مقالات دينية

ماذا حمل المسيح لنشر رسالته السيف أم السلام* ؟

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

ماذا حمل المسيح لنشر رسالته السيف أم السلام* ؟
الجزء الأول
كل الديانات وكل العالم لابل حتى أعداء المسيحيين  يعرفون ان رسالة المسيح هي السلام والمحبة ،  ولايوجد من يعترض على على هذه الحقيقة الا الذين يريدون تشويه  صورة المسيح الملقب برئيس السلام بل مصدر السلام والمحبة . انَّ القرآن ، كتاب المسلمين ، يشهد على أنّ المسيح ممسوح بالسلام  ” السلام عليّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حياً” . فابن مريم هو رئيس السلام الذي عاش من بداية حياته إلى نهايتها في سلام مع الله . والمسيح في القران هو “قول الحق” مريم 34:19 وكلمة الله “
رسالة المسيح هي رسالة شاملة للمحبة والسلام والغفران والتسامح حتى للذين صلبوه . وايضا رسالة المسيح هي رسالة  تصالح بين الله والبشرية وبين الأنسان واخيه الأنسان والصليب هو علامة هذه العلاقة العمودية والأفقية . انِّ النبواة في العهد القديم تتحدث عن المسيح بانه ملك  السلام ومصدر المحبة  حتى وصفه النبي اشعيا بانه رئيس السلام ” يسمّى باسم عجيب ، ويكون مشيرا والها قديرا وأبا ابديا ورئيس السلام ” اشعيا 9: 5″
وقال عنه ايضا ” وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل خطايانا ، سلاما أعدّه لنا ، وبجراحه شُفينا …  ظُلم وهو خاضع وما فتح فمه ..وُضِع مع الأشرار قبره ومع الأغنياء لحده ، مع انه لم يمارس العن*ف ولا كان في فمه غش ” اشعيا 53:  5 ،7 ،9″
وفي العهد الجديد  كتب البشير لوقا بان مولد المسيح كان بمثابة البشارة بالسلام للناس على هذه ألأرض
“المجد لله في  العلى ، وفي ألأرض السلام للحائزين رضاه ” (لوقا 2: 13)
  واحداث ميلاد ربنا يسوع المسيح تشير الى مجد التواضع حيث جاء الى الأرض ليس وسط زوابع عاصفة أو نار اكلة ، فخالق المسكونة تواضع حتى أخلى نفسه صائرا بشرا مثلنا . يقول كاتب كتاب ” يسوع الذي لم أكن أعرفه” :
 ” فصيحة “الله أكبر ” التي يطلقها المسلمون ، هي حقيقة لا تحتاج الى اي كائن فوق طبيعي لكي يُعلمها للناس، ولكن أن يكون الله صغير ، والى هذا الحد ، فتلك هي الحقيقة التي علّم يسوع الأنسان ، الله الجبار ، الذي يزأر ويأمر الجيوش وألأمبراطوريات ، هذا ألأله ظهر في أورشليم ، في صورة طفل، معتمدا على فتاة مراهقة ، لتأويه ، وتُطعمه ،و ترعاه … وفي مقارنة متواضعة، بين ملوك هذا العالم  وبين يسوع المسيح ، حدثت زيارة الله للأرض في مذود للبقر في بيت لحم ، دون اي خدم ، ولم يجدوا مكانا لمولد الملك الجديد غير هذا المذود. انَّ هذا الحدث شطر التاريخ لنصفين ، وشهدته الحيوانات قبل ألأنسان ، وقد منحت هذه الهدية للعالم في سكون عظيم .ص 41،41
وفي اثناء حياته على هذه ألأرض  كان يسوع المسيح  يجول ويفعل خيرا وينادي بالسلام  “سلاما اترك لكم ،  وسلامي أعطيكم ،لأ كما يعطيه العالم أُعطيكم أنا ” (يوحنا 14:27).
يخبرنا المسيح ان الأبليس يأتي ليسرق منا السلام ، ويذبح ويق*ت*ل ويهلك ويدمِّر ، ويهدم . بينما المسيح ، أتى ليعطينا الحياة وملئ الحياة ” لايجيء السارق الا ليسرق  ويق*ت*ل ويهدم . أمّا أنا فجئت لتكون لهم الحياة ، بل ملءُ الحياة “(يوحنا 10: 9).  ولم يكتفي الرب يسوع المسيح في ان يمنح للمؤمنين به الحياة الأفضل بل ضحّى بحياته مصلوبا على الصليب  من اجل خلاص كل من يؤمن به “هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد ، فلا يهلك كلِّ من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ” يوحنا 3:16″. والموعضة على الجبل خير دليل على محبة المسيح ووصاياه للمؤمنين به ان يحبوا حتى اعدائهم ويباركوا لاعنيهم وحتى المستهزئين بهم ، و يدعو تلاميذه  بان يكونوا متسامحين  ويغفروا حتى  لأعدائهم “أحبوا أعدائكم ، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم ” متى 5: 43).  وقال ايضا: “هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون” (مت 5: 9). وأوصى رسله قائلاً: “وأيّ بيت دخلتموه فقولوا أوّلاً: السّلام لهذا البيت” (لو 10: 5). ويقول الكتاب أيضاً: “وصانعوا السّلام يزرعون بالسّلام أثمار البرّ” (يع 3: 18). وقيل عن ثمار الروح: “محبّة وفرح وسلام” غل 5: 22).  

عندما يسقِّط الآخرون أعمالهم الشريرة على يسوع المسيح 

بعد كل هذه الآيات ، وغيرها كثيرة ، التي تشهد على ان الرب يسوع المسيح هو مصدر السلام والمحبة ياتي اليوم من يبرّرون أعمال الق*ت*ل والذبح وانتهاك كرامة الأنسان التي تقوم به فئة من الناس الذين خضعوا لسلطان ألأبليس  “الذي كان منذ البدء قتالا للناس وابو الكذاب ” (يوحنا 8: 44) فيهاجمون المسيحية ، حيث كثيراً ما يصرّحون بأن المسيحية تناقض نفسها بنفسها حين تدّعي أنها تنبذ العن*ف ، فيما هناك آيات كثيرة ، في الأنجيل ، فيها يدعو المسيح بحمل السيف والعن*ف ،( بحسب تفسيرهم  الخاطئ )، ويدّعون أن المسيح بذاته حثّ تلاميذه على حمل السلاح والنزول إلى ميادين الجهاد. فهم يستشهدون مثلاً بقول المسيح لتلاميذه: “…ومن لاسيف عنده ، فليبع ثوبه ويشتري سيفا (لوقا 22: 36).” 
ويقولون ايضا ان  المسيح جاء لاليلقي السلام على الأرض بل سيفا!!!!، ويستشهدون بالآيات” لا تظنّوا أني جئتُ لألقي على الأرض سلاماً. لم آت لألقي سلاماً لكن سيفاً … أتيتُ لأفرّق الإنسان عن أبيه والابنة عن أمّها والكنّة عن حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته” (مت 10: 34، 35). 
أليس في هذه الأقوال تناقض؟
للأجابة على هذه الشبهات الباطلة علينا ان نعتمد على سياقات ألآيات في الكتاب المقدس وعلى رمز السيف ورموز اخرى التي كانت متداولة في الكتاب المقدس ،العهد القديم وفي  ثقافة اليهود وتراثهم . وليس هذا فقط بل علينا ان نعتمد على تفاسير وشروحات علماء المختصين في  الكتاب المقدس ، حتى لانقع في التفسير الحرفي الظاهري لهذه ألآيات .  فحينما نقرا آية من الكتاب المقدس ، لايمكن أن نجزئها او نفصلها عن روح الكتاب المقدس كله ، ولهذا قد لانفهم ألآية مستقلة عنه . فرسالة المسيح ، في العهد الجديد ، هي رسالة
حب وسلام : مع الله ، وسلام مع الناس : أحباء واعداء ، وسلام يشعر به الأنسان المؤمن في عمق كيانه ووجدانه . وعلينا ان نرد ، بقوة الروح القدس ، على كل الذين يشوّهون صورة المسيح الحقيقي و يطعنون ويحرفون في حقيقة رسالة المسيح القائمة على أساس المحبة والسلام والفداء .
معنى السيف كما وردت في الآيات التي ذكرناها أعلاه :
في كتابه المحيط الجامع للأب بولس الفغالي نقرأ عن معنى السيف التي وردت في ألآيات التي قالها الرب يسوع المسيح  :
“رفض يسوع اللجوء إلى السلاح( السيف)، ولكنه جعل من السلاح علامة(رمز) الكفاح الروحيّ (لو 22 :36-38). على الرسل أن يواجهوا عداوة البشر (مت 10 :34). وشدّد بولس بالنسبة إلى المسيحي، على ضرورة الحرب ضدّ قوى الشرّ (أف 6 :12) بمساعدة كلمة الله. والقدرة القاطعة لهذه الكلمة التي تكشف الانسان وتناديه، تبدو في صورة سيف (إش 49 :2؛ لو 2 :35؛ أف 6 :17؛ عب 4 :12؛ رؤ 1 :16؛ 2 :12، 16؛ 19 :15،21
 ونستخلص من ما جاء أعلاه ان المسيحي لايحارب بالسيف ليق*ت*ل اخوه الأنسان بل يحارب بقوة الكلمة  التي هي امضى من كل سيف كما يقول كاتب الرسالة الى العبرانيين 
: “كلمة الله حيةٌ وفاعلة ، أمضى من كلِّ سيفٍ ذو حدّان ، تنفذُ في ألأعماق الى ما بين النفس والروح والمفاصل ومُخاخ العظام “عبرانيين” 4:12″ 
أولا-  تفسير الآية:
“…ومن لاسيف عنده ، فليبع ثوبه ويشتري سيفا (لوقا 22: 36).”
إن الرب يسوع المسيح لم يقصد مطلقاً “السيف” بمعناه المادّي الحرفي، بل قصده بمعناه الرّمزي، أي الجهاد الروحي، بدليل أنه بعد قوله هذا بساعات، عند القبض عليه، استلّ بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. حينئذٍ قال له المسيح: “اجعل سيفك في غمده لأن كلَّ مَن يأخذُ بالسيف، بالسيف يهلك”مت 26: 51-52. فلو كان الرب يسوع المسيح  يدعوهم إلى استخدام السيف ما كان منع بطرس عن استخدامه في مناسبة كهذه.
كان المسيح يكلّم تلاميذه في اللحظات الأخيرة قبيل تسليمه ليُصلب، فبدأ كلامه هكذا: “لمّا أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا حذاء هل أعوزكم شيء؟ قالوا لا. فقال لهم أمّا الآن فمن له كيس فليأخذه، وكذلك من له مزود، ومن ليس له فليبِع ثوبه ويشترِ سيفاً. “فإني أقول لكم إنه ينبغي أن يتمّ فيَّ أيضاً هذا المكتوب أن قد أحصي مع الأثمة” (لو 22: 35-37). وكأن المسيح يريد أن يقول لهم: حينما كنت معكم، كنتُ أنا أحفظكم بنفسي، كنتُ أنا السيف الذي يحميكم. أمّا الآن فأنا ماض لأُسلَّم إلى أيدي الخطأة وتتمّ فيَّ عبارة “وأُحصِيَ مع أثمة”، وما دمت سأفارقكم، اهتمّوا بأنفسكم وليجاهد كلٌّ منكم جهاد الروح، ويشترِ سيفاً (أي سيف الروح). فكما يقول بولس الرسول  ” فنحن لانحارب أعداءٌ من لحم ودم ، بل اصحاب الرئاسة والسلطان والسيادة على هذا العالم ، عالم الظلام والأرواح الشريرة في الأجواء السماوية ” (افسس6: 12). وقد تحدث بولس الرسول في رسالته إلى أفسس عن سيف الروح وعن سلاح الله الكامل، ودرع البرّ، وترس الإيمان (اف 6: 11-17). وهذا ما قصده السيد المسيح:”لتقدروا أن تقاوموا مكائد ابليس”افسس6: 10″ في تلك الحروب الروحية. 
ولكن التلاميذ لم يفهموا المعنى الرّمزي، للسيف وقتذاك، فقالوا: “يارب ُّ! معنا سيفان ” . فاجابهم : يكفي(لوقا 22: 37″)، أي يكفي مناقشة في هذا الموضوع، فالوقت ضيّق حالياً. فالسيد المسيح لم يقصد السيفين بعبارة ” يكفي”، وإلاّ لكان قد قال: هذان يكفيان. 
إن من خصائص اللغة العربية كما لليونانية وبعض اللغات ال قديمة أن بها “المثنى”. وعند ترجمة كلمة “سيفان” في الإنجيل إلى العربية من اللغات الأصلية ترجمت كما كانت في اللغات الأصلية بالمثنى. وأقصد هنا الآية الثانية (فقالوا: “يارب ُّ! معنا سيفان “) (لو 22: 36) ولكن عندما أجابهم يسوع رد بصيغة المفرد، صيغة مختلفة ليس بها المثنى.
لماذا أستخدم الرب يسوع كلمة “يكفي” بدل “يكفيان” ؟؟ بالتأكيد لابد أنه كان يقصد شيئا أخر غير هاذين السيفين وإلا فإن قوله كان سيترجم بـ “يكفيان””.!
بالطبع لم يقصد الرب يسوع أن يقول أن السيفين يكفيان، لأنه مقارنة بكتيبة من حراس الهيكل المدربين ماذا سيفعل سيفان بين أيادي صيادين غير مدربين على فنون القتال؟.
أيضا لم يقصد الرب يسوع بقوله بأن سيفا واحدا منهما يكفي، أيضا لأنه ماذا سيفعل هذا السيف بيد أحد التلاميذ أمام نفس الكتيبة أو أقل منها؟؟.
السيف واحد لنا جميعا. أنه المسيح، كلمة الله، السيف الذي يفصلنا عن خطايانا، الذي به نفصل عن شركة الظلمة والذي به نجاهر بالحق كمن يحمل سيفا. 

أنه السيف الذي به نتسلح وهو ذاته الذي وضع على أصل الشجرة.
عندما ارسل يسوع المسيح تلاميذه ليبشروا بملكوت الله لم يسألهم شيئًا سوى التخلي عن كل شيء حتى الضروريات ليكون هو سرّ شبعهم والمدبّر لحياتهم الخاصة وعملهم الكرازي، أما الآن وقد حان وقت الصليب، وجّه أنظارهم للجهاد، لا ليحملوا سيفًا ويحاربوا به كما ظن التلاميذ، وإنما ليحملوا سيف الإيمان الحيّ العامل بالمحبة..
شبه القديس يوحنا الذهبي الفم تصرفِ المسيح هذا أشبه بمدرب السباحة الذي يضع يديه تحت جسم من يدربهم وهم في المياه فيشعروا براحة وثقة، ثم يسحب يديه قليلاً قليلاً فيجاهدوا ويتعلموا. هكذا في البداية لم يحثهم السيد على الجهاد الروحي، إنما أرسلهم للكرازة محمولين على يديه لا يحتاجون إلى شيء، والآن يسألهم الجهاد الروحي بسيف الروح الحق، ليواجهوا الضيقات ويحتملوا الصلب معه بفرح ولا يتعثروا.
ويرى القديس أمبروسيوس أن السيف الذي طلب السيد من تلاميذه أن يقتنوه هو “كلمة الله” التي تُحسب كسيفٍ ذي حدين.
“ومن لاسيف عنده ، فليبع ثوبه ويشتري سيفا ” لوقا 22: 36″
ان الرب يسوع المسيح يقارن بين مرحلتين مر بهما تلاميذه ، الأولي حينما كان معهم قبل الصلب حينما عاشوا بقوة الايمان،  فلم يعوزهم شيء.   والمرحلة الثانية،  وقد حانت،  بعد حديث المسيح هذا بلحظات ، حينما قبض عليه اليهود ليصلب ، فارتد التلاميذ عن الاعتماد علي ايمانهم والتجئوا الي الاعتماد علي القوة الزمنية. 
فنجد بطرس يلجأ الي السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه فقال له يسوع “رد سيفك الي مكانه.  فمن يأخذ بالسيف ، بالسيف يهلك“متي 26: 51” . بل وشفي الاذن المقطوعة.
 فواضح اذاً انها نبوءة عن ضعف سيحل بالتلاميذ بسبب فراقهم لسيدهم المسيح وبالتالي تخليهم عن الأيمان كمعتمد لهم.  وليس دعوة لهم لاستخدام السيف٬ والا ما كان ليعارض السيد المسيح  استخدام بطرس للسيف عندما فعل ، بل ويقرر ان مصير من استخدم الق*ت*ل والار*ها*ب ” يأخذون السيف بالسيف” هو الهلاك . لذلك ينبغي دوماً أن نميّز بين ما يقوله الرب يسوع المسيح ، بالمعنى الحرفي وما يقوله بالمعنى الرّمزي.
ان قول الرب يسوع المسيح للتلاميذ ” يكفي ” كان دلالة علي تحقيق نبوءته بارتدادهم الي منطق استخدام السيف والقوة الزمنية عوض الايمان والحب والسلام الذي يتمتع به المؤمن بالسيد المسيح ، وليس مباركة منه لأن  سيفان لايكفيان لشيء الا اثبات ارتدادهم عن تعليم سيدهم. وبهذا الارتداد للتلاميذ في فترة صلب المسيح وقبل قيامته واعتمادهم على القوة الزمنية ومن بينها السيف للق*ت*ل ، تمت نبوءة اشعياء النبي عن المسيح من مئات السنين “واحصي مع أثمة “. ويدخل في عداد الأثمة كل من استخدم العن*ف والار*ها*ب و السيف٬ مثل التلاميذ في فترة ارتدادهم هذا،  أو اللصين اللذين ُصلب بينهما الرب يسوع المسيح بعد هذا الحديث بوقت قصير.
ان قول السيد المسيح ” فليبع ثوبه ويشتر سيفا ” ، نعود ونكرر، ليس دعوة ولكن رؤية مستقبلية وتقرير حال لوضع المؤمن حينما يرتد الي الاعتماد علي السيف والعن*ف عوض الايمان والحب.  فٳما السيف ومعه العري وٳما الأيمان ومعه الاكتساء.  وفي هذا رجوع بذهنية القارئ ليذكره بتراث الله مع الانسان منذ خلقته حينما أخطأ آدم الي الله فأحس للحال بعريه وصنع لنفسه ثياب من ورق الشجر ليغطي خزي عريه، كما يحكي لنا سفر التكوين.  ان تعبير العري وعكسه الاكتساء بالثياب مستمر في تراث الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ليشير دائما الي الاكتساء بنعمة الله أو تخلي النعمة عن الانسان عندما يخطئ.  ومثاله هنا الاعتماد علي السيف والعن*ف كما سبق وشرحنا. ان هذا المفهوم الكتابي امتد الي حياة الناس عامة فنجد الملوك والقضاة والمحامين وغيرهم يرتدون حلة خاصة ليشيروا الي تحليهم بالمبادئ الفاضلة والتي تعود أصولها الي الخالق.
.. 
نافع البرواري
يتبع الجزء الثاني 
المصادر
الكتاب المقدس
كتاب(شبهات وهمية ) الدكتور القس منيس عبدالنور
كتاب “يسوع الذي لم اكن اعرفه” فيليب يانسي 
كتاب المحيط الجامع – بولس الفغالي

المصادر الأخرى من المواقع ادناه
http://www.lolquiz.net/articles/display/11323
       

http://www.suryoyoreformer.org/Articles/Arabic/buy_a_sword.htm
http://www.maarifa.org/index.php?option=com_content&view=article&id=1063:christ-brings-peace-or-sword&catid=36:faqs&Itemid=109

http://www.coptology.com/blog/?p=60

http://newman-in-christ.blogspot.de/2009/06/blog-post.html

راجع المحيط الجامع للأب بولس الفغالي  عن  ما تعنيه كلمة السيف 
سيف، (الـ)*
اللفظة العبرية “ح ر ب” تدلّ بعض المرات على سلاح صغير كالخنجر و السكين المستعمل في الذبائح والختان (يش 5 :2-3) ونحت الحجارة (خر 20 :25). ولكنها تدلّ في أغلب المرات على السيف الذي كان من البرونز قبل أن يصبح من الحديد. عُرف السيف منذ زمن الآباء (تك 48 :22)، ولكنه لم يُستعمل في اس*رائ*يل قبل الحقبة الملكية، لأن الفلسطيين احتكروا صناعة الحديد حتى ذلك الوقت (1صم 13 :19-22). مع داود، صار السيف جزءًا من سلاح جميع المحاربين (2صم 20 :8؛ يه 9 :2) الذين يجعلونه في حزامهم (1صم 17 :39؛ 25 :13؛ نح 4 :12؛ مز 45 :4) من الجهة اليمنى (نش 3 : في غمد من جلد (2صم 20 :8؛ إر 47 :6؛ يو 18 :11). كانت بعض السيوف بحدّين، فكانت فاعلة جدًا في الحرب (قض 3 :16؛ مز 149 :6؛ أم 5 :4). في القرن الأول ب.م.، تسلّح عدد من الناس بالسيف بسبب غياب الأمان. وخلال آلام يسوع، كان مع الذين جاؤوا يوقفون يسوع (مت 26 :47، 51-52) سيوف، والرسل أيضاً (لو 22 :38، 49-52؛ يو 18 :10-11). عند الرومان كان السيف رمز السلطة، وكان للامبراطور حقّ الموت والحياة على عبيده (رو 13 :4؛ أع 16 :27). وعرف العدل الروماني الحكم بالموت بالسيف (أع 12 :2) من أجل المواطنين الرومان (مثل بولس). في المعنى الرمزي، يُقابل السيف مرارًا بوحش يلتهم فريسته (خر 17 :13؛ عد 21 :24؛ إر 12 :12). كما يدلّ على العداوة (تك 3 :24) والحرب، ولا سيّمـا عند الانبياء (إر 5 :12؛ 50 :35-38؛ حز 7 :15؛ 1مك 8 :23؛ مت 10 :34)، والعقاب الالهيّ (إش 34 :5-6؛ حك 18 :15). ويمثل السيفُ الاضطهاد (مز 22 :21؛ 37 :14) أو الشقاء (إش 27 :1؛ إر 12 :12؛ حز 21 :9، 14-22). رفض يسوع اللجوء إلى السلاح، ولكنه جعل من السلاح علامة الكفاح الروحيّ (لو 22 :36-38). على الرسل أن يواجهوا عداوة البشر (مت 10 :34). وشدّد بولس بالنسبة إلى المسيحي، على ضرورة الحرب ضدّ قوى الشرّ (أف 6 :12) بمساعدة كلمة الله. والقدرة القاطعة لهذه الكلمة التي تكشف الانسان وتناديه، تبدو في صورة سيف (إش 49 :2؛ لو 2 :35؛ أف 6 :17؛ عب 4 :12؛ رؤ 1 :16؛ 2 :12، 16؛ 19 :15، 21).

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!