الحوار الهاديء

علمانيونا بشخص نزار ملاخا يقرنون الانتماء بتعميقه علميًا بقلم الاب نوئيل فرمان

الكاتب: نزار ملاخا
علمانيونا بشخص نزار ملاخا يقرنون الانتماء بتعميقه علميًا بقلم الأب نويل فرمان السناطي
الاخ نزار ملاخا، ربطتني بأسرته معرفة تعود الى أولى خدمتي كشماس في كنيسة مار يوحنا المعمدان بالدورة من خلال شقيقه الصديق المهندس ضياء ملاخا، الذي كان مع عائلته من رواد لقاءاتنا الثقافية في الكنيسة الى جانب لقاءاتنا الروحية في دار أخوات يسوع الصغيرات. كما نشأت بين نزار وبيني معرفة ودية توثقت بما جمعنا من تفاعل أود أن أصفه -وهذه نعمة من الرب- بالتفاعل الراقي في التداول مع الرأي والرأي الآخر على قدم وساق من التبادل في المواقف المتسمة بالنزاهة والاخلاص في الطرح والتعامل، مزينة من قبل نزار نفسه بخطوات تتسم بالشجاعة والتواضع والروح الطرية بالمحبة.
وتأتي فرصة طيبة أن يكون السيد نزار موضوع هذا المقال. ذلك أني طالما ناصرت شخصيا، مبدأ التعلّم المستمر الذي غاب عن رغبات مجتمعنا. فقد ساد وهم شائع أن الدراسة بهدف التدرج الاكاديمي، تقتصر على مرحلة من التخرج في الكلية، وما يتم انجازه على عجل في أولى سنوات الزواج، وحسب. في حين يعطي الاخ نزار، المثال الميداني المنتشر في عالمنا المعاصر، وهو ان الشهادات هي من شأن كل الأعمار، أكان المرء متزوجا أو جدّاً.
 وكنت من بين حلقة معارفه أن وضعني أيضا عبر البريد الالكتروني في صورة استعداداته لمناقشة رسالة الماجستير. وضمن ذلك، استفسر في حينها من المجموعة الالكترونية ان كان ثمة من له ما يضيفه على موضوع مناقشته التي تخص المرحلة 200 – 1800. وأرى ان السؤال بحد ذاته، بصرف النظر عن مدى تلقيه الاجابة بشأنه، يعد ضمن المناقبية المهنية العلمية، للتأكد أن ليس ثمة من يمتلك الرأي في هذه النقطة أو تلك ولم تتح له فرصة أن يدلو بدلوه.
ثم جاءتنا مؤخرا رسالة ممتعة في سردها، حول رحلة المناقشة؛ من يقرأها، يحسب أن الموضوع يتعلق بمسار الاعداد للرسالة، وهو لعمري موضوع خاص بذاته آمل أن يفرد له الاخ نزار أكثر من مقال مستقل. كما نأمل أن يطلع القراء، على مادة الرسالة لغرض التنوير والمناقشة واستمزاج الأفكار للمزيد من الإثراء.
الممتع في سرد الرحلة العملية في مسارها الجغرافية لمكان مناقشة الرسالة، هو الدهشة التي ترافق من يمزج رحلته العلمية بكل ما يتصل بها وما يظهر شغفه بما يعمله وما ينجزه. فكانت الرحلة موضوعا بحدّ ذاته. ابتدأ بأن تبلغ من لدن رئاسة جامعة لاهاي بأن يوم 26-3-2015 الساعة الثانية عشر ظهرا سيكون موعد مناقشة رسالة الماجستير التي كان تقدم بها إلى رئاسة الجامعة، بعنوان (الكلدان ونشاطهم الثقافي والديني للفترة من 1800م – 2000م) وعرج المتحدث على محطات الرحلة من مدينة أوغوص الى مدينة هامبرغ الألمانية، عبر عدة تحويلات ومن هناك إلى مدينة أمستردام الهولندية مروراً بعدة مدن حيث وصلها مع زوجته في العاشرة مساءً أي بعد رحلة ما يقارب إثنتي عشرة ساعة. ويمضي الاخ نزار في سرده: في اليوم الثاني وفي الموعد المحدد ذهبتُ إلى مقر الجامعة الذي يبعد عن الفندق بخمسة دقائق سيراً على الأقدام. قبل أن يتحدث عن حيثيات المناقشة بالقول:
أبتدأت المناقشة أمام اللجنة وكانت برئاسة الأستاذ الدكتور شفيق السامرائي (وهو الملحق الثقافي الأسبق بسفارة العراق في فرنسا) وعضوية كل من: الأستاذ الدكتور حسن نوري الياسري والأستاذ الدكتور خليل شاكر حسين الزبيدي مشرفا وعضوا في اللجنة. وحضر المناقشة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور عادل شاكر الطائي رئيس لجنة الدراسات العليا والأستاذ الدكتور علي مدير الإدارة وعدد من الأساتذة في الجامعة. وأضاف نزار في خبره الالكتروني لنا:
 ابتدأت بموجز عن رسالتي التي تضمنت عدة فصول وعدة مباحث حول أصل الكلدان ومناطق سكنهم ولغتهم وتواجدهم التاريخي وأصولهم ثم مواقفهم من الحكومات الوطنية التي تعاقبت على حكم العراق وأدوارهم التاريخية في بناء العراق دولة وحضارة وثقافة وتاريخ وعلوم. بعد الإنتهاء من ذلك أبتدأ الأساتذة بإبداء الملاحظات حول الرسالة ومن ثم أعطوني الوقت للرد على ما دونته من ملاحظات أثناء تعقيبهم وهكذا، وقد أستمرت الجلسة لما يقرب من ثلاث ساعات بعدها خرجتُ لغرض المداولة وإتخاذ القرار.
ناداني الأستاذ مرة ثانية لتلاوة القرار وكان أن تم منحي درجة الماجستير بتقدير إمتياز وذلك بموجب القرار الصادر من الجامعة برقم 572 في 26-3-2015 وقد تم تسجيل الرسالة في الجامعة تحت رقم 2412. فرحة كبيرة لا توصف، إنجاز هائل على الأقل بالنسبة لي ولعائلتي وإخوتي وأصدقائي ومعارفي، ارتديت الروب الجامعي ثم غطاء الرأس قبل تلاوة القرار من قبل رئيس اللجنة بعدها تناولنا طعام الغداء وقد نوّطني السيد رئيس الجامعة بنوط الجامعة الذي لا يمنح إلا لمن يحصل على تقدير إمتياز.
 
وأختتم بالقول: أجل إنها لفرحة من المتعلقين بالجذور الاثنية لأبناء الكنيسة الكلدانية، بأن تأتي رسالة الماجستير للأستاذ نزار ملاخا التي كلنا أمل أن تكون اضمامة مثرية في هذا الشأن. إنها تهنئة مقرونة بأمنية أن تكون الحقبة اللاحقة من نيل هذه الشهادة، ليس فقط التحضير لرسالة الدكتوراه، بل ان يعمق هذه المسيرة من خلال الكتابات العلمية، والمناقشات المتخصصة فيما يطرح في الساحة من آراء بأقلام رصينة وبحوار راقٍ، همها محبة الانتماء النهريني العميق المعجون بتفاعل نهجه مع المسار الايماني كنيستنا العريقة والمعاصرة…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!