مقالات دينية

أسرار الكنيسة ورموزها في سفر التكوين

أسرار الكنيسة ورموزها في سفر التكوين

بقلم / وردا إسحاق قلّو

أسرار الكنيسة ورموزها في سفر التكوين

     لنبدا اولاً بتعريف السر لكي نعلم ما تقصده الكنيسة المقدسة بمعنى السّر.

هناك معاني كثيرة للفظة ( السّر ) . فيعني بالسر بأنه ( أمر خفي ) يحدث بطريقة خفية لا يدركها عقل إنسان ، ولا يرى بالعين بل يبقى أمراً خفياً ( طالع 1 صم 14:22 و أع 37:16 ) . أو أن السر هو ( عمل إلهي ) يفوق عمله مستوى عقل الإنسان ( طالع رو 16:25-26 _ 1 تي 16:3 ) . أو أنه ( رمز نبوي ) ( طالع دا2:19-22 – رؤ 12:1 – رؤ 5:17 )  أو بمعنى إنها ( أسرار الملكوت ) ( طالع مت 11:3 – مر 11:4 ) كما تأتي بمعنى ( أسرار النبوات ، وأسرار الروح – وسر الرب – وسر الإنجيل _ وسر الإيمان ) ( طالع عا 7:3 – مر 14:25 –  1كو 2:14 – أف 19:6 – 1 تي 19:3 ) .

الأسرار الكنيسة السبعة التي تؤمن بها كل الكنائس الرسولية تستند على أسس كتابية من العهدين ، وخاصةً العهد الجديد وهي : المعمودية – الميرون ” سر التثبيت ” – التوبة والإعتراف –القربان المقدس– مسحة المرضى – الكهنوت- الزواج.

ولهذه الأسرار المقدسة رموزاً في العهد القديم أيضاً ، فالمعمودية تبدأ رموزها من الآية الثانية في الكتاب المقدس ، وهي (كانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام وروح الله يرف على وجه المياه ) ” تك 2:1 ” . الله خلق الكون كله بحكمته فرآه حسن ، إذاً لماذا صارت الأرض خربة وخاوية ومغمورة بالمياه ؟ الخراب بدأ بعد السقوط وظهور الخطيئة فاصبحت الأرض خربة خالية يكتنفها الظلام . والأرض الخربة المظلمة تشيرأيضاً إلى نفس الإنسان بعد السقوط في الخطيئة ، فيقول القديس يوحنا ذهبي الفم بأن الشيطان الذي كان ملاكاً هو الذي أخربها وجعلها خالية من كل الفضائل فخيمت عليها ظلمة الشر ، لكن الروح القدس الذي كان يرف عليها بدأ بتنظيمها وإعادة جمالها ، كما أعاد الروح تنظيم الإنسان المشّوَه بالخطيئة فبدأ عمله بالماء أيضاً  لكي تولد الأرض والإنسان ولادة جديدة فأشرق النور على الأرض وفي قلب الإنسان الجديد ، لهذا يقول الرسول ( خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ) ” 2 تي 5:3 ” . كذلك عبور الشعب العبري من مياه البحر الأحمر ليتخلص من العبودية  والدخول في حياة الحرية ترمز إلى المعمودية .

  وعن الزواج المقدس يحدثنا الإصحاح الثاني من سفر التكوين عن أول زواج حصل في التاريخ والذي هو الصورة المثالية الحقيقية للزواج المقدس ، فقال هكذا يجب أن يكون الزوجين ( .. يترك الرجل أباه وأمهُ ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً ) ” تك 2: 21-24 ) وأكد الرب يسوع هذه الحقيقة في الأنجيل ( طالع مت 19 : 4-6 )  .

  أما عن سر الكهنوت فبدأ الكهنوت من ملكي صادق الذي كان رمزاً لكهنوت المسيح وإلى سر القربان المقدس وذلك عندما قدم لإبراهيم خبزاً وخمراً ( تك 14: 18-20 ) .

   وعن سر مسحة المرضى بالزيت المقدس ، فمسحة الزيت أيضاً بدأ العمل به من سفر التكوين وذلك عندما أقام أبينا يعقوب عموداً في المكان الذي حلم به عندما ظهر له الرب ورأى السلم الرابط الأرض بالسماء ، فصب زيتاً على العمود وقال عن ذلك المكان ( ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء ) ” تك 17:28-18 ”  . وفي العهد الجديد بدأ إستخدام الزيت بإضافته إلى الحنوط والأطاييب التي أعدت لجسد المسيح ، ثم إعد لإستخدامه في سر الميرون لرشم المعمدين ، كذلك يستخدم الزيت المقدس في سر مسحة المرضى . ليطهرنا الرب بأسراره المقدسة .

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” 16:1 “.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!