مقالات سياسية

كم سيطول عمر الحشد الشعبي؟؟؟

رضوان العسكري     

 

بين الفينة والأخرى يتعرض الحشد الشعبي الى الهجوم الممنهج، من قبل بعض الساسة، فتارةً يكون الهجوم عن دراية وقصد، وأخرى عن جهل واحقاد على بعض الفصائل الحشدية، وكل هذا هو محاولة لإزاحته عن المشهد السياسي مرة، واُخرى لأجل إنهائه بإعتباره القوة التي يتمتع بها الشيعة، قبال هذا نجد هناك من يدافع عنه علناً بعزيمة وإصرار، داخل الفضاء العراقي والخارجي الدولي، وآخر يدافع عنه بخجل وحذر، يكاد صوته لا يُسمع الا من قبل مؤيديه واتباعه، ليبقى السؤال الأهم: ما هو مستقبل الحشد؟ وكم سيطول عمره؟.

جميع من في الداخل والخارج يعلم جيداً من هو مؤسس الحشد الشعبي, وكيف تأسس, وما هي ظروف تأسيسه، فأعداء المرجعية الدينيّة هم اول من حارب الحشد، وسعى بكل ما يملك من قوة لإفشال الفتوى، ودعواهم لأنفسهم بتأسيسه، وهذا دليل كافي على ما سبق، والامر لم يكن خافياً على احد، حيث كانت فتوى المرجعية واضحةً كوضوح الشمس عندما قالت “كل من يستطيع حمل السلاح للدفاع عن الوطن يلتحق بالقوات الأمنية الحكومية”.

عندها هبَّ أبناء الشعب العراقي لأجل التصدي لزمر الاٍرهاب التكفيري، لكن الحكومة السابقة لم تستقبلهم استقبلاً حقيقياً، ولَم تفتح لهم مقرات وقواطع القوات الأمنية، وأبقتهم يجلسون على الطرقات وعلى أبواب تلك المقرات، ولَم توفر لهم ابسط المستلزمات الضروريّة للمقاتل، لا بل الأنكى من هذا إنها لم توفر لهم حتى الماء والطعام، وكان هذا الأمر ايّام الميزانية الانفجارية التي بلغت (١٥٠) مليار دولار، مما دفع المرجعية الى دعوة أصحاب المواكب الحسينية للإسراع في توفير الطعام والشراب للمتطوعين، والكل شاهد كان على ذلك، مما اضطرهم الى الدخول مع الأحزاب والحركات السياسية لأجل الانضمام الى صفوف المقاتلين.

ما إِنْ بدء الحشد يظهر قوته في التصدّي للار*ها*ب، حتى بدأ الساسة الفاسدين بمحاربته وكيل التهم ضده، بمنهجية وحرفية عالية، يدعمها الإعلام المأجور الممول من الخارج، ليقينهم أن الحشد اصبح قوة فعلية حقيقية يمكنها ان تقلب المعادلة, وتغيّر مسار الأحداث, وتعيد الأمور الى نصابها، فكان لزاماً عليهم ان يتصدوا لهذا الأمر مهما تكن النتائج.

بعض الساسة ممن يحسبون على الشيعة، اخذوا يهاجمون بعض الفصائل فينعتوهم بـ(المليشيات الوقحة والغير منضبطة)، ويتهمونهم بق*ت*ل الأبرياء والاعتداء على المدنيين، فتستشعر تلك التصريحات إنها متناغمة مع تصريحات الاحتلال، ودوّل الخليج، ومسايرة مع ما تطلقه قناة العربية والجزيرة، وهي أدوات لكسب الطرف الآخر، لكِن هذا الأمر لا يعتبر وطنية أو نزاهة، بل هو مصالح متبادلة لكسب الأعداء والمناهضين له، ونَسِي ان فصائله هي الأكثر فساداً وسرقةً وانتهاكاً للحقوق، فأضحت تصريحاتهم حجّة يحتج بها المقابل على الحشد الشعبي، وما يؤكد على إن تلك التصريحات هي لأجل كسب الطرف المقابل، هو إمتناعهم عن التصويت على قانون الحشد.

من خلال متابعة سير الأحداث تبين ان هناك من يحاول ان يبقي على الحشد كما هُو وحسب ما أُقرّ، واعتلت أصواتهم في الداخل والخارج في سبيل الدفاع عنهم وتثبيت حقوقهم، ولا زالوا يصرون على الامر ذاته، وآخر غيّر نغمته بعد اليأس من حلهم، لكي لا يخسر الطرفين، فنراه يصر على دَمْج الحشد مع القوات الأمنية، وإذابتهم داخل اجهزة الدولة العسكرية، وبهذه الحالة يتم إضعافهم وكسر قوتهم التي يَخْشَاها الجميع.

هناك من يناغم الطرفين الرافض والداعم، فلا يكاد يُسمَع صوته الا من ألتف حوله، فهو لا يريد خسارة من يدعم الحشد الشعبي، وإثارة الشارع ضده، وبالمقابل هو لا يريد خسارة الطرف الرافض، لكي لا يخسره اذا ما اضطر للتحالف معه في يَوْماً ما، أو ليكسب صوته السياسي إذا ما أحتاجه من اجل قضيّة معيّنة.

الشارع العراقي هو الأكثر تأييداً للحشد الشعبي، وبإمكانه تحديد وتمييز جميع تلك الوجوه، فلا يمكنه أن يساوي بين من دعم ووقف مع الحشد داخلياً وخارجياً، ورفع صوته عالياً في جميع المحاضر الدولية، وامام جميع من يأتي من قادة دول ومستشارين وسفراء وسياسيين دوليين، وهو ما زال يوضح ويشرح ويبين لهم ماهيّة وحقيقة الحشد، وبين من يناغم ويهادن ويتاجر بدماء أولئك الأبطال، على حساب المصالح الحزبية والفئوية، فعمر الحشد سيطول مع عمر داعميه ومناصريه والمدافعين عنه، والكل ادرك جيداً إن الحشد الشعبي اصبح قوة عقائدية فعلية، لا يمكن الاستغناء عنها، لا في الوقت الحالي والا في اللاحق، مهما علت وارتفعت الأصوات النشاز، التي تريد وأده أو إنهاء وجوده، ويبقى هو القوة التي لا يساوم عليها احد مهما تغيرت وتبدلت الظروف.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!