محللون: اجتياح رفح فقد شرعيته وبات يتلاشى

انتظار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تنفيذ تهديده باجتياح رفح، رغم قرار مجلس الأمن الأخير المعارض لتلك الخطوة، ورغم الدعم العسكري الأميركي الجديد لقوات الاحتلال، إلا أن خبراء إس*رائي*ليين أكدوا أن الاجتياح أصبح فارغا وفقد شرعيته.

وبحسب ما نقله موقع “عرب 48” من داخل الأراضي ا*لفلس*طينية المحتلة، فإن محللين عسكريين إس*رائي*ليين اعتبروا أن “احتمال الاجتياح الإ*سر*ائي*لي لرفح يتلاشى، خاصة مع وجود نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني في منطقة رفح”.

ووفقاً لأحد الخبراء، فإن العائق الرئيسي أمام عملية حاسمة في رفح هو عقبة إنسانية وسياسية، وليست عسكرية.
ويقولون إن بنيامين نتنياهو كان أول من أدرك هذا الوضع، لكن لأنه تمسك بائتلافه وضمن بقاء حكمه، كرر عبارة «النصر المطلق» في الحرب على غ*ز*ة.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رون بن يشاي قوله: “هناك خوف كبير” في أجهزة الأمن والجيش الإ*سر*ائي*لي، “وليس فقط في واشنطن”، من غزو بري كامل لرفح قبل إجلاء النازحين.

“من المرجح جدًا أن يتطور سيناريو كهذا إلى كارثة إنسانية، لا يمكن لأحد التنبؤ بحجمها، وإلى كارثة سياسية ستجد إس*رائي*ل ونحن كمواطنين صعوبة في التعامل معها أخلاقياً وعسكرياً”.

ويقول ن. يشاي إن قيادة الجيش الإ*سر*ائي*لي أبلغت الإدارة الأمريكية بأنها ستنفذ هذا الإخلاء من أجل البدء باجتياح رفح، وهو ما وافق عليه مجلس الوزراء الحربي، “لتفكيك لواء رفح التابع لح*ما*س على وجه السرعة”.

تغير الموقف الأميركي منذ أسبوعين، من «ادخل رفح لكن» إلى «لا تدخل»، بعد أن تأكدت الإدارة الأميركية أن مثل هذا الغزو سيودي بحياة عدد كبير من المدنيين.

وفي ضوء ذلك، أفادت إس*رائي*ل: “لقد رأينا الدمار الذي أحدثتموه في خان يونس، على الرغم من تعهدكم بالتصرف بحذر أكبر من شمال قطاع غ*ز*ة. ونخشى أن يكون هذا هو بالضبط ما سيحدث في رفح أيضًا”. ثم أصدرت أميركا تهديداً مفاده أن غزو رفح من شأنه أن يدفعها إلى اتخاذ خطوات صارمة ضد إس*رائي*ل، الأمر الذي قد يؤدي إلى “شقاق مع الولايات المتحدة قد يستغرق حله سنوات”.

إضافة إلى ذلك، يؤكد ضابط الاحتياط تيمرود شيفر، وهو ضابط إس*رائي*لي برتبة لواء والذي شغل في الماضي منصبي رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان القوات الجوية، أنه “إذا كانت الولايات المتحدة يعارض عملية عسكرية للجيش الإ*سر*ائي*لي أو لدولة إس*رائي*ل في رفح، فإن إس*رائي*ل لن تقاتل في رفح.

وأضاف، في مقابلة مع إذاعة 103FM، أن “تنفيذ عملية عسكرية في رفح كان صحيحا وضروريا وممكنا في الأسابيع الأولى من الحرب. في رأيي، لم تعد لدينا هذه الفرصة”.

وتابع: “قد نقوم بعمليات عسكرية صغيرة جدًا ومركزة، لكن لن يبدو أي شيء فيها مشابهًا لما حدث في الأشهر الخمسة الأخيرة في قطاع غ*ز*ة، إذا قال لنا الأمريكيون لا”.

وقال المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، في صحيفة معاريف: إن نتنياهو أدرك قبل أي شخص آخر أن العالم لن يسمح لنا باحتلال رفح، فحولها إلى الكأس المقدسة، والتي بدونها لن يكون هناك “نصر مطلق”. “.
واعتبر بن دافيد أن “الأزمة المصطنعة التي خلقها ضد الولايات المتحدة هذا الأسبوع، بسبب قرار مجلس الأمن الدولي، كشفت أن نتنياهو هو آخر شخص معني باحتلال رفح. فهو يريد فقط السعي وراء “النصر المطلق” ومن أجل “النصر المطلق”. أن لا تنتهي أبدًا.”