احذروا من السوريين المتطرفين في كل مكان
كَانَ الشَّعْبُ السُّورِيُّ، قَبْلَ انْهِيَارِ دَوْلَتِهِ فِي عام 2024 ، نَمُوذَجًا لِلانْفِتاحِ وَالعَلْمَانِيَّةِ، يَرْفُضُ التَّطَرُّفَ الدِّينِيَّ وَيَحْتَفِي بِالتَّنَوُّعِ… ؛ لَكِنَّهُ ومُنْذُ انْدِلَاعِ الرَّبيعِ العَرَبِيِّ (2011)، تَحَوَّلَ مَرْكَزًا لِصَهْرِ التَّيَّارَاتِ المُتَطَرِّفَةِ: مِنَ الفِصَائلِ التَّكْفِيرِيَّةِ إلَى العَصَابَاتِ الطَّائِفِيَّةِ، وَمِنَ المَرْتَزَقَةِ الأَجَانِبِ إلَى الجماعات المُشَبوهَةِ.
هَذِهِ القُوَى الشيطانية لَمْ تَغْزُ الأَرَاضِي فَحَسْبُ، بَلْ غَزَتْ العُقُولَ والنفوس ؛ فَشَحَذَتْ أَحْقَادَ الطَّائِفَةِ السُّنِّيَّةِ، وَحَوَّلَتْهَا إلَى وَقُودٍ لِأَبْشَعِ المَجَازِرِ الَّتِي طَالَتْ حَتَّى الشِّيعَةَ وَالعَلَوِيَّينَ، وَتَجَاوَزَتْ حُدُودَ سُورِيَا إلَى مُسْلِمِي العِرَاقِ وَغَيْرِهِمْ.
وَلَمْ تَكْتَفِ هَذِهِ العُقْلِيَّةُ الدَّمَوِيَّةُ بِذَلِكَ؛ فَها هِيَ تُلَقِّي بِظِلِّهَا عَلَى أُورُوبَّا نَفْسِهَا… ؛ فَفِي وَاقِعَةٍ هَزَّتْ أَلمانِيَا، دَفَعَ أَرْبَعَةُ مُجْرِمِينَ سُورِيِّينَ فَتًى عِرَاقِيًّا (15َ عَامًا / سيف علي ) مِنْ شُقَّتِهِ فِي هَامْبُورغَ، لِيَمُوتَ مُحَطَّمًا عَلَى الأَرْضِ… , اعتدوا عليه بالسلاح الابيض ثم رموه من الطابق الثامن لكونه عراقيا شيعيا … ؛ لَوْحَةٌ لَا تَخْتَلِفُ عَنْ جَرَائِمِ دَاعِشَ إلَّا بِخَرِيطَةِ المَكَانِ!
وَبِينَمَا تُعَانِي المُجْتَمَعَاتُ الأُورُوبِّيَّةُ وَ كذلك المجتمع العِرَاقِيَّ مِنْ تَصَاعُدِ الخَطَر السوري السني المتشدد ِ… ؛ نَجِدُ حُكُومَةَ “الجَوْلَانِيّ” السُّورِيَّةَ (المُتَّهَمَةَ بِدَعْمِ الإرْهَابِ) تُطَالِبُ بِـ”حِمَايَةِ العُمَّالِ السُّورِيِّينَ” فِي العِرَاقِ!
كَأَنَّهَا تَنْسَى أَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَحْمِلُونَ فِكْرًا ظَلَامِيًّا يَهَدَّدُ السِّلْمَ الأَهْلِيَّ والامن الوطني … ؛ وَالأَخْطَرُ أَنَّ وَزِيرَ خَارِجِيَّتِنَا (المُنْحازِ إلَى الأَجِنْدَةِ الانْفِصَالِيَّةِ) يَتَغَافَلُ عَنْ تَصَرُّفَاتِهِمْ وجرائمهم وشعاراتهم الطائفية والمعادية للعراق وللأغلبية العراقية ، بَلْ يُغَطِّي فِي نَوْمِهِ العَمِيقِ، رَافِضًا حَتَّى إصْدَارَ تَوْجِيهَاتٍ لِحِمَايَةِ الجَالِيَاتِ العِرَاقِيَّةِ مِنْ عُنْصُرِيَّتِهِمْ وطائفيتهم وار*ها*بهم ، أَوْ مُطَالَبَةَ سُورِيَا بِكَفِّ ممارساتها الطَّائِفِيّةَ ضِدَّ العِرَاقِ.
وَالسُّؤَالُ الَّذِي يطَرِحُ نَفْسَهُ: هَلْ هَذِهِ الجَرَائِمُ “فَرْدِيَّةٌ” أَمْ جُزْءٌ مِنْ مُنَظَّومة أَعْمَقَ؟ لَقَدْ أَظْهَرَتْ تَعْلِيقَاتُ بَعْضِ السُّورِيِّينَ عَلَى الوَاقِعَةِ الأَلْمَانِيَّةِ تَطَرُّفًا مُرْعِبًا، وَعَقْلِيَّةً مُتَحَجِّرَةً تَذْكُرُنَا بِطَالِبَانَ أَفْغَانِسْتَانَ… ؛ لِذَا، يَجِبُ عَلَى الدُّوَلِ الأُورُوبِّيَّةِ تَشْدِيدُ الإجْرَاءَاتِ ضِدَّ القَادِمِينَ مِنْ بُؤَرِ التَّطَرُّفِ، مَعَ تَحْقِيقٍ دَقِيقٍ فِي خَلْفِيَّاتِهِمْ… ؛ أَمَّا فِي العِرَاقِ، فَالوَاجِبُ مَنْعُ دُخُولِ السوريين من الطائفة السنية، وَمُرَاقَبَةُ المُقِيمِينَ؛ لِكَيْلَا تَتَحَوَّلَ المُدُنُ إلَى سَاحَاتٍ لِلتَّنَافُسِ والاقتتال الطَّائِفِيِّ فيما بعد .
إِنَّ الخَطَرَ لَا يَقِفُ عِنْدَ حُدُودِ الدَّمِّ؛ فَالطَّائِفِيَّةُ السُّورِيَّةُ (بِدَعْمٍ مِنْ حُكُومَتِهَا) تَعْمَلُ عَلَى تَفْجِيرِ النَّسيجِ الاجْتِمَاعِيِّ فِي كُلِّ مَكَانٍ… ؛ لِهَذَا، عَلَى العِرَاقِ أَنْ يَكُونَ حَازِمًا: إمَّا بِإغْلَاقِ حُدُودِهِ، أَوْ بِمُحَاسَبَةِ مَنْ يَسْتَفِزُّونَ أَمْنَهُ مِنْ خِلَالِ تَصَرُّفَاتِهِمُ المُعَادِيَةِ… ؛ فَلَيْسَ المَطلُوبُ كَرَاهِيَةَ السُّورِيِّينَ، بَلْ فَصْلَ الخبيث عَنِ الطَّيِّبِ؛ لِكَيْلَا نُفَاجَأَ بِـ”قَنَابِلَ بَشَرِيَّةٍ” تَنْفَجِرُ فِي وَسَطِ أَحْيَائِنَا.