مقالات عامة

كوفلاخ..مدينة الخيول الاوربية والينابيع الساخنة والثقافة والورود

الكاتب: بدل رفو

سلسلة (النمسا بعيون كوردية)

كوفلاخ..مدينة الخيول الاوربية والينابيع الساخنة والثقافة والورود

بدل رفو

النمسا\كوفلاخ

كوفلاخ..المدينة التاريخية والتي تؤشر الوثائق التاريخية والجغرفية بانها قد استوطنت منذ ايام العصر الحجري الحديث ومن دون توقف وانقطاع واثار وبقايا الحيوانات التي طبعت على الصخور والحجارة بالاضافة الى الادوات الحجرية التي ترجع تاريخها الى 8 آلاف عام ولغاية 12 الف عام قبل الميلاد.تضاف اليها الاكتشافات الى الفترة الرومانية في المنطقة.لقد كان الاستيطان قبل الاف الاعوام على قمم الجبال والتلال والاماكن العالية والجبال المقدسة، حيث كانت هذه المناطق الغنية القاعدة الرئيسية والمكان الملائم للزراعة وتربية الحيوانات واما خلال اوائل العصر البرونزي تم انشاء اماكن سكن ومستوطنات في الاودية والاماكن المنخفضة.

مدينة كوفلاخ الساحرة والتي يرجع سحرها الى قرون ما قبل الميلاد تعد مدينة خيول(ليبيتسانر) ومدينة الينابيع الساخنة والثقافة والزهور واحتفالات الزي الشعبي الذي يتباهى به سكان المنطقة.تبعد المدينة مسافة 40 كيلومتراً الى الغرب من عاصمة اقليم شتايامارك (غراتس). تقع المدينة في قلب السياحة والتي كانت تسمى سابقا بمدينة المناجم وظلت هذه الذكرى خالدة في ضمير سكانها وكانوا يرتزقون من هذه المهنة ولكن اليوم تلعب السياحة والثقافة دورها بصورة متقنة في المدينة واما الصناعة والتجارة والتبادل التجاري فلها لحد اليوم الدور البارز والمهم في حركة الحياة في المدينة، ولكن تظل السياحة والثقافة من اهم الاعمدة في المدينة.

يبلغ عدد ساكنة المدينة 10086 نسمة حسب احصائية كانون الثاني لعام 2015 والتي تعد المدينة بدورها اكبر مدن منطقة (فويتسبيرغ) في اقليم شتايامارك .في هذه المدينة الساحرة هناك الاماكن المهمة التي تجذب الاهتمام والنظر والمتابعة والزيارة ومنها:

قصر الفن في كوفلاخ:

يحمل قصر الفن بين جدرانه العديد من المشاريع الثقافية والفنية. لقد شيد القصرعام 1900 وكان يسمى باسطورة الحصان وفي عام 2002 اشترت دار بلدية المدينة القصر واعادت ترميمه على اسلوب فن العمارة الحديث. تبلغ مساحة المعرض الذي تقام فيه المعارض 400 متراً مربعاً ويخلق المكان الاجواء والظروف الملائمة والجميلة في طرق مجالات الفنون والاعمال الكبيرة وهذا يعني بان الاعمال الكبيرة لاتقام فقط في المدن الكبيرة وعواصم الاقاليم واما فلسفة القصر فتتوقف على معايير الجودة العالية في الاعمال المعروضة. الواجهة الامامية للقصر تعد بدورها مثيرة وتمنح هوية خاصة للمدينة التي تنهل من التاريخ القديم وتلتقي على شواطئ الحداثة لتكون نقطة التقاء التاريخ والحداثة فيها.

يتكون قصر الفن في المدينة من 4 صالات،المكتبة،ومقهى بشرفة مفتوحة كبيرة للتشمس وحانوت المتحف كنقطة اللقاء والتبادل الثقافي والفني والحوارات في جميع الجوانب.ومن البرامج السنوية لهذا القصر الموسيقى والادب وكذلك (الكباريت).واما في الجانب الفني فيقام سنوياً معرضان كبيران يلقيان نظرة ثاقبة في العمل الفني خلال القرنين 20 و 21 مع التركيز على نقطة الثقل على الفن النمساوي بعد عام 1945.

كنيسة الحج( ماريا لانكوفيج):

من الاماكن الاخرى الجميلة في المنطقة هي كنيسة الحج ودير (فرانسيسكانر)( ماريا لانكوفيج) وهي كنيسة ساحرة مع المذبح الباروكي ولوحة الرحمة ومصلى (انتونيو) جعلاها الجوهرة وثاني اكبر مكان يقصده الحجاج في اقليم شتايامارك. الكنيسة معروفة بمواكب الحج ويستغرق الحجاج فترة طويلة للوصول لها مشياً على الاقدام ومنذ عام 1690 تقدم افواج الحجاج سنويا سيراً على

الاقدام الى هذا المكان.شيدت الكنيسة في شكلها الحالي اليوم عام 1678 من قبل المهندس المعماري (يعقوب شميرلايب)ولكنها شيدت عام 1437 من قبل عائلة الفارس(جون فون كرادن) وبعدها اضيف لها بعض الاضافات واليوم تعد الكنيسة الساحرة في المنطقة.

متحف التعدين (كارل شاخت):

يقع متحف التعدين (كارل شاخت) في قرية (روزن تال على نهر كايناخ)،في عام 2010 قررت بلدية القرية ان تجعل من دار(كارل شاخت) منجم الفحم السابق متحف التعدين. يبلغ مساحة الدار 300 متر مربع بالاضافة الى مساحات كبيرة في الهواء الطلق واعمال المتحف تروي حكايات تاريخ التعدين والفحم في اقليم(شتايامارك) والمتحف يعرض تطور تقنيات التعدين ابتداءً من العمل النظيف بالايدي العاملة بداية القرن التاسع عشر ولغاية التحول الى الطرق الحديثة والالات الكبيرة والحفارات ذات العجلات في الاعوام الاخيرة من القرن العشرين بالاضافة الى الجوانب الاجتماعية والاثنوغرافية وهذه المسائل كلها في متحف التعدين.

منتجع (نوفا) الينابيع الساخنة:

في قلب مدينة كوفلاخ حيث ضحكة الروح في منتجع الينابيع الساخنة والحمامات والتي تسمى بحمامات (نوفا) تقع على مساحة 1000 مترمربع ،وفي هذه الاحواض حيث الشلالات تهدر والاضواء الساحرة تسلط على الماء وخاصة الاحواض الخارجية والاشكال الجميلة والكهوف داخل الاحواض العملاقة وهو يعد المكان الملائم الرائع للاسترخاء والاستجمام وكذلك يرسل المرضى المصابون بامراض الروماتيزم والفقرات لهذه الاماكن للمعالجة والتمارين الرياضية داخل الماء ،في هذا المنتجع خصصت مساحة واسعة للاطفال ولعب الاطفال في الاحواض وتعد بدورها المكان المثالي للرياضة وبجنب الفندق حيث الفندق الكبير لاستقبال ضيوف الحمامات القادمين من بعيد ومن خارج البلد.

خيول (ليبيتسانر):

الحلم والمثير في هذه المنطقة هي خيول (ليبيتسانر) وهي سلالة الخيول الراقية في اوربا ومكانها (بيبر) بالقرب من كوفلاخ وهذه الخيول تعد بدورها ثقافة اوربا وليس النمسا فقط وهي مشهورة من زمن الامبراطورية النمساوية وبالاخص منذ عام 1580، وفي كل عام يولد في هذه المنطقة 40 مهرة من ليبيتسانر البيضاء ويتم تدريبهم والاعتناء بهم ومنطقة(بيبر) مشهورة منذ قرون بتربية الخيول وبعد ان تتقن التمارين والتدريبات في هذه المروج الخضراء ترسل الى مدرسة الفروسية في فيننا وافضل الخيول الاوربية هي من منطقة( بيبر) في كوفلاخ.

كوفلاخ تحتضن الثقافة والطبيعة الساحرة والخيول والمتاحف في قلب النمسا..!!

 

 

..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!