مقالات سياسية

البصرة جنات عدن تحترق

سلام محمد العامري        

 

 

ألبصرة جنات عَدن تحترق

عِندَ أقصى جنوب العراق تَغفو مدينة, تتسم بالأنفة والعِزة والتأريخ, يقول عنها أهلها بتأريخ مُتَوارث: أنها جنة عَدنٍ ومهبط آدم؛ تلك هي مدينة البصرة, عدد سكانها ما يقارب الخمسة ملايين نسمة, أي سدس سكان العراق تقريباً.

ذُكِرَ في كُتِب التأريخ أنَّ البصرة, كانت إحدى المُدن الآشورية,  وقيلَ أن تَسميتها المعروفة, ليومنا هذا جاءت في العهد الإسلامي؛ زمن حكم الخليفة عمر بن الخطاب, وتعني في اللغة العربية “الأرض الغليظة ذات الحجارة الصلبة” بينما يقول المؤرخ العراقي يعقوب سركيس, إن إسم البصرة هو – باصرا-  حسب اللغة السريانية, ويعني محل الأكواخ.

تحتضن مدينة البصرة, مواقع أثرية عدة ونهري دجلة والفرات, الذين يلتقيا بقضاء القرنة, ليكونا شط العرب, وكما هي مُدن العراق, لقد شهدت معارك عدة, أشهرها واقعة الجمل, ومعارك المختار مع الزبيريين وغيرها, وقد خُرِبت مرات عديدة, جراء تلك الحروب, حتى بُنيت بعد ذلك عن مكانها القديم, بمسافة 14كم إلى الشمال الغربي.

ضمت أحشاء البصرة ثروة هائلة, إضافة لما ظهر على أرضها من خيرات, مَنَّ الخالق عليها بأراضٍ زراعية شاسعة, حيث النخيل بأنواع وأشكال مختلفة, وصلت أكثر من 300نوع, وأشجار أخرى ومزارع للخضروات, كالطماطم والبطيخ والرقي وغيرها, إضافة للنهرين اللذين يفيضان بثروة سمكية هائلة, فهل أَنصفت الحكومات البصرة؟

تستحق البصرة أن تكون العاصمة الاقتصادية, فقد استخرج النفط من باطن أرضها, ليصبح من مكونات الإقتصاد, وبكميات فاقت 80% عند إقرار الموازنات السنوية, إلا أن تلك المحافظة المعطاء, لم تحصل عل الخدمات اللازمة عبر عقود؛ ولم يحصل مواطنيها, على العمل بالشكل المطلوب.

تقدم محافظ البصرة للترشيح, وفاز عضواً في البرلمان العراقي, وبدلا من أن يمارس عمله, وينصف من انتخبه بالدفاع عن حقوقهم المشروعة, وثروة المحافظة المنهوبة, تشبث بمنصبه كمحافظ, وراح يصرح, أن لا أحد يستطيع أن يزيحه.

إعترض المواطنون من أجل تغييره, تظاهرات وأعمال شابها الشغب, ولا نرى حلاً إلا أن يدلو المواطن بدلوه, فيختار محافظه بنفسه, بعيداً عن الصفقات التجارية, كما طرح ذلك أحد زعماء أحد ساستنا.

نالت البصرة أسماء عدة, فقد قال الشاعر البصري قاسم البدر” في البصرة الشماء قد بلغ المدى- رجال فجاء النصر حلوا وشافيا” فهل ستعود البصرة شماء؟

هل ستستجيب الحكومة المحلية لذلك, عن طريق إشراك فعالياتها المختلفة, باي ألية مناسبة ويتم من خلاله, للعمل على الإصلاح والإعمار؟

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!