذكرون في كتبهم حقيقة صلب الشاب يسوع الناصري . وهذه بعض الشهادات التي تؤيد موضوع الصلب من الناحية التاريخية :

1-    تاستوس المؤرخ الوثني الشهير الذي وضع تاريخ الأمبراطورية الرومانية من موت أغسطس قيصر إلى موت نيرون من سنة ( 14- 68 ) م قال في الفصل الخامس عشر من كتابه عن المسيحيين ما يأتي : هذا الأسم مشتق من المسيح الذي ق*ت*ل بأمر بيلاطس البنطي الوالي في حكم طيباريوس ، ومعلوم أم تاستوس هذا وهو يكتب عن حادثة صلب المسيح التي كانت ماثلة في أذهان الجميع كان متصلاً بسجلات الرومانيين الرسمية وكانت هذه الأخبار ترد من كل مقاطعة وضمنها مقاطعة فلسطين التي ورد منها ذلك التقرير المشهور الذي رفعه بيلاطس الى الأمبراطور في رومية عن حادث صلب المسيح وموته وهو محفوظ في سجلات رومية .

2-    الفيلسوف اليوناني سلسوس ألف كتاباً في ذلك الوقت سداهُ الأعتراض على المسيحية ولحمته الأنتقادات عليها وعلى صاحبيها قال ضمن ما كتب هازئاُ بالمسيح :  بأنه هو الإله المتجسد أنكره أحد تلاميذه وخانه آخر منهم وحكم عليه بالموت أخيراً وكان يدعوه في كتابه ( المصلوب ) .

3-    لوسيان الفيلسوف اليوناني كان أحد المعاصرين للفيلسوف سلسوس هذا وضع كتاباً أسماه ( دي مورتي بوكريني ) ملآه بالسخرية والأستهزاء بالمسيحيين ومسيحهم فقال ضمن ما قال عنهم : قد رفضوا الآلهة اليونانية وصاروا يعبدون سفسطياً مصلوباً ويعيشون بحسب شرائعه .

4-    وهذه شهادات مؤرخي اليهود وعلى رأسهم يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير الذي وضع تاريخ الأمة اليهودية في عشرين مجلداً . هذا المؤرخ العظيم الذي حضر خراب أورشليم بعد صعود المسيح بأربعين سنة كتب عن المسيح وعن سابقه يوحنا المعمدان فقال : ( أن بيلاطس حكم على المسيح بالصلب حسب رؤساء الشعب والذين أحبوا المسيح أولاً لم يتركوه وها هم باقون إلى الآن مسيحيين نسبة أليه ) .

5-    الحاخام اليهودي يوحنان بن زكا ، تلميذ هليل الشهير ، ألف كتاباً بالعبرانية دعاه

6-     ( سيرة حياة يسوع الناصري ) كله شتائم وسب في يسوع الناصري جاء فيه : أن الملك وحكماء اليهود أو حاخاماتهم حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف بقوله ، أنا أبن الله ، أنا الله ، أنا قد أتيت إلى أورشليم لأبطل الأعياد والمواسم المقدسة ولأضع شريعة جديدة لأورشليم وأنا سأكفر بموتي عن كل الخطايا والذنوب وأقوم من الأموات … ولما أقتيد يسوع للموت في مساء يوم الفصح كان يصرخ اليهود أمامه : ( فلتهلك كل أعدائك يا رب ) وأنهم وقتئذ علقوا يسوع على شجرة خارج أورشليم حسب أمر الملك ورؤساء اليهود فكل أسرائيل نظروا هذا .

7-    وفي التلمود في النسخة المطبوعة في أمستردام سنة 1640 م ص 43 في الفصل المعنون ( سانهدرين ) كتب ما يلي :

أن يسوع قد صلب قبل الفصح بيوم واحد ونودى أمامه مدة أربعين يوماً بأنه سيق*ت*ل لأنه ساحر وقصد أن يخدع ويضل أسرائيل . وأنه إذا كان أحد عنده شىء للدفاع عنه فليقدمه وبما أنه لم يتقدم أحد للدفاع عنه صُلبَ في مساء الفصح .

ختاماً نقول ، أن المسيح مات حقاً ويقيناً على الصليب ، أما لاهوته فلم يمت . الإهانات والآلام والعذاب وقع على جسد ناسوته الذي حل فيه كل ملء اللاهوت الذي لايموت ، وفي اليوم الثالث  وطأ الموت بموته عندما قام منه منتصراً وأرتفع أمام الأنظار إلى عرشه السماوي . لتشرق علينا وعلى العالم أجمع أنوار الصليب المقدس ، ومجداً للمصلوب الذي صالح السماء والأرض ، فكل من يعمل بوصاياه ويؤمن بعمل صليبه ينال الخلاص .

فنحن المؤمنين بعمل الصليب نفهم معناه على ضوء الأحداث التاريخية التي سجلت لنا بعد الصلب وهي القيامة ولقاءات القائم مع الرسل والنسوة ، ومن بعد الصليب والقايامة بدأت المسيحية بقوة ، لهذا قال الرسول بولس للمؤمنين ( إذا لم يكن المسيح قد قام ، فإيمانكم باطل ، ولا تزالون بخطاياكم … ) ” 1قور 15:17″  كان الصليب قبل القيامة مجرد أداة تعذيب وق*ت*ل وأنتقام ، لكن بعد القيامة صار راية الدين الجديد وفخر لكل مؤمن ، وعلامة الخلاص . فالمسيح صلب على الصليب وآلامه على تلك الخشبة كانت تمهيداً لتمجيده ، لهذا لا يجوز فصل آلامه على الصليب عن مجده ، فالمسيح الحي الذي غلب الموت على الصليب بالقيامة ، فالصليب لم يعد رمزاً للموت ، بل دخل في تاريخ جديد وفي ولادة جديدة ليصبح علامةً للخلاص والأنتصار وفخر . لهذا نقول مع الرسول بولس :

( مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في ) ” غل 20 :2″

 

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!