مقالات عامة

عملية فخر الأواني والجداريات

الكاتب: نيران يارث يونان
 
عملية فخر الأواني والجداريات
فن الفخار هو أبسط الفنون التشكيلية وأكثرها صعوبة في آن معاً . أبسط الفنون لأنه أكثر أولية . أما صعوبته فلأنه أكثر الفنون تجريداُ . كما أن الفخار هو أول الفنون التي عرفها الأنسان القديم . فصنعت الأواني الفخارية بالأيدي من الطين الخام ، وكانت تجفف بواسطة أشعة الشمس والهواء فقط ، أي قبل فترة أكتشاف النار ، فكانت النتائج غير صلبة ، هشة ، سريعة الكسر وتمتاز بالليونة وكان لها قابلية التخديش بأي مادة صلبة ، كما كانت تمتاز بالعتمة مع وجود شقوق ومساحات ، فاذا وضع مقطع منها على اللسان فأنه يلتصق به لكن حينما أكتشفت النار تعلم الأنسان أن يجعل أوانيه أكثر صلابة وقدرة على البقاء ، فوضع أعماله في النار لكي تكتسب صلابة وقوة .
   عرف الأنسان القديم بأن سر الفخر الجيد يكمن في درجات حرارية أقوى من حرارة النار المتقدة في الموقد لهذا فكر بالحصول على تلك الدرجات بأبتكار الفرن البدائي ( الكورة ) فقام بحفر حفر كبير في الأرض تتسع لوضع كمية من جذوع الأشجار الكبيرة لحرقها لأيام عديدة وكان يضع حولها أعماله الطينية اليابسة في أشعة الشمس  ، ومن ثم تغطى الحفرة مع ترك منافذ لدخول الهواء وخروج الدخان الناتج من حرق الأشجار . هكذا أستطاع حصر الحرارة في تلك الحفرة فحصل على الدرجات الحرارية المطلوبة لفخر وكذلك لتزجيج أعماله . تطورت الفكرة الى صناعة أفران محلية لفخر الأعمال الفخارية وقوالب الطين المستخدمة في البناء أي ( الطابوق الفخاري ) . كان يحرق في تلك الأفران الأخشاب وبقايا الحيوانات لأجل الحصول على الدرجات الحرارية المطلوبة  . بعدها تم استخدام النفط والغاز في تشغيل تلك الأفران . أما اليوم فقد حل محلها أفران كهربائية دقيقة ومبرمجة تسيطر وبدقة على درجات الحرارة بالفترة الزمنية اللازمة فتأتي بنتائج دقيقة وسليمة . وتعتبر هذه النتائج أكثر فائدة وأسهلها تركيباً فهي لا تحتاج الى مدخنة ، كما هي عازلة للحرارة فلا تتسرب منها الا القليل لذا يمكن وضعها في أي مكان والفرن الكهربائي يتمتع بميزات عديدة منها :
1- له منظم حراري  2- التحكم في درجة التسخين   3- قليل الأندثار   4- عناصر التسخين فقط هي التي تحتاج الى تجديد .    5- هناك أفران تصل حرارتها الى أكثر من ا500 درجة مئوية .
عملية الفخر أذاً هي تعريض الأواني الفخارية أو قطع اللوحات الجدارية للنار بدرجات كافية ولمدة زمنية تكفي الى حدوث تغيرات كيمياوية وفيزياوية في العمل الفخاري . فالعملية اذاً ليست تعريض للنار فحسب أنما يتدخل عامل الزمن الى حد ما وهذه الحقيقة غالباً ما يتجاهلها معظم المبتدئين .
مراحل عملية الفخر :
1- تبخر الماء من 20 – 120 درجة مئوية .       2 – التحلل من 120 – 350 درجة مئوية.       3 – عملية التغيير الى سيراميك من 350 – 700 درجة مئوية .    4- الأحتراق من 700 – 800 درجة مئوية .   5- الأنصهار من 800 – ما لا نهاية .   6- مرحلة التبريد التدريجي .

 
طريقة فخر الأعمال بالفرن الكهربائي :

 
بعد التأكد من جفاف الأعمال المصنوعة باليد أو الويل الكهربائي أو بالقوالب ، وتخلصها من الماء أو الرطوبة يتم وضعها وترتيبها في داخل الفرن بأنتظام ، ومن ثم يغلق الفرن لكي تعرض تلك الأعمال للنار بصورة تدريجية وهذه العملية تختلف بأختلاف نوع الفرن . ففي المرحلة الأولى ، تصل حرارة الفرن الى 120 مئوية ، وهي أعلى من درجة غليان الماء . يجب أن نتأكد من أن العَملية تتم ببطىء ، لأن زيادة الحرارة بسرعة تؤدي الى تصدع الأعمال وذلك بسبب التمدد الحاصل بسرعة نتيجة ارتفاع الحرارة بسرعة وفي هذه الحالة تكون قاعدة الأعمال أكثر الأماكن قابلة للتصدع أو الأنكسار . لهذا يجب أن نترك تلك الأعمال في الفرن لأطول مدة ممكنة للحرارة لكي يكون الأرتفاع تدريجي وبطيء . بعدها ترتفع درجة الحرارة الى مرحلة ثانية وهي من 120 – 500 مئوية . ففي هذه المرحلة تكون عدة تغيرات قد حصلت في الطين فيكون قد تخلص من الماء الموجود في داخله ولم يعد طيناً لأنه قد أنكمش قليلاً واصبح مسامياً وفي هذه المرحلة يكون مقدار معين من السليكات ويكون الطين قد بدأ بالتمدد والتوسع وذلك لسد المساحات التي تركها الماء والمواد العضوية وتستمر عملية الفخر تدريجياً والنار منتشرة في الفرن بارتفاع تدريجي حتى الوصول الى درجة الحرارة القصوى ثم يطفى الفرن . يبرد تدرجياً بعد قطع التيار الكهربائي عنه الى أن تصل درجة حرارة الأعمال الى درجة مقاربة من محيط الفرن ثم تستخرج الأعمال . 
بقلم
الفنانة التشكيلية  
 
نيران يارث يونان
مدرسة ورئيسة قسم الفخار والسيراميك في معهد الفنون الجميلة في بغداد سابقاً
 
ونزرد – كندا
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!