مقالات دينية

في الصليب الحلقة الرابع

في الصليب الحلقة الرابع

من سفر التكوين أصحاح 41
56 وكان الجوع على كل وجه الأرض، وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتد الجوع في أرض مصر
57 وجاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشتري قمحا، لأن الجوع كان شديدا في كل الأرض
حكمة يوسف في تفسير حلم فرعون واختزان القمح في سنين الخير لقدوم السنين العجاف لم تكن بالتأكيد حكمة بشرية بل حكمة إلهية في غاية الإحكام وهذا التفسير للحلم رفع يوسف إلى مصاف الملوك وكان سيد الأرض بلا منازع .
تلك الحكمة المستنيرة منحها الرب ليوسف دون أن يطلب مكافأة له على صبره ونزاهة فكره وتشبته بالرب وطاعة وصاياه .
ذكر العهد الجديد معجزتين للرب يسوع المسيح في مباركة الخبز القليل وتكثيره لإطعام الآلاف السامعين بشارة الخلاص من فمه .
الأولى إشباع الجموع من خمسة أرغفة وسمكتين فأكل منهما 5000 رجل
متى 14
الثانية من سبعة أرغفة أشبع أربعة آلاف رجل مرقس 8
أشبع الرب الجموع بطعام وقتي حلت عليه البركة ولكنهم بالتأكيد بعد ذلك جاعوا وأكلوا .
تكلم الرب في إنجيل يوحنا أصحاح 6 عن الخبز السماوي من يأكل هذا الخبز يثبت في الرب والرب سيقيمه في اليوم الأخير للفوز بالملكوت السماوي .
من يأكل خبز الرب السماوي سيثبت في شركة دائمة مع الله ولن يجوع إلى الأبد فالشبع بهذا الخبز هو شبع بالرب بمعنى أن الرب يسدد له كل احتياج فلن يضطر لسؤال أحد أو الأخذ من أحد .
ثم عاد الرب فأوضح بأن هذا الخبز هو جسده الذي سيبذله ليعطي حياة للعالم وبالطبع لمن يؤمن .
هذا الخبز أعلنه الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها للصلب قائلا هذا هو جسدي .
وخمرا ممزوجة في الكأس قائلا هذا هو دمي فقبله التلاميذ فرحين بهذه الموهبة العظيمة التي منحها الرب للعالم لأجل خلاصه .
على الصليب
رأينا الجسد يُكسر والجنب يُطعن فينفجر بركان الخلاص بحميم الدم والماء الخارجين من الجنب الطاهر فصار الصليب منتجا لهذا الخبز السماوي وخمر الخلاص فهذا الخبز هو قوت سماوي أبدي يعطى للمؤمنين المستحقين فلن يروا جوعا .
والخمر الممزوجة نزلت من الجنب الطاهر من ذاقها ذاق فرحا غامرا سماويا لا يستطيع أحد نزعه منا .
فحين نرفع صليب الرب وننظر نحوه
ينتهي جوعنا للحب الإلهي
ينتهي جوعنا للغفران
ينتهي جوعنا في هذه الحياة للرب
نرتوي من ينابيع خلاص الصليب
نرتوي من الحب الإلهي الجارف للبشر المؤمن
من فوق الصليب الذي سنرفع
نرى الرب يبارك بجوده حياتنا
وتعم البركة مخازن قمح نفوسنا
فيوسف الذي باع القمح للمصريين وللناس الجائعة
نراه من فوق الصليب يوسف جديد
يوزع بدل القمح وتعب طحنه وعجنه وخبزه
يوزعه خبزا جاهزا بلا تعب مجانا
هذا هو صليب الرب
أشبع جوعنا لله
وللملكوت
به ننبذ العالم
وشهوات العالم
بل ونموت عن العالم
ونحيا في البر والنعمة
هذه هي عطايا الصليب
لن نشتري هذا الخبز بالمال
بل نشتريه بحبنا للصليب
ومبادلة الله حبا بحب
سنشتريه باستحقاقنا له
ونستعد لاقتنائه بالنفس والجسد
هو خبز تصنعه أيدينا
لكنه من على الصليب يعود خبزا سماويا
يثبتنا في الرب
وهو يثبت فينا
فليستعد المؤمنون يوم رفع الصليب
لينالوا العطية السماوية من الصليب مباشرة
والأحلى من ذلك
أن المؤمن المستحق يقتنيه من يد الله
فابن الله المصلوب بالجسد
هو الكاهن والذبيحة معا
يقدم لنا خبز الملكوت
ممزوجة بخمر السماء
فنفرح برفع صليب الرب
فنستمد منه الشبع
لنفوسنا وأجسادنا
فنستنير بنور الخلاص والغفران
ويصبح ملكوت الله في داخلنا
لا بقمح يوسف القديم
بل بخبز الصليب المجيد
فافرحوا يا مؤمنون بالموسم
وتهللوا بتجديد غفرانكم بالنظر لصليب الرب
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!