الحوار الهاديء

كيف السبيل الى التعايش بين الأديان في الشرق الأوسط ؟؟

الكاتب: قيصر السناطي
تمر منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بأسوء حالاتها من التشرذم والأقتتال الطائفي والتطرف االديني ،مما ادى الى تمزيق النسيج الأجتماعي في تلك البلدان ،ودفع الكثير من المسيحيين الى الهجرة والى البحث عن وطن بديل ، بعد ان فشل الزمن في اصلاح ما خربه المسلمون بعد ان اجبروا المسيحيون وغيرهم الدخول في الأسلام كما حصل في العراق وسوريا ومصر بعد ان كان المسيحيون هم الغالبية وهم السكان الأصلاء اصحاب الأرض قبل مجيء الأسلام من الجزيرة العربية ، وفرض الدين على السكان في تلك البلدان بالسيف ، ومع كل الأضطهادات التي تعرض لها المسيحيون وبعض المكونات الصغيرة الأخرى ، ظل المسيحيون متمسكين بأرضهم رغم الغبن والتمييز من قبل المسلمين ، لكون القوانين والتشريعات منذ نشر الأسلام ولحد الأن تكيل بمكيالين لصالح الأغلبية المسلمة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر يعطون الحق لهم ببناء جوامع في الدول المسيحية بينما يطالبون بأزالة الكنائس في بلدان كانت بالأصل مسيحية وهم ويرحبون بالقادم الى الأسلام بينما يهدرون دم المسلم المتحول الى ديانة اخرى… لذلك لا يكفي ان يقول بعض المسلمون كلاما معسولا ومن اجل المجاملة ، بأن المسيحيين لهم نفس الحقوق مع المسلمين لأن الواقع غير ذلك تماما ، فلا زالت التشريعات الأسلامية مفروضة على بقية المكونات الأخرى ، وبسبب هذا التميز والكيل بمكيالين ، بدأت الهجرة المتزايدة لغير المسلمين وخاصة بعد ظهور تنظيمات متطرفة ار*ها*بية مثل القاعدة ود*اع*ش والنصرة وغيرها ،لأن واقع الحال يقول ان الأوضاع سوف لا تتغير على المدى المنظور بل زادت خطورتها، بسبب غياب العدالة والمساوات ، وعدم وجود حكام شجعان يضعون تشريعات تفصل الدين عن الدولة ، لذلك اصبحت الكرة الأن في ملعب الأنظمة الديمقراطية بعد سقوط الدكتاتورية في اغلب بلدان الشرق الأوسط ، حيث لا يمكن تكرار الأعذار بأن السبب كان الحكام المستبدين،اما رجال الدين في المراجع الأسلامية لا يحركون ساكنا لأن المساوات لا تصب في مصلحتهم وأن الوضع الحالي يعطيهم امتيازات خاصة على حساب المكونات الأخرى ، ومن هنا نقول ان المسؤولية التآريخية الأن تقع على عاتق الحكومات والمراجع الدينية الأسلامية ، وعليهم التحلى بالشجاعة ومواجهة الخلل الفكري من اجل اعادة التوازن الى المجتمع ، لكي تعيش جميع الشعوب في امن وسلام .
وبغير ذلك فأن الكلام المعسول لا ينفع في منع الهجرة ولا يؤدي الى سلام مجتمعي في هذه البلدان ،ولا يمكن الطلب من الضحية ان تضحي اكثر بينما الجاني نسمح له يفعل ما يشاء ، كما يجب ان لا يتوهم احدا من المتعصبين بأن تهجير المسيحيين سوف تضيع حقوقهم في ارضهم ووطنهم وسوف يأتي ذلك اليوم الذي يأخذون تعويضات عن كل ما لحق بهم وربما سيعودون الى وطنهم في المستقبل لأن المتغيرات كثيرة وسريعة في عالم اليوم ، لذلك نقول لا سبيل لتقدم هذه المجتمعات وأستقرارها الا اذا طبقوا العدالة والمساوات بين جميع المواطنين ، لأن في هذا الزمان لا يوجد شيء اسمه المستحيل امام ارادة الله وأمام تطور الشعوب نحو المزيد من الحرية وحقوق الأنسان ، ومن هنا نقول اذا ارادت الحكومات والشعوب في الشرق فرض القانون والمساوات عليها القيام بتعديلات على القوانين والكتب الدينية بما يتناسب مع العدالة والمساوات وتغير هذه الثقافة العنصرية، وبغير ذلك سوف تخسر هذه الشعوب احد الأوان الزاهية وصمام الأمان في تلك المجتمعات ، وسوف يعاقب الله هذه الشعوب والحكومات على حد سواء على كل الظلم الذي اقترفوه بحق المسيحيين وغيرهم من المكونات الصغيرة خلال التأريخ، لأن الله يمهل ولا يهمل ، والله من وراء القصد ….
..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!